دعـــاء أهـــل الصــــدق
اللهم اجعل ( سريرتي ) خيرا من علانيتي ، واجعل علانيتي صالحة ، اللهم إني أسألك ثباتا في الأمر، وعزيمة على الرشد، وأسألك شكر |162| نعمتك، وحسن عبادتك ، وأسألك لسانا صادقا، وقلبا سليما، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم ، اللهم ارزقني صدقا ثابتا، وإيمانا نافعا وعقلا راسخا، وعملا صالحا ترضى به عني .
إلهي جعلت من آثار صنعتك ورسوم فعلك وأصناف خلقك دليلا على قدرتك وحسن تدبيرك، [ فكل ] ناطق وصامت ، ومتحرك وساكن ، وظاهر وباطن ، كل يجري إلى مدة رسمتها، وغاية حددتها، ونهاية قدرتها، لحكمة بالغة ( علمتها ) ، خاضعا لك بالانقياد ، منيبا إليك بالإذعان ، شاهدا بأنك أنت الله ، الواحد الأحد الملك الديان ، فاجعل لي إلهي من استبصار الفكر في بديع ( صنوف العبر إلى حقيقة التوحيد سبيلا سهلا ) ، واغسل قلبي من درن أوهام مقتضيات الأجسام ، بوابل أسرار الأذكار حتى يكون لورود الحقائـق عليه محلا، واجعلني ممن أشرقت بين يديه مصابيح الإيمان بك فانقطـع إليـك بعضا وكلا .
إلهي ظفر الصادقون منك بزلفى وحسن مآب ، وفازوا بالكشف عن أسرار أفعالك ياوهاب ، وبقيت ( رهينا فمالي ) خلف الباب ، فاجعل لي من حسن هدايتك إلى غاية عنايتك سببا وطريقا ، وافتح لي إلى ساحة الصدق بابا من التأييد حتى أكتب عندك صديقا ، وهيئ لي من مواصلة ذكرك صاحبا مؤانسا ورفيقا .
إلهي أعذني من علم يورث الجهل بك ، وأجرني من يقين يحمل الشك فيك، وأرحني من فتنة تعقب البعد منك ، واغوثاه إن أضللتني عن علم ، وخـــذلتــني ( عن ) فهم ، و( اخزياه ) ، إن انسلخت ( عن ) آياتك وعريت عن بيناتك، وا مصيبتاه ان عميت علي أنباؤك ، أو كان بله خلقك في توحيدك لي مسابقين، وفي الصدق متقدمين .اللهم اجعلني صدرا في المؤمنين بك ، ورأسا في المعتمدين عليك ، وسابقا في حلبة الوافدين عليك، وراسخا في المنقطعين إليك، فأنت العماد وأنت المراد، وعليك الاعتماد، وبك الاستنجاد، وأنت المولى ونعم النصير .