في نقد الحركة السلفية..1

8 views
Skip to first unread message

shab masry

unread,
Feb 28, 2011, 3:44:47 PM2/28/11
to shabm...@googlegroups.com, shabm...@yahoogroups.com
اضع هنا هذه المقالات ولنا نقاش معها في ايميل منفصل.. واعتذر لوضعها هنا لكن للاسف هي لم تنزل حتى الان على المصريون او طريق الاسلام وستنزل في الايام القادمة.. ولما كانت هي من الاهمية بمكان فقد اخذتها من صفحة الاخ خالد الشافعي على الفيس بوك وهي في غاية الاهمية..حتى تنزل على المواقع المختلفة..!

نسخة الى كل من هاجمنا "وطعن فينا".. لاننا نحاول ان ننقد.. واظنه سيهاجم وبشدة ايضاً وسيتم شخصنة الامور من قبل البعض.. وربما يصل الامر الى الهجوم على الشيخ محمد عبدالمقصود الذي ربما يتزعم حركة التصحيح الان.. فالى كل من يبغي وجه الله حقاً.. هلا ابتعدنا عن شخصنة الامور ونظرنا بعين الحق وعين النقد المنصفة..!

الله المستعان

اترككم مع مقالات الاخ خالد الشافعي

---------------------------

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد

فقد جاء زلزال 25 يناير ليضع كثيراً من الأفكار فى مهب الريح ، وليجبر غالبية الناس على إعادة النظر فى الكثير من المفاهيم ، وعلى مراجعة كثير من المواقف التى لم تكن قابلة للنقد ، ولا للمراجعة ، فضلاً عن قابليتها للتغيير ، زلزال 25 يناير من هوله و ضخامته يكاد يكون لم يترك حجراً على حجر فى بلادنا .


ومن المؤكد أن الدعوة السلفية - كغيرها من الجماعات - وجدت نفسها - فجأة بل فجأة جداً - أمام أحداث جسام ، باغتتها كما باغتت غيرها على حين غرة ، فى وقت لم تكن فيه الدعوة مستعدة لتغيير أقل من ذلك بكثير ( لا أجد حرجاً - وأنا السلفى - أن أقول أنه ومن وجهة نظرى فإن الجماعة الوحيدة - لا أقول فى مصر بل فى العالم - التى كانت مستعدة لهذه المفاجأة هى جماعة الإخوان المسلمين ، وهذه الجاهزية الكاملة واليقظة المعجزة كانت - بعد توفيق الله - هى سر نجاح هذه الثورة المباركة)


يرى كثير من المراقبين - سواء من معسكر الخصوم أو حتى معسكر الأتباع والمؤيدين - أن الأداء السلفى كان كارثياً فى تواضعه وتخبطه ومستواه ، وأن الدعوة السلفية ربما تكون فقدت كثير من رصيدها فى الشارع ، وفقدت كثير من الأتباع المتوقعين ، بعد أن تركوا الملايين فى بحر الحيرة والتخبط ، وهم بين صامت وخابط ومائع إلا من رحم الله حتى كاد الشباب أن يفتن فى دينه ، وكادت السلفية أن تكون منقصة .


وحيث أننى واحد من هؤلاء الأتباع ، وأدعى وأزعم أننى سلفى حتى النخاع ، فأنا الذى كتبت ( الحوينى الذى أعرفه ) وأنا الذى كتبت ( الرد الدامى فى الدفاع عن الشيخ ياسر برهامى ) وأنا الذى كتبت ( أنا وهابى فكان ماذا ) وأنا الذى كتبت ( السلفية والأمر الأول ) وكتبت ( التغيير الذى يريده السلفيون ) وأنا الذى أؤمن إيماناً جازماً أن السلفية هى الحل ، أسوق هذه المقدمة ، وأُذكر بهذه العناوين حتى أقطع الطريق على من سيكتب أننى علمانى أو إخوانى أو زلبانى ، ولأثبت أننى لا أكتب بقلم المبغض ، بل بقلم المحب .


