دعـــاء أهــــل الطمأنينـــــة
القديمي
دعـــاء أهــــل الطمأنينـــــة
اللهم يامقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك وتوحيدك ، اللهـــم يامفـــرج ( الكرب ) وكاشف الهم ، ومجيب المضطرين ورحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك لك الحمد لا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت ، ولا مهين لمن أكرمت، ولا مكرم لمن أهنت ، ولا ناصر لمن خذلت ، ولا خاذل لمن نصرت ، ولا معز لمن أذللت ، ولا مذل لمن أعززت ، ولا رازق لـــمن ( أحرمت ) ، ولا حارم لمن رزقت ، ولا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا رافع لمن خفضت، ولا خافض لمن رفعت، ولا ساتر لما خرقت، ولا خارق لما سترت ، ولا قريب لما باعدت ، ولا [ مباعد ] لما قربت .
إلهي أسبغت النعم حتى اطمأنت القلوب ( بدرور ) فضلك ، وأظهرت العبر فخاضت الأفكار بحار الاستدلال عليك بفعلك ، وأوضحت الآيات فأطــــرق [ طامح ] البصيرة بالعجز واستكانت القلوب بقوتك وحولك، فاجعل في قلبي مــن ( قوة اليقين ) ما أدرأ به في نحر ( الشهوات )، وارزقني من نور التوحيد ما أذهب به ظلام الباطن وأنل قلبي من ذكرك ما يدلني عليك ، وخلقني بالأخلاق التي تدعوني إليك، وارزقني من الأدب ما [يحظيني] لديــك .
إلهي مننت علي بتوحيدك الذي ( شددت به أزر ) اليقين ، وأنعمت علي بذكرك الذي أذهبت به واردات التلوين، وأحسنت إلي بالفهم عنك يارب العالمين، وإني لمعترف بما أوليت، وعاجز عن شكر ما أسديت، وراض بما شئت وقضيت ، ومسلم لما نفذت به أحكامك، ومذعن لما تضمنه كتابك ، وقد بقي علي من بقايا الأوهام، ما [ قيدني ] عن النفوذ1 إلى قدام، وأخلدني ( مع ) مقتضــيات الأجســــام . ( فبك ) قضاء ديوني، وبك صلاح شؤوني، وبك خرق حجابي ، وبك تيسير طلابي، وإليك رجوعي من نفسي ومآبي، فكن لي من حبائل الهوى منجيا، ومن مصائده منقذا ، واسترني منه بســتر اليقـــــين ، وأجــــرني مــــن تقلبــــات
( الـتلوين ) وأثبتنـي في ديـوان أهـل التـمكـين .
إلهي حجبتني عنك بقايا |163| الأوهام الجسمانية ومنعتني من النفوذ مقتضيات الهوائية، وشوقتني إليك نفحات الأسرار القدسية، فطهرني من (آثار) أوهامي، ويسرلي بالخلاص مرامي، وثبت في اليقين أقدامي، وخلصني من تبعات الهوى، واجعل بيني وبينها سترا من توفيقك الأهدى، حتى لا يبقى في قلبــــي ( منها أثر ) ، ولا يشغلني عنك منها ( ميل ولا وطر ) .
إلهي امح من قلبي سطور الأوهام بوابل رعايتك، وأزل من قلبي بقايا التقلب حتى ( أطمئن ) بعنايتك وولايتك، وانزل علي سكينة من فراديس إمدادك وهدايتك .
إلهي نهض أهل الولاية وبقيت دونهم، ونفذ أهل النهاية وتخلفت بعدهم، وقد أنار لي قلبي من ذكرك مصباح اهتديت به إلى ما تطمئن به القلوب،ولاح لبصر بصيرتي من جنبات توحيد ذاتك لائح يشير إلى أسرار من الغيوب ، وهبت على قلبي نواسم تحرك العزمات إلى المرغوب ، لكني أجد من أثر الهوى مثبطا عن لحاق أهل النهاية، وحابسا ( يبطئني ) على النفوذ إلى الغاية، ومن أسرار الأذكار داعيا يدعوني إلى فردوس النهاية ، فخذ بيدي واهدني إلى سبيل يوصلني إلى المعرفة بك ، واجذبني إليك بسبب من اختصاصك يدلني عليك ، فأنت المعبود، وأنت المقصود، وأنت الموجود، وأنت ذو الكرم والجود، ذو الجلال والإكرام .