التحَذِّيرَ مِنَ التَّصَدُّرِ وَنَصِيحَة للمُبْتَلِيْنَ بِهِا

43 views
Skip to first unread message

مجموعة {{على خطى السلف }} البريدية

unread,
Sep 9, 2014, 9:53:36 PM9/9/14
to salaf...@googlegroups.com
التحَذِّيرَ مِنَ التَّصَدُّرِ وَنَصِيحَة للمُبْتَلِيْنَ بِهِا

قال العَلَّامَةِ مُحمَّد بنِ صَالحٍ العُثَيمينَ -رَحمهُ اللهُ- كما في مجموع فتاوى ورسائل العلامة ابن عثيمين (240/26) :

 «مما يجب الحذر منه أن يتصدر طالب العلم قبل أن يكون أهلاً للتصدّر، لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلاً على أمور:
الأمر الأول: إعجابُه بنفسه حيث تصدّر فهو يرى نفسه علم الأعلام.
الأمر الثاني: أن ذلك يدلّ على عدم فقهه ومعرفته للأمور، لأنه إذا تصدّر، ربما يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه، إذ أنّ النّاس إذا رأوه مُتصدرًا أو ردّوا عليه من المسائل ما يبين عواره.
الأمر الثالث: أنه إذا تصدّر قبل أن يتأهّل لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم؛ لأنّ الغالب أنّ من كان هذا قصده، أنه لا يبالي ويجيب على كلّ ما سُئل، ويخاطر بدينه وبقوله على الله- عزّ وجلّ- بلا علم.
الأمر الرابع: أنّ الإنسان إذا تصدّر فإنه في الغالب لا يقبل الحق؛ لأنه يظنّ بسفهه أنه إذا خضع لغيره ولو كان معه الحق كان هذا دليلاً على أنه ليس بعالـم».

وَقَالَ -أيضاً-: «مع الأسف صار اليوم يتصدّر للفتوى من ليس أهلاً له, من يقول بلا علم، بل بمجرّد هواه, ولا أقول بمجرد عقله؛ لأنّ العقل يقتضي بأن توكل الأمور إلى أهلها, ومن الذي يفتي الناس؟: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} [النساء:176] .
الفتوى من الله ورسوله -عليه الصلاة والسلام-, أو من علماء موثوقين في العقيدة، وفي العلم وفي الأمانة معروفين, لا تفرّطوا في دينكم, العمل بالفتوى معناه: دين يتقرّب به الإنسان إلى الله, وإذا كان الإنسان لا يأخذ دواءً يتداوى به إلا إذا وصفه له طبيب حاذق مأمون فكيف يأخذ فتوى إنسان لا يدري من هو، وقد يكون منحرفاً في عقيدته أو في سلوكه, أو ضائع ليس عنده علم إطلاقاً يتخبط؟!.
فنصيحتي لكل مؤمن يريد الحفاظ على دينه ألا يأخذه إلا ممن يثق به...
ولهذا يجب أن نحفظ ديننا, وألا نأخذه إلا من أهله, قال بعض السّلف: [إن هذا العلم دين, فانظروا عمّن تأخذون دينكم]».

وَقَالَ - أيضاً -: «وتأمل الفتاوى التي على السّاحة تجد العجب العجاب من إفتاء أنصاف العلم، الفتاوى التي ليس لها زمام، ويا ويل هؤلاء الذين يتعجّلون في الفتوى، إنهم سيُسألون يوم القيامة، حيث قالوا على الله ما لا يعلمون، قال الله تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33] .
ويا سبحان الله! لو أن طبيباً صار يتطبّب في الناس وهو لا يعلم، وهلك كثير من الناس على يده ماذا يقول الناس عن هذا الطبيب، أساء أم أحسن؟
أساء أيّ إساءة، هذا في طبّ الأبدان فكيف في طبّ القلوب وهو الشريعة؟!!
ثم عجباً لهؤلاء الذين يتسرّعون السّيادة أن يشار إليهم بالأصابع، ويقال: فلان عالم!! يا أخي: لا تتسرّع! اصبر! إن كان الله قد قدّر لك السّيادة حصلت لك، وإلا لم تحصل لك، ولا يزيدك هذا التسرّع إلا هواناً عند الله وعند عباد الله، كلّ شيء مكتوب للإنسان سوف يعطاه في حياته، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها) لو لم يبق له من الرزق إلا حبّة أرز لأكلها، ولو لم يبقَ عليه إلا لحظة من الأجل أدركها
فأنا أحذر هؤلاء الذين يتسرّعون في الفتوى وأقول:
اصبروا
انهلوا من العلم
ثم أفتوا
وأحذر الناس -أيضاً- من الالتفات إلى فتاويهم».
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages