ولد في قضاء علي الغربي التابع لمحافظة ميسان في جنوب العراق. بدأ الغناء متأثراً بالمطرب عبد الحليم حافظ وبعض المطربين العرب. وفی عام 1963 دخل الإذاعة فأجاد أطوار الغناء[1] متأثراً بالمطربین حضيري أبو عزیز وداخل حسن وعبد الأمير الطويرجاوي. یجید العزف علی آلة العود وکانت انطلاقته وزملائه فاضل عواد وداود القیسي فی طریق الفن ضمن مشارکتهم فی برنامج رکن الهواة وقد تعلم الکثیر من الألوان الغنائیة بحکم بیئته وتعلم الغناء العربي لطموحه في الشهرة خارج العراق.
حصل سعدون على شهادة في الأدب الإنجليزي من الجامعة المستنصرية في بغداد ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة -القسم المسائي- فرع العود عام 1985. نال شهادة الماجستیر في (الأساليب الغنائية في جنوب العراق) والتحق بالمعهد العالي للموسیقی العربیة في القاهرة لنیل شهادة الدکتوراه في أغاني المهد.
كانت الفترة ما بين عام 1986م إلى عام 1990 أهم الفترات في حياة سعدون جابر حيث ذهب ودرس في لندن وأخذ شهادة الماجستير[2] وبعدها وصل إلى مصر وقدم رسالة دكتوراه عنوانها أغاني المرأة العراقية وعلى الرغم من أن الفترة هذه تعتبر فترة انقطاع إلا أنه قدم خلالها عددا من الأعمال بعضها رسمي وبعضها على شكل جلسات وتعاون مع الكثير من رموز الشعر والتلحين في الوطن العربي حيث تعاون مع بليغ حمدي في أربعة أعمال (من الأول يا حبيبي أريدك أنا كل يوم أريدك مشوارك حبيبي رحنا والله رحنا) وتعاون مع خالد الفيصل في ثلاثة أعمال كلها من ألحان يوسف المهنا كويتي وأيضا تعاون مع بدر بن عبد المحسن في ثلاثة أعمال من ألحان عبد الرب إدريس وسراج عمر. وفي عام 1979 قدم أغنية عيني عيني من إنتاج تلفزيون الكويت. تزوج سعدون في سنة 1993.
تقديراً منه للفنان الراحل ناظم الغزالي قام بتمثيل مسلسل تلفزيوني طويل عن حياة الفنان وله عدة تجارب أخرى وكانت الشخصيات التي جسدها في أعماله هي مسعود العمارتلي وبدر شاكر السياب[2] وناظم الغزالي باستذكار تاريخهم العريق وآخرها في دور محمد القبنجي.
فنان عراقي يوصف بسفير الأغنية العراقية وينحدر من جنوب العراق ويمثل ذاكرة العراق الحديث صوتا وغناء وكلمة ملتزمة. جال في خريطة الفني العراقي وقدم مساهمات غنائية في مختلف مجالات وأنواع الأغنية العراقية من الغناء الريفي إلى غناء المقامات وغناء البادية وحتى الأغنية الكردية يقول جابر إنه "تحرش بها قليلا".
الدراسة والتكوين
درس سعدون جابر الأدب الإنجليزي بجامعة المستنصرية في بغداد ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة حيث درس الموسيقى.
وفي عام 1986 التحق بجامعة بريطانية حيث أجرى دراسة للماجستير عن أساليب الغناء العراقي ولا سيما في الجنوب وبعدها بثلاث سنوات التحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية في القاهرة للحصول على درجة الدكتوراه وكانت أطروحته للدكتوراه عن أغاني المهد أو أغاني المرأة العراقية.
التجربة الفنية
بدأ جابر تجربته الفنية خلال ستينيات القرن الماضي في ركن الهواة بالإذاعة العراقية وتأثر بمجموعة من الفنانين داخل العراق وخارجه.
تأثر بمجموعة من أبرز الفنانين داخل العراق وخارجه مثل حضيري بوعزيز وداخل حسن وصولا إلى ناظم الغزالي أحد أهم مجددي الأغنية العراقية وكذلك عبد الحليم حافظ على المستوى العربي.
غنى سعدون جابر بكلماته لحضارة العراق وأصالته وحملته الطيور بأجنحة ما زالت تحلق في فضاء الفن العربي فلم يعرف حدودا للفن وما زال يردد أن أجمل أغنياته لم تأت بعد.
تعتبر أغنيته "يالطيور الطائرة" التي غناها عام 1971 من أهم أغانيه ورغم أن صاحبها صاحب الصوت الحنون ظل يزاحمها دوما بأغانٍ أجمل فإنها ما زالت حتى اليوم تحمله من قمة إلى قمة دون أن تأوي إلى عش محدد.
ويقول جابر عن أغنياته "كل أغنياتي لها جذور فولكلورية تعرفت عليها من خلال الدراسة". وعن دور التراث في أغانيه يقول إن أصل الغناء أن تكون له جذور تراثية "لذلك أخذنا التراث وتعلمنا الغناء ونستمد مما قدمه من سبقنا من المطربين".
ولا يرى الفنان العراقي أن النهل من التراث هو شكل من أشكال العجز عن الإبداع لأنه يتم تحديث هذا التراث وتقديمه في شكل جديد بنَفَس حداثي يلائم العصر. ويرى أن ثقافة الفنان أهم من فنه لأنها توسع مداركه وتجعله يختار الشيء الصحيح.
وعن الفرق بين الأغنية العراقية حاليا وما قبل نصف قرن يقول إن الفرق كبير من ناحية المضامين والشعر والجملة الموسيقية وصوت المؤدي وهي فروق يصفها بأنها نحو الأسوأ.
أبدى المطرب العراقي سعدون جابر أسفه الكبير لعدم سماح الظروف له بالمشاركة في تشييع زميله المطرب ياس خضر وصديقه الشاعر كريم العراقي.
وقال سعدون جابر في رسالة وجهها إلى جميع متابعيه في صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: الأصدقاء الأعزاء: سمعت بالخبرين الفاجعين برحيل الشاعر كريم العراقي والمطرب ياس خضر وأنا موجود في مدينة أربيل بإقليم كردستان.
وأضاف: قرأت سورة الفاتحة المباركة على روحيهما وأنا فوق المسرح ثم توجهت صباحاً صوب العاصمة بغداد لكي أشارك بالتشييع وكان علينا أن نمر بمحافظة كركوك التي شهدت اضطرابات أمنية ما جعلنا نسلك طريقاً ترابياً قديماً أخذ منّا ساعات متعبة.
وتابع: وصلنا إلى بغداد في حدود الساعة الخامسة مساءً وقد توجهت إلى مقر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين لكن قيل لنا إن التشييع تم في الساعة الرابعة فضاع علينا شرف المشاركة في تشييع القامتين العاليتين ياس خضر وكريم العراقي.
يذكر أن الشاعر كريم العراقي منح مجموعة من الأغاني المهمة للمطرب سعدون جابر منها 4 أغانٍ تم تلحينها في ثمانينات القرن الماضي من قبل الملحن المصري الراحل بليغ حمدي كما منحه أغنية رائعة عن الأم حملت عنوان يا أمي يا أم الوفا التي لحنها الملحن الراحل عباس جميل وسبق هذه الأغاني أغنية رياضية جميلة أسهمت في زيادة شهرة سعدون جابر في العراق وخارجه وهذه الأغنية حملت عنوان هلا بيك هلا وتم تسجيلها في عام 1979 بمناسبة تنظيم العراق لخليجي 5 في نفس العام وهي من ألحان الراحل خزعل مهدي.
بينما كانت علاقة المطرب سعدون جابر مع المطرب الراحل ياس خضر جيدة لأنهما أبناء جيل واحد وقد حرص سعدون جابر على زيارة زميله الراحل ياس خضر عندما كان يرقد في المشفى في بغداد خلال الأسبوع الماضي.
غادر المطرب العراقي سعدون جابر أربيل متوجهاً إلى العاصمة البريطانية لندن لغرض أحياء حفلات ساهرة بمصاحبة الفرقة الموسيقية التي سيقودها عازف الكمان نوري الجبوري والموسيقي تحسين البصري.
وكان سعدون جابر قد أحيا حفلات غنائية في إقليم كردستان العراق مؤخراً إلا أن إحدى تلك الحفلات جعلته يتعرض إلى انتقادات كبيرة جداً من النقاد والإعلاميين ورواد منصات التواصل الاجتماعي لأن الفرقة الموسيقية التي كانت ترافقه لم تستطع عزف أغانيه المعروفة التي قام بغنائها في تلك الحفلة ما جعل جابر يقوم بين الحين والآخر بتوجيه الموسيقيين على كيفية العزف حتى أنه قام بتوجيه نقد حاد إلى أحد الموسيقيين سمعه جميع من كان في تلك الحفلة ما جعل سعدون جابر يتعرض إلى نقد كبير جداً من محبيه.
03c5feb9e7