(مقال عن فتنة داعش)
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أخي يا أخي يا أخي طالب الحق رعاك الله
اعلم : أن هذه الدولة غريبة في هذا الزمان لتمسكها بالتوحيد والسنة، وهي تمثل المنهج السلفي، وقد قال الشيخ العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله : إن معاداة هذه الدولة عداوة للدين ﻷنها هي الدولة التي تحكم شريعة الله .
وقال أيضا : أي بلد تحكم شريعة الله؟ إﻻ هذه البلاد وفق الله وﻻة أمورها لكل خير وجنبهم كل شر .
وقال الشيخ الفقيه الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : ونحن في بلد تحكم شريعة الله ، ولله الحمد .
وهكذا قال الشيخ العالم الزاهد اﻷصولي عبدالله بن عبدالرحمن الغديان رحمه الله .
وكذا قال الشيخ العلامة المجاهد في نشر السنة وقمع أهل البدعة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ، وغيرهم كثير من مشايخ زماننا هذا المتمسكين بالسنة الحريصين على لزوم الجماعة من داخل المملكة وخارجها كلهم على ذلك .
وأبشرك ببشارة عظيمة اعقلها عني وانقلها حتى تطير في اﻵفاق :
*ما دامت هذه البﻻد قائمة على التوحيد والسنة وتقوم على شؤون الحرمين الشريفين في مكة مهبط الوحي والمدينة دار الهجرة ، وتحرص بﻻدنا غاية الحرص على نشر التوحيد والسنة ﻷرجاء المعمورة عن طريق زوار الحرمين وقد حصل ذلك عيانا بيانا يشهد به القاصي والداني، وإني أحدثك من داخل قاعات الجامعة الإسلامية الدراسية النظامية عن واقع يومي مشاهد حيث تضم الجامعة طلابا من شتى دول العالم أكثر من مائتي دولة ، حتى الدول الكافرة ترسل أبناءها بل حتى من البلدان الملحدة الشيوعية مثل روسيا
ترى الطلبة ينهلون من معين السنة الصافي بشغف وعطش وتلهف شديد وكثرة سؤال وفهم وحرص على تقييد المعلومات والبحث والتنقيب تحت توجيه ثلة من العلماء ، مادامت هذه المملكة قائمة على ذلك فبإذن الله ﻻ يضرهم من خالفهم وﻻ خذلهم حتى يأتي أمر الله *
وبهذا كان العلامة الشيخ صالح الفوزان يبشر سمو وزير الداخلية اﻷمير محمد بن نايف حفظه الله.
هذا هو تبشير العلماء الراسخين في العلم .
وإني ﻷعظ وأنصح قلبك الذي في صدرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ﻻ هجرة بعد الفتح ) أي بعد فتح مكة ، قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله : في هذا الحديث دﻻلة على أن مكة ستبقى بلد إسلام حتى تقوم الساعة .
أما الخوارج الذين كان أول ظهورهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فحذر منهم وأوصى بقتلهم ، وأخبر كما في الحديث أنه كلما ظهر لهم قرن فقطع ، كلما ظهر لهم قرن فقطع ... حتى يخرج في عرابهم الدجال ) . فهم من أتباع الدجال وسيقتلون مع الدجال ، وفي هذا دﻻلة على أن مهجهم الخبيث سيبقى إلى آخر الزمان، وأن الله يسلط عليهم من يقتلهم من حين إلى آخر حتى يريح الله العباد والبلاد منهم مع الدجال ، فهم قوم أخزاهم الله وأذلهم مهما حاولوا إظهار القوة والعزة ، فإن العزة لمن كان على صراط الله المستقيم كما قال الله تعالى ( من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعا)
العزة لمن كان على مثل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ، هذا هو القول الحق وﻻ تلتفت ﻷقوال وإرجاف المنافقين الجهلة.
وتذكر دائما قول الله تعالى: ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين ﻻ يعلمون ).
أما الخوارج ومنهم الدواعش الذين لهم مؤيدون مختفون بين أظهرنا من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويتسترون باسم أهل السنة خوفا على أنفسهم وينشرون مقاﻻت خطيرة تتضمن الرفع من شأن داعش وأنهم أصحاب قوة وبأس في الحرب ، فإن هؤﻻء يصدق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري).
فالتعاون على ضرب داعش وقتالهم هو عين الصواب ، فإن الخوارج وجودهم إفساد في اﻷرض عظيم
وإن في قتلهم لمن قتلهم أجرا
وهم شر قتلى تحت أديم السماء
كما صح بذلك الخبر ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أيضا: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم ). وهذا خطاب لوﻻة اﻷمور ، فهم الذين يعملون بمثل هذه اﻷحاديث ويعلمون فيمن تنزل ومتى تنزل بعد سؤال أهل الذكر من الراسخين في العلم ومشورة أهل الرأي والخبرة.
وليس لآحاد الناس الحق ألبتة في إطلاق اﻷحكام على المملكة في أنها أخطأت في التحالف ضد داعش وأنها وأنه ...
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج أيضا : ( لئن أدركتهم ﻷقتلنهم قتل عاد ) ، وقد قاتلهم أمير على بن أبي طالب رضي الله عنه فنصره الله عليهم ﻷن الخوارج شر وأضر على المسلمين من اليهود والنصارى .
والخوارج مع عظيم شرهم إﻻ أنهم مغلوبون مدحورون أذﻻء صاغرون مقهورون ، أما أهل السنة فهم جند الله حقا ولهم الغلبة كما قال تعالى : ( وإن جندنا لهم الغالبون ).
يا أخي حفظك الله :
أكلام المرجفين خير أم كلام الله الواحد القهار ؟
أم هل آراء المنافقين أحسن أم هدي خير اﻷنام محمد رسول صلى الله عليه وسلم ؟
أم هل فهم الصحابة رضي الله عنهم وشروحات وتقريرات وفتاوى ورثة اﻷنبياء علماء السنة حق أم تخرصات وظنون أهل الجهل واﻷهواء والبدعة؟
إن الذي يقول باحتمال ظهور الخوارج الدواعش على هذه البﻻد في عام 1436 فهو من القائلين على الله بغير علم وقد قال الله تعالى وﻻ تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئوﻻ ).
والذي يؤيد هذه المقاﻻت وينشرها هو مشارك لهم في ذلك وسوف يسأله الله عن ذلك يوم القيامة قال الله تعالى: ( ستكتب شهادتهم ويسئلون ).
وأنا أنصح كل مسلم أن ينشغل بطلب العلم عند كبار علماء السنة في زماننا هذا ، ويترك عنه التفقه من المقاﻻت المشبوهة المدسوسة ، وليترك أمثال هذه المسائل الكبار ﻷهلها من علماء السنة وحكام المسلمين فهم وﻻة الأمور الذين نرجع إليهم في ذلك كما قال الله تعالى ( وإذا جاءهم أمر من اﻷمن أو الخوف أذاعوا به ، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي اﻷمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ، ولو فضل الله عليكم ورحمته ﻻتبعتم الشيطان إﻻ قليلا ). فمن عمل بهذه اﻵية كان ذلك فضﻻ من الله له ورحمة
ومن خالف هذه اﻵية كان متبعا للشيطان .
ولنتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من حسن إسلام المرء تركه ما ﻻ يعنيه ).
ثبتنا الله على الإسلام والسنة حتى نلقاه وهو راض عنا .
كتبه أخوكم أبو عبدالله غالب بن غازي الصاعدي
منقول من صفحة الشيخ فواز المدخلي
************************
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«ومن تكلم في الدين بلا علم كان كاذباً وإن كان لايتعمد الكذب».
مجموع الفتاوى (٤٤٩/١٠)
------------------------------------
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: (ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺧﻴﺮﺍ، ﻭﻻ ﻓﺘﺢ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻗﺮﻳﺔ، ﻭﻻ ﺭﻓﻊ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺭﺍﻳﺔ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﻳﺴﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻒ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻔﺼﻞ (5/98).