تركوا الاستدلال بالوحي الرباني و استدلوا بكلام الأخطل النصراني
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على نبينا محمد الأمين و آله و
صحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
و
بعد، فإن من المسائل التي يقررها أهل السنة و الجماعة في معتقدهم استواء الله
تعالى على عرشه الذي دلت عليه نصوص
الكتاب و السنة و الإجماع.
و هذا المعتقد خالف فيه أهلُ البدع أهلَ السنة و الجماعة، كما فعل المعطلة حيث غيروا الاستواء بالاستيلاء ففي قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} يقولون" استولى"، مستدلين بقول الأخطل النصراني، وكان من شعراء بني أمية حيث قال في هذا البيت ـ يمدح بشرا، و هو أخ لعبد الملك بن مروان ـ :
قد استوى بشرٌ على العراق ـــــــــــــــ من غير سيفٍ و لا دم مهراق
فاحتج المعطلة بهذا البيت الذي قاله النصراني على تعطيل صفة العلو
و الاستواء، و ردوا كل النصوص الدالة على ذلك.
قال
شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى (5/146) :"و قد علم أنه لو احتج بحديث
رسول الله صلى الله عليه و سلم لاحتاج إلى صحته، فكيف بيت من الشعر لا يُعرف
إسناده؟ و قد طعن فيه أئمة اللغة، وذكر عن الخليل كما ذكره أبو المظفر في كتابه
الإفصاح قال :"سُئل الخليل هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال : هذا ما لا تعرفه العرب،
و لا هو جائز في لغتها"، و هو إمام في اللغة على ما عرف من حاله،
فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل". ذكر هذا الشيخ ربيع السنة في كتابه
الماتع "شرح عقيدة السلف للصابوني" ـ ونقلته مع تصرف ـ
فنسأل
الله تعالى أن يثبتنا على العقيدة الصافية عقيدة أهل السنة و الجماعة،و صلى الله
على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=12563
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«ومن تكلم في الدين بلا علم كان كاذباً وإن كان لايتعمد الكذب».
مجموع الفتاوى (٤٤٩/١٠)