بسم الله الرحمن الرحيم
إن
من أهم بنود الحرية البشريه ما قاله الله عز وجل في كتابه العزيز : ( أفلا
ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف
نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت .)
ما هذه إلا إشارات لعلوم من أهم علوم البشرية وهي علم الحيوان ممثلاً في مخلوقٍ من أعظم مخلوقات الله فيها يتبين عظمة خلقه سبحانه
وعلم الصخور والجبال
وعلم الفلك
وعلم الجيولوجيا والجغرافيا وطبقات الأرض
ولا شك فيما بين السماء والأرض من عالم وكونيات ومخلوقات والتأمل فيها هكذا يفهم من مراد الله سبحانه .
كان
الله عز وجل قادراً على أن ينزل أسفاراً مع القرآن الحكيم تجمع أسس وقواعد
هذه العلوم كلها ونظرياتها ويرفع عن عباده عناء التفكير والبحث والتدقيق
لكنه سبحانه قد وهبهم العقول ليحكموها ويعملوها في دلائله الكونيه
والمثبتتة لوحدانيته سبحانه ولأجل هذا قال بعد تلك الآيات : ( فذكّر ) أي
فذكّر بالعقل وبمفتضى هذه العلوم العقليه ( فذكر إنما أنت مذكر ) ( لست
عليهم بمسيطر ) ولست عليهم بوصيّ ولا رقيب إنما الله هو الرقيب سبحانه لا
رب غيره ولا إله سواه .
لا أحد أعلى من كتاب الله
ولا أحد فوق قوانين الله سبحانه
قوانينه العادلة الكريمه
قوانينه التي لا تقبل الضعف ولا التزييف ولا التلاعب
هو الرحمن الرحيم
وهذا هو رسول الأمة الكريم - عليه من الله أزكى صلاة وأتم تسليم - يقول في ما هو معروف : ( و لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )
لكنها مجرد فكره وهو الرحيم الحنون عليه الصلاة والسلام .
لم ينفذ إنما شدّد على أهمية صلاة الجماعة ولم يفعل ما هم به فرحمة الله بعباده أوسع وهو نبي الرحمة والسلام .
وخلاّهم وما يشتهون فهم عن فعلهم مسؤولون لكن يوم العرض على الله أقسى وأشدّ .
فما
بال أناس يتجرأون على الله ويظنون أنفسهم خيراً من نبي الله ومصطفاه محمد -
عليه الصلاة والسلام - ويتجرأون على مقام الله سبحانه ويفرضون على الناس (
ديناً ) الله عز وجل لم يكرههم عليه وقد قال سبحانه ( لا إكراه في الدين )
قد تبين الرشد من الغيّ وعُرف طريق الهدى من الضلال .
ولا
إكراه في الدين يفهم منها والله اعلم أنه لا إكراه في الدخول في الدين ولا
في أمر من أمور الدين وكلّ ما ذكرت يخصّ الدين ويتعلّق به .
ودين
الإسلام رحمة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) نوراً وضياء ومنّة لا
تفرض بالقوة إنما يعرفه الإنسان بالعقل والمنطق فمن أجبر عليه لم يتقبل
والإنسان بطبعه يرفض القسوة ويطلب اللين .
هذه قاعدة وأساس من أسس الحرية التي نطلبها والتي منحنا الله عز وجل إياها بوهبه لنا الحياة .
ما أخرجنا من الظلمات ومن بطون الأمهات إلى نور الحياة إلا والحرية بنا مقترنه نسير على أساسها ونهتدي بهديها .
نهتدي بنور العقل الذي عرفنا به ربنا وإلهنا لا إله غيره .
فرفقاً رفقاً يا أصحاب الأكاذيب لم تعد تنطلي علينا أكاذيبكم باسم الدين .
الدين لله فاتركونا له وخلّوا بيننا وبين ربنا هو خلقنا ولم يجعلكم علينا رقباء .
إلى اللقاء في كلمة أخرى حول الحرية وصناعة الحرية
اعذروني إن قصّرت كلماتي
ونلتقي على درب آخر من دروب الحريّه
محمد الشيخ