بشراكم وفاء الأحرار بقلم/خولة بوخيمة ـ من المغرب

3 views
Skip to first unread message

شبكة أقلام شابة

unread,
Oct 30, 2011, 3:39:26 AM10/30/11
to

بشراكم وفاء الأحرار

بقلم/خولة بوخيمة ـ من المغرب

 

صدقوني، يمر الليل أحيانا طويلا، بشكل لا يوصف، بثقل ليس معه متنفس، بقدرة عجيبة على إغراقنا في كوابيس اليأس .. وقد نمل، ونكل، وتأتي السنين الشداد على مدخراتنا من الأمل المعتق..ولا يبقى لنا بعد الرجاء في الله إلا وعد رجال الله!

 

وحتى إذا ضاقت واستحكمت حلقاتها.. جاءتنا قوافل الأحرار تترى.. من كل المعابر!

 

 

الحلم يخطو فوق الواقع، والخيال يطوق المعاينة، و المشهد أجل من أن نشيح بأنظارنا عنه ولو لبرهة، بل حتى لفرك العيون.. رهبة منعنتني من التفرس في تلك الوجوه المتوضئة، خفت على عيني ألا ترى شيئاً بعدها!

 

فهذي الوجوه حين ووريت عنا، كانت لا تزال آثار المعارك بادية عليها، اليوم وددت لو أني هناك لأقبل الأيادي وأشم فيها ما بقي عالقا رغم السنين الجائرات من رائحة البارود ومسك الجراح، و أكاد أجزم أني أشمها من منفاي هذا!

 

لم يبدلوا، لم يجلسوا أمام صناديق الخواء جل أعمارهم، لم ينسوا تواريخ الانتصارات، لم يغيروا ما في النفوس، لم ينسوا ملامح العدو الذي يعيش حواليهم و ينظر إليهم عبر القضبان مستغرباً كيف يتقنون فن الحياة!

 

وحين كنا نكتب الأشعار والأهازيج لنحتفي إذا تذكرنا، كانوا يسطرون ملاحم الذاكرة التي لا تنسى..

 

وحين طال علينا الأمد، وخفت الترقب، و تلاشت الحماسة، كانوا على عهدهم مع الله.. فصدقهم وعده

 

يا أيها القادمون من غيابات السجون، يا أيها الماشون على جراح القوم أثخنتم فيهم يوما واليوم لازلتم تثخنون، والله  إن نفساً واحدا من أنفاسكم أثقل على العدى من ألف موت.. إنهم يألمون وأنتم بفضل الله تفرحون.

 

هم الأحرار، كانوا، واليوم ما زالوا، ونحن الأسرى واليوم حُررنا!

 

لو كان للأقصى لسان لحكى، من حرر الأسرى قادر على أن يفك القيد عن المسرى.

 

لكم شأن عند مولاكم فلولاكم لما حبانا سبحانه بلقياكم، ولما اكتحلت أعيننا برؤيتكم، ولما كانت بشراكم أولى تباشير نصرنا القادم.

 

ووعد القسام لمن ينتظر.. رجال الله لايبدلون، وغداً ينكسر القيد، غدا تستحيل قضبان الزنازين حطاماً، الصبح موعدكم، أوليس الصبح بقريب؟

 

 

 

 شبكة أقلام شابة

 

 

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages