ومضان ضيفٌ كريم

4 views
Skip to first unread message

جنان الورد

unread,
Apr 8, 2024, 1:43:24 PMApr 8
to
رمضان ضيفٌ كريم أوشك على الرحيل، اكتشفنا معه أن في داخلنا القدرة على العبادة وقوة التحمل، وما كان يمنعنا من ذلك إلا الغفلة والكسل.
رمضان ضيف كريم نرجو معه أن يمضي وقد غُفرت ذنوبنا، وكُتب لنا العتق من النار، ويا حسرة علينا إذا كان قد مضى ولم يُغفر لنا فيه، كما قال ﷺ: (رَغِم أنف امرئ دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له).
وإن من حق الضيف إتمام إكرامه حتى يرحل؛ فمما استقر في طبائع أمتنا -قبل أن تفترسهم الحداثة- أن يُكرموا الضيف بتوديعه، بل حتى بتوصيله إلى بعض الطريق.
وقد كثر في كلام الصالحين التحذير من الفتور في آخر رمضان؛ فالصلاة تبطل إذا انتقض الوضوء قبل السلام، ويفسد الصوم بشربة ماء قبل الغروب، وإن من تمام حمد الله -الذي كنا ندعوه أن يبلغنا رمضان- أن لا ننصرف عن رمضان قبل انقضائه، وأن نُحْسِنَ وداعه كما نُحْسِنُ لضيف جاءنا بالخير الكثير، ونرجو منه الجزاء العظيم.
لا يليق بمن تماسك وجاهد نفسه في رمضان أن يُفلِت نفسه في الساعات الأخيرة منه؛ فقد يكون النجاح في الامتحان في مذاكرة الليلة الأخيرة بل في مذاكرة الساعة الأخيرة، ولا يعرف قيمة السنة إلا من رسب في سنة، ولا يعرف قيمة الساعة إلا من تأخر عن الامتحان ساعة، ولا يعرف قيمة الدقيقة إلا من فاته القطار بدقيقة، وسيبدو مفزعا ومرعبا وفظيعا أن يُقال يوم القيامة: لم يعرف قيمة العتق من النار إلا من فرط في ساعة من رمضان!
لن نقول بعد رمضان: "لا تكن رمضانيا وكن ربانيا"؛ فإن الغالب أن لا نطيق بعد رمضان ما كنا نطيق في رمضان، ولكن إذا تقبلنا الله ولو في الساعة الأخيرة من رمضان فإنها الجائزة الكبرى التي نتمناها ونرجوها بل ونتمنى أن نموت بعدها.

فاللهم توفنا وأنت راضٍ عنا.
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages