قال سفيان بن عيينة:
(إنما آيات القرآن خزائن فإذا دخلت خزانة فأجتهد أن لاتخرج منها حتى تعلم مافيها) *****
**
* |
سيدي ولي العهد حفظه الله
سلام الله عليك ورحمة منه وبركة
لقد سمعت بالوثيقة التي رفعها إليك مجموعة من مثقفاتنا السعوديات ـ وسمعت بأن عددهن 300 امرأة ـ والتي يطالبن فيها بضرورة تولي المرأة السعودية بعض المناصب السياسية، وأهمها (الوزارة والسفارة وعضوية مجلس الشورى).. بل ويرين أن ذلك حقّ من حقوقها.. وأنا يا سيدي لا أرى صواب مطالبهن.. أنا واحدة.. ولكن يساندني عدد كبير من بنات بلدي، وهن على استعداد تام لتقديم وثيقة تناقض وتدحض معظم ما جاء في وثيقتهن.
أنا واحدة.. ولكني مستعدة أن أناظر كل نساء ورجال هذا البلد في هذا الشأن.. ومتأكدة بأني سأنتصر في النهاية ـ ليس ثقة وغرورا بل ثقة في مصدر حججي.
لن آتي بشيء من شريعة حمورابي ولا من نصوص القوانين الدولية والتي تخبّط في وضعها بشر مثلنا.. بل سأتحدث من قوانين شرعية وضعها رب البشر وخالقهم، والذي ما حرم شيئا إلا لدفع الضرر.
لماذا كتاب الله من أوله إلى آخره لم يثبت أنه حثّ أو أوجب على تولي المرأة الولاية العامة؟؟؟؟.. بل على العكس فإننا نرى أن القرآن حث النساء على القرار في البيت، وعدم الاختلاط بالرجال.. ومهما حاولنا أن نخدع أنفسنا فإننا لا يمكننا أن ننخدع بالواقع الذي سيفرض علينا عندما تنخرط المرأة في العمل السياسي.. فلابد من الاختلاط وخصوصا أنه يلزم عمليات الترشيح.. اجتماعات وسفر وإعداد ودعاية ومقابلات.. وكل هذا من شأنه أن يؤدي إلى سقوط الحشمة!!
الرسول عليه الصلاة والسلام، ولّى الكثير والكثير من الصحابة الولاية العامة (الحاكم والأمير والقاضي والسفير).. لكنّه لم يولّ امرأة.. بل كان يستنكر ولاية المرأة لمثل هذه الأمور، فقال بأبي هو وأمي (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).. ولم يحدث أن ولى النبي امرأة ولاية عامة ولم يعين (أميرة أو قاضية أو سفيرة) رغم أنه قد تزوج من خير النساء وأرجحهن عقلا..فلماذا لم يولِّ النبي أي من زوجاته ولاية عامة؟؟؟
ثم إننا كلنا نعرف فضل أمهات المؤمنين زوجات النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. فلماذا لم يتم تكريمهن من قبل الخلفاء الراشدين بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟؟؟.. ولماذا لم يتم توليهن أي ولاية عامة ولو على الأقل كعضوه في مجلس الشورى الإسلامي، على الرغم من مكانتهن وفضلهن وعلمهن؟؟؟.. لماذا؟؟؟؟
ثم لماذا لم تطالب أمهات المؤمنين بمثل هذه الولاية؟؟؟.. ولماذا لم يوصِ النبي الكريم بمثل هذا؟؟؟؟.. ترى هل فات كل هؤلاء مثل هذا الأمر العظيم؟؟؟؟؟
بنو أمية وبنو العباس وبنو عثمان وما بينهم من حكومات إسلامية لم يثبت أن تولت امرأة منهم ولاية عامة أو خاصة ولا قضاء.. ولم تكن عضوا في مجلس الشورى.. فهل يعقل أن يتواطأ ويتّفق كل أولئك على اضطهاد النساء وحرمانهن حقوقهن؟؟؟؟!!!!!
القرون الثلاثة الأولى هي خير القرون وشهد لها النبيّ بالخيرية.. لم نسمع عن تولي المرأة فيها الولاية العامة.. فلماذا لم يبادر العلماء والمشايخ إلى إعطاء المرأة حقوقها؟؟؟.. ولماذا لم تطالب النساء بحقوقهن رغم أن فيهن الكثير من المثقفات والأديبات والمتعلمات والجريئات؟؟؟؟
ولعل قائلا يحتج بالثقافة والعلم في العصر الحاضر.. ليعلم الجميع أن تاريخنا الإسلامي يزخر بأسماء لامعة لنسوة مثقفات وكاتبات وشاعرات وعالمات وفقيهات ومحدثات يفقن الرجال.. وعلى سبيل المثال (أمهات المؤمنين والصحابيات، هند بنت عتبة، الخنساء، حذام، لبيبة، جهينة، الزرقاء، رابعة العدوية وووو).
بل إنه يا سمو ولي العهد لم يثبت في عهد والدكم طيب الله ثراه أن تولت الولاية العامة امرأة في التاريخ السعودي.. وعلى الرغم من رجاحة عقل (موضي) زوجة الأمير محمد بن سعود.. وعلى الرغم من حب الملك عبد العزيز لأخته (نورة) والتي يصدح باسمها وقت الهيجاء والحروب.. لم يحدث أن ولاها أمرا من أمور المسلمين.
فلماذا لم يطالب المجتمع بأن تتولى إحداهن منصبا سياسيا؟؟.. وهل فات والدكم الملك عبد العزيز هذا الأمر، وخصوصا أنه يرى انتشاره في الغرب؟؟؟
بل ولماذا لم تطالب زوجة الملك فيصل والملك خالد والملك فهد بمثل هذه المطالب.. وهن كما نعلم جميعا من ذوات العلم والعقل والدين؟؟؟؟
إن تولي المرأة الولاية العامة مع الكفر منكر على منكر.. ومع الإسلام اشد منكرا وفي القرآن الكريم، الهدهد ـ وهو هدهد ـ استنكر على سبأ.. أول ما استنكر ـ وجود امرأة تحكم قومها (إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم).. ثم أن الملك سليمان لم يقرها على ملكها حتى لو أسلمت لذلك دعاها أن تأتي بنفسها ونقل عرشها إليه لينهي هذا المنكر العظيم (الولاية الكبرى)!
ولكن لماذا لا تتولى المرأة الولاية العامة؟.. هل هو لنقص دينها وعقلها فقط؟؟؟
لا ليس لهذا الأمر فقط بل لكيدها ولقوة تأثيرها على الرجل.. وقدرتها على التسلط عليه!!.. إنها قد تغلب الرجل على عقله وتميل به عن دينه.. لذا كان يجب على الرجل الذي يتولى أمر الولاية العامة أن يحذر من تأثير المرأة وتسلطها عليه خوفا من أن تجعله يقضي بغير الحق.. ولعل قول النبي لعائشة وحفصة رضي الله عنهما (إنكن صويحبات يوسف) خير دليل على ذلك، حينما لم يستمع لرأي زوجتيه في صلاة أبي بكر بالجماعة.
المصدر: الشبكة الوطنية الكويتية