كانت له مكانة علمية عظيمة وردت روايات في مدحه والترحم عليه من الإمام الصادق ووثقه الخاصة والعامة وعدّه الشيخ المجلسي الأول من أصحاب أسرار الصادقين .
عرفه الشبستري بأنه محدث تابعي مفسر ومؤرخ من أصحاب الإمام الصادق والإمام الباقر[٣] وقد ورد في الحديث الصحيح أن الإمام الصادق ترحم عليه وقال: إنه كان يصدق علينا.[٤]
نقل العلماء الكثير من الكلمات التي تبين مكانة جابر الجعفي العلمية ووثاقته من الخاصة والعامة ومنها: ما روي عن سفيان الثوري أنه قال: ما رأيتُ أورع بالحديث من جابر[٥] وقال عنه المجلسي الأول: إنَّ جابر الجعفي كان من أصحاب أسرارهما وكان يذكر بعض المعجزات التي لا يدركها عقول الضعفاء حصل به الغلو في بعضهم ونسبوا إليه افتراء سيما الغلاة والعامة[٦] وعدّه الشيخ المفيد ممن لا مطعن فيهم ولا طريق ذم واحد منهم وقال ابن الغضائري: ثقة في نفسه وقد روى الكشي روايات في مدحه وجلالته وقال عنه السيد الخوئي: إنَّ الرجل لا بدَّ عدّه من الثقاة ... ولقول الصادق في صحيحة زياد: إنه كان يصدق علينا.[٧]
ذكر العلماء أن لجابر الجعفي مجموعة من الكتب وهي: كتاب النوادر كتاب الفضائل كتاب الجمل كتاب صفین كتاب النهروان كتاب مقتل أمیرالمؤمنین وكتاب مقتل الإمام حسین.[١٠]
زينت متن هذا الكتاب مقتبسات من آثار حضرة الباب وحضرة بهاءالله وردت في مصادر مبينة في المراجع والمخطوطات. وهناك الكثير من المقتطفات الأخرى بالفارسية جاءت في المخطوطات قمت بترجمتها ما لم أشر إلى غير ذلك. أما الحواشي فهي صياغتي عدا واحدة أشرت إليها. والآيات البينات المقتبسة من القرآن الكريم ثبتت أرقامها كما وردت في الطبعة العربية. وكتبت الأسماء الفارسية والعربية كما وردت في المراجع البهائية أما المقتطفات فقد وضعت كما جاءت في الأصل. ولمساعدة القارئ أشرت أحيانا إلى بعض الشخصيات الإيرانية المعروفة بألقابها بدل أسمائها ويستطيع القارئ المهتم أن يجدها في الفهرس.
نادرا ما رغب المؤمنون الأوائل في أن تؤخذ لهم الصور الفوتوغرافية الفردية ولكن في بعض المناسبات أخذت لهم بعض الصور الجماعية ومن هذه الصور الجماعية استخرجنا لهذا الكتاب بعض الصور الفردية. وإنني على يقين بأن أهميتها التاريخية تفوق كونها باهتة غير واضحة. وأدين بالامتنان لقسم السمعيات والبصريات في المركز البهائي العالمي لتزويدي بأغلب الصور الفوتوغرافية هذه. ولا بد لي أن أذكر أن إحدى هذه الصور جاءتني من المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في إيران واستطاع السيد روحي شكيبائي أن يستخرج صورة عنها بمنتهى المهارة.
وأرغب في تسجيل تقديري العميق للسيدة ماريون هوفمن التي قامت على مراجعة الكتاب فكان لنصائحها في كل مرحلة من مراحل إعداده للطبع ما أغناه مبنى ومعنى. كما أخص بالشكر كُلاّ من جوزيف داتسون على قراءته معظم مخطوطات هذا الكتاب وعلى مقترحاته القيمة والآنسة روزماري ماجيل على مراجعتها الدقيقة للمقتبسات وعلى خدماتها في تصحيح مسودات الطباعة والسيد بول رينولدز الذي أعد الفهرس بكفاءة كبيرة والسيدة جاكلين مهرابي التي حولت المسودة إلى مخطوطة مطبوعة أنيقة وإلى السيدة فرانسيس بيرد للمساعدة في الطباعة الإضافية والآنسة ماري بيركنز والسيد جون كوتس على قراءتهما مسودة الطباعة بعناية فائقة.
وأخص الصديق الحميم السيد أ. ز. وايتهيد بالامتنان العميق على اهتمامه المستمر وتشجيعي. وأخيرا وليس آخرا أود أن أعبر عن عميق شكري لزوجتي لزلي على حماسها المتفاني ودعمها المستمر والتي لولاها كان إخراج هذا الكتاب إلى حيز الوجود يغدو أكثر صعوبة.
ولتوضيح كيفية نزول بعض ألواح حضرة بهاءالله والظروف التي نزلت فيها طوال أربعين عاما من ولايته كان من الضروري سرد جانب من تاريخ حياته الطاهرة والإشارة إلى سير بعض صحابته وأتباعه من الذين خاطبهم في ألواحه أو إلى أولئك الذين تأثروا بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالفيض المدرار من آثاره المباركة بالإضافة إلى أولئك الذين قاموا على كتابة وحيه ونسخ ألواحه وتوزيعها بين أتباعه. كما وجبت الإشارة أيضا إلى أولئك الذين بشروا برسالته في رحاب الأرض التي ولد فيها والأقطار المجاورة لذلك الوطن. ولقد اعتمد المؤلف في هذا الكتاب على الروايات والقصص التي تركها لنا هؤلاء فقام على ترجمة معظمها بنفسه.
هذا الكتاب هو الأول في سلسلة من الكتب تحتوي على مجلدات أربعة الهدف منها رصد أشهر ما صدر من يراع حضرة بهاءالله إبان فترة ولايته. ولا يُعنَى هذا المجلد الأول إلا ببعض من الألواح التي أنزلها حضرة بهاءالله في العراق أثناء السنوات العشر التي قضاها هناك. ومما لا ريب فيه أنه يستحيل علينا وصف كل لوح من الألواح التي نزلت من قلمه الأعلى آنذاك كما هو الحال بالنسبة للألواح النازلة في أية فترة أخرى. فالوحي الذي اختص به كان فيضا غزيرا مثيرا للإعجاز لدرجة أنه يستحيل على أحد الإلمام بأطرافه وتصبح أية محاولة للإحاطة بذلك الفيض محاولة يائسة تماما كمن يحاول جمع مياه بحر واسع لا قرار له في وعاء ضيق محدود.
وحيث أن معظم الآثار المباركة الصادرة من قلم حضرة بهاءالله لا تزال غير مترجمة حتى الآن يجد المؤلف نفسه أمام مهمة بالغة الصعوبة مستحيلة التحقيق وهي مهمة القيام بالتعبير ولو بلغته القاصرة عن جانب من تلك الروح الحقيقية والمشاعر الأصيلة الكامنة في تلك الآثار. فمدارك الإنسان ورؤيته للأشياء تعجز عن ذلك وتستحيل هذه المهمة عليه نسبة لما تتمتع به آثار حضرة بهاءالله من سعة ونفوذ وأهمية لا حد لها ولا حصر. ولكن إذا تم لهذا الكتاب أن يعكس ولو بصورة ضئيلة قبسا من روعة تلك الآثار وعظمتها فإنه يكون بذلك قد حقق جزءا مما كان يهدف إليه أصلا.
وفي متن الكتاب تشير الأرقام الصغيرة في قوسين (مرتفعة قليلاً) إلى الهوامش المبينة في نفس الصفحة تحت خط. أما الأرقام الكبيرة في قوسين فتشير إلى المصادر المبينة في الصفحات 363-374.
نرجو أن نكون قد وفقنا في هذا العمل الذي شرعنا به بعد التماس موافقة المؤلف السيد أديب طاهر زاده الذي أكرمنا بعبارات التشجيع والدعوات المخلصة لإتمام هذا الجهد المتواضع.
بحركة من القلم الأعلى تشاهد روحاً جديدة من المعاني في أجساد الألفاظ بأمر الآمر الحقيقي وترى آثارها في جميع الأشياء في العالم ظاهرة باهرة.
قد تنور العالم اليوم بأنوار الظهور وتصدح جميع الأشياء بالذكر والثناء والفرح والسرور. وتحتفل الكتب الإلهية السابقة بذكرى هذا اليوم المبارك. طوبى لنفس فاز به وأدرك مقامه.
أكّد الأنبياء ومؤسسو الأديان العظيمة لأتباعهم وجود الله وقادوهم إلى حبه وعبادته. وبذلك ومنذ آلاف السنين وعبر العصور المختلفة إلى يومنا هذا فقد أحاطت مجهودات الإنسان في فهم خالقه أنوار تعاليم أولئك المؤسسين الإلهيين العظام ونمط حياتهم.
59fb9ae87f