أقول أنا ككثير من السلفيين ، ومن الناس العاديين ، الذين أصابهم زلزال 25 يناير فى مقتل ، وبعثر أوراقهم ، وأحرجهم حرجاً بالغاً ، وألقاهم فى بحر من التساؤلات ، وجعلهم على وشك بدء مراجعات شاملة ، كما وأقول أنن لا أكتب اليوم ما أكتب إلا بعد أن حملت حيرتى وذهبت بها إلى شيخ هو وإن كان غير مشهور لكننى أدين لله أنه من أفقه من رأيت بعينى ، ولم أكتفى بذلك بل حملت حيرتى ، وذهبت بها أول أمس إلى جلسة إجتمع فيها ثلاثة من أقطاب سلفية القاهرة ، وهم من القلائل الذين قالوا الحق فى عز بطش النظام ، وتحملوا لأجل ذلك ما لا يعلمه إلا الله ، زهم أيضاً ممن شارك فى الثورة فحفظ لنا بعض ماء الوجه .


وقد خرجت من هذه الجلسات بأننى لست وحدى ، بل إن هناك حالة تذمر واسعة فى المجتمع السلفى وأنه قد آن آوان الجهر بما بين الحنايا ، وآن آوان المصارحة ، وآن آوان ثورة 25 يناير سلفية ، لا تسعى لإسقاط النظام ، بل إلى مساعدته على التقويم والتصحيح ، وصولاً إلى حقيقة المنهج السلفى ، الذى هو أعظم منهج فى الدنيا ، وهو أصلح بل هو المنهج الوحيد الصالح لإصلاح العالم ، وصولاً لسعادة الدارين ، لكن الخلل وقع حين قام البشر بتنزيل هذا المنهج الربانى على واقعنا المعاصر شديد التعقيد،الذى يتغير بسرعة خارقة وهو ما يستلزم آليات بالغة الدقة والحساسية لمسايرة هذا الواقع .


من أجل هذا كانت هذه السلسلة حول نقد الخطاب السلفى نقداً سلفياً ، وأعتذر عن صراحتى التى ربما ستكون تامة ، وأحياناً مؤلمة ، لكن والله ثم والله ثم والله هى قسوة المحب ، مع العلم أننى أحمل هذه التساؤلات بداخلى منذ زمن بعيد ، لكنى قاومتها رغبة فى وحدة الصف ، لكن جسامة الحدث ، وبشاعة الأداء ، لم يدعا للكتمان مسلكاً .


هذا وأكرر أن ما أكتبه قد وافقنى بل وشجعنى عليه من يُجمع أبناء جناحنا السلفى على أنه أفقه أهل هذه البلاد ، وشجعنى عليه من وضعته بينى وبين ربى وأنا أرجو بذلك النجاة .


كذلك أود أن أقول أنه ربما قال قائل : ولماذا الفضيحة ؟ ولما لم تكن نصيحة تسر بها إلى هؤلاء الأفاضل ؟ فأقول أولاً وولأسف - وهذا من جملة المآخذ - بعضهم لا يمكن الوصول إليه ، وبعضهم إن وصلت إليه لا يرد وإن رد لا يتفاعل ، هذه واحدة و الثانية أن الأخطاء وقعت على الملأ ، وأن القضية صارت قضية رأى عام سلفى ، وأن الأمر صار يحتاج إلى مساهمة المجتمع السلفى كله فى تحديد سائر الأمراض والمشاركة فى وضع وتنفيذ خطة العلاج .


بعض الملاحظات على الأداء والخطاب السلفى فى الجملة ( مع ملاحظة أن بعض كلامى لو لم يكن صحيحاً فإنه يمثل وجهة نظر الملايين وهو ما نتج عن صمت البعض وتخبط البعض الآخر ) :

1- كان موقف كثير من رموز الدعوة السلفية - خصوصاً من يحتلون صدارة المشهد الإعلامى الإسلامى - كان موقفهم يتراوح ما بين فريق الشاشات الذى يخاطب العوام ، فهذا الفريق ساهم - ولو عن غير قصد وبحسن نية وطفولة سياسية لأن معظم رموز هذا الفريق من الوعاظ - ساهم فى تغييب الجماهير عن قضايا مصيرية لا تقل فى حكمها الشرعى لا تقل أهمية عن كثير من قضايا العبادات ، وما بين التمييع الذى مارسه بعض من الفريق المحجوب عن الإعلام والشاشات ، كان موقف هذين الفريقين ولأسباب تختلف من واحد إلى آخر ، منها قلة حظ البعض من العلم الشرعى المتين والراسخ ، ومنها عدم الفهم الواعى لمقاصد الشريعة ، أو حقيقة التكييف الفقهى لكثير من الأمور التى تعد من النوازل ، وتحقيق المناط ، وحجم المصالح والمفاسد والأكيد أن الأحداث أثبتت الطفولة السياسية لكثير من الرموز السلفية و إنعدام آليات تطوير الخطاب ، وإهمال العلوم غير الشرعية ، وضعف الثقافة العامة ، وهو ما ساهم فى أن يكون التفاعل مع الأحداث بطىء جداً وبالتالى كان الخطاب ، ورد الفعل بطىء وناقص ومحبط ، ومن المفارقات العجيبة أنها نفس خطايا الرئيس المخلوع ، فقد أخطأ فى تقدير حجم الحدث ، وأخطأ فى قراءة حقيقة المشهد ، فكانت خطاباته دائماً متأخرة وناقصة ومحبطة . ك


كان الخطاب السلفى متواضعاً جداً فى معظمه ، ولا يتناسب قط - لا مع عظمة وقوة المنهج السلفى ، ولا مع مستوى الأحداث ، ولا مع تطلعات الجماهير ، ولا مع متطلبات المرحلة ، والأسوأ أنه لم يكن متناسباً مع قوة وجزالة ورقى خطاب العلمانيين والمنافقين وطلاب الدنيا ، أما حين تقارن بأداء الإخوان المسلمين فإنك تموت من الخجل والمرارة ، ولا تملك إلا أن تقف مشدوهاً أمام آداء معجز يكاد يشبه فى دقته وترتيبه وكماله أداء الجيش المصرى فى إنجاز العبور وتحقيق نصر أكتوبر ، أداء الإخوان المسلمين فاق الخيال ، وسبب هذا من وجهة نظرى أن الإخوان المسلمين ومنذ زمن بعيد يعرفون ماذا يريدون ، ونظرا لوضوح الهدف فقد إستعدوا جيدا لهذه اللحظة فلما جاءت لم يكن هناك أى تردد أو شك ، كانت الخطة جاهزة والكوادر موجودة واتلطريق واضحاً والغاية معروفة وهو ما يفسر رفضهم التام لكل تنازلات النظام بينما كان كثير من الناس يرون هذه التنازلات كافية ويطالبون الثوار بالرضى والقنوع والرجوع ، جاءت اللحظة للجماعة الجاهزة ، فانقضوا على خيوط النهار قبل أن تفلت من بين أيديهم ، وأنقذوا ثورة الشباب ، كان خطاب وأداء الإخوان مشرفاً واحترافياً بامتياز وشتان بينه وبين خطاب الهواة ، ثم ومع التواضع البالغ للخطاب السلفى والذى سبب حرجاً بالغاً للسلفيين ، فقد كان شديد التأخر ، والتخبط ، والميوعة ، والإرتجال ، وكان خطاباً إجترارياً بامتياز ، يعيد ترديد أدبياته ذاتها ، دون أن يقف لحظة مع نفسه ليدرك أنه أمام طوفان أو زلزال وأن كل شىء يتغير ويحتاج الأمر إلى خطاب مختلف ومميز وواضح ، وليس خطاباً ألعوبانياً يحاول أن يمسك العصا من المنتصف ، فيخسر كل شىء .


2- أثبتت الأحداث أن السلفيين لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين وأنهم شربوا المر ورضوا بالذل والهوان من نظام بالغ الضعف والوهن وأنهم فقط لو كانوا دخلوا عليه الباب لكانوا هم الغالبين



3- أثبتت الأحداث أيضاً أن كثيراً من الأحكام الفقهية التى تتعلق بالخروج على الحاكم ، وحكم المظاهرات والإعتصامات ، تبنى فيه كثير من الدعاة السلفيين أقوالاً وجعلوها محل إجماع ، مع أن هذا خلاف الحقيقة ، وأن شروط الحاكم الذى لا يخرج عليه ، والشكل الممنوع من الخروج كانا يمكن أن يكونا سبباً فى تبنى عشاق الحور ، وطالبوا الجنان وأحفاد خالد وصلاح أقوالاً أخرى ، أو على الأقل جعل الباب موارباً ، خصوصاً مع حجم الفساد ، والظلم ، والبطش ، والفسق ، والزندقة ، ومحاربة دين الله الذى وصلت إليه البلاد على يد هؤلاء الحكام مما يجعل تبنى القول الآخر – أو على الأقل عدم تسفيهه أو التشنيع عليه - هو الأقرب لروح الشريعة و هو الأقرب لمصالح العباد ، ومقاصد الشريعة ، ومع جمع آثار أخرى فى باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ( راجع كلام إبن حزم فى كتاب الفصل باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ) ومع وجود أبواب الصدع بالحق عند سلطان جائر ، ومع وجود أبواب نصرة المظلوم ، ودفع الظلم ، والحكم بغير ما أنزل الله ، ومع أن العقد الذى ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وهو الدستور لا يعد المظاهرات خروجاً على الحاكم والحاكم نفسه لا يقول لمن تظاهر أنه قد خرج عليه ، كل هذا كان كفيلاً بفتح الباب أمام شرعنة موقف رافض ومشرف يحفظ للدعوة السلفية مكاناً فى صدارة المشهد يمكنها من تحقيق مكتسبات للتمكين لشرع الله .



4- أثبتت الأحداث غياب الرؤية الموحدة ، والقدرة على التنسيق ، ومعرفة أدوات وأساليب التعاطى والتخاطب مع المجتمع ، ووسائل الإعلام ، والغياب التام والمخزى للتنسيق للخروج بورقة عمل مشتركة لا تخالف الشرع لكنها مكتوبة بمفردات عصرية جداً ، فلا موقف واحد ، ولا متحدث واحد ، ولا هيئة واحدة ، ولا بيان مشترك !!!


5- أثبتت الأحداث عدم وجود أى مشروع سلفى جاد يمكن تقديمه للمجتمع ، بحيث يصلح أن يكون المشروع السلفى الكامل لنهضة الأمة وليس كلاماً عمومياً أو عاطفياً يصلح أن تخاطب به الناس فى خطبة جمعة أو درس عام ، كما وأثبتت الأحداث الإفتقار شبه الكامل للكوادر التى تربت على تعظيم الشريعة ونالت حظها من العلم الشرعى وفى نفس الوقت عندها ثقافة عامة وخطاب عصرى خطة محددة ، وانتشرت فى كافة قطاعات المجتمع لتكون رهن الإشارة ، ولو قالوا لنا الأن نريد منكم رجلاً فى لجنة صياغة الدستور يشترط فيه أن يكون فقيهاً حتى النخاع ، وقانونياً من رأسه لأخمص قدميه ، فهل عندنا ؟ وهل عندنا فى وسائل الإعلام العادية من يتبنى وجهة نظرنا بل حتى يفهم حقيقة دعوتنا ؟ بل هل يعرف عوام الناس مميزات الحكم الإسلامى ؟ وحقيقة المنهج السلفى ؟ وهل عرض واحد من رموز الدعوة السلفية شكل الدولة التى نرغب فيها بشكل يراعى طبيعة المرحلة ومخاوف الآخرين ومنطقية التغيير وفقه التوزنات والتنازلات ؟



6- أسوأ ما أثبتته الأحداث هو أننا حجرنا واسعاً ، وقاتلنا على قضايا كان هناك ماهو أهم منها وأولى ، وكان الخلاف فيها جائزاً ومعتبراً ، وأننا من أضيق الناس صدوراً بالمخالف ، بل ومن أجهل الناس معرفة بطبيعة من يخالفنا ، وحقيقة ما نختلف معه فيه ، وأننا من أسوأ الناس ظناً بمخالفيناً ، واحتقاراً لهم ، وأجرأهم على الوقوع فى مخالفيهم ، وأنجحهم فى صناعة الخصوم .



7- السؤال الآن : من أين أوتينا ؟ ماهى الثغرة ؟ وما هو الخلل الذى قاد إلى هذه الأخطاء الكارثية بالرغم من أننا نملك المنهج الذى جعل رعاة الغنم يملكون الدنيا فى عشر سنوات ، المهنج الذى صنع أبا بكر وعمر وعثمان وعلى وبلال وخباب ؟ كيف يمكن تعويض ما فات ، والبدء فى الإندماج فى المجتمع ؟ كيف يمكن وضع آليات تجعلنا نعيش الواقع دون أن نتخلى عن ما يطلبه الشرع ؟ كيف يمكن أن ننتج جيلاً دينه شحمه ولحمه لكنه يفهم زمانه ويحسن قراءءة واقعه ويملك من العلم الشرعى والوعى الدنيوى ما يجعله نموذجاً لما يحتاجه الناس اليوم ؟ كيف يمكن أن نكون فى قمة الجاهزية حتى إذا جاءت الفرصة أمسكنا بها ولم نفوتها ؟



8- بقى أن أقول أن هناك من من الرموز السلفية وشباب السلفيين من ساندوا المطالب وجهروا بالمعارضة وساهموا فى التغيير .


9- أهم ما أريد أن أسجله أن الغضب العارم ليس من تبنى موقف مخالف للثورة ، بل هذا الرأى يظل رأياً محترماً ومعتبراً خاصة وأن حجم المفاسد كان يمكن أن يكون كارثياً ويقلب فرحتنا إلى مأتم ، ويثبت أن من منع الخروج كان محقاً ، أقول ليس هذا هو سبب الغضب ، إنما الغضب جاء من جعل هذا الرأى هو الحق الوحيد ، وجاء من بشاعة الآداء وهزليته ، فلو أن خطاباً محترماً وحاسماً ومدججاً بأدلة الشرع مع ذكر أدلة المخالف بإنصاف وجعلها معتبرة أقول لو خرج هذا الخطاب لهان الخطب ولو توحدت الرموز وانضوت تحت لواء واحد وأظهرت تفاهماً كالذى يظهره العلمانيون والليبراليون ولو وجدت آليات التواصل مع الشباب ومع المجتمع ومع سائر أطياف التيار الإسلامى للتنسيق ، مع ديناميكية الأداء لكانت الصورة مختلفة جداً ، دعوة بهذا الحجم ليس لها كبير ، فوا أسفاه

---------------------------------------------------------------
المقال الثاني
إعتذار - للكبار - عن سلفية التحرير

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد

فقد كتبت ما كتبت ، مبدياً إعتراضى على أدائنا جميعاً كسلفيين فى المرحلة السابقة – إلا من رحم الله - وقد جاءت مقالاتى صارخة ، غاضبة ، وأعترف أنها جاءت أيضاً خارجة عن الأدب السلفى ، وأعترف أن فيها كثير  من العصبية ، والتشنج ، وبعضاً من التجنى ، بل وأعترف أن فيها قلة ذوق ، إن لم يكن سوء أدب ،  أعترف بهذا وأسلم به ، وأستغفر الله منه ، وأرجع عنه ، وأعترف أيضاً - بعد أن راجعتها -  وراجعت التعليقات التى جاءتنى أن فيها بعضاً من التعميم ، والكلام المرسل ،وأن السلفيين - والله حسيبهم - أفضل من ذلك بكثير بل هم عندى من أفضل خلق الله ، كما أننى أقسم بالله أننى ما زلت أؤمن إيماناً جازماً أن السلفية هى الحل ، وأعتقد إعتقاداً راسخاً ، أن علماء الدعوة السلفية ،هم أطهر ، وأشرف ، وأنبل ، وأخلص من لقيتهم فى حياتى – والله حسيبهم - ، أقول هذا ، ولا أتحرج ، أن أراجع نفسى ، وأذعن صاغراً لحق تبين لى ، وهذا من أبجديات السلفى ، أن يكون رجاعاً ، وقافاً ، نسأل الله أن يجعلنا من المنصفين ، وأود فقط ومن باب أننى حريص على وحدة الصف ومن باب أننى أزعم أننى سلفي أنوى أن أعيش سلفياً وأموت كذلك إن شاء الله وقدر ، ومن باب أن سلامة صدور إخوانى وبقاء محبتهم لى موفورة هو مما أحرص عليه فأود هنا أن أذكر بالآتى :

1-  أننى لم أتحرك فقط إنفعالى بالأحداث ولا من منطلق رؤيتى الشخصية وما كنت لأسوغ لنفسى ذلك وأنا أعلم الناس بجهلى وضعفى وحجمى ، إنما نظرت حولى فوجدت مجتمعاً يغلى ، وأناساً كثيرين من الفضلاء والعقلاء ، ومن البسطاء،  منهم من هو منا لا يشك فى ذلك أحد ، ومنهم المحب الذى يعتبر أن هؤلاء العلماء هم أهل الذكر ، ولا يفهم إلا فى أن الأطباء لا يجوز لهم أن يتخلفوا إذا نزل الطاعون بالناس ، هو لا يفهم إلا أنه اتخذ مستشارين  له فى دينه ، وإنه يريد أن يستشيرهم فلا يجدهم ،  أو يجدهم ولا يفهم حقيقة موقفهم، ولا يجد تفسيراً لإختلافهم ولو كان خلافهم عن حق لكنه مريض لا يعنيه سوى تشخيص وعلاج ثم شفاء بإذن الله

وهنا لا يفوتنى أن أعيد بالحرف آخر نقطة فى مقالى موضوع الكلام :

( أهم ما أريد أن أسجله أن الغضب العارم ليس من تبنى موقفاً مخالفاً للثورة ، بل هذا الرأى يظل رأياً محترماً ومعتبراً ، خاصة وأن حجم المفاسد كان يمكن أن يكون كارثياً ،ويقلب فرحتنا إلى مأتم ، ويثبت أن من منع الخروج كان محقاً ، أقول ليس هذا هو سبب الغضب ، إنما الغضب جاء من جعل هذا الرأى هو الحق الوحيد ، وجاء من بشاعة الآداء وهزليته ، فلو أن خطاباً سريعاً ومحترماً وحاسماً ومدججاً بأدلة الشرع مع ذكر أدلة المخالف بإنصاف وجعلها معتبرة أقول لو خرج هذا الخطاب لهان الخطب ولو توحدت الرموز وانضوت تحت لواء واحد وأظهرت تفاهماً كالذى يظهره العلمانيون والليبراليون ولو وجدت آليات التواصل مع الشباب ومع المجتمع ومع سائر أطياف التيار الإسلامى للتنسيق ، مع ديناميكية الأداء لكانت الصورة مختلفة جداً ، دعوة بهذا الحجم ليس لها كبير ، فوا أسفاه ) إنتهى كلامى .

إذن أنا حين تحركت بقلب محروق مدهوش ، تحركت بناءاً على أن الناس حولى لهم موقف مشابه ، إذن فأنا لست وحدى ، هذه واحدة ، الثانية : لعل قائل يقول : هؤلاء عوام ودهماء ، ومنذ متى ينبغى على أهل العلم أن ينزلوا على قول الدهماء ؟ بل الجماهير هى التى ينبغى عليها أن تتبع أهل العلم ، والنظر ، والفهم ، فأقول : فعلتها قبل أن أتكلم ، ولم أركن إلى رؤيتى ، ولا إلى رؤية الدهماء أمثالى ، وذهبت إلى من أعتقد بينى وبين الله أنهم من أهل العلم ، لا يختلف فى ذلك إثنان فوجدت أن كثيراً – بل معظم - مما ذهبت إليه قد قالوه بالنص وزادوا ، فماهو المطلوب منى بعد ذلك وأين خطأى ؟ من وجهة نظرى أننى أخطأت فى التوقيت والصياغة ، لكن وجهة نظرى فى ذلك كانت أننى أردت أن أرسل رسالة صادمة إلى هؤلاء الأفاضل ، بحيث يصل إليهم بدون إلتباس ، أن هناك حالة من التذمر فى الشارع السلفى ، وأن هناك إحتمال كبير وكبير جداً ، أن تحدث إنشقاقات كثيرة بين صفوف الشعب السلفى ، وأردت أن أجنب المشايخ -  بهذه الرسالة وبهذا التجاوز -  أردت أن أجنبهم ما وقع للرئيس السابق حين ظن أن الأمر هين ، وأنها مجرد سحابة صيف ، ( أو شوية عيال ) وأن الأمر تحت السيطرة ، بينما الحقيقة أن هناك ألوف مؤلفة تهتف لزعامة النظام السلفى: الشعب السلفى  يريد إصلاح النظام ، فأردت أن أخلع ملابسى - مع أن ذلك مستقبح - لكن النذير العريان المحب لقومه لم يجد بداً من أن يفعل ذلك ، ليحذر قومه من كارثة محدقة ، أردت لهم أن يدركوا أن الأمر خطير جداً ، وربما تحول الهتاف إلى الشعب يريد إسقاط النظام .

هناك نقطة أراها حاسمة : هى واحدة من ثنتين ، إما أن الجماهير السلفية على حق ،وهنا ينبغى على أهل العلم أن يستجيبوا لهم ، بإجراء التصحيح المطلوب ، وإعادة ترتيب البيت السلفى من الداخل ، وإما أن يكون أهل العلم على حق - وهذا ليس ببعيد – لكنهم مع ذلك يتحلون المسئولية  عن فشلهم فى إيصال هذا الحق ، لأنه ما فائدة أن يكون الزعماء على الحق بينما الجماهير لا تعرف ذلك ؟ ومن يلوم الجماهير ساعتها عن التعبير عن التذمر والغضب ولو كان ذلك عن جهل ؟ هذا ومع ذلك فأنا ما زلت أظن - وبعض الظن إثم – أن في مقالتى كثيراً من الحق ، الذى وإن رفضه البعض - للطريقة التى عرضته بها - لكنه فى النهاية حق جدير بالمنصفين أن يقبلوه ، مهما كان قائله ، ومهما كانت الطريقة التى قاله بها، مادام حقا ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، إعدلوا هو أقرب للتقوى) لامنى قليلون ، وكلهم محب ولو فى الظاهر - لى ولأهل العلم الكرام -  ووافقنى كثيرون على كل ما قلته ، ومنهم من هو مقرب من أهل العلم ، وتتلمذ على أيديهم ، لامنى من لام ، ووافقنى من وافق ، ولكن الجميع إتفقوا على أنه ( فيه حاجة – بل حاجات – غلط ) وأن هناك حاجة ملحة ، وعاجلة ، وماسة إلى تغيير كبير وعميق وسريع ، وأجمع الكل على أن توحيد جهود الإسلاميين هو واجب الوقت ، وهو الذى ينبغى أن يكون شعار الجميع ، وأن على الجميع أن يتوحدوا ليصبح الإسلاميون قوة هائلة ، تضطر الجميع إلى الإلتفات لها ، والإنصات لكلمتها ، وأخذ مطالبها فى الإعتبار ، وأود فقط أن أذكر بأننى - ولو فى الظاهر-  معدود من السلفيين ، ولا أعرف سواها منهجاً ، ولا ترددت بين المذاهب ، ولا تتلمذت إلا على شيوخ عليهم إجماع سلفى من الخاصة والعامة ، وأن كل مقالاتى المنشورة تؤكد ذلك ،  وكم تلقيت سباباً  وإهانات ، لأجل عيون السلفية ،  لذلك فإن صدر منى خطأ أو وقعت منى زلة ، أو بدت منى هنة فالواجب حملها على أحسن محمل لسابقتى فى الدفاع عن هذا المنهج المبارك .

وهاهنا سؤالات بينات واضحات بعيداً عن الإنفعال والمحسنات أطرحها للمناصحة والمراجعة

1- بعيداً عن الحكم الشرعى لما وقع ، وعن أن ذلك مرده إلى المصالح والمفاسد : ألا تعتقد أن نظرة المجتمع لنا مهمة ، سواء من جانب العوام أو النخب ؟ فإن كنت تعتقد ذلك هل تعتقد أن الآداء السلفى كان على مستوى الحدث ، وهل كان مشرفاً ومقنعاً ، وأن هذه الأحداث أضافت تفاصيلاً إيجابية لصورتنا أم العكس هو الصحيح ؟

2- ألا يضايقك أن أهل العلم الذين رضينا بهم ، واصطلحنا عليهم ، ووثقنا برأيهم ، أقول ألا يضايقك أنهم لم يجتمعوا حتى اليوم للمناقشة والتباحث ومحاولة توحيد الصف السلفى ، مع أنه يجتمعون فى حفل نكاح إبن من أبناء واحد منهم ؟

3- لماذا دعا عمر سليمان الإخوان لطاولة المفاوضات ؟ ولماذا جعلوا لهم ممثلاً فى لجنة صياغة الدستور ؟ هل لأنهم يحلقون لحاهم ، ويطيلون ثيابهم ؟ ألم يكن مفيداً للإسلام والمسلمين لو أن واحداً منا فى هذه الإجتماعات واللجان ؟ ولو لتخفيف الشر ؟

4- هل تعتقد أن دخول السلفيين فى العمل السياسى ، وإن لم يحقق كل المصالح فإنه يحقق بعضها؟ إذا كنت تعتقد ذلك فهل تعتقد بينك وبين الله أن عندنا كوادر أو برنامج نستطيع أن نعرضه على مجتمع خائف كاره ، على أن تكون هذه الخطة مكتوبة بلغة سياسية راقية ومجازة شرعياً ومراعية للتوازنات والممكن والمتاح وقاعدة أخف الضررين وأهون الشرين وما لا يدرك كله لا يترك كله ؟

5- هل يمكن أن تكتب ثلاثة فروق بيننا وبين الإخوانن ، لا يمكن أن يكونوا فيها متأولين أو معذورين ولا ينطبق عليهم فيها كلام إبن تيمية فى التخلى عن إظهار بعض الشرائع و تعطيل العمل ببعض أحكام  الشريعة فى حالات الإستضعاف  ؟

6- هل قرأت تفسير السعدى وهو من أئمة السلفية فى العصر الحديث عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة هود : ( ولولا رهطك لرجمناك ) فقال رحمه الله:

( ومنها أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم أو أهل وطنهم الكفار كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تعين ذلك لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان

فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان أولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية وتحرص على إبادتها وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم

نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة والله أعلم) إنتهى كلامه رحمه الله

7- هل تعتقد - مع إعترافى بوجوب التأدب مع أهل العلم ، وحفظ المقامات - لكن ألا تعتقد أن الأصاغر يمكن أن يصيبوا حقاً بدهياً لا يدركه الأكابر ، وألا تعتقد أن الرجال يعرفون بالحق وليس الحق هو الذى يعرف بالرجال ، وأن الحق ينبغى أن يقبل متى جاء من أى أحد كائنا من كان ؟

8- ألست معى أن هناك سلبيات قبل وأثناء وبعد 25 يناير ؟ وألست توافقنى فى أن بعض الفضلاء من أهل العلم لا يردون على الهاتف فى كثير من الأحوال ؟ وإن ردوا لا يكون لديهم وقت و فرصة لتعرض وجهة نظرك باستفاضة ومناقشتها مناقشة هادئة حتى يشفى العيي ؟ ألست معأن هذه الفرصة أنها غير متوفرة فى كثير من الأحوال ؟

 9- ألست تعقد وبرغم أننا المسيطرون على الشارع المصرى كمرجعية دينية من خلال المساجد والفضائيات ومع ذلك ألست تعتقد أن الناس كثير من الناس لا يعلمون بوضوح من نحن وماذا نريد وما الفرق بيينا وبين الإخوان ؟

10- وأخيرا ألست معى بأننا نحتاج إلى مراجعات حقيقية لتحليل كل نقطة وحدث ودرس تحليلاً علميا دقيقاً لإستخلاص الدروس والعبر ووضع خطة عمل ولو على المدى البعيد لإقامة دولة الإسلام ؟

أخيراً أحبكم جميعاً فى الله وأعتذر لكل من جرحت مشاعره ، أو سببت له ألماً أو خيبت ظنه فى ،كما وأعترف أنه ومع أن المقال فيه كثير من الحق لكن فيه كثير من الخطأ والخلط وما كان ينبغى أبداً أن يكون بهذا الشكل .

أخيراً : ما كان من توفيق فمن الله ، وما كان من زلل فمن نفسى ومن الشيطان ، أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم .

Khaled....@yahoo.com

صفحتى على الفيس بوك : http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=1537




--

القائمة البريدية لمدونة شاب مصري
http://shabmasrey.blogspot.com/
لالغاء الاشتراك ارسل ايميل الى:
shabmasrey+...@googlegroups.com
لدعوة اخرون للاشتراك او لرؤية ايميلات سابقة او شئ اخر يمكنك الذهاب الى موقع الجروب
http://groups.google.com/group/shabmasrey?hl=en
اذا كان لديك مشكلة مع المجموعات البريدية لجوجل فهناك مجموعة اخرى مطابقة لهذه ويتم الارسال اليها ايضاً على الياهو
http://groups.yahoo.com/group/shabmasrey/
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages