سبل السلام ابن الجوزي

0 views
Skip to first unread message
Message has been deleted

Kym Cavrak

unread,
Jul 15, 2024, 8:03:29 PM7/15/24
to tpelnonsforo

والحديث عن يزيد حول سوء سيرته وقبح سريرته طويل ولكنَّنا نذكر هنا فصلاً مختصراً يُبيِّن شيئاً من حاله: روى الطبري وابن الأثير وابن الجوزي وأبو المحاسن وابن أبي الحديد والقندوزي والنويري وعبد القادر البغدادي والقاضي التنوخي واللفظ للأوّل قال:

قال أبو مخنف: عن الصقعب بن زهير عن الحسن البصري قال : أربع خصال كنَّ في معاوية لو لمْ يكن فيه منهنَّ إلاّ واحدة لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الاُمّة بالسفهاء حتّى ابتزَّها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة واستخلافه ابنه بعده سكِّيراً خمِّيراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير وادِّعاؤه زياداً وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( الولد للفراش وللعاهر الحجر , وقتله حجراً ويلاً له من حجر مرّتين ! ))(1) .

سبل السلام ابن الجوزي


تنزيل الملف https://urllio.com/2z00FZ



ورُوي عن الشافعي أنّه أسرَّ إلى الربيع أنْ لا يقبل شهادة أربعة وهم : معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة وزياد(2) .

وروى الزبير بن بكار في الموفقيّات ورواه جميع الناس ممّن عني بنقل الآثار والسير عنالحسن البصري : أربع خصال كنَّ في معاوية لو لمْ يكن فيه إلاّ واحدة منهن لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الاُمّة بالسفهاء حتّى ابتزَّها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة واستخلافه بعده ابنه يزيد سكِّيراً خمِّيراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير وادِّعاؤه زياداً وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( الولد للفراش وللعاهر الحجر وقتله حجر بن عدي وأصحابه فيا ويله من حجر وأصحاب حجر ! ))(3) .

وقال : كان يزيد بن معاوية أوَّل من سنَّ الملاهي في الإسلام من الخلفاء وآوى المغنِّين وأظهر الفتك وشرب الخمر . وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه والأخطل الشاعر النصراني . وكان يأتيه من المغنّين سائب خاثر فيُقيم عنده فيخلع عليه . . .(4) .

كان يزيد بن معاوية أوَّل من أظهر شرب الشراب والاستهتار بالغناء والصيد واتّخاذ القيان والغلمان والتفكُّه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعاقرة بالكلاب والديكة(5) .

قلت : ليس العجب من فعل عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد بما صنعوا وأتوا إلى أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من عظيم الإجرام وإنّما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب على ثنية الحسين (عليه السلام) وإعادته رأسه الشريف إلى المدينة وقد تغيَّرت ريحه لبلوغه(7) الغرض الفاسد أفيجوز أنْ يفعل هذا بالخوارج أو ليس في الشرع أنّهم يُصلَّى عليهم ويدفنون !

ولو أنّه احترم الرأس حين وصوله إليه وصلَّى عليه ولمْ يتركه في طست ولمْ يضربه بقضيب ما الذي كان يضرُّه وقد حصل مقصوده من القتل

وقال جدِّي : ليس العجب من قتال ابن زياد الحسين (عليه السلام) وتسليطه عمر بن سعد على قتله والشمر وحمل الرؤوس إليه وإنّما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثناياه وحمل آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سبايا على أقتاب الجمال وعزمه على أنْ يدفع فاطمة بنت الحسين(عليه السلام) إلى الرجل الذي طلبها وإنشاده أبيات ابن الزبعرى :

وردِّه الرأس إلى المدينة وقد ظن أنّه تغيَّر ريحه(9) وما كان مقصوده إلا الفضيحة وإظهار رائحة الرأس أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج أليس بإجماع المسلمين أن الخوارج والبغاة يكفنون ويصلى عليهم ويدفنون وكذا قول يزيد : لي أنْ أسبيكم لمَّا طلب الرجل فاطمة بنت الحسين (عليهما السلام) وهذا قول لا يقنع لقائله وفاعله باللعنة ولو لمْ يكن في قلبه أحقاد جاهليّة وأضغان بدرّيّة لَاحترم الرأس لمَّا وصل إليه ولمْ يضربه بالقضيب وكفَّنه ودفنه وأحسن إلى آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)(10) .

إنّ لكلِّ حزب أنصاراً ولكلِّ رئيس أعوان يتبعونه ويسيرون على نهجه وقد سخَّر الشيطان حزباً ليزيد بن معاوية يسيرون على نهجه ويمدحونه ويذبُّون عنه كي لا يمسّ بكلمة سوء فأخذت ثلَّة على نفسها الدفاع عنه وتبرئة ساحته وكلّ بحسب طاقته وقربه من سيّده ومولاه يزيد بن معاوية وهؤلاء أرادوا نصرة أعداء الدين ومعاداة أنصاره.

... وقد قتلت حسيناً (ع) وفتيان عبد المطلب مصابيح الهدى ونجوم الأعلام غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد مزمَّلين بالدماء مسلوبين بالعراء لا مكفَّنين ولا موسَّدين تسفو عليهم الرياح وتنتابهم عرج الضباع حتّى أتاح الله عزَّ وجلَّ لهم بقوم لمْ يشركوا في دمائهم كفَّنوهم وأجنُّوهم وبي وبهم والله عززت وجلست مجلسك الذي جلست.

فما أنسى من الأشياء فلست بناسٍ إطرادك حسيناً (ع) من حرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى حرم الله عزَّ وجلَّ وتسييرك إليه الرجال لقتله في الحرم فما زلت بذلك وعلى ذلك حتّى أشخصته من مكّة إلى العراق فخرج خائفاً يترقَّب فتزلزلت به خيلك عداوة منك لله عزَّ وجلَّ ولرسوله (صلّى الله عليه وآله) ولأهل بيته (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً أولئك لا كآبائك الجلاف الجفاة أكباد الحمير فطلب إليكم الموادعة وسألكم الرجعة فاغتنمتم قلَّة أنصاره واستئصال أهل بيته فتعاونتم عليه كأنّكم قتلتم أهل بيت من الترك(12).

ثمّ من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن عليّ (عليه السلام) وابن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مع موقعه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل وشهادة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) له ولأخيه بسيّدة شباب أهل الجنة اجتراء على الله وكفراً بدينه وعداوة لرسوله ومجاهدة لعترته واستهانة بحرمته فكأنّما يقتل به وبأهل بيته قوماً من كفار أهل الترك والديلم لا يخاف من الله نقمة ولا يرقب منه سطوة فبتر الله عمره واجتثَّ أصله وفرعه وسلبه ما تحت يده وأعدَّ له من عذابه وعقوبته ما استحقه من الله بمعصيته . . .(13)

فخطب معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان قائلاً . . . ثمّ قلَّد أبي وكان غير خليق للخير فركب هواه واستحسن خطأه وعظم رجاؤه فأخلفه الأمل وقصر عنه الأجل فقلَّت منعته وانقطعت مدَّته وصار في حفرته رهناً بذنبه وأسيراً بجرمه .

ثمّ بكى وقال: إنّ أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وقبح منقلبه وقد قتل عترة الرسول وأباح الحرمة وحرق الكعبة وما أنا المتقلِّد أموركم ولا المتحمِّل تبعاتكم فشأنكم أمركم فوالله لئن كانت الدنيا مغنماً لقد نلنا منها حظاً وإنْ تكن شرّاً فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها(14) .

قال محمّد رضا: وقال الإمام ابن حنبل بكفر يزيد ونقل صالح بن أحمد بن حنبل رضي الله عنهما قال: قلت لأبي: يا أبت! أتلعن يزيد فقال: يا بنيَّ! كيف لا نلعن من لعنه الله تعالى في ثلاث آيات من كتابه العزيز في الرعد والقتال والأحزاب قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )(15) . وأيُّ قطيعة أفظع من قطيعته (صلَّّى الله عليه وآله) في ابن بنته الزهراء وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا )(16) . وأيُّ أذية له (صلّى الله عليه وآله) فوق قتل ابن بنته الزهراء وقال تعالى: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )(17) . وهل بعد قتل الحسين (عليه السلام) إفساد في الأرض أو قطيعة للأرحام (18) .

03c5feb9e7
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages