شيزوفرينيا الإعلام العربي

20 views
Skip to first unread message

kadhim finjan

unread,
Feb 21, 2015, 7:44:39 AM2/21/15
to
 
شيزوفرينيا الإعلام العربي
 
كاظم فنجان الحمامي
 
تتطاير التصريحات هذه الأيام من كل حدب وصوب باتجاه المواطن العربي. مثلما تتطاير الشظايا والأعيرة النارية المتناثرة في الفضاءات المتاحة لمن هب ودب، فالمتتبع الحاذق لما تبثه شبكات الإعلام من تناقضات صارخة، سيشفق على المواطن العربي، الذي اختلطت عليه الأمور، حتى انعدمت ثقته تماماً بتلك الشبكات التي فقدت مصداقيتها.
لقد تشكلت أقوى صور الفصام المهني في الإعلام العربي تدريجيا عندما تبجحت الصحف العربية برفضها للتدخل الأمريكي في المنطقة، في الوقت الذي ظلت فيه عاجزة عن توجيه أصابع اللوم والاتهام للحكومات العربية المتحالفة مع المتحالفين ضدنا، فمنحت البنتاغون أوسع القواعد الحربية في قلب الخليج العربي. فكانت القواعد الأمريكية المنتشرة في قطر بمنأى تماماً عن انتقادات الإعلام العربي. أما الفقهاء (وفي مقدمتهم القرضاوي)، فقد سخروا علومهم الدينية لتأليب الناس على الأنظمة العربية (الجمهورية). لكنهم لم ولن يتجرءوا على انتقاد الأنظمة العربية (الملكية). وصار واضحاً أنهم يمتلكون القدرات الاستكشافية الخارقة لرصد الدكتاتوريات الجمهورية البعيدة، من دون أن يبصروا الدكتاتوريات الملكية القريبة منهم.
ووقف الإعلام العربي بكامل قوته ضد العمليات التي شنتها المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل، ولم يكن حازماً في مواقفه المتذبذبة مع المقاومة الفلسطينية، التي كانت تتلقى الضربات اليومية العنيفة من إسرائيل، بل ظل حتى يومنا هذا يتحدث بلغة المراوغة المكشوفة. من دون أن ينتقد جرائم التنظيمات التكفيرية المؤازرة لإسرائيل والمؤيدة لها في السر والعلن.
لو حاولنا مراجعة المقالات التحليلية والدراسات الاستقصائية، التي نشرتها الصحف العربية قبل أقل من عامين. لاكتشفنا أنها اتفقت كلها وقتذاك على ربط الولادة المفاجئة لتنظيمات الدواعش بالمخابرات الإيرانية ونظيرتها السورية، ولاكتشفنا أيضاً أن معظم المفكرين والسياسيين والخطباء العرب كانوا يزعمون أن تلك التنظيمات تتلقى الدعم والتوجيه من طهران، وأنها أداة من أدوات النظام السوري لقمع الثورة المسلحة بقيادة الجيش الحر. خصوصا بعدما أقدمت داعش على تصفية قيادات ذلك الجيش المعارض للنظام. ثم دارت الأهلة دورتها لتثبت لنا الأيام حجم الغباء المتغلغل في تجاويف الأدمغة العربية المشفرة. والتي ظلت متمسكة بعنادها حتى اليوم الذي زعمت فيه إحدى الصحف أن إيران هي التي أحرقت الطيار المغدور (معاذ الكساسبة). بمعنى أن الأقلام العربية هي التي أسهمت في طمس الحقائق، وهي التي شوشت الرأي العام، وتعمدت ارتكاب الأخطاء المتكررة لتوسيع رقعة الحرب الطائفية المتأججة في الشرق الأوسط.
من نافلة القول نذكر أن المشاركين في مؤتمر (دور الإعلام العربي في التصدي للإرهاب)، الذي نظمته جامعة نايف العربية، لم يتفقوا على إجراءات الحد من فوضى الفتاوى الدينية المتناقضة، والتي أسهمت حتى الآن في تهديد سلامة الناس. فعلى الرغم من دعوات المؤتمر نحو تكوين رأي عام إسلامي موحد. يعتمد على الوسطية والاعتدال، ويحترم مكونات المجتمع العربي على اختلاف طوائفه ومذهبه، فقد تحفظ المؤتمرون على أهم التوصيات والقرارات.
هذا غيض من فيض عن الضياع العربي، الذي وقفت فيه الأمة على مفترق الطرق المصيرية، وربما آن الأوان أن تراجع الأنظمة حساباتها السياسية، وتعود إلى شعوبها وأصالتها لتتابع الأحداث بوعي نظيف لا يتأثر بحمى الفصام الإعلامي المضلل.
والله يستر من الجايات
u0634u064Au0632u0648u0641u0631u064Au0646u064Au0627 u0627u0644u0625u0639u0644u0627u0645 u0627u0644u0639u0631u0628u064A.docx
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages