السلام عليكم
وبما أني بدأت بنشر بعض كتب مصطفى محمود التي أقرؤها بين الحين والآخر؛ فهذا كتابٌ آخر أنهيته بالأمس عنوانه "من أمريكا إلى الشاطئ الآخر"، وهو مجموعة خواطر وأفكار سجلها من بعض رحلاته في بعض بلدان المعسكرين الشرقي والغربي (أيام عصر القطبين) جمعها في كتاب صغير تجاوز المئة صفحة بقليل. ويبدأ الكتاب بمجموعة مقالات بعنوان "أمريكا .. أمريكا" ينقلها من الولايات المتحدة كانطباعات عن بعض الأخبار والأحداث والأحوال التي لفتته في فترة وجوده هناك، وقد أعجبتني تحليلاته لمسألة الحرية بحسب المفهوم الأمريكي حسب مشاهداته ومضاعفات كل ذلك، ثم مجموعة مقالات أخرى بعنوان "وأفكار من الشاطئ الآخر" يتحدث فيها عن الشيوعيين الجدد وطريقة عملهم والمكر العالمي والشعارات وما إلى ذلك...
بعد ذلك مقالات أخرى متفرقة –طويلة نسبياً- وفيها أفكار جميلة قد أنقلها لكم لاحقاً:
- هذا الجهاز سوف يغير العالم
- المسلمون في يوغسلافيا
- على شاطئ رودس
- ظاهرة الخميني
- المشكلة والحل
" .... هنا أجمل متحف حي لعالم البحار .. مبنى كامل منفرد لسمك القرش .. ومبنى آخر للحيتان ... ومبنى ثالث لسباع البحر وكلاب البحر وأفيال البحر ... مع تجهيزات كاملة للعروض السينمائية المجسمة.
شاهدت مسرحية ضاحكة لزواج أحد سباع البحر ..
المسرح شاطئ بحيرة صناعية والمدرب يحرك سباع البحر بمهارة مذهلة.
ومن قبل ذلك بساعات كنت في السيرك أشاهد قرود الشمبانزي المدربة، تركب البسكليتات وتجري بقباقيب الانزلاق .. وكنت أرى السباع والنمور المفترسة تلعق خد مدربها في خضوع.
وعجبت أشد العجب للإنسان الذي ساد مملكة الحيوان كلها وأخضعها لأمره وإشارته. كيف لم يستطع أن يخضع الحيوان بداخله؟؟
إنه لا شك يستطيع بدليل ما أرى أمامي ..
ولكنه هذه المرة لا يريد .. فقد اختار أن يترك حيوانه الخاص على سجيته ليلعب معه لعبة اللذة ..
اختار أن يتركه على حريته ليقاسمه هذه المصلحة العاجلة، والإنسان المكير يفعل ذلك بخبث ويدعي أنه ضعيف وأن حيوانيته غلبته.
ولكنه يكذب ليبرر لنفسه ما يختلس من لذّات.
وما أجرأه على الكذب ذلك الذي يمشي على القمر وارتحل إلى النجوم، واخضع وحوش الغاب حينما يدعي أنه لا يستطيع أني يحكم الوحش بداخله ..."
______________________________________________________________________________________________
من أمريكا إلى الشاطئ الآخر
تأليف: مصطفى محمود
نشر: دار المعارف
الحجم: 114صفحة
--
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google مجموعة "مشروع القراءة والمطالعة ".
يمكنك المشاركة في المواضيع المطروحة من خلال الرد عليها ليتم إدراجها كتعقيبات على الموضوع
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
للنشر في هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى : reading...@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، إبعث برسالة فارغة إلى : readingsproje...@googlegroups.com
لخيارات أكثر ولتصفح المنشورات السابقة، الرجاء زيارة المجموعة على : http://groups.google.com/group/readingsproject?hl=ar?hl=ar