تعظيم القرآن - د . عويض العطوي

6 views
Skip to first unread message

ثامر العنزي

unread,
Oct 1, 2010, 6:42:06 PM10/1/10
to


 

تعظيم القرآن


 

الحمد لله الذي جعل القرآن هدًى للناس، وذِكْراً ورفعة للمؤمنين، كما قال سبحانه:﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ [الزخرف : 44]، والصلاة والسلام على معلّم الناس الخير، أما بعد.
فمعلوم أنّ الدين كلّه هو معرفة الله وحقوقه، وأساس ذلك كلّه تعظيمه سبحانه وإجلاله، ولا طريق إلى ذلك إلاّ مِن خلال القرآن، ولن يتأتى ذلك إلا بتعظيم هذا القرآن، فبتعظيمه يعظُم لدينا قدْرُ ربِّنا، وبه نعرف خالقنا، وعندها تتغير أمور كثيرة، والمتأمل لواقعنا اليوم يجد صوراً مروّعة تدل على عدم تعظيم هذا الكتاب الخالد، ولعلَّ منها:
أولاً: في دُور التعليم:
1- الكتابة على المصاحف والرسم عليها.
2- تمزيق المصاحف.
3- رمي المصاحف عند تبادلها بين الطلاب.
4- الجلوس على الحقائب التي تحتوي المصحف، والكتب التي تحتوي الآيات.
5- عدم الإنصات له عند تلاوته.
ثانياً: في المساجد:
1- تمزيق المصاحف.
2- مد الأرجل نحو المصاحف.
3- تخطّي المصاحف في الأرفف أو على الحوامل.
4- إهمال المصاحف وتراكم الأتربة عليها أحياناً.
ثالثاً: في الإعلام:
1- ارتفاع صوت اللغو فوق صوت القرآن.
2- رمي الصحف المشتملة على الآيات.
3- اجتماع الآيات مع صور لا تليق أحياناً.
رابعاً: في الحياة:
1. عدم التحاكم إليه.
2. قلة العناية بتفسيره وبيانه.
3. ضعف الاهتمام بتدبره وفهمه.
4. جعله رمزاً في مراسم العزاء، ومراسم الاحتفال.
هذه صور سريعة لبعض ما يمكن أن يكشف عن حال القرآن في الأمة، والتركيز هنا عل كيفية تعظيم القرآن، حتى يعود هذا الكتاب لتأثيره العظيم.
والفكرة تدور حول التفكير في مشروع عملي تشترك فيه جهات عدة، لتحقيق هذا الهدف ويمكن أن يسمى (مشروع تعظيم القرآن).
وعلى سبيل المثال يمكن القيام بالآتي:
أولاً: على مستوى التعليم:
1. تبدأ الحصة دائماً بتلاوة جميلة بصوت مؤثر ليقع آثر القرآن في القلوب، لما لسماع القرآن من الأثر العظيم.
2. يتحدث المعلم في كل حصة عن شيء فيه تعظيم القرآن مثل: آية، أو حديث، أو قصة، أو قول، أو غير ذلك مما يسهم في لفت النظر لعظمة هذا القرآن.
3. ينبه المعلم على أي خطأ أو سلوك يتنافى مع تعظيم القرآن، كما يشيد بكل سلوك يدل على تعظيم هذا الكتاب.
4. يهتم النشاط المدرسي بهذا الموضوع من خلال: المسابقات، والتصميم والرسم، والمعارض، والإذاعة المدرسية.
ثانياً: على مستوى المساجد:
1. تخصيص محاضرات شهرية حول القرآن ومكانته وهدايته وتدبره.
2. تخصيص خطب عن هذا الموضوع.
3. تكثيف دروس التفسير والتدبر في المساجد.
4. تضمين حلقات التحفيظ شيئاً عن هذا الموضوع.
ثالثاً: على مستوى الإعلام بكل صوره:
1. وضع برامج خاصة عن التدبر وطرقه وأساليبه.
2. إنتاج برامج توضّح عظمة القرآن في الكون والحياة.
3. بث برامج عن إعجاز القرآن التشريعي والبياني والعلمي.
4. العناية بترجمة معاني القرآن بطريقة تضمن نقل معانيه العظيمة لغير المسلمين.
5. العناية بإنتاج مقاطع صوتية مؤثرة، وتُترجم معانيها للغات عدة، لما لسماع القرآن من تأثير.
6. الاهتمام بالقصص القرآني وإبراز ما فيه من هدايات وعبر.
رابعاً: على مستوى الحياة العامة:
1. إبراز الشعارات التي تعظِّم القرآن وتذكّر بمكانته في الطرقات والمحافل العامة.
2. دعوة الناس إلى فهمه، وإزالة الحواجز التي تحول دون ذلك.
3. تكثيف الحديث عن القرآن عبر كل الوسائل الممكنة، وتنويع الطرح في ذلك.
4. عقد المؤتمرات التي تخص هذا الأمر.
هذه أفكار سريعة في مشروع كبير، الهدف منها تحريك الهمم، والتفكير الجاد في الموضوع، فلعلنا نجد مَن يدفع هذه الأفكار نحو الأمام، ولو في مجال من المجالات المذكورة، ونسأل الله التوفيق للجميع.


 

د. عويض العطوي
جامعة تبوك


http://www.alatwi.net/

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages