Tue Nov 27, 2012 10:43pm GMT
بيروت (رويترز) - قال نشطاء في المعارضة إن طائرات سورية هاجمت بلدات في
شمال وشرق سوريا يوم الثلاثاء وقتلت خمسة أشخاص على الأقل في غارة على
معصرة زيتون مع استمرار القتال في العاصمة دمشق.
وجاءت المعارك الأخيرة بعد أن حققت المعارضة مكاسب في ساحات القتال في
إطار جهودها للاطاحة بالرئيس بشار الاسد لكن لم يتضح ان كان تحقيق انفراج
استراتيجي أمرا مرجحا في أي وقت قريب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا ان أكثر من 90 شخصا
قتلوا يوم الثلاثاء.
وقال ناشطون إن مقاتلي المعارضة الذين يحاولون شق طرق إلى العاصمة خاضوا
معركة مع القوات الحكومية في حي كفر سوسة القريب من وسط العاصمة السورية.
وفي محافظة حلب في الشمال أسقط معارضون طائرة هليكوبتر عسكرية وفقا
للقطات فيديو بثت من خلال موقع يوتيوب وظهر فيها صاروخ يصيب الطائرة.
وتحدثت مصادر امنية وناشطين عن دخول عدد صغير لكنه يتزايد من الصواريخ
الباحثة عن الحرارة المضادة للطائرات الى سوريا وهي اسلحة سيحتاج اليها
المعارضون حتى تكون لهم أي فرصة للتغلب على اعتماد الاسد المتزايد على
القوات الجوية.
ولقطات الفيديو هذه قد تكون من بين المؤشرات الاولى الواضحة على ان مثل
هذه الاسلحة يجري استخدامها. وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة ان
الجيش السوري الحر اسقط طائرة هليكوبتر قرب قاعدة الشيخ سليمان العسكرية
التي تبعد 30 كيلومترا شمال غربي مدينة حلب.
وقتل ما يقدر بنحو 40 ألف شخص في سوريا منذ مارس آذار العام الماضي عندما
خرج متظاهرون يستلهمون انتفاضات الربيع العربي في احتجاجات على حكم
الرئيس بشار الأسد الذي تحكم أسرته البلاد منذ أربعة عقود. واعتمد الأسد
على الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر والمدفعية لسحق الانتفاضة التي
بدأت سلمية لكنها تحولت إلى حرب شاملة.
وقال منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سري
لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الثلاثاء ان هناك نحو 450 الف شخص
يعتقد الان انهم غادروا سوريا مع نزوح مزيد من الاشخاص داخل البلاد.
وقال "الدمار والموت والمعاناة أصبحت جزءا من الحياة اليومية في انحاء
سوريا." واضاف "الازمة الانسانية أصبحت أكثر حدة مع مقدم الشتاء وعدد
المحتاجين في ازدياد وقد يصل الى أربعة ملايين داخل سوريا بحلول نهاية
2012 ."
ومن المقرر ان يطلع الوسيط الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي مجلس الامن
يوم الخميس والجمعية العامة للامم المتحدة يوم الجمعة على التطورات.
ويسود الجمود الدبلوماسي بين القوى الغربية التي تؤيد بصفة عامة المعارضة
وبين روسيا والصين اللتين تؤيدان الاسد. وعرقل البلدان اتخاذ أي اجراء في
مجلس الامن.
وقال التلفزيون الحكومي السوري ان شخصين قتلا واصيب اربعة في "هجوم
انتحاري ارهابي" بسيارة ملغومة في عرطوز قرب دمشق. وقال المرصد ان
الانفجار سببه سيارة ملغومة بجوار نقطة تفتيش تابعة للشرطة العسكرية.
وقال المعارض النشط سمير الشامي إن انفجار سيارة ملغومة قرب الحي القديم
أسفر عن مقتل شخص واحد وبتر ساقي آخر. وقال انه لم يتضح ان كان من لغم
السيارة من الموالين للأسد أم من معارضيه.
وقال الناشط طارق عبد الحق إن مقاتلة حكومية ألقت براميل متفجرة على
معصرة أبو هلال للزيتون الواقعة على بعد كيلومترين غربي مدينة إدلب.
وذكر المرصد أن قتالا وقع أيضا في حي بابا عمرو بمدينة حمص الذي اجتاحته
القوات الحكومية في فبراير شباط كما دار قتال في محافظات حلب ودير الزور
ودرعا وإدلب وحماة.
وذكر المرصد أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب خمسة أشخاص في الهجوم.
وقال عبد الحق إن 20 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 50 آخرون.
وقال نشطاء أقروا بوجود مقاتلين في المنطقة إن الضحايا مدنيون.
ومن الصعب التحقق من مثل هذه التقارير لان الحكومة تفرض قيودا على دخول
وسائل الإعلام الأجنبية.
وسيطر مقاتلو المعارضة على خمسة على الاقل من المواقع التابعة للجيش
والقوات الجوية في الأيام العشرة الأخيرة الامر الذي عرض قوات الأسد في
محافظتي حلب وإدلب وفي منطقة دير الزور الشرقية لضغوط.
وتناشد المعارضة السورية المجتمع الدولي تقديم مساعدات عسكرية وخصوصا في
مواجهة الغارات الجوية لكن القوى الغربية التي تدعم الانتفاضة تشعر
بالقلق بسبب وجود وحدات من الإسلاميين المتشددين بين مقاتلي المعارضة.
واستولى مقاتلو المعارضة على بعض المعدات المضادة للطائرات من قواعد
الجيش التي سيطروا عليها.
وشنت الحكومة السورية غارات جوية أيضا على مدينة دير الزور وبلدة معرة
النعمان الاستراتيجية بمحافظة إدلب اليوم.
وقطعت سيطرة مقاتلي المعارضة على معرة النعمان الشهر الماضي الطريق
السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب وهو طريق مهم لنقل قوات الأسد من دمشق
إلى حلب وهي أكبر مدن سوريا وسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء منها.
وأدانت معظم القوى الاجنبية الأسد واعترفت بريطانيا وفرنسا ودول الخليج
بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا وحيدا للشعب السوري.
لكن الأسد تمكن بالاعتماد على حلفائه خاصة إيران القوة الإقليمية الكبيرة
من الصمود في وجه الانتقادات الدولية. واستخدمت روسيا والصين حق النقض
(الفيتو) لمنع صدور ثلاثة قرارات من مجلس الأمن الدولي كانت ستدين الأسد.
وذكر موقع بروبابليكا الإخباري الذي لا يسعى للربح يوم الاثنين أن روسيا
أرسلت 240 طنا من أوراق النقد إلى دمشق هذا الصيف.
وتشمل العقوبات الأمريكية والأوروبية حظر طباعة أوراق النقد السورية.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)
من اوليفر هولمز واريكا سولومون
رويترز 2012. جميع الحقوق محفوظة.يحظر إعادة نشر أو توزيع المواد الخاصة
برويترز بأي وسيلة حتى عن طريق النسخ أو الإضافة إلا بعد الحصول على
موافقة مكتوبة من رويترز. اسم رويترز وشعار رويترز علامتان تجاريتان
مسجلتان لمجموعة شركات رويترز في أنحاء العالم
الصحفيون العاملون في رويترز ملتزمون بقواعد التحرير الخاصة برويترز التي
تشمل نزاهة العرض والافصاح عن المصالح الخاصة ذات الصلة