اراد الله عزوجل ان يبتلي هذه الامة ربما باختبار الفوز... وهو اختبار لاشك قطعاً.. اصعب من اختبار الهزيمة.. فشعور النصر.. اصعب بكثير من شعور الانكسار لله عزوجل..!
الفرح جائز ربما.. بانتصار هو لاشك فضل من الله عزوجل وتقدير لقوة كل من يزعمون نفسهم نخبة واحزاب ومثقفين وكل النصارى..كل ذلك بفضل الله لم يتجاوز تاثيرهم 22% ..!
لكن الاوجب..والأهم.. هو الانكسار لله عزوجل .. اشد مما كان سيكون في حالة الهزيمة..!
الايام القادمة.. والله ستكون ربما من اصعب الايام التي ستمر على الحركة الاسلامية برمتها..!
ستفتح ابواب براقة لامعة... البعض سيدخلها بتنازلات منهجية.. والاخر سيدخلها .. ربما متاخراً لكن بكرامته.. ومنهجه..!
ربما سينشغل كثيرون.. بالعمل السياسي.. عن الاهم.. وهو العمل الميداني..!
العمل السياسي للوصول للسلطة هو طريق .. ينبغي ان يترافق معه طرق اخرى.. دعوياً.. واقتصادياً.. وفكرياً.. واعداداً..!!!
اعتقد انه لو تولت الحركة الاسلامية الان البلاد فستعاني البلاد الا اذا شاء الله غير ذلك.. لانه لا اعداد حقيقي.. لا اعداد لكيفية حل مشاكل كارثية تواجه البلاد.. لا اعداد لكفاية البلاد من فروض الكفاية لا لا..!
اذا حدث حصار .. غذائي.. طبي ..عسكري.. اى شئ من هذا القبيل.. اى اعداد الحركة الاسلامية لهذا وهي حتى الان لم تعمل على سد فرض كفائي واحد في هذا..!
فليس من المنطقي .. او المعقول.. ان تنجرف الحركة الاسلامية كلها .. نحو طريق.. وتنسى الطرق الاخرى المهمة للغاية..!
وانما ينبغي ان يتولى هذا الامر فئة من الحركة الاسلامية.. والباقون يعملون على سد باقي الثغرات.. التي هي في غاية الاهمية.. ولن ينفعنا اذا تولت الحركة الاسلامية الحكم فيما باقي الثغرات موجودة غير مسدودة..!
التوازن مطلوب وبشدة..والعمل وسط الشعب هي اهم ما يميز الحركة الاسلامية فاذا فقدته.. فقدت الكثير..!
الفترة القادمة في غاية الاهمية....!
لا تحتمل على الاطلاق فيديوهات مثل فيديو الشيخ يعقوب.. ارفضه تماماً وارفض اى تبرير له من اى اخ.. فينبغي الاعتراف بالاخطاء.. الوضع في غاية الخطورة والله لا يحتمل ابداً..كذلك فيديو الشيخ حازم شومان..!
والمشكلة في رايي ابعد من مشكلة كلمات.. هي مشكلة قناعات...!
على ان احذيتهم فوق رؤوسنا.. لكن ينبغي ان نفرق بين الاحترام وبين رؤية الخطا.. وانه لا معصوم سوى الانبياء..!
الشيخ محمد حسان كمثال.. مبدع..! يمارس دوره بفهم واحترافية شديدة وفي الحقيقة اود ان اقبل يديه ورجليه على فهمه الدقيق لهذه المرحلة الصعبة وتعامله الرائع اعلامياً وحركياً معها مع ان كل الاضواء مركزة عليه لياخذوا منه اى ذلة لكنه يتعامل باداء في غاية الروعة في الحقيقة...وهذا ما ينبغي ان يكون عليه باقي مشايخنا..!
الفترة القادمة ستشهد هجوماً شرساً عنيفاً على كل ما هو اسلامي.. فاذا لم يحسب كل داعية حساباً دقيقاً لكل حرف يخرج منه.. فستخسر الحركة الاسلامية كثيراً..!!
وهذا وقت اذا لم يكن فيه ابناء الحركة الاسلامية على قدر من النضج والوعي بحيث يعرفون كيف يبررون وكيف يفرقون بين الصواب والخطا.. ولا يعتبرون كل شئ هو تصيد حتى لو اخطا المتحدث.. فستخسر الحركة الاسلامية كثيراً ايضاً.!!
ربما ستشهد الحركة الاسلامية في الفترة القادمة اختلافات شديدة.. بين افكار انجرفت تماماً للعمل السياسي وبين افكار تعامت عن رؤية الواقع المحيط بها.. والمنصف هو من يوازن..!
لكن حين تشهد الحركة هذه الاختلافات فمن ينجرف لها بعيداً عن صالح الامة سيخسر وستخسر معه الحركة كثيراً..!
سنشهد اراء شاذة في جميع الاتجاهات..فمن يتلفت.. يخسر..!
المرحلة القادمة في غاية الخطورة..!
فاذا لم نع هذا واستمررنا في طريقنا بهوائجية ودون نظام او تفكير... فالله المستعان..!
علينا ان نعلم ان ثمة فارق كبير.. وشاسع.. بين مخاطبة طلبة العلم ومخاطبة الناس..!
علينا ان نعلم ان علم السياسة هو علم ضخم يحتاج الى فهم والى دراسة والى قراءة وفهم.. فلا يظن احد ابداً ان كل من هو قادر على القاء درس هو قادر على ممارسة السياسة بنفس القدرة..!
بل ينبغي ان نفرق بين دعاة هم اقدر على الحديث الى طلبة العلم وما شابه مثل الشيخ يعقوب.. ومن هو اقدر على على مخاطبة الناس وفهمهم والتعامل مع الواقع.. مثل الشيخ حسان..!
وينبغي ان نفرق حين الحديث كدعاة.. وكقادة احزاب او كنواب مجلس شعب.. كل وضع وله خصوصياته..!
الايام القادمة حبلى بالمزيد من السباب.. والشتائم.. والطعن.. والتخوين.. نحو الحركة الاسلامية قيادة وكوادراً.. !!!
وواجب عليها "الحركة الاسلامية" الصبر...ثم الصبر... ثم التحلي بكل الحكمة في الرد.. !!
ينبغي عليها عدم الاندفاع نحو معارك جانبية قد تبعدنا عن الهدف..فسنجد من امثال يحي الجمل الكثيرون..!
ينبغي عليها ان تعين متحدثين باسمها يجيدون الجدال والاقناع والحديث وافحام الخصم...!
ينبغي عليها ان تتسم بالتعقل والفكر والعقلانية بعيداً عن حماقات لا يعقل ان تحقق ..من قبيل الزحف من كل البلاد على فلسطين الشهر المقبل وما شابه.. لو سالت اى طفل في حضانة لقال لك ان التعامل مع العدو يختلف تماماً عن ثورات سلمية نجحت هنا او هناك..وبعيداً عن سنن الله في كونه..!
ينبغي عليها ان تبتعد عن الشعارات البراقة اللامعة على الفيس بوك التي ربما تثير بلا واقع حقيقي على الارض..من قبيل مش عارف لجنة ايه لاقامة الدولة الاسلامية.. كفانا كلام.. لنعمل بصمت وبعيداً عن شعارات وكلام ليس واقعياً ويضر اكثر مما ينفع..!
كذلك..ينبغي عليها وعلى كل كوادرها التحدث.. بكل الفخر والعزة..حين الحديث عن المنهج الاسلامي المتفرد من نوعه..!
لا الحديث بدفاع وخجل من اصحاب الصوت العال.. نحن نمتلك افضل منهج على وجه الارض.. نحن اصحاب المنهج الرباني.. فهل يجوز لنا ان نتكلم بكل خجل... فيما اصحاب مناهج ليبرالية وناصرية واشتراكية وعلمانية ترفع عقيرتها الى السماء..!!
على ان هذا الحديث بكل الفخر والعزة لا يجعلنا ابداً ان نتكبر على اهلنا وشعبنا.. بل واجبنا خفض الجناح لهم..فارق مهم في التعامل..!
ينبغي على الحركة الاسلامية ان تبتعد على العموميات..بل ينبغي عليها ان تجمع كل المتخصصين من ابنائها وهم كثر..ليضعوا حلول لما يواجه الامة...|!!
ينبغي عليها ان تجمع ابنائها لسد كل فروض كفاية والاستعداد للقادم..!
ينبغي على كواردها ان يستمروا في نفس طريقهم...ينبغي ان تعود المساجد للتربية من جديد.. ينبغي ان تعود المساجد لتكون منطلقاً للحركة الاسلامية..!
ينبغي ان تعود الدعوة لتعمل باضعاف اضعاف ما كانت تعمل قبل ذلك..!
وينبغي على كل كوادها بذل اضعاف اضعاف ما كان يبذل قبل ذلك...!!!
واخيراً.. ينبغي عليها ان تقرا او تسمع لدرس الشيخ محمد اسماعيل الاخير "نقطة ومن اول السطر".. فهو حقيقة من اروع ما القي في الفترة الاخيرة.!
ملاحظة: يبدا الشيخ حازم ابو اسماعيل درسه الاسبوعي يوم السبت القادم باذن الله بمسجد اسد بن الفرات بميدان الدقي بعد صلاة العشاء..
الله المستعان.!