التحذير من دعاة الضلال والتمسك بمذهب السلف .. للشيخ صالح الفوزان

[الصبر ضياء‎]

---

بسم الله الرحمان الرحيم
التحذير من دعاة الضلال والتمسك بمذهب السلف
للشيخ العلامة
صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله تعالى

النبي صلى الله عليه وسلم تخوف من هؤلاء الدعاة دعاة الضلال الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن منهج السلف ، وأخبر أنهم دعاة على أبواب جهنم من اطاعهم قذفوه فيها ، فالحذر شديد من هؤلاء ، وكل ما يتأخر الزمان تشتد الغربة وتكثر الفتن فيحتاج المسلمون إلى عناية أكثر بمنهج السلف ، من هؤلاء المضللين أن يكون الناس كلهم مسلمون ، مسلمون لكن على أي طريق ؟ مسلمون على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟ نعم على الرأس والعين ، أو مسلمون بالإسم وهم على طرق منحرفة ؟ على منهج فلان وعلان فهم ضالون على طريق تؤدي إلى جهنم ، ليست المسألة انتساب للإسلام فقط ، انتساب وحقيقة ، ولا يمكن هذا إلا بالعلم النافع والعناية بالدراسة ، ولذلك تجدون العلماء يهتموا بالعقيدة وأبوابها وفصولها ومسائلها وألفوا فيها مطولات ومختصرات لدراسة مذهب السلف والعناية به والتمسك به والسير عليه ، فالمسألة تحتاج إلى اهتمام لا سيما مع استحكام الظلام والضلال يحتاج المسلم إلى نور يسير به في ظلمات الضلالات والجهالات .

اليوم يكثر من يتعالم ويدعي العلم والمعرفة وهو لم يتلقى العلم عن مصادره وعن اصوله ، يتلقاه عن أمثاله أو من الكتب أو من الثقافة كما يقولون ، وهذا ليس موصلا إلى الخير ولا إلى الطريق الصحيح ، لابد من التعلم الصحيح لمنهج السلف لأجل التمسك به والسير عليه ، لابد من الصبر على ما ينالك في سبيله من اللوم والتحقير وغير ذلك ، تسمعون الآن التحقير والتنديد بمن يتمسك بمذهب السلف ويقولون هذا رجعي هذا وهذا .. لا يزهدك في الحق مثل هذه الترهات والأباطيل ، تمسك بهذا المنهج السليم لأنه طريق النجاة .
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام (( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ )) عند الاختلاف ما ينجي إلا التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين المهديين ، هذا طريق النجاة طريق السلامة طريق الجنة ، فلنعتني بمذهب السلف ولا يزهدنا فيه من يقلل من شأنه أو يصفه بالأوصاف الذميمة ، لا يقلل من شأنه في نفوسنا بل يزيد هذا في نفوسنا لأنهم ما حاربوه إلا لأنه طريق حق وهم يريدون الضلال ، فاحذروا منهم ياعباد الله ولا تكتفوا بمجرد الانتساب ولا تكتفوا التعالم بدون تعلم ، تلق للعلم عن العلماء المعروفين به والعلماء المستقيمين على الطريق الصحيح .
تجنبوا هذه الطرق المنحرفة التي حذرنا الله منها {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } [ الأنعام :153] سبيل الله سبحانه وتعالى ، صراط الله سبحانه وتعالى ، فنحن بحاجة ماسة إلى هذا خصوصا مع اشتداد الفتن الآن وكثرة دعاة الضلال وكثرة الوسائل التي تنشر الشر بين الناس ، وسائل شر دقيقة تصل إلى الناس في بيوتهم وعلى فرشهم تدعوا إلى الضلال ، تدعوا إلى الاباحية ، تدعوا إلى الشهوات المحرمة ، تدعوا إلى الأفكار المنحرفة ، يسمون هذا بسعة الأفق سعة الثقافة ولا تبقى متحجرا ولا تبقى متشددا ، هذا لا يزهد المسلم في منهج السلف ومذهب السلف وعلم السلف .
فطريقة السلف اسلم واعلم وأحكم من طريقة الخلف ، علم السلف صافي من الكتاب والسنة ، وعلم الخلف فيه دخيل فيه الخلط كثير غير مصفى ، أما علم السلف فهو مصفى ، ولهذا تجدون كتب السلف كل ما تقادم تجدونه أصفى وأقل تكلفا ، ولهذا يقول العلامة ابن رجب -رحمه الله - في رسالته (فضل علم السلف على علم الخلف ) يقول : " السلف كلامهم قليل وعلمهم غزير ، والخلف كلامهم كثير وعلمهم قليل " فلنتنبه إلى هذا الأمر ، هذا هو منهج السلف الذي لا نجاة لنا إلا بالسير عليه والصبر عليه ، وعلينا أن نتنبه أن هناك اشياء تنسب إلى السلف وهي باطلة ليست من منهج السلف فلنحذر من هذا .

--

http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=187521

************************

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«ومن تكلم في الدين بلا علم كان كاذباً وإن كان لايتعمد الكذب».

مجموع الفتاوى (٤٤٩/١٠)

------------------------------------

ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: (ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻀﻼ‌ﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺧﻴﺮﺍ، ﻭﻻ‌ ﻓﺘﺢ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻗﺮﻳﺔ، ﻭﻻ‌ ﺭﻓﻊ ﻟﻺ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺭﺍﻳﺔ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﻳﺴﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻒ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻔﺼﻞ (5/98).