دعـــاء أهـــل المعرفـــة
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، اللهم اهدنا واهد بنا وانصرنا وانصر بنا اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك ، اللهم ما رزقتني مما أحب ، فاجعله قوة لي فيما تحب .
اللهم ما زويت عني مما أحب ، فاجعله لي مرادي فيما تحب ، اللهم إني أسألك أنت الأول فلا شيء قبلك، والآخر فلا شيء بعدك ، والظاهر فلا شيء فوقك، والباطن فلا شيء دونك، أسألك أن تبلغني من معرفتك التي خصصت بها خواص عبادك، ما ينيلني ( رفيع ) درجات توحيدك .( إلهي) فاضت الأنوار فلا غيم ولا سحاب ، وتجلت الأسرار فلا ستر ولا حجاب ، ولاحت الحقائق فثبت اليقين واضمحل ( سراب ) الارتياب ، فأجزل المواهب ، فلا قنوع منك إلا بك، ويسر المطالب، فلا رغبة بك إلا فيك ، وأظهر العجائب، فلا [ متنزه ] دونك .
إلهي،أخمد نور عظمتك نار الفكر ، وأبدت آياتك عجائب العبر، واطلعت أسرار توحيد ذاتك العلية على عين الخبر ، وهيأت حكمتك البالغة أرواح الخلصاء بحمل الوفاء فلم يبق للبوح أثر ، وجمعت قدرتك القاهرة بين الأضداد فتركبت الأرواح في البشر ، فأسرج لي من معرفتك نورا لا يزال في روحي مصباحا، واجعل لساني بما أودعت في جناني من فوائد الحكم مفتاحا، ولا تجعلني لما أطلعتني عليه من مكنون أسرارك بواحا ، واحفظني في هداية عبيدك، واحرسني في حياطة أسرار توحيدك، واجعل نظري إليك، وكلامي (عنك) ، وانتهاضي بك، ودلالتي عليك |165| وخشيتي منك ومحبتي فيك، وانقطاعي لك .( إلهي ) ( أورثتني ) المعرفة فأحسن قيامي بها وأوليتني الهداية فأجمل الدلالة عليها، وأفضت على ( سري ) أسرارك فأعظم الحفظ لها ، ولولا ما طوقت من وظائف الدعاء والرغبة، وألزمت من القيام بالعبودية والرهبة، وحكمت به من إظهار ( شعائر ) القربة ، فوجب القيام بما أوجبت، وتعيين إظهار وظائف ما به حكمت، و( لزم ) التلبس بما طوقت وشرعت ، لاستكان السر إلى ما ساكنه من الرضى ، ولأطرقت البصائر لما جرى به القضا، ولا نخرس اللسان عن الانبساط في الدعا، لكن تعلم ما انطوت عليه الأسرار من التسليم،وما عقدت عليه البواطن من عقود التفويض وما (امتزج) في القلوب من الثقة، فاللسان بالرغبة ناطق، والقلب بما جرت به أحكامك واثق، والسر في بحار الرضى غارق، فأسرار الحقيقة قد التأمت بأحكام الشريعة أي التئام ، والأرواح قائمة بأسرارها أحسن قيام ، والمعارف القدسية قد قطعت نياط الأوهام ، فبك يحمدك الحامد، وبك تفيض الأسرار والفوائد، وبك تعقد على الأمانة العقائد، فأنت الأحد الواحد، وأنت الله الذي تحيرت في معرفتك الأفكار، وفاضت منك على الأرواح الأسرار .