كأس العالم بعيون العربية ..
أستغرق البث و التحليل حول المنتخب الجزائري الذي يشارك بكأس العالم في جنوب أفريقيا ما يقارب
( 50 ) دقيقة ، رُصد فيها الجمهور لحظة بلحظة ، و بدا المذيع متأهبا لمناصرة المنتخب العربي الوحيد
المشارك في هذا المحفل ، و ما زال المذيع و مراسليه يدبجوا كلامهم بالتشجيع و الوقوف إلى جانب المنتخب
الجزائري ، و كان العتب واضحا على المدرب الذي لم يفكر بقدرات منتخبه .كان ذلكم المشهد لقناة العربية عند بثها لتغطية كأس العالم .
بينما طوال أيام غزو غزة من قبل الصهاينة لم تحفل ( العربية ) بمشاعر المشاهد العربي و ما يؤمله من تفاصيل، إنما كانت بوقا لصوت آت من خارج المنطقة ! ، وكان الإعتذار أقبح من الفعل ، ذلك بأن الحياد مطلب للمهنية الإعلامية كما يدعي مسئولوها ، وكان جليا في جزئيات القضية آنذاك كما في لفظة ( الشهيد )
و( القتيل ) .
واليوم يتجدد خبر الأسطول الحر و ظلت تتجاهل ( العربية ) أخبار الغضبة التي ترتج الأرض بسببها ،
وكل أحرار العالم ينددون و يقاطعون و يحرقون ، بينما ( العربية ) تروي لنا أخبارا من قبيل
الفنادق التي تبنى من قمامة في إيطاليا ، أو الخبر الذي يظهر أصغر مدخن ! .
إن البراهين تبرهن على صوت ( العربية ) النشاز على مجتمعنا ، و لم تزل تسعى في تدليس الأخبار
التي تبنى بمصداقية في قنوات إخبارية أخرى .
ثم إنها تدفع بالكلمات التي تهيئ للتخنيع و التطبيع مع كل ما هو مذل للأمة التي تسمت باسم لغتها
ولغتها منها ( براء ) ، ففي خبر القبض على متهم لمشاركته مع فريق إغتيال ( المبحوح )
و قد كان يحمل الجنسية الصهيونية ذكرت العربية التالي :
( إسرائيل تضغط للإفراج عن مواطنها .. ) ، و لك أن تتخيل مدى ما تبثه كلمة ( تضغط ) من تبعات نفسية على المشاهد العربي البسيط الذي تلقي عليه هذه الكلمة ظلالها ! ، بل و تُسمع و تُري هذا المشاهد صوتا واحدا و طرفا واحدا هو وزير العلوم الصهيوني ، و قد أرعد و أزبد حول معرفة دولته ماذا تفعل تجاه
مواطنها ! .
إنها المهنية المدعاة زورا في مؤازرة منتخب كروي ، وجرم أعظم لمن باعوا ذممهم بثمن بخس
و تقاعسوا عن قطاع أعزل تدوي فيه صرخة تلك المرأة وهي تخاف من صاروخ يسقط على بيتها ،
و قد كان صراخها في بث مباشر على قناة إخبارية بينما في لحظتها كانت العربية و عبر
برنامجها ( روافد ) تحدثنا عن قصة موسيقى و فن و طرب !! ..
و لو أني أفضت بأثر هذه القناة التي مسخت في صورة عبرية في أحداث غزة لطال بي الحديث ، لكن
من واجبنا أن نتعاون في رفع درجة الوعي فيما تبثه مثل هذه القنوات المأجورة ،
و لم يزل اليوتيوب شاهدا ، لنجد حجم الفضائح التي تمارسها مثل هذه القنوات الممسوخة من هوية
مشاهديها ! ..
سطام الشعيفاني ـ الرياض