د. محمد كمال مصطفى
استشارى إدارة وتنمية الموارد البشرية
عندما تمتلك القدرة فهذا لا يعنى اكتمال الأداء ، واكتمال الأداء يكون
بوصوله عند أعلى مستوى من الدقة والجودة ، والوصول عند أعلى حدود الجودة
يكون بالوصول إلى حالة التطابق بين احتياجات العميل المستهدف بالأداء ،
والمُصمم الذى حدد وصمم مسبقاً ماذا تكون خطوات هذا الأداء تحقيقاً
لإشباع العميل ، وصانع الأداء عندما يغلق الدائرة بإشباع العميل بنتائج
أداءه .
ولا يتوقف الوصول إلى أعلى حدود الجودة لا على امتلاك القوة بالمهارة ،
والتى تعنى بالقدرة على الحل والمواجهة والفعل عند أعلى فاعلية وكفاءة ،
ولا عند توفر الرغبة الصادقة والدافعية النشطة للإنجاز ولكن إلى جانب كل
ذلك لابد من امتلاك الأسلوب ، فالقدرة هنا تعنى امتلاك المعرفة والمهارة
اللازمين لحدوث فعل الأداء والإنجاز ، أما الأسلوب فهو الطريقة التى تم
اختيارها للإنجاز والأداء .
فقد أكون قادراً على الكتابة والتعبير بالكلمة المسموعة والمكتوبة ،
ولكنى لا أمتلك الأسلوب القادر على الجذب والاحتواء والتأثير الفاعل ..
وقد أكون قادراً على المشاركة بكل شروطها " الحوار الآمن – تحديد الأدوار
– الاحتكام إلى المعرفة الموثقة والمؤكدة "، ولكنى لم أختار أكثر الطرق
فعالية للمشاركة ... وقد أكون أمتلك القدرة على إنجاز مهام وظيفتى أيا
كانت ، لكننى لم أختار الأسلوب القادر على استخدام هذه القدرة بالطريقة
التى تحقق النتائج عند أسرع وقت وبأكبر كمية وبأقل تكلفة وبأعلى جودة ،
فالمشكلة ليست فى القدرة ، وليست فى الرغبة ، وليست فى الدافعية ، وربما
ليست فى الإرادة ، بقدر ما هى فى الأسلوب .
فإذا ما قبلنا حقيقة وجدلاً وقهراً وعن طيب خاطر أنهم " والمقصود هنا
بكلمة أنهم هم من يجلسون مثل صديقى الذى أعتز بصداقته رغم أنه رفض وضن
على بحمايته فى اجتماعات الحزب الحاكم " يملكون القدرة والرغبة والدافعية
على إدارة كافة مناحى الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية
عند أعلى مستوى من إشباع الناس ورضاهم ، فإن النتائج مهما كان الاختلاف
عليها لم تحقق إشباع ورضا الغالبية من الناس، دون أن يكون السبب هو
افتقاد القدرة لديهم ، ولكن أعتقد وأرجو أن يكون اعتقادى هذا صواباً أنهم
يملكون القدرة ويفتقدون الأسلوب ، والذى يعنى باختيار الطريقة المثلى
لمسار القدرة والأسلوب الأكثر ارتباطاً بالإبداع والتميز .
اضغط هنا للتكملة
http://www.mohmedkamal.com/articles.aspx