وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
إنّ حالة التراجع بعد التقدم مكلفة جداً!.. فالذي يتقدم في السير الروحي إلى الله -عزّ وجلّ- ثم يقف ويتباطأ؛ فإنه لا يقف على النقطة التي وصل إليها، وإنما يتراجع عما كان فيه، وذلك لأمرين أولا: انتقام الشياطين؛ لأنه حاول أن يهرب من مملكتهم، فانتقموا منه، وثانيا: الخذلان الإلهي؛ لأنه لم يقدّر ما أعطي من هبات، فهو في مقام العمل هتك العطية الإلهية التي أنزلت عليه.
حــكــمــة هذا الــيــوم :
قال الإمام علي (عليه السلام) : )المتعبّد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح ، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل ، لأنّ العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه ، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا ، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة(.
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
سئل الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، الذي هو بالحق ناطق : )كيف ينتفع بالامام الغائب ؟ قال : كانتفاعكم بالشمس حين تستر بالسحاب( . قديماً قالوا : كلام الملوك ملوك الكلام ، وقالوا: لو كان كلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق فهذا أحدها الذي لا يعرف أحد مغزاه ولا يحيط بتمام معناه وكامل تفسيره الا من قاله ونطق به ، والدليل على ذلك : اننا لا نستطيع ان نعرف حقيقة الشمس وجوهرها ونعلم كل آثارها ، وكمية أخذ كل موجود من الموجودات واكتساب كل المخلوقات جميعها من الحيوان والنبات والجماد على هذه الكرة الارضية من نورها وحرارتها واثرها وتأثيرها واستمدادها في وجودها وتكوينها واحيائها هذا ما في البراري والقفار ويبقى ما في البحار وعجائب المخلوقات فيها بل يبقى ما في سائر السياراة وما يتبعها من الانجم والمجرات فمن الذي يعلم ويمكنه أن يحيط بكل أسرارها وآثارها وفعلها وانفعال غيرها بها فكل واحد من الفلكي والرياضي والطبيعي و ... و ... وانما يعرف موضوع علمه وموضع عمله وموضعة خبرته ولو فرضنا أن كل هؤلاء العلماء علموا جمعاء كل اثارها الى هذا الحين واكتشفوا كل اسرارها فمن الذي يضمن انهم لم يكتشفوا في المستقبل القريب والبعيد والعصور الآتية اضعاف ما علموا ويظهر لهم كثير ما جهلوا.
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
قيل : يا نبي الله !.. فمن عجز عن صيام رجب لضعفٍ أو لعلةٍ كانت به ، أو امرأة غير طاهر ، يصنع ماذا لينال ما وصفته ؟.. قال (ص) : )يتصدّق كل يومٍ برغيفٍ على المساكين .. والذي نفسي بيده !.. أنه إذا تصدق بهذه الصدقة كل يومٍ نال ما وصفت وأكثر ، إنه لو اجتمع جميع الخلائق كلهم من أهل السماوات والأرض على أن يقدّروا قدر ثوابه ، ما بلغوا عُشر ما يصيب في الجنان من الفضائل والدرجات. قيل : يا رسول الله (ص) !.. فمن لم يقدر على هذه الصدقة ، يصنع ماذا لينال ما وصفت ؟.. قال (ص) : يسبّح الله عزّ وجلّ كلّ يومٍ مَن رجب إلى تمام ثلاثين يوماً بهذا التسبيح مائة مرة : سبحان الإله الجليل ، سبحان من لاينبغي التسبيح إلا له ، سبحان الأعزّ الأكرمّ ، سبحان من لبس العزّ وهو له أهلٌ (.
بستان العقائد :
لو اعتبرنا أن هناك ثمة مؤشر يشير إلى حالات تذبذب الروح تعاليا وتسافلاً ، فإن المؤشر الذي يشير إلى درجة الهبوط الأدنى للروح ، هو الذي يحدد المستوى الطبيعي للعبد في درجاته الروحية ..فدرجة العبد هي الحد ( الأدنى ) للهبوط لا الحد ( الأعلى ) في الصعود ، إذ أن الدرجة الطبيعية للعبد تابعة لأخس المقدمات لا لأعلاها ..فإن التعالي استثناء لا يقاس عليه ، بينما الهبوط موافق لطبيعة النفس الميالة للّعب واللهو ..فهذه هي القاعدة التي يستكشف بها العبد درجته ومقدار قربه من الحق تعالى ..وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال : { من أحب أن يعلم ما له عند الله ، فليعلم ما لله عنده }البحارج73ص40..وبذلك يدرك مدى الضعف الذي يعيشه ، وهذا الإحساس بالضعف بدوره مانع من حصول العجب والتفاخر ، بل مدعاة له للخروج منه ، إلى حيث القدرة الثابتة المطردة .
كنز الفتاوي
هل يعتبر في القراءة ان يَسمَع الانسان صوته في الصلوات الاخفاتية مثل الظهرين ؟..
اذا كان عدم السماع لصمم او لانه في مكان مليء بالضوضاء فلا يجب ان يسمع صوت نفسه . وأما اذا كان عدم السماع لان الصوت لا يخرج من فمه وانما يحرك الشفاه فقط .. فالقراءة ليست صحيحة .
إن إخوة يوسف لما رأوا اهتمام أبيهم به، تآمروا عليه بهدف محو اسمه من ذاكرته بأي طريقة، إما عبر القتل (اقتلوا يوسف) أو تغييبه في أرض بعيدة ليهلك (أو اطرحوه أرضاً).. فكلمة «يخلُ» في قوله تعالى «يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ» يستفاد منها أنهم كانوا يطمحون إلى إلغاء شخصية يوسف ونسفها من حياة يعقوب عليه السلام ليصفو لهم الجو، لكن حين أكثر يعقوب من البكاء على ابنه مدة عشرين سنة أفشل مؤامرتهم وحافظ على ذكر يوسف، بل تعاظم ذكره في الآفاق، لأنه صنع من اختفائه حدثاً عظيماً عبر البكاء.
وذلك عين ما نقوم به حين نبكي على الحسين سلام الله عليه، إذ إن القوى المعادية للحسين صلوات الله عليه كانت تهدف إلى محو ذكر أهل البيت سلام الله عليهم وطمس أيّ أثر لهم، كما ظهر في تصريحاتهم المشهورة: " لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية " ," لا والله إلا دفناً دفناً " .ولهذا قالت الحوراء زينب سلام الله عليها لابن أخيها السجاد سلام الله عليها وهي على ظهر الناقة: " وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وطمسه...". وقالت مخاطبة يزيد في مجلسه: " فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا...".
فوائد ومجربات:
إن شهر رجب هو شهر الإنابة إلى الله عز وجل، فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وآله- أنه قال: (رجب شهر الاستغفار لأمتي، فأكثروا فيه الاستغفار؛ فإنّه غفورٌ رحيم.. ويسمّى الرجب الأصبّ؛ لأن الرّحمة على أمتي تصب صبّاً فيه، فاستكثروا من قول: أَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ).. لذا فإنه يجب على الإنسان خلال هذا الشهر، أن ينظف بيت الروح الذي أهمله لتسعة أشهر، وذلك باتخاذ أول خطوة وهي الاستغفار.
****
﴿ما ضعف بدن عما قويت عليه النية﴾
________________________________