نقطة.. ومن اول السطر..!ـ

7 views
Skip to first unread message

shab masry

unread,
Mar 23, 2011, 2:29:36 PM3/23/11
to shabm...@googlegroups.com, shabm...@yahoogroups.com
هذا الدرس ربما اعده من اهم الدروس على الاطلاق على المستوى الدعوي عموماً وعلى المستوى السلفي خصوصاً.. بل ربما افضل ما سمعت على المستوى السلفي..!
الدرس يحتاج الى اخوة تفهم وتنصت بتركيز وفهم في كل نقطة قالها الشيخ جزاه الله خيراً كثيراً.. وتبدا التطبيق..!!!!

اترككم مع درس فضيلة شيخنا المفضال محمد اسماعيل المقدم بعنوان "نقطة ومن اول السطر"..!
الدرس فيديو

الدرس مفرغ:..

:: نقطة ومن أول السطر ::



فضيلة الشيخ / محمد إسماعيل المقدم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
أما بعد ،،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
ثم أما بعد ..
نعزي أسرة الأخ الفاضل الشيخ / حمادة صقر ، أحد إخواننا ومن الشيوخ الأفاضل في منطقة المكاس أو المتراس ، فقد قتل أمس حين كان يصلح بين عائلتين وحكم الحكم النهائي ثم قام أحد أقرباء الذين حكم ضدهم دخل وأطلق الرصاص وقتل الأخ رحمه الله تعالى ، ونرجوا أن يكون هنا من علامات حسن الخاتمة ، رحمه الله تعالى ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفعه في الشهداء ويغفر له ويسكنه الجنة وأن يفرغ الصبر الجميل على أهله وعلى تلامذته وإخوانه .
الحقيقة أن هناك موضوعان أحدهما أحب إلي والآخر أحب إليكم .
أما الأحب إلي فهو أن نمضي في الدروس بنفس الهدف الذي كنا نسعى إليه وهو عملية تجلية المصطلحات وتحرير المصطلحات التي تتداول هذه الأيام لنوضح موقفنا منها ونكون على بصيرة من أمرنا
والأحب إليكم هو الإرتجال والالتصاق أكثر والمشاكل الملحة

فسأبدأ أولاً بما تفضلون فإن بقي وقت أتكلم فيما أفضل .
لا شك أن ثورة الشباب هذا حدث تاريخي نادر الوقوع ، ويصعب جداً مقارنة هذه الثورة العجيبة الغريبة بأي ظاهرة ثورية حصلت في تاريخ مصر كله ، حتى ثورة 1919 أو ما قبلها أو ثورة القاهرة الأولى والثانية أثناء الحملة الفرنسية ، فهذا وضع لم يسبق له نظير فيما أعلم ، وربما يكون له من الآثار أعظم بكثير جداً مما يذكر في التاريخ من آثار الثورة الفرنسية أو الثورة الأمريكية .
حدث في مثل هذه الضخامة والجسامة بصورة أذهلت أكبر ساسة العالم بمن فيهم بمن هم خصوم للمسلمين
كبير الأسكوني الذي قال لم يحدث شيء جديد لقد صنع المصريون التاريخ كعادتهم .
أو كما قال أوباما أو غيره في بريطانيا أيضاً أن هذه الثورة يجب أن تدرس لطلاب المدارس والجامعات في مدارسهم كي يستفيدوا منها
وغير ذلك من العبارات الرائعة التي أجبر المصريون العالم كله على أن يعاملهم باحترام كما كانوا دائماً يستحقون .
ففي كل مكان الآن لا يستحي الإنسان أن يقول أنا مصري ، لماذا ؟ لأنه رفع رأسه بعد هذا الذل والقهر . ولا نقصد بها كما شرحنا بها من قبل المسألة الوطنية بصورة تتنافى مع الإسلام ، ولكن بالصورة الإسلامية الصحيحة التي لا تتعارض مع رابطة العروبة أو رابطة الإسلام التي هي أقدس رابطة على الإطلاق .

فلا شك أن هذه الثورة كانت .. ، أنا لا أريد أن أشبهها بالزلزال ، لان الزلزال دائماً يكون مدمر ، ولكن هو فعلاً زلزال بالنسبة للباطل وأهل الظلم والقهر والظلمات ، فهو فعلاً زلزال عظيم وتوابعه مازالت مستمرة ، وأرامل النظام البائد لايزالون يحاولون أن يجهضوا هذه الثورة ، لأن هناك ثورة ودائماً أي ثورة لابد أن يكون في مقابلها ثورة مضادة .
هناك شخصيات معروفة كانت قبل رحيل النظام تمثل ثورة مضادة ، لانها كانت تنحاز تماماً لهذا النظام باعتباره الحاضن والراعي الأساسي لمكاسبها التي كانت دائماً ضد مكاسب المسلمين .
نحن جزء من هذا الواقع وجزء من هذا التاريخ وجزء أيضاً من هذه الثورة ، ولكن كما ذكرت نحتاج إلى استخلاص العبر والدراسة والتحليل ، وهذه الثورة العظيمة الآثار تنعكس ضمن ما تؤثر على واقع الدعوة السلفية ، لأن الدعوة بين عشية وضحاها وجدت نفسها أمام واقع جديد بكل ما تحويه كلمة جديد من معاني . فهي حياة جديدة تماماً وكأنها مولود يولد .

فنحن نحتاج إلى ترتيب الأولويات في مثل هذه المرحلة ، وقراءة واجب الوقت قراءة صحيحة ، لأن هذا الواقع الجديد أفرز أيضاً نوع من التحرك والتفاعل الشديد في قاعدة الإخوة الأفاضل في الدعوة السلفية وكثير من الناس يخاف أن يعبر عما في قلبه وما يجيش في صدره من انفعالات أو غضب أو رغبة في الثورة أيضاً ، لكن يحترم الشيوخ بصورة فيها قدر من التقديس ، وهذا التقديس هو انحراف عن منهج الدعوة السلفية ، لا ينبغي الإنزعاج إطلاقاً من ... لا أقول الثورة لأن الثورة انفعال ثم يهدأ وأيضاً لا أقول تمرد لأن التمرد من خصائص تفكير المراهق ، ولكن الثورة بمعنى أنها تحدث تغييراً إيجابياً فتبني ولا تهدم وتصلح ولا تفسد .



فأيضاً لا شك أن اختلاف الرؤى والاختلاف التجارب واختلاف الخبرة واختلاف أشياء كثيرة تؤدي إلى اختلاف آراء في أولويات هذه المرحلة أو في واجب الوقت .
البعض ينشغل أو يريد أن ينشغل بالبكاء على اللبن المسكوب ،وينظر إلى الماضي كثيراً ويريد أن يتوقف لعمل كشف حساب ونظرة نقدية فاحصة للسنوات الأخيرة من عمر الدعوة والسلبيات التي كانت فيها ،وربما أيضاً لا يضح في حسابه أن النقد يدخل فيه أيضاً الإيجابيات وما أكثرها لأن الدعوة ولله الحمد أصبح في واقع جديد نعم ولكن لا تبدأ من الصفر ولله الحمد ، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى هناك رصيد وتراث ضخم ومؤثر رغم صعوبة الأجواء التي كانت تعمل فيها الدعوة .

فليس الآن وقت البكاء على اللبن المسكوب .
نعم عقب الثورة مباشرة يكون هناك ظاهرة لعن الظلام ، وهذا شيء طبيعي ، فبعد أن يزول القهر يتكلم كل الناس على مساوئ النظام السابق ، وكل يوضح ما تعرض له من ظلم ومن اضطهاد ومن قهر ، وتحيا هذه الأشياء كصورة من صور لعن الظلام ، وأعتقد أنه لابد من لعن الظلام بقدر معين ، لكن من حيث الأولويات ليست أولوياتنا الآن وفي هذا الظرف الحرج لعن الظلام وإنما نضيء شمعة في هذا الظلام ، لأن الواقع يلح على ذلك ، لأن مصر يتربص بها أعداء كثر من الداخل ومن الخارج .
فشيء غير صحي إطلاقاً وظاهرة مقلقة أن الجيش يبقى داخل البلاد ليضبط ويتصدى للمشاكل الداخلية
فالجيش خلق ليحمي البلاد من العدو الخارجي ، وهو غير مؤهل بصورة كافية لأن يتعامل مع البلطجية والقتلة وكذا وكذا .
وهؤلاء يحتاجون لخبرة معينة للتعامل معهم ومحاصرتهم .
فلا شك أن هذا الوضع واستثناء استمراره يشكل خطراً على البلاد ، لأن الجيش له مهمة أقدس من هذه المهمة وهي حماية البلاد من أي عدوان خارجي ، فهو مصمم لأجل درء هذا الخطر وليس ما يفعله الآن هو وظيفته الأساسية .

فإذن من مصلحتنا جميعاً أن يحدث نوع من الاستقرار

ولذلك الجيش نفسه كثيراً ما يتصل بالشيوخ السلفيين ولله الحمد ويتعاون معهم ويطلب أن يساعدوه في كثير من المهام ، بما في ذلك محاولة إدارة أقسام الشرطة ، لأنه كما قال العسكريون أنفسهم : أن الشرطة نفسها لن تشعر بأمان ولا ينقاد الناس إلا إذا وجد الإخوة السلفيون الملتحون بجوار رجال الشرطة حتى يطيعهم الناس ويمتثل كلامهم وينكف الشر ، فمن ثم لا مانع أن يتعاون الإخوة ، ونحن حريصون على انتهاء هذا التهديد الذي يهدد الناس بصورة مستمرة ، مازال أرامل وأيتام نظام حسني مبارك يعملون في الظلام ، فهذه كانت مؤسسة مثل السرطان المتغلغل في خلايا الجسم ، فبالتالي لا شك أن من مصلحتهم إجهاض هذه الثورة أو التأكيد نظيرة مبارك الأخيرة حتى نفسه الأخير في السلطة " إما أنا وإما الاستقرار والأمان " فسنجتهد إن شاء الله تعالى أن نثبت له أن هذه النظرية فاشلة ولن تنجح وسوف نشعر بالأمان والاستقرار بدونك وبدون شرطتك التي خانتنا وطعنتنا في ظهورنا حتى أننا حينما كنا نتكلم بالأمس ونقول أن علاقة النظام بالشعب كانت تتخلص في كلمة واحدة هي " الاحتقار " نكتشف اصطلاحات جديدة ينبغي أن تضاف لمادة الاحتقار
الآن تضاف مادة الكراهية ، فهم فقط لم يكونوا يحتقروننا بل كانوا يكرهوننا ، لان الذي يحدث الآن من العصابات التي تدخل على المحلات وتذبح الناس أحياناً وتقتلهم وتعتدي على النساء ونحو ذلك ، هؤلاء أناس يكرهون الشعب وليس فقط تحتقره ، فعلى أي الأحوال هذه إحدى العناصر .
فليست هذه مرحلة البكاء على اللبن المسكوب ، سواء في حق الأمة كلها من لعن الظلام ، ولا في حق الدعوة ، ولكن هناك خطر قائم وليس هذا وقت استفراغ الوسع في قضية لعن الظلام ، نحن نحتاج لشمعة تضاء في هذا الظلام لنبصر مواقع أقدامنا وتتجه عيوننا إلى المستقبل .
بالنسبة للشباب من الخطأ تماماً أن ينزعج أي شخص من ثورة الشباب حتى داخل الدعوة السلفية
لا يمكن أن يتم تغيير إطلاقاً ولا إصلاح في أي مجال إلا بالشباب
فاليوم أنا شعرت في غاية السعادة حينما بلغني شكوى من بعض أولياء الأمور لهم أبناء شباب في مراحل الثانوية ، فهي ثورة موجودة داخل شباب مرحلة الثانوي فهم ثائرون ويقولون " شغلونا "
وطبعاً العصر البائد كان فيه نوع من التهميش ، وهذا بند مفرد وهم المهمشون في نظام مبارك ، ويدخل فيهم الذين عانوا البطالة رغم تخرجهم ويدخل فيهم أناس كثيرون جداً ، فمثل هذا الكنز الكائن فعندنا من سن 18 إلى 35 حوالي عشرين مليون شاب قادر على الجهاد وقادر على التضحية ، فما بالك لو زدنا إليهم فترة المراهقة وأصحاب الثانوي وهم فترة المراهقة المتوسطة .
وكنت زمان أريد أن أتكلم ولكن لم تأتي فرصة في بحث حول إعجاز الخالق سبحانه وتعالى في خصائص المراهقة .
ففي فترة المراهقة يخلق الله سبحانه وتعالى قدرات هائلة وطاقات فوق ما نتخيل ، لأنه ينتقل من عالم الطفولة إلى عالم الرجولة وهي تكون ثلاث مراحل وكل مرحلة لها خصائصها .
ففي بعض المراحل يشعر المراهق أنه خلق لغير العالم ويغير الكون كله ، وهذه هي الهمة التي تكون في قلبه ، وهؤلاء هم الذين يقودون التغير الحقيقي . ثم بعد ذلك مع الوقت يقل سقف هذه الطموحات حتى إذا وصل للسبعين أو الستين يريد أن يصلح نفسه فقط .
فهذه رحمة الله سبحانه وتعالى ، ففي داخل المراهق بناء وثورة داخل جسمه فهو ينتقل من الطفولة إلى الرجولة ، ولذلك لا ينبغي أن نقلق من مثل هذه الصحوات ، فهذه ظاهرة صحية ، دعه ينموا فهو سينموا رغما عنك .
هناك أب يتعامل مع ابنه يريد أن يستمتع بالسلطة الأبوية أمام هذا العيل يريد أن يسمع كلامه وينقاد لرغباته كما كان ويلغى ويعيش في جلباب أبيه ، والأب ينزعج من النمو ، ويخاف أن يكبر الولد ويعترض عليه ، فالاعتراض ظاهرة صحية وليست مرضية ، ومعنى الاعتراض أن هناك نمو جسدي ونمو عقلي ونمو عاطفي ونمو وجداني ونمو اجتماعي ، فكل شيء ينموا ، فدعه ينمو لأن هذا حقه ، ولو ظل أب يضغط على رأس ابنه حتى لا يطول فهل سيتوقف نموه ؟! فهو ليس فقط بدنه الذي ينمو بل كل شيء في كيانه ينمو فدعه ينمو
للأسف نحن عندنا عدم إدراك لخصائص مثل هذه المراحل العمرية المهمة جداً وهذا ينعكس على مواقف أناس تمارس نوعاً من الخطاب المتخلف .
فأحد الشيوخ الدعاة ألف كتاب عن المراهقة سماه " المراهقة أعرضاها أسبابها علاجها " ، فما هي الرسالة التي تصل لمن يقرأ العنوان ؟ الرسالة أن المراهقة مرض أو وصمة اجتماعية فلو أنه مراهق إذن هو كذا وكذا وكذا من الصفات الغير لائقة من الطيش واتباع الشهوات وكذا وكذا وكذا فهو ينظر لها على أنها مرض ويحاول يعالجه .

للأسف الشديد نذهب إلى الجهة الأخرى لنرى دكتورة أمريكية تؤلف مجلد في المراهقة عنوانه " ما أحلى أن تكون مراهقاً "
فواحد ينظر له على أنه مرض ، والآخر ينظر على أنها فرصة في الحياة وفترة ذهبية لا تقدر بثمن .
فالشاهد الذي أريد أن أقوله أنه لا ينزعج أحد من تعبير الشباب عن نفسه فاتركوه يعبر عن نفسه فهي حقه وليس منحة من أحد
وكما أنت في شبابك تشعر أنك من حقك أن تعبر ومن حقك أن تغضب ومن حقك أن تطالب
فكذلك لا يجرم الشباب إذا صاحوا
وشباب الــ 18 سنة إذا قالوا في ثورته التي تكون غالباً في البيوت " شغلونا " فهو لا يقصد أن يشتغل في وظيفة ، لكن يقصد شغلونا أي لا تهمشونا بل احترمونا واستمعوا لنا .
فهو يقول شغلونا لأنه شيء فطري جداً وهذا هو الموافق للإسلام ، فالمراهق لكي يشعر بحياته لابد أن يكون منتج ، فمن أركان الصحة النفسية أن يكون الإنسان منتجاً ويكون له عمل .
وهذا للأسف الشديد ما سبقنا إليه الغرب وأخذها من الإسلام ، لأن هذه نظرة الإسلام ، فالمراهق إنسان مكلف لأنه بالغ عاقل .
فكيف تكون هذه الطاقة وهي في قمة الروعة وهي أعظم من الطاقة النووية فكيف نهمشها وكيف يظل منكفئ على الكتب ليأخذ الشهادة وأخيراً يترك .
فلا أقول أن الشاب لا يتعلم ، فأنا ضد كلمة " ماذا نفعل بالشهادات " بل هذا كلام جاهل ، التعليم في حد ذاته شيء مهم جداً فهو يثقل الشخصية ويعطي للإنسان خبرات حتى ولو تعطل عن العمل بعد ذلك .
فنظرية أنه لا داعي للتعليم لوجود البطالة ، فهذا جهل فاحش . فالتعليم في حد ذاته له آثار جيدة جداً على شخصية الإنسان وعلى فهمه ونضجه وإدراكه للحياة وتعامله معها .
فعلى هذا الأساس لابد أن يعطى حقه في الحياة ، وكل جيل يأخذ فرصته ، فكما أخذ الجيل الكبار أخذ فرصته أيام شبابه ، فهذا عصر الشباب ، لأن الدولة إذا كان فيها نسبة الشباب كبيرة تساوي دولة شابة
فحالياً الغرب يشتكي من ظاهرة الشيخوخة في المجتمع ، بمعنى أن التقدم العلمي والطبي وهذه الأشياء جعله الله أسباباً لطول عمر الإنسان ، وطبعاً العمر لا يتغير ولكن هناك أسباب ، فمن الأسباب التي سخرها الله لطول العمر كما في اليابان وفي الغرب نتيجة الرعاية الصحية والتقدم المادي في كل شيء أصبح الإنسان يعيش مدة أطول ، وبالتالي ترتفع نسبة الشيخوخة في المجتمع ، وهذه تجعل المجتمع نفسه يشيخ ، فهناك مجتمعات تشيخ ، ويكون نسبة الخصوبة أو معدل الولادة قليل جداً مثل ألمانيا مثلاً وهذه البلاد فمجتمعها يشيخ
فما بالك بأمة مثل هذه الأمة الرائعة ، وأن أيام الثورة أقول هل عندما يرى اليهود في فلسطين المحتلة هذه المناظرة أكيد يتملكهم الرعب ، لأن منظر الشباب وهم في هذه الثورة وهذه الطاقة الجارفة كالسيل الهادر ، فهي في حد ذاتها مخيفة ، ولذلك اليهود فعلاً في حالة رعب وهلع ، وصرحوا بأنهم خسروا كنزاً استراتيجياً وهو حسني مبارك لأنه كان منحازاً إليهم على طول الخط ضدنا
فعندنا كنوز عظيمة ، وكون الشباب الآن وخصوصاً المراهقين وهم في الذين في فترة الثانوي ومن قبلها يقولون " شغلونا " ، فهو لا يقصد التوظيف ، ومن حقه التوظيف ، فلا عيب في أن يدرس الشاب ويشتغل مثل كل معظم الشباب في الغرب ، فهو مجتمع متقدم ولكن الشاب عند 18 سنة لابد أن ينفصل عن بيت أبيه حتى يحقق ذاته ويتحمل مسئولية نفسه وينمو ويتحرر من التطفولة الاقتصادية ، فعندنا الطفولة الاقتصادية تمتد إلى سن 30 سنة أو 35 سنة إذا حضر الباكلريوس ثم الماجستير ثم الدكتوراة ، ويمكن أن تصل إلى 40 سنة ، فهو عنده طفولة اقتصادية ، إلا إذا كان يرث من آبائه وأجداده فلا تكون هناك مشكلة
فمن حق الشباب أن عمل حتى ولو كانت وظائف ، ثم هل يوجد دولة عاقلة ودولة شابة فمصر دولة شابة وعندها نسبة شباب ضخمة جداً فيها فهو مجتمع شاب ، فهو ليس مجتمعاً يعاني الشيخوخة ككثير من المجتمعات الغربية ، وبالتالي فرصته في إحداث تحول جذري في مصير الأمة كلها فرصة عظمة جداً
أحياناً كنا نقول لا نريد أناس مسلمين متدينيين ، فنجلعها حتى وطنية .
كان في عهد مبارك لا نفضل المتدين ، ففضلوا الوطني ، الوطني الذي يحب البلد ويخلص لها ويضحي ويحب شعبه ولا يكرهه ويبذل له ويعمل لمصلحة شعبه لا لمصلحة أعدائه .
فالآن فرصتنا أعظم بكثير جداً أن تكون التغيرات أعظم مما كنا نتمناه من قبل ، طالما أن هناك حرية ولا يوجد قهر وتزوير كما كان يحصل
فنقول للشباب لا تستحي من أن تثور
أنا ضد التمرد ، لأن التمرد ثورة ثم تمر ، بل نريد ثورة أي بناء وإصلاح وإجبار من يعيش في الماضي إلى أن يعرف من هو الآن .
عصر ما بعد هذه الثورة مختلف تماماً عما قبله في كل شيء ، فهناك أناس فيها رهبة الظلم موجود عندها ، وهذا شيء طبيعي لأنها فترة خلطت داخل كثير من الناس من القهر ليلاً ونهاراً ، فهم حتى يخافون أن يستمتعوا بالحرية ويخافون أن يصدقوا أن اليوم مختلف عن الأمس .
فكما نقول أن حي هليوبلس ليس هو مصر الجديدة ، بل مصر كله الآن جديدة . وهذه مرحلة مفصلية جداً في تاريخ هذه الأمة ، ولا شك أن للسلفيين دوراً عظيماً سوف يؤدونه حتى على أعلى المستويات فقادة الجيش نفسهم يقولون لإخواننا الكبار والمشايخ الكبار الذين يحتكوا بهم يقولون أنهم كانوا يخوفوننا منكم ، يقولون هذا في أكثر من موقع وفي أكثر المناسبات يقولون كانوا يخوفننا منكم ، وما كنا نتصور أنكم أنتم السلفيون ، وهذا طبعاً كان بارزاً جداً أثناء الثورة ، والدور العظيم الذي قام به الإخوة السلفيون كان ولله الحمد دوراً إيجابياً جداً ورائعاً حتى أضطر القوات المسلحة أن تنشر شكراً في جريدة الأهرام في نصف صحفة ، شكر للدعوة السلفية وحددت بعض المدن منها الإسكندرية وغيرها لما قدموه في تلك الظروف .
فكلنا عندنا شعور جديد لأننا أكتشفنا أننا كنا كالعبد عند تلك السيد في تلك المزرعة ثم اكتشف هذا العبد أن هذه المزرعة ملكه وأن السيد كان يسرقها منه وهو لم يشعر . فهذا الشعور موجود في الناس كلها تقريباً ، فهم كانوا يحاولون غرس الشعور بالانتماء ، فكيف يكون الانتماء وأنت تذله ؟ لم يشعر أحد أبداً أنها بلده ، وكلنا كنا نتعامل أننا طبقة العبيد وهم طبقة النبلاء . فلا أحد كان يشعر أن له بلد ، هذا لم يكن إن في التفاههة لكرة القدم . الناس لم تجد أي شيء يفرحها أصلاً فتعلقوا بهذه التفاهات ويطلقون عليها البطولات ، البطولة الحقيقية هي التي حصلت في هذه الثورة العظيمة ، فمارسوا حقوقكم على أن هذه بلدكم ، وهذا الشعور موجود في كل واحد ، فلا أحد يجبر الشباب الآن أن يجمع أموال ثم يجمل الأرصفة أو يلون الحائط أو ينظم المرور .
وبالأمس رأيت منظراً غريباً أمام بيتي وهذا الموقف استوقفني ، رأيت سيدة فوق الستين وأنا أعرفها لأنها أم لبعض الإخوة الشباب هنا في المنطقة ، وهي إنسانة محجبة محترمة جداً وهي كبيرة جداً في السن ، وأنا فوجئت أنها واقفة لكي تنظم المرور الساعة العاشرة ليلاً ، وتقف هذه المرأة في التقاطع لتنظم المرور لأن التقاطع فيه سيارات كثيرة .
فهل إلى هذا الحد يوجد شعور جديد في الناس ؟!
ثم تجد طريقة الاعتذار عندما يصطدم أحد بالآخر ، أصبح الناس تحب بعضها ويحترموا بعضهم ، فهناك تواصل ، وهذه يمكن من حسنات حسني مبارك كما قالوا أيام الثورة " شكراً يا مبارك لقد جعلتنا يحب بعضنا بعضاً " فالجار كان لا يعرف جاره ولا يعرف اسمه أصبح الآن عندما جمعنا الخطر توحدنا وانصرهنا في بوتقة واحدة .
فأمام السلفيين الآن مهام عظيمة جداً جداً ينبغي التركيز عليها ، ونحن لا نأتي بالماضي لكي نعلنه بل نأتي به لنفهمه من جديد ونفهم الأخطاء ثم نستفيد منها فيما يأتي .
أما هناك جيوب صغيرة يكون فيها شيء من تصفية الحسابات بين بعض الناس أو اساءات شخصية ، فنحن لا نريد شخصنة إطلاقاً ، فهذه مرحلة ليست فيها شخصنة ، وكل واحد منا يجعل همه خدمة الإسلام ،كيف ؟ بحسن قراءة واجب الوقت .
مثلاً من ضمن القضايا الملحة جداً الآن في هذا الوقت مسألة فقه المشاركة السياسية بكل أبعادها ، سواء مشاركة في التعديلات الدستورية التي هي يوم السبت إن شاء الله أو المشاركة في مجالس الشعب أو في المجالس المحلية ... إلى آخره .



فهناك فجر جديد خرج ونحن نحتاج إلى أن نفكر .
الموقف الماضي من الدعوة يساء إليه كثيراً ، ويتعمد بعض الناس إساءة فهمه ، لأن موقف الدعوة فيما مضى ، كانت المرحلة الأولى من مدة بعيدة التي كان فيها رفض كامل للعمل السياسي ، كان أهم ما اعتمدنا عليه في حيثيات هذا الاتجاه هو كلام أحد أقطاب الإخوان الكبار إن لم يكن من أكبر أقطاب الإخوان المسلمين على الإطلاق وهو الأستاذ محمد قطب حفظه الله تعالى وعافاه من كل سوء ، الاستاذ محمد قطب في كتاب " واقعنا المعاصر " تكلم بالتفصيل لما هو ضد المشاركة في النشاط البرلماني ، فهو اجتهاد ، فلم يكن السلفيين فقط هم المخالفون ، والخلاف ناشيء عن واقع ، ولا أمل في الإصلاح من ناحية البرلمانات في عهد حسني مبارك ، وليس هذا وفقط ، بل كان التزوير يحدث أصلاً من أجل الإخوان والخوف من الإخوان
في مرحلة ثانية وفي الانتخابات السابقة مباشرة وتذكرون الكلام الذي تكلمناه في مسجد أبي حنيفة أنه دع الإخوان يجربون وإذا أتت بنتيجة فأمامنا خمس سنوات ثم ننظر بعد الخمس سنوات .
فالوضع في عهد حسني مبارك من كان يحاول فهو لا يجني في الغالب سوى السراب الذي ألف فيه بعض الباحثين " سراب الديمقراطية في مصر " فهو سراب ، وأن العمل البرلماني لا يفيد إطلاقاً بل يلهي الدعوة .
حتى الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة التي أعلن عن نتائجها قبل أن تعقد بشهرين في الجرائد ، فقالوا هذه انتخابات لن يأخذ الإخوان فيها أي مقعد وأن للوفد كذا مقعد وهكذا ، فقسمت الانتخابات فما الفائدة .
ومع ذلك قرر الإخوان أن يخوضوا ثم بعد ذلك ندموا على خوض هذه الانتخابات بسبب ما يعرفه الجميع .
فهذه مسألة تكون فيها نوع من الاجتهادات .
ونحن ذكرنا أكثر من مرة أن هذه المسألة مسألة خلافية فيها راجع ومرجوح حتى من علمائنا السلفيين من يخالفون ، فهذا ليس جديد أبداً ، فعندنا تجربة السلفيين في الكويت وأيضاً في البحرين ، وخصوصاً الكويت لهم تجربة معروفة في ذلك .
فالسلفيون في الكويت ، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق له كتب من بعيد جداً من أكثر من ثلاثين سنة تتكلم عن المشاركة في العمل السياسي وحكم دخول البرلمانات ، وفضيلة العلامة الدكتور عمر الأشقر له أيضاً رسالة في حكم الدخول في المجالس البرلمانية وحكم تولي الوزارات في الحكومات الحالية .
فعلماؤنا لهم دراسات كثيرة في هذا الأمر ، ويوجد قسم كبير منهم كان يجيز كالشيخ ابن باز باعتبار المصالح والمفاسد ، فلا جديد عندنا أن يكون آراء مختلفة ، ولكن الجديد أن هناك واقع جديد قد يفرض علينا المشاركة ، ومشكلة السياسة أن من يدخل داخل ساحة سياسية لابد أن يدفع دماً ويذبح على أعتبابها بعض المفاهيم والثوابت ، فكيف لا نتنازل عن الثوابت وفي نفس الوقت نشارك من أجل مصلحة الإسلام فقط لا غير .



مثلاً : هذه التعديلات التي يتم الاستفتاء عليها يوم السبت إن شاء الله تعالى ، فهذه التعديلات هي لا توافق عقائدنا وثوابتنا بصورة كاملة ولكنها في الجملة وخصوصاً في هذه المرحلة الانتقالية تعطينا ضمانات لتقليل الظلم وضمان الحريات وعدم التزوير وأشياء كثيرة ، فهي صحيح لا توافق سقف المطالب التي عندنا ، فعندما تسأل أي مسلم بالنسبة للمادة الثانية ما هو سقف مطلبه ؟ مطلبه أن يكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع ، فهي عقيدتنا { إن الحكم إلا الله } { ألا له الخلق والأمر } ، ولكن من ناحية الواقع الآن نريد ان نقرأ الواقع جداً ، فكل وقت واجب مناسب لهذا الوقت ، وفي هذا الوقت لا يناسب كذا مثلاً كالأشياء الحق ولكنها غير مناسبة أن تثار الآن .
سأضرب مثلاً سريعاً وعابراً لكي نقرأ الوضع الحالي ما هو التصرف المناسب ، ففي بعض المراحل خصوصاً المرحلة الأولى من الثورة لم يكن الشباب والشعب المصري كله عنده استعداد لأن يستمع إلى تنظير ، فهو لم يكن مستعداً أن يسمع إلى تنظير فكري ، فهو مستعد فقط أن يستقبل موجة أومستعد أن يستقبل فقط من يحترم مشاعره ويشاركه انفعاله وثورته ، بمعنى أن العاطفة غالبة ولا يقبل من أي أحد إلا أن يغلب العاطفة ، وهذا رد فعل طبيعي ، فالذي يخاطب في هذه الحالة يخاطب العاطفة

وموضوع التنظير الفكري والأحكام الشرعية وكذا وكذا تأتي في مرحلة أخرى .
فمثلاً أحد شيوخنا الأفاضل الذين نحسبهم من أفضل الدعاة في الإسكندرية خطب في أحد المساجد من فترة قريبة وكان يخطب في قضية الشيهد ويعلق على قضية شهداء الثورة وأنه لا يقال فلان شهيد والناحية الفقهية في هذا وأنه لا يصح ان تقول بالإسم أن فلان شهيد إلا بنص من الوحي ، ولكن تقول نسأل الله أن يجعله من الشهداء ، والشيخ ليس مخطئاً وهو كلام حق مائة بالمائة ولكن ليس هذا وقته ، فالناس لا تريد أن تستقبل هذه الموجة أبداً ، فأي أحد ينتقض أو يخدش مشاعرهم هم ليسوا مستعدين لهذا . مصداق الأثر المعروف " ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " . فجهاز الاستقبال لا يريد ان يقبل هذه الموجة إطلاقاً ، فبالتالي أعتقد أن هذا لم يكن مناسباً ، لأن الناس انقسمت بعد الصلاة ،وسئلوا كيف تقولون ذلك ، وأنتم تحبطوننا ولا أمل في أي شيء .. إلى آخره . لأن الحاكم هو العاطفة وليس العقل وليس التنظير الفكري أو الشرعي .

وهذا ليس معناه أن تتنازل عن الحق ولكن راعي حالة الذي أمامك ، فالناس في حالة ثورة وغليان لا تتحمل أحد لا يشاركها هذه الهموم أو يخرج ويتكلم بأسلوب خطبة جمعة أو درس ، فالناس تريد أنك توافقها في مشاعرها وتقدر هذه المشاعر وتشاركهم في هذه المشارع .
قام أول أمس إخوة في ميدان التحرير بمظاهرة " نطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية " ورأيت إعلان على سيارة " إسلامية إسلامية لا مدنية ولا علمانية " فهذا حق ولكن ليس وقته الآن ، الآن نحن في مرحلة مثل مرحلة الطفل الذي يولد قبل أن يكمل التسع أشهر ، فماذا يصنعون مع هذا الجنين ؟ يوضع في الحضانة ، ما الهدف من ذلك ؟ المحافظة على حياته ، فهذه الثورة جنين ، فلا تتكلم على مقتضيات التي يحتاجها الجنين المكتمل النمو الذي خرج نامي وجاهز ويستطيع أن يواجه الحياة ، بل هذه حالة طارئة وهو معرض للخطر وبالتالي تعامل معه كالتعامل مع الجنين المبتسر وأدخله داخل الحضانة حتى تنقذ حياته ويبقى حياً ، وهذا هو الوضع الذي نحن فيه الآن ، فهناك أشياء كثيرة جداً ، وكما قلت بالضبط أنه لو وجدت حرية بدون تزوير ؟؟ ، فهي مسألة وقت .

ومثلاً الإخوة الذين أثاروا قضية الأسيرات كامليا شحاته وسائر الأخوات ، وأنا رأيي أنهم يلتحموا بالمحاميين ، ولجنة المحامين إخوة أفاضل كالأستاذ نذار غراب فهو إنسان فاضل ومؤتمن هو المجموعة التي معه على هذه القضية ، وهم الذين آثاروها وهم متحمسين لها جداً .
في الوضع الحالي لا أحد يتحرك إلا بإرشاد هذه المجموعة المؤتمنة على هذه القضية حتى لا يحصل تعارض في المصالح .
ثم إن قضية كامليا شحاته والأخوات فرج الله أسرهن لو عرضت على أي قضاء حتى لو وضعي نزيه في أي مكان في العالم فالنتيجة محسومة قطعاً ، فهذا إجرام ، فهي ليست دولة داخل الدولة بل هي دولة فوق الدولة ، والذي أسقط مبارك أنتم تعرفونه جيداً ، فليس الثورة هي التي أسقطت مبارك ، سقط مبارك يوم ضاع هيبة الدولة تماماً ، يوم وضع هذا الشخص المعروف الدولة تحت حزائه وداس على جبينها وعلى خدها بمنتهى الإذلال كما هو معروف في الأحداث قبل حادثة الكنيسة ، فمن المفترض أن تتذكروا ولا تنسوا هذه الأشياء . ومن وقتها سقطت الدولة ، فعندما تصدر أحكام قضائية يطؤوها بأقدامهم ويسخرون منها ، ونحن لا نعيد الأحداث لأنه ليس من المناسب الآن .
فالموضوع أنها مسألة وقت ، وحتى قضية كامليا شحاته والأخوات الأسيرات هي مسألة وقت فقط ، فلابد أن يتريث الناس .
فهناك أناس تخاف أن تكون الدولة حرة ، فهم أرامل حسني مبارك ويتامى حسني مبارك ، فهم الآن يريدون إجهاض هذه الثورة والقضاء عليها
فالثورات العشوائية والعاطفية لا تصح ، ولا يصح أن تقول دخلنا ووجدنا في الكنيسة قائمة بأسامي مسلمين ومسلمات وأشياء تستعمل في السحر وبناءاً عليه نهدم الكنيسة ونضع أنفسنا في موضع محرج جداً ، ثم إن الإخوة وقفوا على طلال الكنيسة وصمموا أنه لابد أن يبنى مكانها مسجد ، فليس من حقهم أن يهدموها بداية ، هذا لا يستوكب مثل هذا التصرف ، بل هي تعقد الأمور وتعطيهم مواد لاستثمارها وتصعيد الأمور ، لأن هناك أناس من مصلحتهم ألا تقف مصر قوية
وأنتم تعرفون البشري وهو حفيد شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري رحمه الله ، فهو شخصية جيدة ، كان عنده وعي قوي عندما قال ننتخب البرلمان قبل أن نعين رئيس الجمهورية ، لماذا ؟ لأنه لو أتى برئيس جمهورية أولاً فمعنى ذلك أنه يتلاعب من جديد ثم يكون أمامه آليات يقدر أن يتلاعب في موضوع الانتخابات ، لكن لو أتى برلمان منتخب فعلاً من الشعب بصدق سيكونون لجنة تعيد كتابة الدستور .

فلو أن المسلمين أو الإسلاميين استطاع أن يدخلوا بثقل في هذه المرحلة داخل مجلس الشعب فبالتالي سيكون لهم ثقل بلجنة المائة وبالتالي يمكن أن يمنعوا إعادة كتابة الدستور ، فأنت بالداخل تستطيع أن تغير ، أما في الخارج لن يكفي التظاهر واللافتات ، فلابد من وجود أناس داخل المجلس ، وليس معنى ذلك أن نتراجع عن عقيدتنا .

نحن نقول بأعلى صوت { إن الحكم إلا لله } وأن المجلس في الجزء التشريعي منه يوجد تشريع إداري لا حرج فيه إطلاقاً وهناك تشريع منافي ومصادم لشرع الله لابد ان يغير ، فليس كل مجلس الشعب باطل وليس كل أفعاله مخالفة للشرعية ، بل جزء من أفعاله هي التي خطأ ، ولكن من الناحية الأخرى هناك مكاسب كبيرة جداً وهي أن الذي في مجلس الشعب أفضل من الوزارة أو النقابة ، لأن الذي في مجلس الشعب له حصانة يستطيع أن يتكلم بما شاء بدون أي خوف أو أي محاسبة ، وبالتالي إذا دخل المسلمون يستطعون أن يكفوا الأمة ، والمشكلة الآن أنهم يريدون أن يتآمروا على المادة الثانية ،



فهم يعلمون أن المستقبل ليس في صالحهم ، لو أن الأمر فيه حرية وفيه عدم تزوير فهي مسألة وقت ، وتقريباً معظم مطالب الإسلاميين سوف تحقق إن شاء الله تعالى ، ونحن نتحداهم بصناديق الاقتراع في هذه الحالة ، ولكن طبعاً يستتبع ذلك ان يعبأ الناس جميعاً للمشاركة طالما ليس هناك تزوير لأن المشاركة هنا ستغير وتعمل تغيير جذري في حياتنا نحن ، لأن هذه القوانين سوف تطبق علينا رغم أنوفنا ، إذا أزيلت المادة الثانية سوف تترتب علينا بخطر شديد على إسلامية مصر ، فهناك تآمر في كل ناحية ، فلابد من الالتحام ، فنحن نواجه خطر فلابد من الالتحام ولابد من التفاعل الإيجابي كي نحبط كيد هؤلاء الأعداء ، فعلى الأقل نخرج بدون خسائر ، أما أن تحذف المادة الثانية وأن الإسلام دين الدولة الرسمي وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع رغم أنها قاصرة عن طموحاتنا ولكنها في الوقت الحاضر نريد أن نحافظ عليها .
فقضية المشاركة في العمل السياسي قضية في غاية الأهميةوهي تعطى أهم الأولويات الآن كقضية الأمن الداخلي ،

وأنا أنصح الإخوة في أي مكان أن يتطوعوا إذا طلب الجيش دعم الشرطة ، والإخوة مأتمنون ولله الحمد والناس تثق فيهم ، فكان أثناء الأحداث عندما كان يحاول أحد أن يسرق خزينة أو يفعل أي جريمة كان بمجرد وجود أخ ملتحي كان يهرب ، وتعرفون كان بعض الناس سرقوا خزائن مليئة بالمبالغ الطائفة من الأموال وبعض الشيوخ الأفاضل مثل الشيخ ياسر برهامي ذهبوا وسلم اللصوص الخزينة للشيخ ياسر والخزينة فيها أموال ضخمة وسلمت للجيش ، بعض الإخوة السلفيين الموسرين كان يشتري السلاح وهو يباع على الأرصفة ثم بعد أن يشتريه يسلمه للجيش ، وهذه من مآثر الإخوة السلفيين ، فالإخوة السلفيين ليسوا بمن ينشغل بالشغل الإعلامي ويتفاخروا بأنهم فعلوا وفعلوا لأنهم ينظرون إلى هذه الأشياء أنها واجب ديني وعقيدة وتدين وعبادة مثل الصلاة والصيام والحج والزكاة ... إلى آخره ، وليست لتقول عنا الناس ، ولكن هي تعبد ، ولذلك انطلقت ألسنة القساوسة بمدح السلفيين والثناء عليهم بل اللجوء إليهم عند إحساسهم بالخطر ، وكانوا يمارسون دور حمايتهم بصورة طبيعية ، حتى القساوسة وأنا أعرف الأماكن الذي حدث في ذلك وكانوا يقولون للإخوة أنهم كانوا يخيفوننا منكم ، فهل هؤلاء هم السلفيون ؟!
فالذي يستطيع أن يتعاون مع الشرطة أو الجيش ليساهم بعبادة حماية الأمن بالنسبة لبلادنا ، فهذا واجب لا يحتاج أن يستأذن أحد في ذلك ، يجب المبادرة إلى المساعدة بكل ما نستطيع ابتغاء وجه الله وليس لهذا الغرض أو لذاك الغرض .



نظراً لأن قضية المشاركة السياسية تعتبر تحولاً جذرياً في نشاط الدعوة ، فقل ذلك كان نختلف والاختلاف كان كبير جداً بين الشيوخ الأفاضل والعلماء السلفيين عموماً في العالم كله بناءً على أنه لا جدوى ووجود التزوير والسلبيات الموجودة في هذه المجالس ، والآن ستختلف الأمور فهناك أمور مستجدة غيرت المعطيات في المعادلة ، لايزال هناك سلبيات ولكن فعلاً هناك أمل في تحصيل إيجابيات لم تكن من الممكن إطلاقاً في ظل ذلك العهد أن تحصل ، فلأجل ذلك الإخوة الأفاضل في إدارة الدعوة سيعقدون إن شاء الله تعالى بعد يومين مناظرة داخلية ، فكل الإخوة الذين عندهم من العلم والخبرة والفكر ما يستطيعون به أن يساهموا في التناقش في مناظرة داخلية بينهم بعد غد إن شاء الله تعالى ، وسنفعل شيئاً يستخدم في الطب النفسي وهو أن نقسم الناس إلى فريقين فمنهم واحد سيمثل دور الذي يؤيد العمل السياسي ويذكر أدلته حتى ولو كان غير مقتنع ، والآخر يمثل دور المعترض على الدخول في العمل السياسي ويذكر أدلته ويتناظران ، ويشارك جميع الحاضرين في مناقشة المسألة ، حتى لا يحصل هذه النقلة إلى بدراسة وأدلة وعلى بصيرة كما هي خصيصة منهجنا ، فهذا أول شيء سيحصل إن شاء الله تعالى خلال يومين ، ثم بعد ذلك سيصدر تعميم عن موقف الدعوة في قضية المشاركة السياسة ، فهذه من ضمن الإيجابيات الجيدة
من ضمن الأولويات هي المحافظة على الأمن ، ويبذل الإخوة كل ما يستطيعون لخدمة الجتمع كله ،

بجانب ذلك هناك قضية ترتيب البيت السلفي من الداخل ، فالسنوات الماضية لا يعرف حقيقتها الكثير ، وهذا ليس وقت أن نعيد الأحداث ، ولكن في الحقيقة كل من المشايخ الأفاضل حاول قدر جهده أن يسد ثغره ، وكنا مجبرين إجباراً على أن يعمل كل في جزيرة بمفرده ، وأنا مرة حولت الدرس من العصر إلى المغرب في أبي حنيفة فحصل اضطراب شديد جداً ومشاكل كبيرة بسبب أنني حولت الدرس في مسجد أبي حنيفة ، لماذا ؟ حتى يتحكم في جداول الدروس ويحدث نوع من التضارب ، فما أدري ما السبب ، وليس من حقي أن أتكلم في أي مسجد غير الفتح مرة واحدة وأبي حنيفة في الدرس ، ولا أستطيع أن أذهب في أي مسجد في الإسكندرية ولاخارج الإسكندرية ، وأحياناً كان بعض الإخوة كان يأتي بواسطة ويتباحث معهم حتى يتركوننا لنذهب ندوة هنا أو هناك ، فكان هذا الذي يحدث ، ولكن الكلمة التي قالها أحد شيوخنا الأفاضل الشيخ أحمد فريد أنه الآن انقطعت صلتنا بالأمن فاصطادنا بعض المغرضين وقال ما هي صلتكم بالآمن ؟! ، صلتنا بالأمن " مكره أخاك لا بطل " ، وإلا ما كانت تقوم دعوة .
و
أنا عندما كنت أسافر أولاً خارج مصر إلى أوروبا وأمريكا إلى بعض البلاد الآخرى ، فكنت أسافر طبيعي بدون أي يشيء في المطار وبعد ذلك منعت من السفر وكان يحدث معي مغامرات طويلة في محاولة كيف أذهب سريعاً وآتي بسرعة وأخرج سريعاً قبل أن ينادونني ... إلى آخره ، وأشياء كثيرة جداً ، فكنا مثل نعامل مثل اللصوص ، حتى كان عمال الجمارك يحفظونني ويهربونني ، فكانوا يتصلون بهم حتى يمنعوني من السفر ، وأنا سمعت ضابط الجمرك يقول للآخر أني ركبت الطيارة وسافرت ، وكانوا يهربونني لأنهم يعلمون أنه ظلم فاحش ليس له أي معنى ، لدرجة أنه مرة من المرات نزلوني من الطيارة وهذا شيء لا يحدث ، فكون الإنسان يركب الطائرة وهي على وشك أن تتحرك ينادون اسمي في ميكرفون الطائرة ، وأنا كنت في منتهى الخجل لأن معظم الركاب كانوا أجانب ووقتها كان وقت تفجير الطيارات والخطف ومثل هذه الأشياء ، فلما نادوا اسمي في الطائرة خجلت جداً لأني شعرت أن كل الناس من الخواجات يقولون الحمد لله أنهم لحقوا هذا الإرهابي قبل أن يخطف الطائرة ، وأنا أحرجت جداً ، وكان وضع في منتهى الإحراج ، فهم أنقذوهم من هذا الإرهابي الذي كان يمكن أن يخطف الطائرة أو يفجرها أو ... إلى آخره .



فيا إخواني هناك أشياء أنتم لا تعرفونها فاعذروا الإخوة الأفاضل في اجتهادات كثيرة حصلت ، ما نظن بأحد الشيخ على الإطلاق إلا كل الخير بفضل الله .


هناك سلبيات ترجع أحياناً لبعض السمات الشخصية في الإنسان وأسبابها كثيرة ، وقد تم حصر جميع أسباب المشاكل داخل الدعوة سواء داخل الإسكندرية أو خارجها ، والحمد لله سوف تعالج بإذن الله تعالى تباعاً في أقصى وقت ممكن ، من ضمنها بعض المشاكل في بعض المحافظات ، وسيكون إن شاء الله لجنة للإصلاح بين الإخوة في بعض البلاد في المحافظات بحيث أن ينزل إخوة يسمعون من هذا ويسمعون من ذاك ويحكمون بالعدل بعد إقرار الطرفين مسبقاً بالحكم ويسمع من هذا ومن ذاك والكل يلتزم بما تنتهي إليه هذه اللجنة المحايدة والمنصفة في حزم هذه النزاعات الفردية الموجودة ، وأنا عن نفسي من يدعوني في أي محافظة حتى أذهب رغم أني عندي وقت لهذا ولكن أقول لهم لو أنكم طرفين - س و ص ـ سيدعوني لابد من يقدمني في الندوة ـ ص ـ وهو المخالف ، فلو لم يوافقوا على الاجتماع ما أحضر لأنني لست مع أو ضد أحد ، فبعض الإخوة الأفاضل وافقوا وكانت فاتحة خير ولله الحمد ، فقدمني المجموعة الأخرى ولأول مرة يجلسون مع بعضهم ويتفاهموا وبدأت الأمور تنصلح ، وهناك بعض الناس وقالت " الرزق على الله " .



فالآن ولله الحمد سوف يتم إحداث تغيير جذري في الدعوة ، وأنه سيختار مقر معلن إن شاء الله في الدعوة السلفية ويبحث عنه الآن مثل شقة أو مكتب ويحاول أن يكون قريب من وسط البلد ويكون مقر الدعوة السلفية ويكون معلن ، وبالتالي يكون هناك مكتب للشكاوى والاقتراحات وهناك إيميل بحيث أن من عنده أي اقتراح أو أي مشكلة أو استفسارات يمكن أن يذهب مباشرة إلى هناك ، والناس المسئولة عن الدوة ستكون موجودة مثل أي مكتب فيه موظفين وفيه وقت يمكن الوصول للشيوخ أو المسئولين الذين سيديرون أمور الدعوة
فضية ترتيب البيت من الداخل قضية مهمة جداً ، وتحويل شكل الدعوة سيكون في صورة لها شرعية ، وهي دعوة كأي نشاط جمعيات وستكون رسمية ومعلنة بصورة واضحة وبالتالي هذا يعطيها صلاحيات في ممارسة الأنشطة .



ولكن حتى عند الدخول في المجال السياسي فالخط السياسي مختلف تماماً عن الخط الدعوي .
يقول الإخوة مع العلم إلى غيره وليس من العلم إلى غيره ، فالدعوة له خصيصة البصيرة { أدعوا إلى الله على بصيرة } وهذا ما أنجزت فيه في عهد الظلام ولله الحمد ، ولكن الوضع الحالي أننا يسوف ننتقل إلى غلى الوظائف العلمية والدعوة إلى وظائف عملية وسياسية وغيرها مهمة جداً، فنحن لن نودع العلم ولكننا ننتقل معه إلى غيره ، فالدعوة بالنسبة لنا هي النهر الكبير الرئيسي ، والنشاط السياسي هو مبثابة فرع أو قناة متفرعة من هذا النهر وسوف يكون مسئولاً عن هذا الملف السياسي بكل أبعاده بمشاكله ومسئوليته شخص واحد وسيكون إن شاء الله كفءً لذلك ، والدعوة تمشي في نفس طريقها في غاية الوضوح وتستثمر المناخ الصحي الجديد في أن تزدهر أكثر وأكثر في الانتشار وتوضيح المفاهيم والدفاع عن ثوابت الإسلام ، ونستفيد من هذا الوضع الذي أهدته إلينا ثورة المصريين جميعاً .
لكن لا نتجه السياسية بمعنى أن الدعوة تتحول إلى سياسة ، فهذا مثل جناح أو رافد من الروافد ، ولكن الدعوة تبقى في وضعها بمسة السلمية والعلنية .



وأيضاً من أولويات هذه المرحلة توحيد الخطاب الدعوة إسلاماً على العموم وسلفياً على الخصوص .
بمعنى أن جميع المسلمين وكل القيادات الإسلامية في مصر يجب أن ترفع شعار " عند الشدائد تذهب الأحقاد " ، سنجنب الخلافات ، ولا مانع أن نتكلم في نطاق الدعوة على الخلافات بطريقة علمية مرتبة ، ولكن نقول أنها تأتي بظروف مرتبة بحشد لكل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وهذا حقنا ، ولا أحد يمن علينا ، وهذا حقنا باعتبارنا مصريين ولنا حق الموطنة ، فنحن نذهب لنقول رأينا فلماذا تستكثرون علينا ؟ ، الناس التي تبدأ أن تجري في التيار وتلفت الانتباه إلى شيء بعيد ويقولون " أليست السياسة حرام ورجزاً من عمل الشيطان ؟!! ، لماذا لم يحارب السلفيين وكانت يحارب الجماعة الفلانية "
سنفترض جدلاً أن واحد ظالم ضرب هذا وقهره وأسال دمه مثلاً وترك الثاني لم يؤذه ، فهل ينبغي أن يلام الإنسان على العافية ؟ أم أنت تدعوا لله بالعافية .
اثنين كانوا مكتفين فلما فك قيد أحدهم ذهب ليفقك قيد الآخر فهل تقول تعاتبه على أنه لم يفك قيد الأول ؟
فهناك مهاترات كثيرة ، وهناك أجنحة أو أرامل النظام وأيتامه لايزالون في الإعلام بنفس الإسلوب الجاهل الذي يذكرنا بعمر سليمان الذي يعطي تصريحاته وهو لم يشعر بما في الشارع إطلاقاً بل كان في طريق آخر تماماً ، فهو كان يتشرط فكان يقول " هناك أناس وافقوا وأناس ستوافق " فهي نفس العقلية ، حتى كانوا يسألونه عن الحوار الذي يجرى معه فقال " هناك أناس وافقت على الحوار وأناس ستوافق " فهي نفس الطريقة العسكرية في التفكير ، فهم سيوافقون رغم أنوفهم ، فهو نفس المنطق ، فهو كان يمشي في موجة بعدة عن الموجة التي كان يستقبلها ميدان التحرير ، فهناك أناس مازالوا يعيشون في هذا الجو ، هناك أناس يصعب عليها أن تعترف بواقع السلفيين ، وهناك الإنكار بالسلفيين ، هو رسم لهم صورة نمطية فلا تحاول أن تجعلني أن أعي وأتبصر بأنك على خلاف من هذا فلن أعترف بك ، هو سيجبر بالأعتراف بهذا الواقع طالما أن الإخوة منضبطين بما يسمى قواعد اللعبة ، فطالما هناك انضباط وهناك حرية ولم يكن هناك تزوير ستحقق كل الإنجازات التي نريدها بما فيها قضية كامليا والأخوات الأسيرات ، لماذا ؟ لأنه لا يوجد قضاء محترم في أي مكان في العالم حتى لو أنه قضاء وضعي ويمكن أن يجيز لفئة من داخل الشعب أقلية تعيش بعقلية القرون الوسطى المظلمة وتمارس هذا العدوان الخطير جداً على حريات الناس ، فليس هناك أي بلد في العالم تفعل ذلك ، فلو عرضت القضية في أي مكان في العالم حتى لو أن أتباع حقوق الإنسان أو غيرهم
فلو افترضنا أن السلفيين ضبطوا مخالفيهم مثلاً من الأقباط وأخبأناهم في مكان ومارسنا عليهم التعذيب إلى كل هذه الأشياء رغم أننا أغلبية فهل هذا كان يقبل ؟ فلابد أن تتساوى الحقوق ، ولذلك حتى القضاء الوضعي محسومة فيه الإجابة سلفاً ، وهذا الشخص هو هو أول من أسقط مبارك في الحقيقة ، فانتهت الدولة بهذه الأحداث ، فهذا الكيان هو أول من أسقط مبارك لأنه لم تعد هناك دولة ، والدولة مرغت كرامتها في التراب ، ولو تذكرون المؤتمر الذي كان في سيدي بشر في زواج بنت الشيخ محمود عبد الحميد تكلمنا هذا الكلام بأنه أسقط تماماً هيبة الدولة وأنه لا يوجد دولة في مصر بل هناك مجموعة طائفية تتحكم في الدولة كلها وتمرغ كرامتها في الطين وفي الوحل .
فأي دولة محترمة لها قضاء لا يمكن أن تيجيز أن واحد يخطف أناس ويحبسها ويعذبهم ويقول له المحاور الإعلامي أي كاميليا ووفاء وكذا وكذا فيقول " وانت مالك " ، يقول المذيع أن الناس تريد أن تعرف ومن حق الرأي العام أن يعرف فيقول له " وهم مالهم " . فهذه عقلية القرون الوسطى ، ولذلك أول من يتمرد على هذه العقلية هم النصارى أنفسهم وليس المسلمين .
فهذه القضية مسألة وقت وستحسم إن شاء الله .
فعملية التصرفات العشوائية وأن بعض الناس لا يستطيع أن يقرأ واجب الوقت جيداً حتى لا نصنع شيئاً ليس في صالحنا .
كنت أريد أن أتحدث عن قضية السهولة في ابتلاع الطعم ، وأحسن فرصة لهذه الفئة التي تعرفونها هم أن يصنعوا لنا طعم ثم يوقعنا في شركه .
فالآن يحدث ابتزاز سياسي ، فالبلد في حالة ضعف والجيش مرتبك طبعاً بسبب المهام الكثيرة التي هي ليست بمهامه والشرطة غائبة نتيجة الخيانة العظمى التي حدثت والأمن غير مستقر ودراسات الجامعة معطلة ، فالورقة الأخيرة لهذه المجموعة هي ما يسمى بالفتنة الطائفية ، فهذه هي الورقة الأخيرة بحيث يحدث عدم استقرار .

والابتزاز الذي حدث في ماسبيروا الآن لم يمشي بطريقة عشوائية بل هم أناس مدفوعة دفعاً تحول أن تشوش ، لماذا ؟ حتى يمنع التصويت على التعديلات الدستورية ، فهم كانوا يتمنون أن تتضمن التعديلات إلغاء المادة الثانية ، فالمعركة البرلمانية القادمة يسحدث فيها لجنة المائة ستعيد كتابة الدستور من أوله ، فلو لم يكن للمسلمين ثقل داخل المجلس فمعنى ذلك أنه يمكن أن تلغى هذه المادة أو تعدل بطريقة خبيثة وماكرة مثل " وأن تتوافق مع حقوق الإنسان " وندخل في مأساة أخرى من العولمة والضغط الثقافي على الأمم في عقائدها ، وليس هذا فحسب فلو دخل المسلمون بثقل يمكن أن يمنعوا أساساً عملية إعادة كتابة الدستور ، لأن البرلمان حر وهذا رأي الجماهير ، فهم يخافون من هذه المشروعية ، فلو حصلت هذه المشروعية سيعرف كل واحد حجمه ويسجبر على احترام حجمه ، فلذلك ينبغي ألا يستبد أحد بتصرفات الآن فيها ابتلاع للطعم الذي يشتت عمليات الإصلاح التي ينبغي أن تحصل .

ونفس الشيء العلاقة مع الجماعات الإسلامية الأخرى ما أعتقد أنه مناسب إطلاقاً الدخول في مهاترات وعدوان من أي طرف على طرف ، لأننا كما قلنا " عند الشدائد تذهب الأحقاد " ، فهناك قواسم مشتركة بين جميع من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فيجب الاجتماع حولها الآن في هذه المرحلة حتى مع الأشاعرة ومع الصوفية ومع الأزهر والإخوان والسلفيين ، فلابد أن يكون هناك قواسم ، إن لم نتكتل سنضيع الفرصة ، وما في مانع من مناقشة الخلافات بطريقة علمية محضة بدون عدوان وبدون تطاول أو إساءة .
كنت أود الكلام على بعض الأمور المتعلقة بالدعوة السلفية ، فنريد أن نعمل نوع من النقد الذاتي ويكون الباب مفتوح جداً ، ومن عنده أي نوع من الاقتراحات يقدمها بصورة أو بأخرى طالما أن النية هي الإصلاح ، فكل واحد يعبر عن نفسه ويتكلم ونتناصح
أعتقد أن هناك مجالات كثيرة نحتاج فيها إلى التناصح ، والسلبيات التي وجدت في الدعوة السلفية أو في شباب الدعوة السلفية من أجل صياغة جديدة تتوافق مع هذا الوضع الجديد .
احترام الشيوخ وبين تقديس الشيوخ :
لابد أن نفرق بين احترام الشيوخ وبين تقديس الشيوخ ، فاحترام الشيوخ حق طبيعي ، لأن الشيوخ علموا الإخوة وبذلوا معهم جهداً فمن الطبيعي أن يكون هناك احترام وهذا حق لهم وهذه من إجلال الله سبحانه وتعالى ، فهذا حق .
من شؤم تلويث الجو الدعوي بالطعن في العلماء وتجريح الأخيار التسبب في انزواء بعض هؤلاء الأخيار وابتعادهم عن ساحة التربية والتعليم والدعوة صيانة لأعراضهم وحفظاً لحياة قلوبهم ، لأن القلوب الحرة يؤذيها التعكير ، الحساسية تبلغ مداها لدى الداعية السوي ونفسه تعاف كل جو خانق غير نقي ، إن روحه لا تطيق الأجواء المغبرة وانعدام الإكسوجين
إذا لم نتقيد بالضوابط في الممارسات الدعوية فالأذواق تفسد ويكثر الصخب الذي يرهق الثقة المؤهل للتقدم فينزوي حفاظاً على عرضه وسمعته ولئلا يقسوا قلبه عبر طيل المقال
فأقبح به من تعويق وتثبيط وتزهيد حذرنا منه العلامة الشيخ / طاهر الجزائري رحمه الله وهو على فراش الموت بكلمات حقها أن تكتب بماء العيون لا بماء الذهب ، إذا قال رحمه الله : " عدوا رجالكم واغفروا لهم بعض ذلاتهم وعضوا عليهم بالنواجذ لتستفيد الأمة منهم ، ولا تنفروهم لئلا يزهدوا في خدمتكم ، العلماء هم عقول الأمة ، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرة بالبقاء "
يعني هو يقولها وهو على فراش الموت فهو شيء يلفت النظر إليه

فلابد أن نفرق بين تقديس الشيوخ والغلو فيهم وبين احترامهم سواء كان للسن أو للعلم أو للسابقة أو غير ذلك من الاعتبارات ، ولكن عملية الإنحياز لما يشبه التقديس فلابد من الألقاب الفخمة في الأفراح والحفلات ، فهو نوع من النفخ يضر الشيوخ أنفسهم ويؤذيهم
فمثلاً يقولون العلامة الفهامة ... وكلمة علامة والعالم لم أنكرها من كثرة أن يأست ، فالناس تقولها بسهولة جداً ، وأصبحت رخيصة جداً ، العلامة الفهامة البحاثة وكله بصيغة المبالغة لأنها مبالغة جداً ، فليست هذه قضيتنا المبلاغة حول الأشخاص ولا النفخ فيهم ، لكن تكلم بهدوء وما في داعي أساليب الاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني والنفخ الذي يحدث في القيادات ، فالشيوخ بشر من البشر يبذلون ما استطاعوا وما فينا أحد يوصف إطلاقاً بعلامة .
عندما تدخل المقالات في النت وغيره تجد النفخ بصورة عجيبة جداً ، وعندما تدخل حفل عامة وتقول للأخ قبل أن يقدم ما في داعي للمدح وهذا مخالف لهدي السلف فيقول الأخ على الهواء : ولولا أن الشيخ لا يحب المدح ولولا أن الشيخ أوصاني قبل أن أتكلم بـ.... ، فما هذا ؟
نحن جميعاً خدم للإسلام ، كلنا يتعاون لخدم الدين ويضحي في سبيله ، فلن نجد في الحياة أشرف من هذا الهدف ، فلا شيء يمكن أن يعيش الإنسان من أجله أشرف من مهام الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام .
فالمجازفة في المديح والألقاب الفخمة مثل العلامة والبحاثة والعلماء وكذا وكذا ، يمكنك أن تقول دعاة ، فيمكن أن نتجاوز عن هذا ، ولكن علامة وعالم فلا داعي لهذا الغلو والتقديس والنفخ في الناس ، فنحن نتبع قاعدة سددو وقاربوا فالأمثل فالأمثل .
نسبياً الإخوة الشيوخ أكثر علماً وخبرة ممن عداهم ، فهذا نسبياً ، وأنتم تفعلون هذا لأنكم لم تروا علماء حقيقيين ، فلو أنت رأيت ابن باز أو الألباني أو الأئمة الكبار كنت ستعلم من هو العالم .
معذرة أنا لا أقصدكم أنتم خصوصاً ولكن أقصد الفئة التي تغالي ، لأنهم لم يروا عالم حقيقي ، فمن أجل ذلك يحدث هذا الغلو .
فنحن تربينا عند أمنا الحقيقية وهي جماعة أنصار السنة وتربينا على أننا من الطفولة الباكرة نجد شوخنا كثيراً ما ينتقضون الصوفية على تقبيل اليد ، وهذا نفس صوفي محض ، أنا لا أناقش جواز تقبيل اليد أو الرأس ، فله أصل في الشريعة ، ولكنه حدث في السنة الشريفة بصورة عارضة استثنائية ، ونحن حولنا الاستثناء إلى قاعدة وأصبح لا فارق بيننا إطلاقًا وين الصوفية في هذا الموضوع ، وأفضل إخوة في هذا الموضوع إخوة مرسى مطروح ، فهناك انضباط غير عادي في هذا الموضوع ، فلا شيء اسمه تقبيل يد ورأس بل المصافحة كما هي السنة ، وإخوة إسكندرية إلى حد ما معتدلين ، وفي الأرياف وبعض المحافظات شيء مأسوي ، غلو غريب جداً ، فأفيقوا وعودوا للسلفية الحقيقية واعط للأشياء حجمها .

وأنا أغار جداً على توحيد الأخ عندما ينحني لإنسان مثله ، وأنا أنسى الأدلة التي تجيز ، ولكن أنا أغار أن أخ موحد ينحني أمام إنسان مثله ، لماذا تركع ولماذا تنحني ؟ أرفع رأسك أنت مسلم أنت طالب علم أنت داعية ، فلا داعي للخنوع والتربية على أن الكون بين يدي الشيخ كالميت بين يدي المغسل ، بل نريدكم أن تثوروا فثوروا وصلحوا هذا الوضع ، نحن نبدأ حياة جديدة فارفع رأسك ، لماذا تخضع وتركع أمام الشيخ ، أنا لا أقول أنه غير جائز ولكني أعبر عن مشاعر بداخلي ، لماذا أنت تنحني ؟ لا تنحني إلا لله سبحانه وتعالى .
الله عزوجل قال في الوالدين { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} فهو ليس ذل الخنوع وإنما ذل نتيجة أنك ترحم هذين الأبوين الكبيرين .
فمتى تنتهي الظاهرة ؟!
ليس من المعقول أن نعجز عن علاج هذه الظاهرة
فالإنسان يصافح ، فالمصافحة ورد فضلها العظيم في السنة
حوادث تقبيل الرأس أو اليد أو حتى الرجل موجودة ، ولكن هل نقبل رجل الناس لأن هناك دليل يقول أنه يجوز وأن الإمام مسلم قال للبخاري دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين ؟ هل نبحث عن الأشياء الإستثنائية ونجعلها قاعدة ؟
أنا لا أتكلم مع مسألة تقبيل اليد في حد ذاته بل أتكلم على مبدأ الخنوع والتربية على الخنوع والذل لغير الله .
السلفيين أولى الناس بعدم الخضوع والخنوع لغير الله . أرفع رأسك .
وبعض الإخوة عندما يصافح ينحني ، فلماذا تنحني ، نحن تكلمنا على لاعبي الكاراتيه ومثل هذه الفنون وسألنا الإخوة أنه شرط في التدريب أنني أنحني لمن أمامي ، والرد كان أنه لا يجوز أن تنحني لأي واحد من البشر أو تحييه بالأنحناء ، فلا يجوز لك أن تفعل هذا واقنع المدرب أن هذا ينافي عقيدتي .
صحيح هي شيء شكلي ولكن أنا لا أتكلم على هذا الموضوع لحد ذاته ، ولكن أنا أتكلم على مبدأ تربية الإخوة على الخنوع والإنكسار لغير الله ، بل وحد الله بالخضوع والذل والإنكسار والإنحناء .
ثابت في السنة مواضع معينة فيها تقبيل الرأس واليد وهذه أشياء عارضة استثنائية ، فلماذا نتعلق بالاستثناء ونجعله قاعدة . فأرجوا أن نقضي على هذا الإنحنار لأنها ظاهرة سيئة ، وهذا ليس احترام بل هو غلو
وإذا تعود الشيخ على هذا تكون فتنة له ، وإذا لم يقف له الناس في أول دخوله ففي هذه الحالة أن من تعظيمه واحترامه ان يقف الناس له ، ولو لم يقف سيقع في كبيرة اشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه : ( من أحب أن يتمثل الرجال له قياماً فليتبوأ مقعده من النار ) ستوقعونه في حب هذا الشيء لأنه تعود ، وتوقعوه في الغلو في المدح والنفخ فإن لم تنفخ في الشيء فهذا معناه أنك قصرت وكأنه حق مكتسب .
دعونا من الشكليات ودعونا من هذه المظاهر الصوفية وعودوا إلى المنهج السلفي الصحيح .

من الأشياء المزعجة جداً تجد في بعض الحوارات أن بعض الناس تهاجم شيخاً من الشيوخ ، فأحياناً كثيرة يكون هجوماً ظالماً ، وأحياناً يكون هجوماً حق ، فنجد من الشباب السلفي من ينبري كالجيش الزاحف لشتم هذا الأخ ويتهمه بأنه سيء الأدب وكذا وكذا من الشتائم ، ومن أعجب ما سمعت في موقف مماثل لهذا أني وجدت واحد يقول هل أنت متصور أن الشيخ لا يعلم الدليل الذي تستدل به أنت ؟ أكيد هو يعرفه وعنده رد عليه . فهو يمضي على بياض للشيخ ، فليس هذه هي السلفية ، لأن هذا ليس كلام المقلدين المتعصبين للمذاهب ، والسلفية تحارب هذا التقليد الأعمى .
فهو ينقاد انقياداً أعمى حين يقول هل أنت متخيل أن إمامي لم يمر على هذا الدليل ويتوقف عنده ، فأنت تأخذ برأي الغير بغير معرفة دليله ، فهذا أيضاً مما ينافي المبدأ السلفي الذي يقول " لا تعرف الحق بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله " .
مشكلة الحوارات والمناقشات في أننا في الدين نقول لكل الناس أن أهل التخصص فقط هم من يتكلمون ، وإذا سكت من لا يعلم قل الخلاف ، فالآن كل من أراد أن يتكلم عنده أكثر من وسيلة يتكلم بها ، وبالتالي دائرة الخلاف والجدل واسعة جداً بكل ما هب ودب من آراء غريبة ، ولكن لو سكت من لا يعلم وتعبد بالسكوت وتكلم من هو على علم أكيد سيتم الخلاف في هذه القضايا .
في السياسة مشكلة أعم وأطم ، لأننا في الدين نقول أنه ليس من حق كل واحد أن يتكلم بل اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
أما في السياسة من حق كل مواطن أن يتكلم ويدلي بدلوه في الأمور العامة ، وهذه فكرة الديمقراطية ، وهذه الفكرة في الحقيقة لا يستحسنها الإسلام ،

لأن الإسلام فيه أهل الحل والعقد وهو أزكى الناس في الأمة وأعلمهم وأكثرهم خبرة فهم الذين يقررون القرارات المصيرية ، لا يشترط أن يكونوا علماء للشرع فقط ، بل أي متخصص في أي مجال من المجالات مثل مجال العلوم ومجال التعليم ومجال الزارعة والاقتصاد والمجال العسكري ، فكل هذه يدخل فيها أهل الحل والعقد ، فعلماء الدين والدنيا في كل التخصصات يتشاورون وهم الذين يقودون الأمة ، لكن الوضع الحالي عندما أتى عبد الناصر وجعل خمسون في المائة من الأصوات للعمال والفلاحين ، وطبعاً كلنا عمال وفلاحين ، ولكنه جعلها ليصنع نوع من التمرير لسياساته وخططه فيما يسمى مجلس الأمة لأنه على الأقل هو ضمن الخمسون في المائة بطرق شتى معروفة ، ولكن يبقى الخمسون في المائة الأخرى لهم طرقهم المعروفة .
فالشاهد الذي أريد أن أقوله أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن من أشراط الساعة أن ينطق الروبيضة ، قيل ومن الروبيضة يا رسول الله قال : ( الرجل التافه يتكلم في أمور العامة )
فالمفروض الأمة الذكية تنصب على رأسها أذكى الناس فيها وأعلمهم وأشدهم خبرة وهم الذين يقودون المسيرة ، فالطائرة يقودها الطيار لأنه خبير في الطيران ، فلا يصح أن نأتي بأحد الركاب ونطلب أن يقود الطائرة حتى يكون مشارك ، فهذا عمل فني يحتاج إلى خبير يستطيع أن يقود الطائرة أو الأمة في رحلتها .
فهذا من أحد مواطن الافتراق في الديمقراطية ، الديمقراطية لها محاسن تتوافق مع الإسلام ولها جوانب أخرى تتصادم مع الإسلام
والذي يبرأ من مساوئ الديمقراطية ويجمع كل المحاسن هو نظام الشورى الإسلامية
فأهل الحل والعقد وأهل الخبرة هم المفترض أن يقودون
وهذا الأمر ممكن أن يعدل من خلال التواجد في البرلمانات وتعديل هذا الوضع الغريب .
فهذا فيما يتعلق بهذه النقاط التي ذكرتها .
أريد أن أقول بالنسبة للسلفيين أن السلفية ليست مصنع لإنتاج الإنسان الآلي ، ولكنها مصنع لإنتاج المبدعين ، فالمتفرض أن المنهج السلفي أعظم المناهج في تشجيع الإبداع وهو أن يأتي الإنسان بشيء جديد وأن يؤدي أعظم النتائج .
عندنا ولله الحمد كنوز كما ذكرت في بداية الكلام في أننا أمة شابة وهذه حقيقة إحصائية ، فمصر أمة شابة ، والشباب يشكلون فيها قطاعاً عريضاً جداً وقطاعاً مؤثراً .
والدولة الغبية أو المتآمرة على شعبها هي فقط التي تهمش هذا الشباب .
لكن الدولة المخلصة لدينها ولشعبها توظف هذه الطاقات الجبارة في خدمة أو تحقيق أهدافها .
معروف في علوم الاقتصاد أن أقوى وأهم الموارد هي الموارد البشرية ، لأن المصنع يمكن أن يصنع لك ريبوت أو يصنع لك سيارات وآلات ، فهل هناك مصنع يمكن أن ينتج لنا بشراً ؟
فلا توجد ماكينة تخرج لنا أناس عندهم عقل وجهاز عضلي وجهاز عصبي وجهاز دوري وخصائص الإنسان الذي كرمه الله بها .
الإنسان له قيمة كبيرة جداً في الإسلام وهو مؤثر . فللأسف لم يكن هناك حتى قيادة وطنية ، فليسوا متدينين ولا وطنيين .
فهذا وقت الشباب وهذا عصر الشباب ، والأجيال السابقة أخذت فرصتها ، وسواء نجحت أو أخفقت فهذه قضية أخرى ، ولكن هذا عصر الشباب ، وهذا حقهم ، حقهم أن ينموا وأن يعبروا وأن يغيروا وأن يفرضوا التغيير كما فعلوا .
عصر جديد جداً وحد فاصل بين ما مضى وبين ما يأتي ، فالشباب يمارسون حقهم ويعبروا ويرفعوا رؤسهم فلا خضوع ولا ذل حتى للشيوخ .
نحن لا نريد ذلك ، فلا تركع إلا لله ، وحقق التوحيد الذي تدعوا إليه ، لا تخضع لغير الله .

ينبغي أن نرحب بموضوع النقد البناء
، النقد يبني ولا يحطم ، ولا داعي أن نتبادل بأصابع الاتهام من الذي فعل كذا ومن الذي قصر في كذا ومن الذي أحدث السلبية الفلانية ، فالعمل الدعوي هو عبارة عن تفاعل ، وهذه الدعوة دعوتكم أنتم لأنكم المستقبل ، فنحن جميعاً أو كل الشيوخ تقريباً يقفون في قطار أو طابور المغادرة ، ومعظم الشيوخ الآن ما بين الخمسين والستين إن لم يتجاوزن ، فهم يقفون في طابور المغادرة ، فحقكم أن تشعروا بالأمان على مستقبل الدعوة وأنها ستسلم لكم بصورة مشرفة وصورة لا تورثكم أخطاء الماضي بل تحرركم منها وتعطيكم الفرصة لبناء مستقبل هذه الدعوة
لا يوجد أحد إطلاقاً فوق النقد البناء ، فحقك أن تنتقد أو تقترح وأن تتعامل على أنها دعوتك أنت ، فكما قلنا أننا شعرنا أن بلدنا هي مصر وشعرنا بشعور جديد جداً وهو أن لنا بلد وأننا من بني آدم ، كنا ننظر للشعوب الأخرى كلها على أن مواطنها هو الأول ، فبعض البلاد تجد فيها مطار خاص لأبنائها ، فتجد مثلاً مطار خاص بالسعوديين ، فهم يحترمون مواطنيهم ولهم أولوية وله معاملة خاصة لأنه صاحب البلد ، ولو ذهبت إلى أي منطقة ستجد نفس الشيء ، لو ذهبت إلى بنجلادش . لكن في مصر لم يشعر أحد أبداً أن له بلد أبداً ، بل الذل والهوان والقهر والمحاربة وخصوصاً لأهل الدين ، فكما أننا الآن ننتمي ونشعر أن هذه بلدنا ونحن نريد أن نحرسها وننهض بها ونمر بها الأزمة ، فنفس الشيء بالنسبة للدعوة فهذه دعوتكم أنتم لأنكم أنتم المستقبل ، وهذه ليست مجاملة ، فأنتم ليس المسقبل فقط بل أنتم تصنعون المستقبل وأنتم الحاضر ، فمن حقكم أن تثوروا علينا ، من حققكم أن تغيروا ومن حققكم أن تفرضوا التغيير فرضاً وليس اقتراحاً طالما أن النقد بناءً وليس فيه إساءة ولا تجريح ، والأفضل أن يكون النقد في أجمل ثوب ، فكما نأتي الدواء المر في الصيدلية ثم يغلف بقطعة من الشيكولاتة ولكن المادة المؤثرة موجوة ، فالتلطف في العبارة لأن الشيوخ أحياناً يعانون من إحباطات كثيرة جداً من شدة النقد وكثرته وأن هناك من لا يرى إلا السلبيات ، فغلف النصيحة بشيء سكري من الخارج كي تقبل منك . فالله سبحانه وتعالى لما بعث موسى لفرعون وهو شر الناس في زمانه قال { فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى } ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال في فضائل الرفق أحاديث كثيرة جداً : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ) حتى مع الدواب أمرنا بالرفق فما بالك بالشيوخ الأفاضل الذين بذلوا أعز ما لديهم وهو شبابهم في الدعوة فقط لا غير ، فبالتالي لابد أن يكون هناك نوع من العرفان بالجميل واحترامهم والتأدب معهم كما ذكرنا .
فكما نغلف الدواء بمادة سكرية فأيضاً اذكر النصيحة في طريقة مؤدبة مهذبة وتمسك بحقك ، فليس معنى هذا أنك تستحي وتضيع حقك في أن تبدي رأيك وأنت تفرض التغيير بصورة أو بأخرى .



بالنسبة للجماعات الأخرى وخصوصاً إخواننا الإخوان المسلمين يهمنا جداً أن نقول أنه بالنسبة لأي عمل صالح حتى يكون مقبولاً عند الله أن له شروط : أولاً الإسلام والإيمان
ثانياً : الإخلاص
ثالثاً : الاتباع ، اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .
لابد ونحن نتكلم مع من نختلف معهم خصوصاً إخواننا في أي جماعة ننتبه أننا لا نناقش الإخلاص
ممنوع أن يقول أحد أنه مغرض أو ينوي كذا أو يقصد كذا أو يفعل كذا أو يتآمر مع أعداء الإسلام في كذا وكذا .
فالكلام الذي يقدح في الإخلاص عدوان صارخ على حق هو فقط من حق الله ، لأن الله هو الذي علم ما في القلوب ، والأصل في المسلم حسن الظن وأنه يريد بعمله وجه الله مع أنه قد يخطئ ، ولكن موضوع النية ليس من حق أحد أن يتكلم على نوايا الآخرين طالما يعملون في خدمة الإسلام ، إن شاء الله نظن بالجميع ما يظن بكل مسلم أنه يريد خير لهذه الأمة .
أما الجانب الآخر الذي يخضع للاختلاف فهو جانب الصواب ، والفضيل ابن عياض قال : العمل الصالح أخلصه وأصوبه
ونحن لا نناقش أخلصه ، فهذه يطلع عليها الله وحده ، وليس من حق المسلم أن يسيء الظن بأخيه المسلم ، ولكن نحن نختلف في الصواب ، فهم يقولون أن السلوك الفلاني هو الصواب ونحن نقول لا ، فنختلف معهم في هذا ، فهذه دائرة الاختلاف وليس دائرة النيات .
الأمر الآخر : نحاول في المرحلة الحالية أو القادمة بقدر المستطاع نسيان الماضي تماماً ، ولا داعي للبكاء على اللبن المسكون ونحيي جراحات الماضي ، ولكن نركز على المستقبل ونجتمع على الثوابت ، هناك قواسم مشتركة بين كل المسلمين ، وقد نحتاج قريباً جداً للكتاتف من أجل النهوض بها .
نحن نختلف مع الأخوان في وقفات منهجية في أشياء كثيرة ، ولكن مع ذلك هم إخواننا في الإسلام ونحسن الظن بهم ، ولا شك أحد عنده بصيرة أن الإخوان مكون عميق الجذور من مكونات تاريخ مصر الحديثة ، ولا أحد ينكر أنه مكون عميق جداً وأجبر الجميع أنهم ليسوا جماعة محظورة ، بل هم يقولون الجماعة المحظوظة
ونختلف مع الإخوان المسلمين في أشياء كثيرة معظمكم يعرفها في الناحية المنهجية وفي الدعوة ، ولكن ما شك أن التاريخ يشهد لهم بالبطولات العظيمة التي حققوقها في فلسطين وفي مقاومة الاحتلال الإنكليزي ومشاركتهم في ثورة يولوا ثم سرقت منهم كما هو معروف .
وهناك جهاد علمي وجهاد عملي مشكور لجماعة الإخوان ، حتى في النقابات والأشياء التي قادوها أنجزوزا إنجازات كبيرة جداً ، وأي طالب في الجامعة يعرف أن الجماعة عندهم قدرة على تقديم العطاء والخدمة لمن يخدموهم في جماعات الطلاب وغيرها بنوع من التفاني والأمانة ، حتى في عهد الظلم قدم الإخوان تضحيات كثيرة جداً ، ومن يرجع في تاريخ الإخوان خصوصاً في عهد عبد الناصر يدرك التضحيات التي بالأرواح وبالقتل والتعذيب والاضطهاد .



هناك قضية مهمة وهو موضوع الطائفية ،وهي خاصة بالأحداث الموجودة في موضوع الطائفية للأقباط أن حل المشاكل الآن هو علم مستقل له مؤلفات وهو علم له قواعده ، فالنسبة لهذه المشكلة هي لا تستعصي على الحل ولها حلول سهلة جداً
أولاً : أن يكون هناك إرادة للحل ، فهناك أناس يضر مصالحها أن يحصل حل عادل ، باب الابتزاز السياسي يفتح الحصول على مكاسب بطريقة غير نظامية ، وبعض الفئات هي الآن في حالة حداد لأن هذه الفئة تمثل أرملة للنظام السابق ويتامى النظام السابق ، فنحن نقدر حالة الحداد التي هم فيها ولكن نعرف مدى الالتصاق الشديد وأنهم كانوا يمثلون ثورة مضادة وليس موقف حيادياً
فنعود مرة أخرى لموضوع الطائفة فلابد ان يكون هناك رغبة صادقة في الحل ، فلو لم توجد رغبة صادقة في الحل ستتفاقم الأمور ، ولكن لابد من رغبة صادقة في إيجاد الحلول
ثانياً : لابد أن يرفع شعار رفض الاستقواء بالخارج وأن الاستقواء بالخارج خيانة عظمى للوطن ، فتسليط أقباط المهجر بأن يكذبون ويبالغون في الأشياء ، ولو أن حادثة في أصغر في أصغر شارع بأن امرأة أسكبت المياة فوقعت على غسيل امرأة أخرى فتكتب هذه الواقعة في كتب وتبعث لمنظمات حقوق الإنسان ويضخمونها بطريقة كبيرة
نحن 85 مليون ، فوارد جداً أن يحدث أحداث فردية وستكرر كحوادث فردية ، ولكن التضخيم الشديد أضف إليه الكذب المتعمد في تصوير وضع الأقباط وما يعانيه الأقباط .
ونحن لا يوجد أحد إلا و له جار نصراني أو في المحلات الذين في الشارع ، فالناس يعيشون في أمان .
واتضح أن جزء كبير جداً من الفتن أنه كان مخطط .
هناك من يقول أنهم وجدوا ملفات تخطيط اغتيال بعض قيادات الجماعات الإسلامية من أجل أن يتهم الأقباط أنهم قتلوهم ، والعكس فتغتال قيادات قبطية حتى يتهم المسلمون وتشتعل الأمور ، وهذا أصبح ملوس وليس خيالاً ، وانفجار كنيسة الإسكندرية وأنتم رأيتم آثاره ، واتضح شكل الموضوع ، فكان هناك مصلحة لهذا النظام لأن يلعب بهذه الورقة " الطائفية " لخدمة أغراض معينة ، فنحن أحياناً نكون ضحية وهم أحياناً يكونون ضحية .
فلابد لنوع من البصيرة والتدقيق قبل أن يعمل الإنسان أي نوع من التصرفات وعدم الغلو ، فلو أن هناك إرادة للحل فالمسألة سهلة ، فهي مسألة داخلة في خمسة عشر قرن يعيش فيها المسلمون مع الأقباط ، وهناك مشاكل ولكن نسبتها ضعيفة جداً بالنسبة لهذا التعداد الهائل من الشعب المصري .
فوارد أن تحدث المشاكل كما يحدث بين المسلمين قتل وضرب وسرقة ، أليس هذا يحدث بين المسلمين ؟ وبين العقائلات والقبائل وغيرها
بعض الأصوات النشاذ بدأت تطالب بحماية دولية ، فهذه الورقة حرقت ، فلابد أن يكون هناك إرادة وإخلاص ولا داعي للابتزاز السياسي واستغلال وضع الضعف الذي فيه البلد لمحاولة الحصول على أي مكاسب بدون صناديق الاقتراع .
وطالما ليس هناك تزوير سيعلن كل واحد عن إرادته بطريقة فيها إنصاف وفيها إحقاق لحق كل طائفة .
فأول شيء لابد أن يرفع شعار " تخوين أي فئة تحاول الاستقواء بالخارج ضد وطنها وأن هذه خيانة عظمى "
وأيضاً يرفض الابتزاز السياسي للحصول على مكاسب قبل أن تنظم الأمور وتقف الدولة بقضاء وبرلمان صادق
ولكن لا تنتهز فترة الضعف بأنك تذل هذه الأمة وتحصل على مكاسب عن طريق الابتزاز فانتظر حتى تستقر الأمور ووقتها تتكلم .
أيضاً التزام أحكام القضاء ، وقطعاً السلفيين لهم موقف معين من موضوع القضاء الذي يخالف الشريعة ، ولكن أنا أتكلم أنه حتى القضاء الوضعي في أي بلد محترمة لو عرضت عليه قضية مثل قضية كامليا شحاته وأخواتها تحكم فيها وإلا فأين الدولة ، وإلا فإن كل فئة حقها تخطف أناس وتحبسهم وتعذبهم وتعمل لهم غسيل مخ وأدوية .. إلى آخر هذه الأشياء ، فهذا معناه فوضى ، فإذا انتزعت هذا الحق أعطه لمن هو أولى منك ومن هو أكثر عدداً ، فنحن لنا مطالب منطقة جداً وليست فئوية ولا طائفية ، فلما نقول أن الكل يلتزم بأحكام القضاء في مواضع النزاع والكل يمتنع عن استعمال السلاح بأي صورة وإشهاره في وجه الطرف الأخر فتكون لجان موثقة ومقبولة من الأطراف كلها للتصدي للمشاكل التي يحتمل أن تحصل وتحكم فيها وتحسمها
المساواة بين المساجد والأديرة ، والمساواة بين شيخ الأزهر وبين بابا الأقباط ، فبابا الأقباط ينتخب فلابد أن ينتخب أيضاً شيخ الأزهر ولا يفرض علينا بهذه الطريقة التي كانت تحدث ، وشيخ الأزهر في أول شغله للمنصب كان أول طلب له " سوف استئصل السلفيين من الأزهر " فهو لا يمثلنا ولا يمثل ديننا وعقيدتنا ، بل هو موظف في الحكومة يتقاضى راتبه منها ، فليس هناك استقلالية فطبيعي أن يكون مثل أي موظف فبالتالي من حقنا أن علمائنا الكبار في الأزهر هم الذين ينتخبون شيخ الأزهر ليعود للأزهر مكانه ولمصر ريادتها في قيادة العالم الإسلامي .
ما المانع أن تفتش الأديرة والكنائس لو أن هناك شبهة سلاح أو غيره ، فهل البريء يخاف من التفتيش ؟
فمن حقنا أن نطمئن ، وبالتالي إذا اطمئنت الناس لا يكون هناك سوء ظن وتخوين وعدوان .
أيضاً أي شيء يمكن أن يحل بالحوار وليس بالتلاسن ولا بالتقاتل ولا بالعدوان
أيضاً يتوقف كل الأطراف عن الاستفزازات ، فهناك استفزازات تصدر من بعض الشخصيات وتفوت ، فكلمة مثل كلمة " المسلمون ضيوف علينا " وأنهم يكرمون المسلمين من أربعة عشر قرن كرم الضيافة ، فهذا استفزاز يفوق كل وصف ، فأقل شيء يحصل اعتذار رسمي من الكنيسة بأن هذا إنسان طائش ومتهور ونحن نعتذر وأن هذا الكلام لا يمثل عقيدتنا كما يقول كثير من الأقباط الحكماء أو العقلاء ، فحتى المشكلة الطائفية لها حل ، فالموضوع ليس جديداً ، فنحن عشنا قرون طويلة ، لا ننكر أننا مثل أي دولة أنه حصل مشاكل طائفية وهذا موجود في التاريخ ولكن ليس هي الأصل بل استثناء ، وعندما يكون استثناء أي هناك قاعدة تخالف هذا الاستثناء ، فوجود الاستثناء يؤكد القاعدة ولا ينقضها ولا يهدمها لأن الأصل هو التعامل بتسامح كما هو معلوم في التاريخ الإسلامي ويعرفه العدو قبل الصديق .
فهي لها حل ولكن المشكلة هل يردون الحل أم لا توجد رغبة في الحل ومحاولة الابتزاز والانتفاع من استمرار هذه الاضطرابات لتحصيل ما أمكن من مكاسب .
أكتفي بهذا القدر .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


--

القائمة البريدية لمدونة شاب مصري
http://shabmasrey.blogspot.com/
لالغاء الاشتراك ارسل ايميل الى:
shabmasrey+...@googlegroups.com
لدعوة اخرون للاشتراك او لرؤية ايميلات سابقة او شئ اخر يمكنك الذهاب الى موقع الجروب
http://groups.google.com/group/shabmasrey?hl=en
اذا كان لديك مشكلة مع المجموعات البريدية لجوجل فهناك مجموعة اخرى مطابقة لهذه ويتم الارسال اليها ايضاً على الياهو
http://groups.yahoo.com/group/shabmasrey/
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages