أسرانا .. جرح يحتاج إلى ضماد:( بقلم/ إسراء أبو عودة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثالث عشر على اسرانا البواسل في سجون الاحتلال و هم يخوضون وحدهم معركة الأمعاء الخاوية , و دون ان يميز بعضهم ممن هم في عزل انفرداي نهارهم من ليلهم آملين أن يحرّك صمودهم قلوب العالم المتحجّر ..
بعد ثلاثة عشر يوماً انقضت بمرّها و مرّها على معتقلينا الأبطال لا يزالون يطمعون في ان يسد رمق جوعهم حلول تسرّهم و تقهر سجّانهم, في حين يستمر الفلسطيني الممسك بزمام الأمور بإلقاء الكرة في ملعب الاخر متهرباً من مسئوليته , و لو تناولنا المشهد من جهاته المختلفة لوجدنا التالي ..
الرئيس محمود عباس و الذي يمثّل السلطة الفلسطينية و منظمة التحرير و حركة فتح غاب أو تغيّب عن باله ان الأسرى هم قضية وطنية إنسانية بإمتياز تنتهك أبسط حقوقهم بشكل دائم لكنه لم يغب عنه الأسير الإسرائيلي المعتقل لدى المقاومة في غزة " جلعاد شاليط " و رأى ان الإنسانية تتجلى في الإفراج عن شاليط متمنياً على فصائل المقاومة ان تطلق سراحه !!! متعهداً أنه سيحاول جاهداً أن تكون قضيتهم على سلم اولوياته كمفاوض ,كونه لا يرى طريقة أنسب من المفاوضات للإفراج عن ما يزيد عن 7000 أسير .
في الوقت نفسه تستمر أجهزته الأمنية في الضفة بممارسة العربدة الأمنية و اعتقال المجاهدين و تعذيبهم في إطار ما يعرف بالتنسيق الأمني , كما يندرج تحت ذلك توفير الحماية لأي إسرائيلي ( مدجج بالسلاح ) " قد يُضل الطريق " في الضفة الغربية ؟!!
اما في غزة .. فقد تفاوتت ردود الفعل الروتينية بين مسيرات شعبية و تحركات رسمية مطالبة العالم بضرورة التدخل لإنقاذ الأسرى؟!! ولكن..
هل حمل الشعارات و التسوّل امام مقر الصليب الأحمر ممكن أن يفرج عن اسير او حتى يسد جوعه ؟أليس من الأجدر أن تتخذ فصائل المقاومة خطوات أكثر صرامة مع الإحتلال كان تمطر المغتصبات الصهيونية بوابل من الصواريخ الموجعة ؟ قد يقاطعني البعض و يقول " بدك تلحمي بريزة بربع ليرة؟؟ " معللاً ذلك أنه قد يجر غزة على ساحة حرب هي غير متجهزة لها و سيضيع الغزيون بين قتلى و جرحى !! و لكن و لأنني توقعت السؤال فقد أعددت الإجابة,, لماذا لم نسأل أنفسنا ما سبب وجود الاسرى في السجون الآن ؟!أليس أحدهم كان يزرع عبوة ليفجّر آلية تحاول ان تهدم بيوت و احلام شعبه فإعتُقل هناك و آخر حاول تفجير نفسه انتقاماً لأطفال تُذبح و نساء ترمّل فأعتُقل و آخر فضّل أن انام أنا و أرتاح و يذهب هو ليسهر على راحتي و راحتك و إعتُقل هناك و آخر و آخر و آخر .......الخ
لذا .. بما أنهم دفعوا حريتهم ثمناً لصون ارضهم و عرضهم فمن اقل الواجب أن امارس ذات الدور لأجله الآن فتحمّل أي تبعات للصواريخ لن يكون مناً و تفضلاً عليهم بل بمثابة " سداد دين " حتى لو اضطررنا أن نقدم أرواحنا !!
ثالثاً .. إلى اسرى الكيبوردات في كل مكان ,, هلّا انتصرتم لأسرى الزنزانات ؟؟!! فمن المؤسف أن كثير من شبابنا في فلسطين و في العالم العربي لا يعلمون بإضراب الأسرى !! هل عجزنا عن نشر حملات التوعية بقضية الأسرى و اين نحن من توسيع دائرة الغضب و السخط على الإحتلال الاسرائيلي , هل حاول أي " هاكر عربي " ان يقتحم بعض الصفحات الإلكترونية التي تعود لبعض من يدّعي حقوق الإنسان و ينشر صور الأسرى و معاناتهم ؟!!
اخيراً .. اسرانا البواسل ,, أنتم شامة عز في جبين هذه الأمة و عن أصدرت بحقكم الأحكام العالية فحكم الله هو الغالب و اعلماو أن اشد ساعات الليل ظلاماً هي التي تسبق الفجر ..
على أمل في وجه الله و ثقة بموعود الله ,, أن اراكم بيننا قريباً
و لا نامت اعين الجبناء ..
بقلم ** إسراء أبو عودة