موسيقى قمر سيدنا النبي

0 views
Skip to first unread message

Champagne Cadle

unread,
Jul 5, 2024, 6:25:07 PM (15 hours ago) Jul 5
to sicseriwom

وقد تكلم ابن رجب في شرح البخاري على هذا الحديث فذكر أن الجاريتين كانتا تغنيان بشعر فيه مراثي القتلى يوم بعاث وأن المراد بالغناء رفع الصوت مع الترديد ولم تكن فيه دعوة للفجور ولم تصحبه موسيقى. قال ابن رجب: في هذا الحديث: الرخصة للجواري في يوم العيد في اللعب والغناء بغناء الأعراب وإن سمع ذلك النساء والرجال وإن كان معه دف مثل دف العرب وهو يشبه الغربال ولا ريب أن العرب كانَ لهم غناء يتغنون به وكان لهم دفوف يضربون بها وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها وكانت دفوفهم مثل الغرابيل ليس فيها جلاجل كما في حديث عائشة عن النَّبيّ فكان النبي يرخص لهم في أوقات الأفراح كالأعياد والنكاح وقدوم الغياب في الضرب للجواري بالدفوف والتغني مع ذلك بهذه الأشعار وما كان في معناها.

فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد اعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة على طريقة الموسيقى بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس المجبول محبته فيها بآلات اللهو المطربة المخرج سماعها عن الاعتدال فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه ونهوا عنه وغلظوا فيه حتى قال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل. وروي عنه - مرفوعا.

وهذا يدل على أنهم فهموا أن الغناء الذي رخص فيه النبي لأصحابه لم يكن هذا الغناء ولا آلاته هي هذه الآلات وأنه إنما رخص فيما كان في عهده مما يتعارفه العرب بآلاتهم.

وليس الغناء والدف المرخص فيهما في معنى ما في غناء الأعاجم ودفوفها المصلصلة لأن غناءهم ودفوفهم تحرك الطباع وتهيجها إلى المحرمات بخلاف غناء الأعراب فمن قاس أحدهما على الآخر فقد أخطأ أقبح الخطإ وقاس مع ظهور الفرق بين الفرع والأصل فقياسه من أفسد القياس وأبعده عن الصواب.

وقد صحت الأخبار عن النبي بذم من يستمع القينات في آخر الزمان وهو إشارة إلى تحريم سماع آلات الملاهي الماخوذة عن الأعاجم وقد بينت عائشة أن الجاريتين إنما كانتا تغنيان بغناء بعاث ويوم بعاث يوم من أيام حروب الجاهلية مشهور قالَ الخطابي: وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الشجاعة والحرب وهو إذا صرف إلى جهاد الكفار كان معونة في أمر الدين فأما الغناء بذكر الفواحش والابتهار للحرم فهو المحظور من الغناء حاشاه أن يجري بحضرته شيء من ذلك فيرضاه أو يترك النكير لهُ وكل من جهر بشيء بصوته وصرح به فقد غنى به قالَ: وقول عائشة: ليستا بمغنيتين.

إنما بينت ذلك لأن المغنية التي اتخذت الغناء صناعة وعادة وذلك لا يليق بحضرته فأما الترنم بالبيت والتطريب للصوت إذا لم يكن فيهِ فحش فهوَ غير محظور ولا قادح في الشهادة.

وهذا من باب المباحات التي تفعل أحيانا للراحة فأما تغني المؤمن فإنما ينبغي أن يكون بالقرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يتغن بالقرآن.

والمراد: أنه يجعله عوضا عن الغناء فيطرب به ويلتذ ويجد فيه راحة قلبه وغذاء روحه كما يجد غيره ذلك في الغناء بالشعر وقد روي هذا المعنى عن ابن مسعود أيضاً.

وأما الغناء المهيج للطباع المثير للهوى فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة فإن الفتنة تحصل بالنظر وبالسماع ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم زنا العينين النظر وزنا الأذن الاستماع.

ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه ولم يرخص فيه أحد يعتد به وقد حكيت الرخصة فيه عن بعض المدنيين.

وقد روى الإمام أحمد عن إسحاق الطباع أنه سأل مالكا عما يرخص فيه أهل المدينه من الغناء فقالَ: إنما يفعله عندنا الفساق.

وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم فمحرم مجمع على تحريمه ولا يعلم عن أحد منهم الرخصة في شيء من ذَلِكَ ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى.

أحدها: أنه يرخص فيه مطلقا للنساء. وقد روي عن أحمد ما يشهد له واختاره طائفة من المتأخرين من أصحابنا كصاحب المغني وغيره.

