قدم صديقنا فداء لمجموعة القراءة ملاحظة -باعتباره الأسرع في القراءة والوصول لنهاية الأحداث- عن دافعية الدين في الرواية.
برسمة بسيطة يستهل الكاتب كل فصل - بالمناسبة الرسوم جذبت ابني بالصدفة ففتحنا بداية كل فصل ليشاهد الرسومات- والفهرس كان بوصلة القراءة.
الرواية مكتوبة بحرفية وذكاء وقدرة للكاتب على فتح عدة جبهات في وقت واحد مع الإمساك بخيوط اللعبة جيدا ليكشف عنها في النهاية.
القراءة مع الأصدقاء تُضيف للأجواء متعة أكبر المشاركة النقاشية للأحداث تباين الرؤي واختلافها السعي خلف آلة البحث لاستبيان الحقيقي من الحكاية وفصله عن الأسطوري المواد المرئية والمكتوبة التي أضافها الأصدقاء عن نفس الموضوع ( فرقة الحشاشين ) كل ذلك أضاف رونقاً خاصاً للقراءة بصُحبتهم وزاد من جمال الوجبة الدسمة التي رغم ذلك هُضِمَت بسهولة ويُسر.
أكثر ما تتميز به الهيئة الروائية لأي عمل إما فكرته الجديدة أو الطريقة المختلفة التي يُبنَي عليها الشكل الروائي إن كانت الفكرة إعتيادية أو تقليدية ولهذا يكون هُناك - برأيي -
في أي نص نقرأه أو ننوي قراءته نقع تحت طائلة الموضوع المُباشر الذي تتحدث عنه الرواية أو ندخل إلي عوالمها بتأثير مُسبق عن فكرتها وأحداثها والمضامين التي تناقشها
أما وقد علمنا مُسبقاً أن الرواية عن طائفة الحشاشين فإنك بالطبع ستذهب بتوقعك إلي أن الحكايات ستغمر عالمهم بتفاصيله وتُحيلك إلي قصصهم وتاريخهم الفكري والسياسي وسبب نشأتهم طريقة عادية جداً أحمد الله أن الكاتب لم يتبعها لأنها لا تناسب الشِق الغامض والمثير الذي تمتاز به قصة الحشاشين والذي يجب أن يكون له طريقة روائية مُناسبة وخاصة.
أحالنا الكاتب إلي نص مُلغِز بثلاث حكايات تاريخية مختلفة لثلاث أزمنة مُتباعدة لا جامع ولا رابط بينهم - ظاهرياً - إلا اختيار الكاتب لوقائعهم والتعامل مع كل قطعة أو قصة فيهم علي أنها بازل كُلما تنتهي من قراءة فصل تُعيد ترتيب اللوحة في عقلك بشكل أفضل وعلي نحو أدق حتي تصل إلي النهاية فتعلم مُراد الكاتب الذي نثر من أجله تلك القصص لتكون دليلاً تاريخياً علي وجود فكرة واحدة وهي الوقوع تحت قوة الدين - أيّ دين - واستخدامه كقوة دافعة تنقاد بها الجموع نحو أي شيء يتم الإشارة إليه باسم الرب أو الإله.
ليُدلل علي فكرةٍ أعمق ويري مع القارئ بنظرة أطول وأعمق إلي الوراء أن نفس الحكاية بتفاصيلها حدثت في العهد المسيحي وموجودة بتفاصيلها أيضاً في التاريخ الفرعوني!
واستمر سريان الفكرة التي بدأت جذورها من عهد الحشاشين حتي وصلت إلي زماننا الحاضر في باريس ٢٠١٥ لنعلم أن نقطة الصفر التي مرّ عليها قرون يُمكن أن نعود لها مرة أخري ومرات حتي إن كانت في الحاضر أو المستقبل.
رواية يظهر في ثُلثها الأول أنها مملة تسير بأحداث رتيبة غير مفهومة لكن بعد ذلك تتحول دفتها نحو أسلوب مُلغِز مصحوب بحكايات ممتعة تتزين بترجمة رائعة تُضيف إلي النص كثيراً ولا تنتقص منه ولو بمقدار ضئيل.
بعد البحث عن الكاتب اتضح أن لهُ أعمالاً أُخري لم تُترجم بعد تمنيت بشكل شخصي أن تتوفر له ترجمة ثانية لأن أسلوبة مميز وسأحب القراءة له مرة أخرى.
الحكاية بدأت ببوست علي صفحة دار العربي بتقول ان فيه رواية اسمها (نقطة الصفر) بتتكلم عن الحشاشين و غلافها قلعة ألموت?
كنت صاحب الفكره و شجعت شلة القراءة و تحمسوا نقرأ العمل سوا ?و بدانا قراءة ?هو اه السيد فداء (الكابوس) بدا و خلص قبلنا بس ده ابننا هنعمل ايه ?
في بداية العمل هتحس انك دخلت رواية غلط بس شوية بشوية هتبدأ تفهم الروابط بين 3 خطوط مختلفة و بين حسن الصباح قائد الحشاشين لدرجة ان مونيكا سالت سوال في اول القراءة هو انتوا فعلا متاكدين ان العمل بيتكلم عن الحشاشين
عمل من أرمينيا ان يتم اختياره و ملاحظته ده بيأكد علي انهم مش بيترجموا اي حاجة لمجرد الترجمة أما بقي كاتب العمل "ناريك ماليان" ايه الدماغ دي قدر ببراعة يعمل رواية فكرتها مجنونة و يعمل خيوط صعب تترابط بعض و قدر يربطها بامتياز و مش بس كده الكاتب اكدلي انه مطلع و عامل بحث و قراءة عشان يكتب الرواية دي
حاجة كمان و يمكن دي اهم حاجة و هي الترجمة تقييمي للترجمة 5/5 لدرجة ان بعضنا و احنا بنقرا قال اني قربت احس اني الرواية اصلا لغتها العربيةبصراحة انا عاوز اقول تفاصيل كتير عن العمل بس كلها هيبقي فيها حرق للاحداث و انا مش حابب اعمل ده
سائلًا المواطنين الجهاد لانقاذ أورشليم من أيدي المسلمين وأطلق عليهم لفظ الصليبيين وحفزهم بصكوك غفران والجهاد فإما يقتلوا ويقتلوا ولهم الجنة..
على جانب آخر نرى سعيد المراهق أبيض البشرة أشقر الشعر وله عينان زرقاء يعيش في دمشق بلا أهل ولا رفيق سوى رجل عجوز ينصحه دومًا فيعمل عبره في تحميل الجمال ثم جمال يسافر بحمولة ما إلى بلاد ما ..
يذهب أراني مع حسن إلى قلعة آلموت ليتخذها مقرًا لحكمه وسلطته ومذهبه وتجنيده لشباب أطلق عليهم لفظ "الحشاشون" فرقة انتحارية تقتل وتُقتل فيكون مصيرها الجنة كما علمهم حسن..
يقفز بنا الكاتبة قفزة تاريخية واسعة حيث باريس عام ٢٠١٥ وعلي السوري الهارب وأسرته من ويلات الحرب وليز الفرنسية وجدها المسن الذي يحدث علي عن مسلسل عن الحرب الكورية التي مضت عليها عقود..
رواية دائرية فها هو الكاتب يعود بنا إلى البدء إلى عام ١٠٩٥ والبابا أورمانوس الأول ثم حسن وهكذا والنتيجة واحدة في كل المواقف سواء الباباوية وقلعة آلموت أم إخناتون قديمًا و فرنسا حديثًا..
*من الروايات التي ستقف أمامها حائرًا كيف يمكنك تقيمها أو كتابة مراجعة عنها أو حتى منحها عدد بعينه من النجوم التي قد لا تكون وافية لكل ما جاء فيها.
*الرواية تتناول أربع مسارات للأحداث في أزمنة مختلفة ويفرق بينهم سنوات طويلة تبدأ من قدماء المصريين من عصر أخناتون وحتى عام 2015.
في بداية الرواية تجد أنك في عام 1095 والتي تبدأ فيها الحرب الصليبية والتي للمرة الأولى يظهر مفهومها ومفهوم صكوك الغفران.
الفصل التالي تجد نفسك مع أرني الشاب الذي يذهب مع حسن الصباح إلى قلعة آلموت بإرادته الحرة ليصبح من الأسماء الرنانة في أصفهان لما سيفعله تاليًا.
تأخذك الرواية في الفصول التالية إلى الشاب سعيد الذي يبدأ العمل مع الجمال والقوافل ليهرب في النهاية ويذهب إلى آلموت أيضًا وكأنها السبيل لكل من لا سبيل له فيجد حسن الصباح الذي يعرف نفسه بأن الله يتكلم من خلاله ويدعو الأخرين لأتباعه ومذهبه أو طريقته وهي الطريقة النزارية فتجد أنك أمام قلعة الحشاشين التي تريد أن تعرف كيف بدأت وإلى ماذا ستنتهي وهي الحكاية الأقرب إلىّ في الرواية والتي وددت البحث عنها أكثر.
-فجأة يأخذك الكاتب في الفصل التالي إلى عام 2015 ليعرفك على الشاب العربي علي وأسرته الذين هاجروا إلى باريس والفتاة الجميلة ليز التي أحبها هناك ويبدأ في التعرف على جدها ماتيو الموجود في دار للعجزة والذي سيعرفه على مسلسل يتحدث عن الحرب الكورية لا يعرف علي عنه شيئًا.
03c5feb9e7