You do not have permission to delete messages in this group
Copy link
Report message
Show original message
Either email addresses are anonymous for this group or you need the view member email addresses permission to view the original message
to
برقيات....
للشاعرة آلاء السوسي (1) برقيات على كف غيمة من فرح :
إليكم : أيها الحاملون أحلامكم ، و الخارجون إلينا بها !
أيها المثقلون بسنوات القيد الطويلة ، و بصبرها الذي جعل منكم أنبياء ! ستخرجون كما الضوء ، و تعبرون بنا ألف مسافة نور ، هل للشوارع أن تغير أسماءها و تستعير أسماءكم ؟ أعيرونا أسماءكم ، كي نكون أنتم ، و لو لحظة !
إلى أم لم تزل تعدُّ ريحانتها منذ سنين ليديه ، فلقد زرعها ، ثم ابتلعته السجون ! الريحانة لم تزل تنمو ، و أمه تعدها لشربة ماء أخرى من يديه ، لا تظمأ بعدها أبدا !
إلى زوجة ، لم تزل تعد ملامحها للحظة لقاءْ !
غدا : لا تعدي شيئا سيقول الكون كل ما تريدين قوله بلغةٍ أخرى ، و ستتنفسين هواءه ، شهيا كزهر اللوز .. و سيختصر الطريق ألف مسافة لكي يضمكِ!
إلى طفلةٍ وُلِدتْ في منفى الطفولة ، لم تزل ، منذ ولادتها ، تعد الحروف لكلمة لم تقلها !
لا تعدي الحروف يا صغيرة ! غدا : سيخترع الكون أبجدية أخرى تليق بلحظةٍ يلتقي فيها أب بابنته لأول مرة ! فكفِّي عن صخب اختراع المفردات بلثغة بريئة ..
إلى والد سمعته منذ فترة يقول : "باب السجن صدا و تغير ، السجان مات و جاء ابنه ، و ابني لم يزل في السجن "
لن يتغير باب السجن مرة أخرى ، و ربما تتغير الوجوه ! ثم : آن أن تكفَّ عن الاحتراق .. غدا تراه !
إلى صباح سيراكم : أغمض عينيكَ قليلا و امض ، لأنهم قادمون ! و احمل حقيبتك الضوئية ، و خذ من نورهم قليلا !
إذا رأيت ابتسامة طفلة ، فاحتفظ بها في ذاكرتك للأبد ، لأن ابتسامة كهذه ليست عابرة !
إلى الخاطفين : من حماس و ألوية الناصر .. دائما تبدون أكبر من كل كلامنا عنكم ، و نبدو أصغر من قاماتكم ! فاغفروا !
إلى مدينتنا : لا تقولي شيئا ، و اتركي البحر يبحث عن مفردات الكلامْ ! هو قد يعلمكِ أن نار احتراقه ، أعلى من طاقة الموج ، و أكبر من التطرف القمري مدا و جزرا ! قولي له : أنكِ تريدين أن تغرقي في البحر ، لا لتموتي ..
بل لتولدي موجة من فرح ! جميعهم سيغتسلون في البحر ، كي يولدوا من جديد ، فأعد لهم أيها البحر ما يليق بهم من سماء !
(2)
برقيات لا بد منها !
إلى الجندي و هو يعصب أعينكم ، و يقيد أقدامكم : أكنتَ تظن أن الحياة في أعينهم لها لون عصابتك السوداء ،
و أن الأرض تحتهم مقيدة كقأقدامهم ؟ هناك خلف الشمس ، تظهر شمس أخرى .. و تتخلى الأرض عن ثباتها الظاهري حتى تثبت لكَ أنهم يتحركون !
إلى السجان : بينكَ و بينه مسافة جدار مغرق في الصمت ، و عالم كامل من المعاني الجميلة الذي يتقنها هو و تجهلها أنت !
قل لابنكَ : أنكَ كنت تحرم الشمس من زيارتهم لأنهم يحبون أوطانهم، و سيقول التاريخ : تبا له ! و قل له : كانت صغيرة بعمركَ تريد أن ترى والدها ، فلم تره ، و ماتتْ ! و سيقول طفلك : تبا لكْ !
إلى جلعاد شاليط :
أيها الخارج من حفنة ضوء ، إلى قارعة ضباب : قل لأصدقائك أن الحرية هواء ، و أنها رئة لم تتشكل بعد ، و قل لهم : هناك على بعد دبابة و قذيفة : أرض و حياة و بشر و أناس طيبون ! و قل لهم : كفوا عن ممارسة الموت ، و أجيدوا لعبة الحياة و لو مرة واحدة !
(3) برقية على الهامش :
إلى أوطاننا : جلعاد ، في ميزانهم ، يساوي كل هؤلاء . فماذا نساوي نحن ؟