والثاني: إنما يرخص فيه في الأعراس ونحوها وهو مروي عن عمر بن عبد العزيز والأوزاعي وهو قول كثير من أصحابنا أو أكثرهم.

والثالث: أنه لا يرخص فيه بحال وهو قول النخعي وأبي عبيد وجماعة من أصحاب ابن مسعود كانوا يتبعون الدفوف مع الجواري في الأزقة فيحرقونها.

ولعله أراد بذلك دفوف الأعاجم المصلصلة المطربة وراجع الفتويين التاليتين فقد بينا فيهما أدلة وكلاما مفصلا في الموضوع: 54316 66001.

بعد ظهور الإسلام انتقلت الموسيقى إلى مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها كل الاختلاف. وأهم المدن العربية التي انطلقت منها الحضارة الإسلامية الأولى هي مكة حيث ولد الرسول عليه الصلاة والسلام والحجاز حيث تفجرت ينابيع الدين الحنيف ناشرة مبادئ الخير والأخلاق والحب والسلام في بروع العالم أجمع.

إن من أعظم المسائل المحيرة في الإسلام موقفه من الموسيقى وقد تناقش الفقهاء والعلماء قرونا حول نظرة الإسلام إلى الموسيقى فمنهم من دلل على أن الإسلام حرمها ومنهم من أثبت بالحجة والقول والبرهان أن الإسلام شرعها وحلل ممارستها. ولا يسمح المقام هنا بذكر الأسامي والحجج التي اعتمد عليها كل فريق لإثبات الرأي الذي ذهب إليه. لكن من المسلم به هو عدم وجود أية كلمة كراهية مباشرة للموسيقى في القرآن الكريم. لذلك فإن معظم الحجج والبراهين في تحليل الموسيقى أو تحريمها استند إلى الحديث. وتطلق كلمة الحديث على أقوال محمد عليه الصلاة والسلام وأخباره التي حازت قوة القانون وبعض نفوذ الوحي واعتبرت بالدرجة الثانية بعد القرآن. ويميز الحديث المقبول والمعمول به من الحديث الذي به بعض الصدق ومن الحديث المنكر بأحكام استنبطها الفقهاء والمسلمون ولا يمكن أن نتناولها هنا. وهناك أحاديث تتعلق بمشكلة السماع فمن الأحاديث التي تحرمه:


وأما القيان اللواتي حرمهن حديث سابق فيبدو أنه يوجد دليل قوي قاطع على إباحة النبي لهن. روى عن عائشة حديثان مهمان في هذا الصدد يقول أولهما: إن أبا بكر رضي الله عنه دخل على عائشة وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي عليه السلام متغشى بثوبه فأنهرهما أبو بكر فكشف النبي عن وجهه وقال: دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد. ويقول الثاني: كانت جارية تغني عندي (المتحدث عائشة) فاستأذن عمر فلما سمعته الجارية هربت فدخل النبي عليه الصلاة والسلام يبتسم فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله كأنه يسأله عن سبب ضحكه فقال: كانت جارية تغني فلما سمعت خطواتك هربت. فقال عمر: لن أرحل حتى أسمح ما سمع رسول الله. فاستدعى الرسول الجارية فأخذت تغني وهو يسمعها.

أحيِ الزواج واضرب الغربال. وقد أحيا زواجه من خديجة بالموسيقى وكذلك زواج فاطمة هذا وإننا لا نستطيع أن نعطي رأيا واحدا عن نظرية الإسلام في الموسيقى. لكن الأمر الذي لا شك فيه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام شغل بنشر الدعوة الإسلامية هو وصحبه من الخلفاء الراشدين لذا لم يتوفر ذلك الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي الذي لا بد منه حتى يزدهر أي فن من الفنون.. والأمر الثاني هو أن الإسلام في أول ظهوره وجد الغناء بالصورة التي أوردناها قبل ذلك حيث تمارسه القيان وكان يؤدى في مجالس اللهو والشراب حيث العبث والضياع والمجون لذا لم يكن من السهل على الدين الجديد أن ينظر نظرة اطمئنان إلى الغناء العربي بالصورة الماجنة التي كانت عليها. وحتى الغناء الديني الذي كان منتشرا بين عرب الجاهلية اعتبره الإسلام نوعا من الإلحاد وسبيلا للرجوع إلى عبادة الأوثان. إلا أن العربي موسيقي بطبعه فالأنغام الموسيقية تسري في دمائه وتمتزج بها امتزاجا أصيلا.

03c5feb9e7
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages