وفي اشد لحظات الليل حلكة والتي لا يجوز معها الا التوحد حول رؤى موحدة، تبرز اقوال واراء لا تبغي الا تفريق الصف الاسلامي..!
وفي السعي نحو ""جزرة فاسدة" ربما يتصارع ابناء الصف الاسلامي... من اجل مقعد هنا او هناك وتثار الصفوف والضغائن والاحقاد والنفوس..!!
أليست هذه دنيا؟؟؟ أليست هذه هي ما كان يهرب منها الصحابة والسلف ومن سار على نهجهم؟؟
آلمني ما يحدث .. وأسال الله عزوجل لنا جميعاً ان تصفو النفوس..!
ليس هدفي اطلاقاً ان يفوز النور او الحرية والعدالة.. او ان يكتسح اى فريق منهما.. انا هدفي ان تعلو راية التوحيد ويطبق شرع الله عزوجل من اى فريق كان..!
قالها لي احد مشايخي منذ زمن طويل وحفظتها عنه..قال إياك ان يكون الولاء والبراء لديك بالنسبة للجماعة وليس بالنسبة للدين..!!
من ناحية الكلام هذا طبيعي جداً.. لكن عند التطبيق وعند المراجعة... نجد انفسنا في كثير من الاحياء كان ولاءنا وبراءنا تجاه الجماعة وليس مصلحة الدين..!
الانباء تتواتر حول اكتساح بفضل الله عزوجل للحرية والعدالة.. كذلك النور في المحافظات".. ينبغي ان تعلو الجميع الفرحة بفضل الله عزوجل ومنته ان من على المشروع الاسلامي بهذا التاييد..الذي لا نستحقه قطعاً..دون ان ننشغل بامور بلهاء تعبر عن قصر نظر تثير الضغائن بين ابناء المشروع الواحد..!
وينبغي وبعد الانتهاء من هذه الانتخابات...وظهور النتائج.. اننا نعلم اننا ذاهبون الى واحدة من اخطر مراحل الحركة الاسلامية خطورة..!!
ستكون هناك معارك مطولة وخطرة وحاسمة بداية من معركة مع العسكر انفسهم الذين لن يسلموا لك السلطة واذا فعلوا فستكون منزوعة الصلاحيات كما حدث مع حماس "حينما كان وزير الداخلية لا يستطيع ان يحرك عسكري مرور من اشارة لاخرى".. ثم اذا حدث تجاوز لهذه المرحلة فستكون هناك اخرى ضد التنازلات التي ربما ستحدث وثالثة لمواجهة الشقاق الذي سيحدث بين ابناء الصف الاسلامي نتيجة الخلل التربوي الموجود..ورابعة لمواجهة الاعباء الهائلة التي ستلقى على الحركة الاسلامية لاثبات برنامجها على الارض وتطبيق شرع الله عزوجل واخراج البلاد من دائرة الاستعباد الى دائرة الكرامة والاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي والحربي وخلافه..!
علينا الان بدلاً من ان ننشغل بمعارك وهمية لا طائل منها... معارك يراد منها اشغالنا عن الامور الحقيقية بامور تافهة حمقاء يراد بها الانتصار للنفس والجماعة..!!!
معركتنا الحقيقة الان في مسارين أساسين.. المسار الاول تربوي عقدي إيماني على المستوى الشخصي والجماعي..ان يصل الفرد والجماعة الى اقصى ما يصل اليه ايمانياً وعقدياً وتربوياً فالقادم شديد وخطير وسيتساقط فيه الكثيرون.. ولا عصمة الا لمن ثبته الله عزوجل... والثبات لا يكون بالتربية.. فمن الوهم ان نقول ان الشباب الذي يستمع الى الاغاني ومنكب على الافلام ولا يحافظ على اوراده او قيام ليله او حتى فجره سيثبت عند الشدة.. هذا وهم..!!
المسار الثاني.. سد الثغرات.. وما اكثرها.. تقريباً لا يكاد يوجد مجال او موضع الا وفيه ثغرة لم يسدها المسلمون في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاعلامية والعسكرية والعلمية وغيرها... فلو ركز كل منا فيما يعمل واوقفنا سياسية "كله يعمل في كله" بدون تركيز او تخصص فتجد الناتج صفراً.. لو ركز كل منا فيما يعمل وانتج فيها حتى اذا ما طلبته الحركة الاسلامية في اى وقت من الاوقات ليسد هذه الثغرة يكون جاهزاً...مثال حماس ينبغي ان يكون حاضراً حينما تولت مقاليد الحكم بعد الحسم العسكري فاضرب كل الموظفين والعمال والمهندسين والاطباء وغيرهم التابعين لفتح عن العمل.. وفي فترة قليلة كان لدى حماس صفاً كاملاً يحل محل هؤلاء المضربين بالكامل.. فلو لم يكن لدينا هنا نفس الامر على نطاق اوسع واكبر بكثير يتعدى الى مجالات التكنولوجيا والاتصالات والالكترونيات والتصنيع وغيره من الامور الغير موجودة الان حتى ستحدث مشكلة كبرى..!
علينا الان التركيز في اولويات المرحلة والبعد عن تفاهات وصغائر يراد لنا ان نجر وننشغل بها الى امور عظام وجب علينا العمل فيها..!
الاختلاف والحب في الله::
ما حدث الفترة الماضية مع الشيخ حازم ومؤيديه من قبل كثير من قيادات وكوادر الحركة الاسلامية كان مؤلماً جداً.. مؤلماً بشدة من امرين الاول من وجهة نظري الا تكون الحركة الاسلامية على مستوى الامر وان تنجر الى وعود كاذبة هم اول من يعرفون انه سيغدر بها والا يكونوا متفهمين "فضلاً عن يكونوا مقتنعين" بوجهة نظر الشيخ حازم المنطقية جداً لاى عاقل مفكر وان يثور الشعب والقوى اليسارية والليبرالية لتطالب بها في حين تهاجمها بعض قيادات الحركة الاسلامية.. هذه وجهة نظر شخصية
الامر الثاني.. ان يتعدى الامر طور الخلاف ليصل إلى التجريح علناً وفي غير العلن..يؤلمني بشدة ما يحدث.. هجوم غير طبيعي...اصبح كل من يذهب للتحرير مشكوك في ولائه وانتماءه..رغم ان مشايخنا الافاضل هؤلاء هم اول من علمنا ادب الخلاف..!!!!
بل حين كنت القى بعض قيادات الاخوان اومشايخ السلفين وقد علم ان اذهب.. يلومني لوماً شديداً وكاني اصبحت مع اليسارين العلمانين ضد الاسلامين..!
اذا كنا نجل بشدة مشايخنا وعلمائنا وقادتنا ونضع والله أحذيتهم فوق رؤسنا فمن نحن بغيرهم؟.. لكن هذا لا يمنع ابداً من ان ناخذ راي مخالف لهم اذا كنا نظنه صواباً خصوصاً اذا لم نكن منتمين او ملتزمين بهذه الجماعة او تلك..!
نحن لا نقلل من شأنهم اطلاقاً.. لكننا في نفس الوقت نقدر اجتهاد آخرين ونرى أنه الاصوب..!
ونعتب عليهم عتاب التلميذ لاستاذه.. رفقاً بأخيكم.. فما هذا يكون الخلاف في الرأي.. واذا كنتم تخشون على البلد فوالله هو اكثر خوفاً وحرصاً عليها وما يدفعه الى ذلك الا الخوف عليها.. فرفقاً به..!!
أما الشباب الصغير الذي نسي نفسه وظن نفسه جديراً بمناطحة رجل بوزن الشيخ حازم.. فنهمس أذنه تذكر فارق المقام وانت تتكلم.. من العادي ان تتكلم بل ربما تختلف مع الشيخ نفسه.. لكن بادب واحترام.. !!!
اخر نقطة في هذا الامر: لا تتابعوا خالد عبدالله.. بل وحذروا منه ومن أى شخص يسلك نفسه مسلكه هذا..!
الامر الثالث:ليس اجماعاً
تصوير الامر وكان الشيخ المفضال حازم يخالف اجماع جماعة المسلمين..!
فهو باطل من عدة امور.. اولها انه ليس هناك فئة الان يطلق عليها جماعة المسلمين بالمعنى الشرعي الذي اذا اتفقت فيه على شئ وجب على الجميع الالتزام..!
الثاني.. ان الامر فيه خلاف اصلاً.. فلدينا الشيخ السيسي والشيخ وجدي غنيم وحازم شومان ومحمد علي يوسف وغيرهم ممن ايدوا النزول.. بل إني كنت ومجموعة من الشباب مع الشيخ هشام العقدة "وهو من كبار العلماء في مصر وعضو هيئة أمناء الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح المكون من 15 فرد والذي يجمع كل الاتجاهات الاسلامية في مصر" وكان يتحدث صراحة عن ان الامر ليس به اجماع بل هو غالبية وان هناك الكثير من العلماء ممن يتفق مع راي الشيخ حازم.. بل هو شخصياً يؤيد النزول للتحرير..!
الامر الثالث في هذه النقطة هو التخصص: فليس منطقياً ان يكون من كل حياته في العلم الشرعي والفقه والحديث يكون فقيهاً بالواقع مثل السياسي والحركي والعكس صحيح.. فليس منطقياً ان يؤخذ راي الجميع ويقال هذا هو الاغلبية او الاجماع.. انما يبنغي ان يكون هناك توزان.. كمثال حين نتحدث عن الامر السياسي هناك فارق ضخم وكبير بين الشيخ حازم وبين الشيخ مصطفى العدوي فلا ينبغي ان يقال اصل فلان وفلان وفلان قالوا وهم بعيدون كل البعد عن الشان السياسي "ولهم منا كل التقدير والاحترام"..!
أطلت في نقطة ما كان ينبغي الاطالة فيها اصلاً.. لكني وددت اطالتها لمن لا يتحركون الا حينما يقول الشيخ كذا او كذا "مع اختلافي الشديد في هذا الامر".. او لمن كانوا يقعون في حرج انهم يظنون انهم يخالفون جمهور الحركة الاسلامية..فاثبتوا ..!
أخيراً...آيتين في غاية الخطورة نختم بهما..!
قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَْرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين
قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