دمشق -عواصم - وكالات: سقط 78 قتيلًا في مواجهات دامية في سوريا أمس
بينما استولى مقاتلو الجيش الحر على مطار عسكري في محافظة حلب في إطار
عملية عسكرية واسعة تستهدف مطارات ومراكز عسكرية أخرى في شمال البلاد حيث
أفيد عن إحرازهم مزيدًا من التقدم على الأرض. وقال المرصد السوري لحقوق
الإنسان إن "مقاتلين من عدة كتائب تابعة للجيش الحر اقتحموا مطار الجراح
العسكري الواقع على طريق الرقة حلب وتمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل
وذلك بعد اشتباكات عنيفة".
وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية التي كانت
في المطار انسحبت تاركة وراءها عددًا من الطائرات وكميات كبيرة من
الذخيرة". وهي المرة الأولى التي تسقط طائرات حربية وبينها من طراز "ميغ"
في أيدي مقاتلي الجيش الحر منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف مارس 2011.
كما انسحبت قوات الأسد من مواقع استراتيجية مهمة وتركتها لمقاتلي الجيش
الحر وكان مقاتلو الجيش الحر قد استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان
العسكري الصغير في ريف دمشق وكانت توجد فيه طائرتان أو ثلاث خارج الخدمة.
كما استولوا في 11 يناير على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب في شمال
غرب البلاد الذي كان يضم مروحيات معظمها دمرت أو أصبحت خارج الخدمة نتيجة
المعارك. وأسفرت معارك مطار الجراح المعروف أيضا بمطار "كشيش"، بحسب
المرصد، عن "استشهاد خمسة مقاتلين وإصابة مقاتلين آخرين بجروح وقتل وجرح
وأسر نحو أربعين من عناصر القوات النظامية". وأكد مصدر عسكري سوري في حلب
الانسحاب من المطار. وقال إنه تم إخلاء المطار الأصغر والمستخدم لغايات
تدريبية من الطائرات الحربية والتدريبية الجاهزة وتحميل الذخيرة اللازمة
والصالحة قبيل الانسحاب". وقال "لم يبق في المطار سوى كمية قليلة جدًا من
الذخيرة غير الفعالة وطائرات معطلة منذ فترة طويلة بحاجة إلى صيانة
وإصلاح". وقصف الطيران الحربي المطار بعد سقوطه، بحسب ما ذكر المرصد.
وبعد وقت قصير على سقوط مطار الجراح، أعلنت كتائب من الجيش الحر في بيان
مشترك وزعه "مكتب حلب الإعلامي" بدء "هجوم واسع فجرًا" على مطار النيرب
العسكري في ريف حلب ومطار حلب المدني ومقر اللواء 80 المكلف حمايته وحاجز
المنارة القريب منه. وذكر المرصد في بيان أن المقاتلين سيطروا على حاجز
المنارة، وأن مناطق في محيط اللواء 80 ومناطق عدة تتمركز فيها متائب
الجيش الحر "تتعرض للقصف من طائرات حربية" تابعة للنظام. ويحاول مقاتلو
الجيش الحر منذ أشهر التقدم نحو هذين المطارين، بالإضافة إلى مطار منغ
العسكري في الريف الحلبي. وقد أقفل مطار حلب الدولي منذ بدء هذه السنة
أمام حركة الملاحة. وقال الناشط الإعلامي أبو هشام من مدينة حلب إن
مقاتلى الجيش الحر في الشمال يركزون منذ فترة على استهداف المطارات
والمراكز العسكرية.
واضاف "ان هذه المراكز مهمة لانها مصدر ذخيرة وامدادات، ولان الاستيلاء
عليها يضع بعض الطائرات التي تقوم بقصفنا خارج الخدمة". الا أن المصدر
العسكري السوري قلل من اهمية الهجات الاخرى. وقال كثيرا ما تتعرض
المطارات العسكرية ومطار حلب الدولي المدني لمحاولات هجوم، لكن الاجراءات
الامنية والتحصينات العسكرية القوية المحيطة بهذه المطارات وعزيمة عناصر
الجيش العربي السوري في الدفاع عنها تحول دون امكانية المسلحين من
الاقتراب منها. واضاف ان "الوضع الامني في بقية المطارات جيد وتزاول فيها
الاعمال المقررة وفق البرنامج الطبيعي، ولا شيء يدعو للقلق في شأنها".
http://www.raya.com/news/pages/888977bf-a7eb-4d69-b3c9-4ca2a77d6107