عم الشيخ محمد
الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد الباري
متوسط الطول، نحيف الجسم، رشيق القوام،
قمحيّ اللون، حاد الملامح، صغير العينين،
سريع الكلام، سريع الخطى، دائب الحركة،
لا يكل ولا يمل، تجده في أي مكان وفى كل مكان
في نفس الوقت، إذا فكرت فيه تجده، وإذا أردت سماعه تجده.
يتقن عمله ويحب عمله بدرجة مذهلة.
حافظا لكتاب الله كاملا، يحفظ مالا يخطر على بالك
من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من يستفته يفته بآيات القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة، بضاعته حاضرة فلا يفكر كثيرا قبل الإجابة.
يحفظ الشعر، قوى الحجة،
أينما ووقتما تطلبه يقول خطبه يهتز لها كيانك.
عذب الكلام، رطب اللسان بذكر الله.
عاشرته وعاشره الآخرون لسنوات طوال
دون أن نسمعه يوما يأتي على ذكر أحد إلا بالخير.
إذا شكوت له أحدهم يفاجئك بسيل من الصفات الحميدة
التي لم تلاحظها في ذلك الشخص فيهدأ بالك
وتنقلب معاناتك منه إلى مودة.
يحبه الكبير قبل الصغير ويعلى قدره،
حظي بثقة الأساتذة والطلاب والزملاء من العاملين بالكلية.
لم يكن يرتدى إلا الجلباب الأبيض
بياقة مقفولة صيفا وشتاء.
لم يكن عم الشيخ محمد إلا عاملا فنيا
في قسم الحشرات الاقتصادية الذي أعمل به الآن
أستاذا في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية.
ولكن ذلك الرجل البسيط الموسوعي
كان في الكلية أشهر وأكبر من أي أستاذ في القسم
وكان أشهر من عمداء الكلية وكبار أساتذتها.
لا أعتقد أن هناك من تخرج في كلية الزراعة
بجامعة الإسكندرية
حتى بلوغ عم الشيخ محمد سن المعاش
إلا ويعرفه حق المعرفة،
ويقدره حق التقدير.
كان عم الشيخ محمد رجلا فقيرا
عفيف النفس لدرجة محيّرة.
لم يكن مرتبه يكفيه بعائلته الكبيرة
فكان يعمل اسكافيا بعد انصرافه من الكلية.
وكلية الزراعة لم تكن تهدأ من الطلاب
والأساتذة قبل الثامنة مساء.
وبعد الثامنة يدبّ فيها نشاط آخر لطلاب
الأبحاث والدراسات العليا.
كان عم الشيخ محمد يبدأ عمله في إصلاح الأحذية
أمام بيته بعد الثامنة مساء وحتى ساعات متأخرة من الليل.
كان يصلح الأحذية الرجالية والنسائية بالخياطة والمسامير.
فقد كانت كعوب الأحذية تثبت في النعال بالمسامير!
وكانت رخيصة الثمن ولكنها مع ذلك
لم تكن في متناول الرجل!
اليوم كل الأحذية بمئات الجنيهات وتيك أوى،
بمعنى قص ولصق وتفرقع بعد مشوارين.
ونسمع عن أحذية نسائية بكعوب من البلور الخالص
ترتديها موزة وخيارة وبلحة،
ومع ذلك انخلع حذاء موزة في عرس ابن ديانا !
ولم نكن نسمع عن حذاء محمود عباس أبو مازن
أبو 120 ألف يورو والرعية محاصرة
وتتضور جوعا في غزة
ويتواطأ أبو مازن
وأبو جمال في إحكام الحصار.
عم الشيخ محمد كان جلّ طعامه العيش الحاف !
نعم العيش الحاف! ولا حتى بالخل.
كان يملأ معدته بالعيش الحاف.
والحقيقة أن العيش كان ممكن أكله حافا
في ذلك الوقت (حتى منتصف السبعينات) بعكس أنواع الخبز الحالية التي ما أنزل الله بها من سلطان!
ولكن أن تكون الوجبات الغالبة خبزا حافا فقط
وطوال اليوم يعتبر ذلك أمرا مذهلا كبقية
أمور عم الشيخ محمد، ذلك الأسطورة.
فقد كان عزيز النفس وعفيفها.
كان قويا مرهوب الجانب برغم
رقة حاشيته ودماثة أخلاقه.
من أسطورية عم الشيخ محمد أن كنا نتتلمذ على يديه.
ليس في حسن الخلق وإتقان العمل
والانضباط فحسب بل وفى العلم أيضا.
أقولها وأنا أستاذ وأعنى ما أقول حرفيا.
كنا ندرس مئات الأنواع من الحشرات الاقتصادية.
لم يخطى مرة واحدة في حشرة واحدة.
كان يحب عمله وكان يحب الناس حبا عظيما.
عندما توفى الله والدى الكريم
عام 1972حضر عم الشيخ محمد الجنازة وحضر العزاء ليلا.
قال كلمة إيمانية اهتزت لها المنطقة كلها.
جلّ كلامه كان بالعربية الفصحى
بالرغم من أنه بالكاد كان يستطيع القراءة.
أنت يا عم الشيخ محمد حيرتني وأذهلتني،
يومك في الكلية تقضية مثل النحلة حتى الثامنة،
وتكمل يومك بالعمل الشاق في إصلاح الأحذية
حتى ساعة متأخرة من الليل،
فمتى تحفظ وتراجع القرآن الكريم
والأحاديث الشريفة والشعر لتكون بضاعتك حاضرة
لمن يطلبها نهارا ؟! عجبا!
وفى تلك الأيام لم يكن هناك مسجلات
ولا كاسيتات وحتى لما ظهرت لم يكن
أي شخص ليستطيع شراء أمثال تلك الرفاهية.
![http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df276.gif](https://ci6.googleusercontent.com/proxy/2vm4KMumimK1fE2ystivkzhwwrFcSU4POIT7zpMH8Skr3qbs6kuDT6GGQzwQI9Yb03xEXIvs6rEUT1Q-Nko-VOS32Vd0mKfjZdyeZoaEbitwXkXVo1bUnMaxZg=s0-d-e1-ft#http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df276.gif)
فجأة اختفى عم الشيخ محمد. فص ملح وذاب.
ذهبت إلى منزله عله يكون مريضا ولا يستطيع الحضور إلى عمله
فقد كنت أزوره في منزله وأجلس معه على كرسي بجانبه
وهو يصلح الأحذية.
ولكننا فوجئنا بأن أهل البيت فقدوه ولا يعرفون له طريقا.
بعد عدة أسابيع عرفنا أنه قد أعتقل.
لماذا يعتقل مثل ذلك الشخص الرقيق المسالم
حافظ كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والكل يحبه
والكل يأتمنه على الغالي والنفيس؟
لأنه من الإخوان المسلمين !!!
![http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df276.gif](https://ci6.googleusercontent.com/proxy/2vm4KMumimK1fE2ystivkzhwwrFcSU4POIT7zpMH8Skr3qbs6kuDT6GGQzwQI9Yb03xEXIvs6rEUT1Q-Nko-VOS32Vd0mKfjZdyeZoaEbitwXkXVo1bUnMaxZg=s0-d-e1-ft#http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df276.gif)
أهكذا كان عبد الناصر وبطانته ومن تبعه
وبطانته يعاملون عم الشيخ محمد وأمثاله؟
ماهى القضية؟ لا قضية! ماهى الجريمة؟ لا جريمة!
ماهى المشكلة؟ لا مشكلة! ولماذا الاعتقال؟
إحنا كده! لقد تقطعت قلوبنا على عم الشيخ محمد الأسطورة.
آكل العيش الحاف !!!
لم يسرق ولم يقتل ولم يختلس
ولم يزن ولم يغتصب
(لم نكن وقتها نعرف شيء اسمه اغتصاب)
ولم يخل بواجبات عمله ولم يسب ولم يجهل
ولم يجهل عليه يوما.
إحنا كده!
![http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df276.gif](https://ci6.googleusercontent.com/proxy/2vm4KMumimK1fE2ystivkzhwwrFcSU4POIT7zpMH8Skr3qbs6kuDT6GGQzwQI9Yb03xEXIvs6rEUT1Q-Nko-VOS32Vd0mKfjZdyeZoaEbitwXkXVo1bUnMaxZg=s0-d-e1-ft#http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df276.gif)
استمر اعتقال وتعذيب عم الشيخ محمد ثلاث سنين.
خرج بعدها شخص آخر من حيث الشكل
ولكن لم يتغير مضمونه على الإطلاق.
لم يقل شيئا قط سوى "حسبي الله ونعم الوكيل"
و "الحمد لله".
استمر في عمله ونشاطه ودعوته إلى الله
إلى أن بلغ خمس وستون عاما
وخرج إلى المعاش.
توفى الله عم الشيخ محمد بعد عمر
بلغ ثمانية وثمانون عاما.
رحمك الله يا عم الشيخ محمد،
وجعل قبرك روضة من رياض الجنة،
وسّع الله عليك قبرك وعوضك عما ضيقوه عليك فى الدنيا،
أطعمك الله مما تتخير من فاكهة الجنة وما تشتهيه من لحم طير، متعك الله بما لا عين رأت ولا أذن سمعت
وما خطر على قلب بشر،
عوض الأمة عنك خيرا
وأكرمنا بأمثالك ياعم الشيخ محمد.
