نعم هذا هو العراق فلا تندهش ولا تبتئس

已查看 17 次
跳至第一个未读帖子

kadhim finjan

未读,
2015年2月14日 06:55:572015/2/14
收件人
 
نعم هذا هو العراق فلا تندهش ولا تبتئس
 
كاظم فنجان الحمامي
 
عندما تسمع بدولة تجري في أرضها الخصبة أعذب الأنهار والأهوار والأخوار والجداول والبحيرات، وأنهارها مذكورة في كل الكتب المقدسة، في التوراة والزبور والأنجيل والقرآن. لكن تلك الدولة تستورد مياهها من الدول المتصحرة المجاورة لها، فأعلم أن الذي سمعته صحيح 100%، وأن الدولة المقصودة هي العراق.
عندما تسمع بدولة عرفها القاصي والداني ببساتين نخيلها السامقة على الضفاف، وغاباتها المكتظة في السهول الغنية بسيد الشجر، وتنتج أشهى التمور وأعذبها، لكنها صارت اليوم تستورد تمورها من البلدان الرملية الجافة، فلا تنزعج ولا تتذمر فالدولة هي العراق.
عندما تسمع بشعب طاردته شظايا الإرهاب، ومزقته العبوات الناسفة، بينما يعيش الإرهابيون بمنأى عن عقوبات الإعدام، على الرغم من ارتكابهم أبشع جرائم القتل والذبح والسحل ضد عشرات الأبرياء من المواطنين العزل، فأعلم أن الدولة هي العراق.
عندما تسمع بدولة وفرت لكبار المسؤولين أفخم العربات المصفحة وأكشخ السيارات المدرعة، وسمحت لهم بالتحرك في مواكب برمكية استفزازية تثير الأتربة على وجوه المارة، وترسم على ملامحهم علامات الاستفهام والتعجب، فأعلم أنك لن تشاهد هذه المسرحية إلا في العراق.  
عندما تسمع بدولة تصدر النفط الخام ثم تستورده بصورة مشتقات ومحروقات وتدفع في الشراء أضعاف أضعاف أسعار البيع فأعلم أن هذه الحالة غير موجودة في أقطار كوكب الأرض، لكنها موجودة في العراق، الذي ظل حتى يومنا هذا يستورد البنزين والكيروسين والمازوت والدهن بريك، وهو الذي يمتلك أكبر الحقول النفطية وأعمقها.
عندما تسمع بدولة تشتري أسلحتها التعبوية من ترسانات عشائرها، فأعلم أن الجنرال العراقي مهدي الغراوي أول من أكد صحة هذا الخبر وصرح به بعظمة لسانه. وخص بهذا التصريح قناة البغدادية.
عندما تسمع بدولة انكمشت سواحلها نحو الداخل، وتقلصت رقعتها البحرية. دولة لم يسبق لها أن أبرمت اتفاقية حدودية واحدة لم تتنازل فيها عن أجزاء هامة من مياهها، فأعلم أن العراق هو البلد، الذي لم يحقق أي مكسب من المكاسب الملاحية في أي معاهدة أو اتفاقية وقعها مع دول الجوار.
عندما تسمع بدولة فيها أكبر معامل التصنيع والإنتاج، لكنها لا تنتج شيئاً. دولة تمتلك أوسع قاعدة مهنية وعمالية وحرفية، لكنها تستورد موادها الاستهلاكية من الخارج، حتى المعلبات واللحوم والأسماك المجمدة تستوردها من الخارج، ثم صارت تستورد طعام إفطارها وغدائها وعشائها ومرطباتها من الخارج، فأعلم أن العراق هو الدولة التي صارت تأكل أكثر مما تنتج وتطحن أكثر مما تزرع.
نحن يا جماعة الخير من أكبر الأقطار الخاملة، وننتمي إلى الكائنات الاستهلاكية وليس إلى الفصائل المنتجة. أما نظرية الشخص المناسب في المكان المناسب فلم تجد طريقها إلى التطبيق في معظم المؤسسات العراقية. لأن مؤسساتنا تعمل بنظرية (خالتي وبنت خالتي وللغريبة فضالتي). والله يستر من الجايات.
u0646u0639u0645 u0647u0630u0627 u0647u0648 u0627u0644u0639u0631u0627u0642 u0641u0644u0627 u062Au0633u062Au063Au0631u0628u0648u0627.docx
回复全部
回复作者
转发
0 个新帖子