الموضوع / بائسون فمن يرحمهم؟!!
إنَّ هذه الحياةَ الدنيا مليئةٌ بالعجائبِ والغرائبِ لمن تَدَبَّرها بعينِ مُبصرٍ وعَقْلِ خبيرٍ, عشراتُ المشاهد بل المئاتُ تمرُّ علينا ولا نُولِيها اهتمامًا, أو نقفُ عندَها وقفةً قصيرةً كما يقفُ أحدُنا عندَ حادثٍ مروريٍّ للتَطَفُّلِ فقط!!
لو فكَّرَ أحدُنا بما يشاهدُه في يومِهِ من المشاهدِ الحزينةِ ثم تناولَ قلمَهُ للكتابةِ عمَّا رآهُ فقد يكتبُ قلمُهُ كلمتيْنِ ثم يقفُ عاجزًا بعدما سكبَ مِدَادَهُ كلَّهُ على تلكَ الكلمتين: رأيتُ البائسينَ!!
مشهدٌ يتكررُ بين الفينةِ والأخرى, قد رآه الكثيرُ مراتٍ عديدةً, فلم يُحرِّكْ فيهم ساكنًا
ولم يَهُزَّ لهم طَرَفًا, فعَجَبًا لنفوسٍ تظنُّ أنَّها حيَّةٌ تتأثرُ وإنما هي ميتةٌ لا تَشْعُرُ!!
ولذلك فإنَّ النفسَ -الرحيمةَ- عندما تمرُّ بمشاهدَ حزينةٍ تبكي بُكاءَ الثَّكْلَى التي فَقَدَتْ وحِيدَها
فكأنَّ قلبَها قد فَقَدَ مكانَه!!
ذاك المشهدُ الذي كلما شاهدتُه لم أستطعِ التصديَ للدموعِ التي أتتْ مسرعةً لاستنجادِ المشهدِ بها عندما لم يجد أحدًا يعطفُ عليه!!
ذاك المشهدُ الذي كلُّ لحظةٍ من لحظاتِهِ أقفُ عندَها متأملاً ومتألمًا, فيا للهِ كم في هذا
الكونِ من بائسٍ وحزينٍ؟!!
بذخ متواصل هنآ ،
--
للاستفسارات والانتماء للوطن ارسال مسج فقط بجميع البيانات او التوجه لقسم الأنتماء :-
0500955663