هكذا هم الإخوان المسلمون وهكذا كان حالهم.
كان عم الشيخ محمد أمّة.
المذهل كيف تربّى عم الشيخ محمد في ظل القرآن الكريم
وحفظه كاملا وهو بالكاد يعرف كيف يقرا.
كان يحفظه مجوّدا وكان يرتله وكان لا يتحدث إلا به
وبالأحاديث الشريفة وبالأحاديث القدسية.
عندما كان يقول لي حديثا قدسيا أو حديثا نبويا شريفا
كنت أكتبه من فمه بالتشكيل،
وعندما أراجعه في المنزل أجده سليما وتاما
وصحيحا بالتشكيل الصحيح.
كيف استطاع الإخوان المسلمون تربية كوادرهم
وأبنائهم وأنفسهم بتلك الدرجة من الرقى
والموسوعية والاستقامة والأدب وإتقان العمل؟
إن الذي ربّاهم هو الله
في إحدى مدارس رسول الله
التي كان ناظرها حسن ألبنا.
ويتقافز أمامي بعض الأسئلة التي أريد الإجابة عليها.
لماذا يثق كثير من الناس في الإخوان المسلمين
وفى السلفيين ثقة هائلة وعندما يتعلق الأمر بحقوقهم
يكرهون أن يعطوها لهم.
لماذا يثق كثير من الناس في الإخوان
والسلفيين ثم يكره البعض إنصافهم؟
أريد أن أعرف وأتعلّم ماهى الأضرار
التي لحقت ببعض الناس الذين يطلقون
على أنفسهم "المثقفين" أو "النخبة" من قبل
الإخوان المسلمين والسلفيين حتى يكرهونهم
هكذا وينكرون عليهم حقوقهم ويودون إقصائهم،
ليس من الحياة السياسية بل من الحياة كلها ؟!
وبالمناسبة بأي حق يطلق هؤلاء على أنفسهم
من دون الناس لقب "المثقفون"؟ وماذا عن بقية الناس؟
هل هم بهائم يحق لهم أن يجرّوهم بالحبال إلى المصير
الذي يحددونه لهم هم؟
وهل كل واحد كتب حدوتة أو قصة خيالية
يكون هو المثقف؟
وهل كل واحد يستطيع أن يرص بضعة
مصطلحات في الاقتصاد أو السينما أو في العلوم الإنسانية
ربما دون أن يتأكد هو من معناها
يدّعى لنفسه الثقافة ويقصرها على ذاته ؟
وهل كل واحد كتب له كلمتين في مقالة نشرها له
قريبه أو صديقه الصحفي أو المحرر أصبح مثقفا ؟
وهل كل واحد تعلم له كلمتين انجليزي
وحفظ بعض أسماء الخواجات يكون هو المثقف؟
وما هو موضوع "النخب" الذي يصدعوننا به يوميا؟
وكيف أصبح هذا الشخص من "النخبة" ؟
ومن الذي انتخبه لكي يكون من "النخبة" ؟
ما هذه الخيبة ؟
وبأي حق يعتبر الشخص نفسه من
"النخبة" ؟
ألأنه من أعضاء الروتارى والليونز ؟
أم لأنه يرتدى المايوه هو وزوجته ويلعبون
الراكت على الشواطئ ؟
أم لأنه صديق حميم للخواجات يوادهم
ويوادونه على حساب قيم أبيه وأمه وأهله ؟
للأسف الشديد أغلبهم لم يتخلص
ولن يتخلص من لهجته القروية التي تنم
عن فطرة أهله الريفية السليمة والتي انسلخ منها !
وليته انسلخ من قرويته فحسب بل انسلخ من كل شيء
ولم يتبق له شيء سوى شوية مصطلحات
يدّعى بها الثقافة "والنخبويّة"
ويستعلى بها على خلق الله.
ماذا فعل لكم الإخوان المسلمون والسلفيون؟
أزعم وأجزم أنّ هؤلاء المناهضون للإخوان والسلفيين
إذا أراد أن يبيع ويشترى ويستأجر
ويستعين ويأتمن فلن يفعل ذلك إلا مع الإخوان والسلفيين.
أنهم يعلمون تمام العلم مدى طهر
وعفاف وأمانة وإتقان ونظافة ونزاهة
واستقامة الإخوان المسلمون والسلفيون.
ولكن إلا السياسة.
فالسياسة عندهم لا يجب أن يتداولها المتدينون!
أنها قاصرة على أبناء الذوات والاكسلانسات !
إن لسان حالهم يقول "اعطنى حسنة وأنا سيّدك".
ألا تعلمون أن الطهر والعفاف والأمانة
والإتقان والنظافة والنزاهة والاستقامة لا تتجزأ ؟
بل يجب أن تعلموا أيضا أن من انسلخ عن
دينه وأصله وعقيدته وأعرافة
ومبادئه لا أمان له ولا خلاق له !
أنا لا أقصد أبدا أن الطهر والعفاف والأمانة
والنظافة والنزاهة والاستقامة قاصرة
على الإخوان والسلفيين.
أبدا إطلاقا وإلا أكون كذابا وظالما ومجحفا.
إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
إن أكثر الناس بخير ومن الإنصاف والإحسان
والعدل أن أقول إن كثير من الناس من هم أفضل
وأكرم عند الله منى ومنهم.
ولكنني أتكلم عن الفئة من المسلمين
الذين وهبوا أنفسهم لخدمة العمل الاجتماعي
والسياسي والدعوة إلى الله.
فلا ينكر إلا مجحف ما قام به الإخوان المسلمون
من الدعوة والتصدي لظلم الحكام
وما لاقوه من اعتقالات وسجن
وتقتيل واستلاب أموالهم وتدمير أسرهم وعائلاتهم
بسبب تصديهم لظلم الحكام أكثر من سبعين عاما.
ولا ينكر أحد ما قام به الإخوان
وما لاقاه الإخوان بسبب تصديهم
للعمل الاجتماعي والاغاثى للمسلمين
في داخل مصر وفلسطين وخارجهما في الدول الإسلامية.
ولا يمكن إنكار دور الإخوان في الصحوة الإسلامية
وإحياء سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولا ينكر دور السلفيين في إحياء علوم القرآن
والسنن وفى تربية الجيل الحالي على مبادئ
وعقائد الإسلام إلا مخادع.
العجيب فعلا أن تجد الثقة الشديدة
في أمانة السلفيين (لأنهم مميزون باللحى)
ولكنهم إذا تكلموا شيئا في السياسة
تقوم دنيا البعض ولا تقعد.
هل هذا فصام (شيزوفرينيا) ؟
أليسوا بشرا يخطئ ويصيب ؟
أما هؤلاء المتفيهقون الذين يستقون علومهم
وثقافتهم ومبادئهم وعقائدهم
ونخبويتهم تارة من الشرق وتارة من الغرب
هل كلامهم وآرائهم تنزيل من العزيز الحكيم؟
انهم لا يوردوننا إلا موارد التهلكة،
وقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ومن العجيب أن ترى بعض الفضلاء المصلّون
الذين يتأففون من الإخوان المسلمين ومن السلفيين،
وعندما يركبون موجة السياسة ،
ولكي يكونوا ثوريين أو ليعجبوا الثوريين،
يضعون الإخوان المسلمين والسلفيين
مع الحزب الوطني في سلة واحدة.
إنهم بسطاء ولكن إما أنهم يفهمون
ويدركون جيدا الفرق بين الإخوان والسلفيين من جهة
والحزب الوطني من الجهة الأخرى،
ولكنهم يحبون أن يظهروا بمظهر "المثقفين" إياهم
أو "النخبة" إياها
حتى يقال أنهم من "النخبة" ويطفون فوق السطح،
أو أنهم لا يدركون الفرق الشاسع والهوة العميقة
بين الإخوان والسلفيين
وبين الحزب الوطني.
هل تسوّى ياسيدى بين الطهر والخبث؟
هل تسوّى بين الأمانة والخيانة؟
هل تسوّى بين الاستقامة والاعوجاج والانحراف؟
هل تسوّى ياسيّدى بين العطاء والأخذ؟
هل تسوّى ياسيّدى بين المنهوب والنهّاب ؟
هل تسوّى بين المظلوم والظالم؟
أم تسوّى ياسيّدى بين العفاف والفحش؟
أم أن الحكاية أن الأمانة تستوي مع السرقة؟
أم أنّ التضحية قد استوت مع النذالة؟
أم هي الحرب والمكيدة ضد كل ما يمثل
وكل من يمثل الإسلام وكل ما يرمز للإسلام
أم أنّ حربكم
ضد الإسلام نفسه ؟!
إن لسان حالك ياسيّدى يقول:
"أخرجوا آل لوط من قريتكم انهم أناس يتطهرون"
سورة النمل: آية 56
لا أعرف لماذا كلما أساء أحدهم الى الاخوان المسلمين
أتذكر على الفور
عم الشيخ محمد.
محمد هاشم عبد البارى
16 رجب 1432 ه
18 يونية 2011 م |