الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فتنة عمت وطمت ، وانتشرت انتشار النار في الهشيم ، ويفتن بها الكبير والصغير طوال شهر كامل ، تلك فتنة الملاعب الخضراء ، وما يسمى بكأس العالم ، وهو في الحقيقة كوب العالم لأن الكأس هو الممتلئ والكوب هو الفارغ إلا إن كان الامتلاء بالهواء فربما يصح ذلك .
30 يوما ، و32 منتخبا ، و3 مباريات في البداية ، و1.30 زمن المباراة الصافي غير وقت التحليل والاستراحة والتعليقات بعد ذلك ومتابعة الأخبار عبر وسائل الإعلام المختلفة إلخ إلخ أمر عجيب حقا .
موالاة للكافرين وتعليق لأسمائهم على ظهور أبنائنا ، وجعلهم قدوات بلسان الحال أو المقال .
وفي المقابل معاداة للمؤمنين ، وإشكالات وضرب وشتم لأجل مباراة حصلت بين أخوين يجمع بينهما دين واحد ، ولغة واحدة .
فواعجبا !
أوقات تصرف بلا حساب ، تصل إلى 6 ساعات يوميا من الركل والقفز واللعب !
وكأننا نسينا أو تناسينا ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ) و( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) و ( إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا ) .
وأيضا ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) ( لن تزولا ذدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ..) .
إعلانات تجاهر بصور الفاسقات ، وأغنيات وملهيات ، وموسيقى ومجون ، والناس أمام الشاشة متسمرون ومسمرون !
أموال لشراء البطاقات ، وترك للتربية والأمانات .
بيوت تمتلئ بالمشكلات جراء المباريات وعدم قضاء الحاجات .
والسبب كرة فارغة إلا من التفاهة ، وأعين تتابع السفاهة فمتى العقل و التعقل .
أيام امتحانات واختبارات و المعلومات عن التافهين أكثر من المعلومات عن الأنبياء والصالحين فوا أسفا .
وا أسفا على شباب الحيوية والفتوة ، يحرق عمره فيما لا خير فيه في الدنيا والآخرة .
قد هيؤك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل .
ولنتذكر جميعا القاعدة الذهبية في الوقت :
( فإذا فرغت فانصب .
وإلى ربك فارغب )
والله ولي التوفيق .