وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
نحن في حياتنا اليومية نعيش هذه الاعتبارات: الوظيفية، الزوجية، الأبوة، الأمومة... إلخ من العناوين.. ومن أقدس العناوين وأجلها وأعظمها وأدومها، هي: علاقة العبودية.. فالإنسان الذي يعيش مشاعر العبودية لله عز وجل، من الطبيعي جداً أنه يتأقلم سيكولوجياً وفسيولوجياً على وفق هذه الضابطة، أي أن جسمه يتأقلم على وظائف العبودية.
حــكــمــة هذا الــيــوم :
لابد من تحديد المنهجية في الهدف، وتحديد السبيل الموصل.. فلو أن إنساناً أراد أن يتخصص في جزء من أجزاء البدن: كالعين، أو المخ مثلاً، فإنه يحتاج إلى سنوات من الدراسة والتخصص.. ومن المعلوم بأن العلم علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان.. فإذا كان في علم الأبدان نحتاج إلى تخصصات مرهقة، وإلى ممارسات متوالية في المستشفيات والعيادات وغير ذلك؛ فكيف بعلم الأديان؟!.. علم الأبدان موضوعه البدن الفاني، الذي يتلاشى في القبر إلى تراب لا قيمة له.. وعلم الأديان موضوعه الأرواح، وسلوك العباد، وما يقربنا إلى الله عز وجل، وما يوجب لنا الخلود أبد الآبدين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. فأين نسبة علم الأبدان إلى علم الأديان؟!.. هل نحن في علم الأديان نبذل هذا الجهد، ونحمل هذا الهمّ؟!..
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
في (ينابيع المودة) عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: )سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه، ويملك من هو بينهم غريب، فهو المهدي، أحمر الوجه، بشعره صهوبة يملأ الأرض عدلاً بلا صعوبة، يعتزل في صغره عن أمه وأبيه، ويكون عزيزاً في مرباه، فيملك بلاد المسلمين بأمان، ويصفو له الزمان، ويسمع كلامه، ويطيع الشيوخ والفتيان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، فعند ذلك كملت إمامته وتقررت خلافته، والله يبعث من في القبور فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم، وتعمر الأرض وتصفو تزهو بمهديها، وتجري به أنهارها، وتعدم الفتن والغارات، ويكثر الخير والبركات.(
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
إن علاقة الملائكة بالخلق من ولد آدم، علاقة (أوطد) مما قد يتراءى لنا بالنظرة الأولى.. فمثلاً (يسلّم) العبد على ملكيه في كل يوم، لأنه موجود ذو شعور يستحق الخطاب والتكريم، وخاصة مع عدم عودتهما إلى المرء في اليوم اللاحق، إضافة إلى دلالة بعض النصوص الشريفة على (استفادتهم) من عبادة الآدميين، بطيّ صحفهم يوم الجمعة للاستماع إذا جلس الإمام للحديث، إذ روي عن النبي (ص) أنه قال: (إذا كان يوم الجمعة، كان على بابٍ من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاءوا يستمعون الذكر)..
بستان العقائد :
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : )إنما خلّد أهل النار في النار لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو خُلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا ، وإنما خلّد أهل الجنة في الجنة لأن نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً ، فبالنيّات خُلّد هؤلاء وهؤلاء ، ثم تلا قوله تعالى : { قل كلّ يعمل على شاكلته} ، قال : على نيّته ..
كنز الفتاوي
بعض النساء يتركن الصلاة وربما الصيام ، عندما يشعرّن بأعراض دورتهن من الآلام دون ظهور الدم ، ويكون ذلك عادة يوماً واحداً قبل ظهورها .. فما حكم ذلك اليوم ؟
لا يجوز لهن ترك العبادة قبل نزول الدم .
قال الإمام الحسن (عليه السلام): )من آثر طاعة أبوي دينه: محمد وعليّ، على طاعة أبوي نسبه، قال الله عزّ وجلّ: لأوثرنك كما آثرتني، ولأشرفنّك بحضرة أبوي دينك كما شرّفت نفسك بإيثار حبهما على حبّ أبوي نفسك(.... الخبر.
فوائد ومجربات:
إن من موجبات تسلط الشيطان على العبد أمور منها: - عدم الرؤية له ولقبيله كما يصرح القرآن الكريم .
- استغلال الضعف البشري إذ { خلق الإنسان ضعيفا }.
- الجهل بمداخله في النفس إذ هو أدرى من بني آدم بذلك .
- الغفلة عن التهيؤ للمواجهة في ساعات المجابهة .
والاعتصام بالمولى الحق رافع لتلك الموجبات ومبطل لها ، فهو ( الذي يرى ) الشيطان ولا يراه الشيطان فيبطل الأول .. وهو ( القوى العزيز ) الذي يرفع الضعف فيبطل الثاني .. وهو ( العليم الخبير ) الذي يرفع الجهل فيبطل الثالث .. وهو ( الحي القيوم ) الذي يرفع الغفلة فيبطل الرابع
****
﴿ من أُعطي الدعاء أعطي الإجابة﴾
________________________________