كان للمعترك نت لقاء مع الإعلامي الكبير د. عبدالعزيز قاسم بعد مداخلته في قناة العربية قبل يومين حيث طرح فيها بعض النقاط حول أحمد قاسم الغامدي وكذلك د. محمد
الأحمري .
1- ما العلاقة التي تجمع د. محمد الأحمري بالتنوير ؟
الدكتور محمد الاحمري مفكر من طراز إسلامي رفيع ، أفخر بوجود أمثاله في الساحة الشرعية السعودية، والرجل على إطلاع واسع بالتجربة الغربية بل عاش دقائقها وتفصيلاتها فضلا على أنه ربيب المدرسة المحلية وتشبع بأفكارها قبل ذهابه إلى أمريكا وكان أحد البارزين في العمل الإسلامي هناك..( من أصدقائه المقربين قبل وبعد مرحلة أمريكا الشيخ سعيد بن ناصر الغامدي ما غيره أحد صقور التيار الإسلامي السعودي).
وقتما عاد إلى السعودية بعد 11 سبتمبر، وجد الخطاب السلفي غير مواكب لما عاشه هناك في الغرب لحوالي العقدين من السنوات، وبدأ بعملية نقد لبعض الأدبيات السلفية حيال الديموقراطية والموقف من الآخر والشيعة والاستبداد ،وكانت مقالته التي شرقت وغربت (خدعة التحليل العقدي) فاصلة في مسيرته، واستقطبت أطروحاته ثلة كبيرة من الشباب السعوديين الذين تربوا في المحاضن السلفية ، وأيضا أولئك الذين التقوا مع أفكاره من مجايليه أو قريبين منه، غير أنهم مغمورين لا يعرفهم أحد من بقية رفقة النقيدان والذايدي، وكانوا يبحثون عن رمز فأتاهم د.محمد الاحمري بما يملك من كاريزما وفكر - إضافة إلى روح التدين الذي لا يشك أحد فيه - فبات هو رمز التنوير في الوسط الفكري السعودي.
2- قاسم الغامدي رجل منصب ويكاد ان يكون رجل دولة أو منطقة ؟ ويشغل منصب حساس في جهاز يعاديه الكثير في الخارج والبعض في الداخل ؟ فكيف يكون فقاعة إعلامية واقل خطرا من الاحمري ؟
الشيخ أحمد قاسم الغامدي رجل صديق ، ولا أود أن أضيف أكثر مما قلته في قناة العربية، بأن خلف بروزه أياد سياسية تريد فرض الرؤى الفقهية التي انتهى إليها ، وله طموحه الشخصي، اضافة الى أن السلفيين هم من جعلوه رمزا عبر الردود عليه وآخرها في برنامج البينة التي خسر فيها التيار الاسلامي أكثر مما كسب، لأن مجرد الموافقة على مناظرته اعتراف به كند وباحث وأيضا بأطروحاته التي تابعها العوام ..
بالمناسبة ، لا استبعد أبدا أن يرقى لمنصب رفيع، وتؤخذ الرؤى الفقهية على مفاصل الهيئة وتطبق، وسأذكركم بها..إن استمرت الأمور على هذه الوتيرة وحتى مرحلة سياسية مقبلة، يمكن هناك التصحيح ،ولكن بعد خراب مالطة الهيئة كما يقولون..
كثير من الناس يعرفون أن قاسم الغامدي يستخدم وستنتهي فقاعته بمجرد أن تبتعد الأصابع التي تدفعه، أو ينتهي من مهمته.
ولكن الخطر الحقيقي على شباب السلفية هي من أطروحات د.الأحمري ورفقته.
3- وكيف يشكل فكر د. محمد الأحمري خطرا على السلفية ؟
كما أسلفت لك، الرجل ربيب المدرسة المحلية والعارف بثغراتها ، وعندما يطرق على قضايا التنوير والاعتدال والموقف من الآخر والانتخاب والحقوق والحريات – التيار السياسي العام يعيش هذا المناخ- يكسب مواقع جديدة لدى شريحة المثقفين، ولكن بالنسبة لتيار الشباب السلفي هو يطرق على قضايا الفساد والمال العام والحريات وتداول السلطات في حدودها المتاحة للشعب، وهذه قضايا آسرة للشباب وهو إما العاطل أو الفقير أو المتضرر وأمامه الفيس بوك أو اليوتيوب يرى البذخ والشرقات والفساد عيانا..وهذه الموضوعات غير مطروقة بشكل واضح وملموس لدى رموز التيار السلفي ، ولم تفند بشكل مقنع ودقيق - رغم محاولات الصديقين الأثيرين إبراهيم السكران وبندر الشويقي والشيخ لطف الله خوجة والدكتور العزيز السعيدي - فيقترب شيئا فشيئا من فكر الأحمري ورفقته..
ظاهرة الأحمري هي تتفاعل الان وستتمخض بعد خمس سنوات تيارا قويا، هي بالمناسبة لم تتبلور بعد,,والله أعلم..
أجمل وأفضل ما في الرجل عقلانيته وهو لا يدعو الى التمرد أو الخروج على الحاكم والحمد لله بل له مطالبات تتعلق بالحريات والمال العام ( الجملة الأخيرة لكتاب التقارير الأمنيين كي لا يذهب أبو عمرو وأتحمل ذنبه)
4- كيف تصف لنا أطروحات د. الاحمري ، وبصراحة أكثر هل أنت مع أطروحاته ؟
أنا مجرد إعلامي بسيط وصحافي متواضع له بعض القراءات الفكرية الخفيفة، لم أصل إلى مرحلة هؤلاء العمالقة..دوما أكرر: لا أتجاوز موقعي كإعلامي وكمراقب محايد له صلات وثيقة بكل الأطراف.
ما أتوقعه – ولا أحدد موقفا- أن أطروحات الأحمري ستشكل تيارا وهو في طور النمو وسيكون حاضرا بقوة في ساحتنا الشرعية خلا الخمس سنوات القادمات ..والله اعلم. |