الكتاب :هي... هكذا -كيف نفهم الأِشياء من حولنا -30سنة إلهية في الأنفس والمجتمعات –الجزء الأول
الكاتب :د.عبد الكريم بكار
دار النشر :الإسلام اليوم للإنتاج والنشر
حجم الكتاب :254صفحة من القطع الكبير
تاريخ القراءة :منذ سبعة أشهر تقريباً.
أعتذر عن رداءة الصور ولكن هذه صور جوالي بس على التكبير تقرأ وإذا ما بدك تقرأها عادي ما بزعل منك .
يتكلم الكاتب عن 30سنة من سنن الله عز وجل ولكن سنن لم يسبق طرحها من قبل في الكتب أو الخطب سنن أقرب ما تكون إلى سنن النفس البشرية وكالعادة أسلوب الدكتور عبد الكريم يحتاج إلى الكثير من الصبر والوقت حتى ينفذ إلى دائرة المعرفة ,بصراحة من أجمل الكتب التي قرأتها في حياتي سأعدد السنن الآن :
1- الإنسان حب غير محدود للمال
2- تعارض المبادئ والمصالح معقد ابتلاء
3- الإنسان كائن مستهلك
4- القوة تملأ الفجوة بين الناس والحق
5- الإسراف في النقد يعكّر مزاج صاحبه
6- الاختيار ينطوي دائماً على مخاطر الانقسام
7- التهميش طريق الاضمحلال والخسران
8- الإنسان صاحب رغبات متعارضة
9- رفاهية الروح رهن بالتطوع
10- نحن من نجس ما نهج سبه.
11- المشكل الأساسي في الضعف المحلي وليس في الهجوم العالمي
12- فهم الماضي شرط لفهم الحاضر
13- ضعف الإنسان شرط لفهم الحاضر
14- ضعف الإنسان في قوته
15- شدة الحاجة مع شدة الجهل تجعل صاحبها موضعاً للاستغلال
16- إرادات الناس ...محور الفرو قات بينهم
17- الإنسان ابن تربيته
18- ليس هناك شخص أو شعب هو مجموعة سيئات
19- الضخامة تبعث على الحذر
20- لكل شيء طاقة على التحمل.
21- ثقافة السلعة تهزم ثقافة الروح لا ازدهار من غير استقرار
22- المتعة بلا تكاليف موصولة بالتدهور
23- مع التقدم في السن يفقد الإنسان كثيراً من مرونته
24- العواطف .....ميالة إلى التطرف
25- كلما تقدم العلم .ازداد حجم ما نجهله
26- الوعي بالذات ..فرع عن الوعي لآخر
27- لكل مجال ....طبيعته الخاصة
28- أنت لا تستطيع ...أن تجمع بين كل الخيارات
29- المكان يصنع المشاعر
30- يحدد المجتمع السقف الحضاري للأفراد الذين يعيشون فيه.
--
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google مجموعة "مشروع القراءة والمطالعة ".
يمكنك المشاركة في المواضيع المطروحة من خلال الرد عليها ليتم إدراجها كتعقيبات على الموضوع
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
للنشر في هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى : reading...@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، إبعث برسالة فارغة إلى : readingsproje...@googlegroups.com
لخيارات أكثر ولتصفح المنشورات السابقة، الرجاء زيارة المجموعة على : http://groups.google.com/group/readingsproject?hl=ar?hl=ar
24- العواطف .....ميالة إلى التطرف
غلاف الكتاب
شكراً أخي هاشم :
لكني كنت أتمنى أن تزودنا ببعض العبارات التي أعجبتك وتركت أثراً في نفسك , حتى نستفيد منها .
أم أن المجموعة لعرض الكتب فقط , دون إلحاق هذا العرض ببعض الفوائد التي ربما تشجع القارئ على شراء الكتاب ( مع احترامي لقولك إنه من أمتع الكتب التي قرأتَها ) لكن الواحد منا عندما يشم رائحة زكية لوجبة ما تشده إلى شراء قطعة منها ليتذوقها .
السنة التاسعة رفاهية الروح رهن بالتطوع
نحن نشعر بالتأنق والرّفه الروحي إذا :
*بادرنا بالسلام من كان عليه هو أن يبادرنا به ,كما يحدث حين يلقي السلام الكبير على الصغير ,والماشي على الراكب
*إذا قمنا بتزكية أموالنا ثم شرعنا في الصدقة
*إذا قمنا الليل وحرصنا على النوافل الراتبة
*إذا عفونا عمن ظلمنا وأساء إلينا
*إذا صبرنا على ما يبديه بعض الأقران والأقرباء من سيىء الأخلاق وقبيح التصرفات .
*إذا أصلحنا بين متخاصمين .
*إذا أقرضنا محتاجاً
*وهناك صور أخرى من نحو هذا ,والذي يجمع بينها جميعاً هو أننا كنا لما فعلنا ما فعلنا ما فعلناه مخيرين لأننا نقوم بما لا يجب علينا القيام به.
هل يعني هذا أي شيء؟
1-إن رفاهية الجسد تعزز الندرة في المجتمع وتزيد في شح الموارد لأنها تحتاج دائماً إلى المال
2-الشعور بالرفاهية الروحية هو طريق كسب محبة الله تعالى ورضوانه
3-نحن في حاجة إلى إثراء ثقافة التطوع والخدمة العامة حتى نخفف من تيار المتعة الشخصية الذي يجتاح العالم اليوم,وحتى نخفف من مشاعر الأنانية التي تتعاظم في كل مكان من الأرض ,وهذا يحتاج إلى جهود متميزة من الكبار والوجهاء والأثرياء,فالأمم ترتقي بالنماذج و القدوات أكثر من ارتقائها بالمفاهيم والأفكار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي بالقول ـ ومن منطلق تجربة شخصية ـ:
مهما كانت ظروف الإنسان صعبة ، ومهما كان يعاني، فإن مما يفرج همه أن
يقوم بعمل تطوعي!
حتى لو كانت حالته المادية تعبانة، وظروف عمله على غير مايرام، فإن سعيه
في حاجة أخيه ستخفف عنه،
وجربوا السعي على الأرامل والأيتام
جربوا تحفيظ القرآن
جربوا تعليم الأيتام وترفيههم
جربوا الانخراط في الجمعيات الخيرية والأعمال التطوعية
وستتذوقون المباهج الروحية التي يضفيها التطوع على النفس
((أن تقوم بعمل مفيد.. هو ما يعطي لحياتك معنى))
ولا تأتي السعادة من كثرة المال ولا تكديس الأشياء كما يظن الإنسان
( المستهلك) كما وصفه الدكتور حفظه الله
بل إن قمة الاكتئاب تأتي من أن يكون لدينا كل شيء... ولكننا لا نفعل
شيئاً !!
أعني شيئاً ذا قيمة حقيقية!!
وشكراً على طرح الكتاب وبانتظار مزيد من الشرح من الأخ الكريم
وعذراً لكنني أعتقد ان هناك خطأ ما في كتابة البندين 10 و13
نحن بحاجة حقيقةً لأحياء ثقافة التطوع في عالمنا العربي والإسلامي، لا
سيما وأنه باب من أبواب الخير التي دعى إليها ديننا.
أقول إن العمل التطوعي ينمي صفة العطاء والبذل عند الإنسان، حيث لا أجر،
لا مكاسب، لا مردود،
العمل التطوعي هو اختبار حقيقي لصدق النوايا الطيبة الموجودة بداخلنا،
فكثيراً ما نعبر عن استعدادنا لتقديم الخدمات للآخرين فيما لو سنحت
الفرصة، في الوقت نفسه نحن لا نبادر إلى التطوع في المشاريع الخيرية
والخدمية المتوافرة بكثرة في بلادنا !!
قد يبدو الأمر صعباً في البداية بسبب عدم اعتيادنا على مثل هذه النشاطات،
لكن كما قالت الأخت الكريمة سنتذوق المباهج الروحية التي يضفيها التطوع
على أنفسنا لاحقاً
شخصياً تطوعت في مشروع لمكافحة التدخين في بلدتي وقد أضافت هذه التجربة
لي الكثير مما قد أتحدث عنه لاحقاً، لكني أرشح الآن للحديث عن التطوع
الأخ عمار مسؤول برنامج مكافحة التدخين التطوعي وهو عضو في مجموعتنا،
وأيضاً العزيز رشدي الذي قد سبق له التطوع في جمعية لرعاية الصم والبكم
أظن، وأيضاً تطوع في حملة تنظيف بردى السنة الماضية، والأخ هاشم الذي طرح
الكتاب أيضاً كان له دور جيد في حملة مكافحة التدخين التطوعية .
بتاريخ 29/06/10، كتب حنين القدس <huthay...@gmail.com>:
كلام الأخ الكريم يوجب وقفة وتمعناً
وأنا معه في أن أعمال التطوع غالباً ما تكون غير ذات جدوى
خاصة عندما تصبح غايةً في حد ذاتها بعيداً عن ربطها بأهداف أخرى أكثر
عمقاً
أو عندما تُطبق بشكل عشوائي غير مُمنهج.
أو عندما تتحول لمخدر تقنع صاحبها بأنه قد أدى ما عليه، وتمنحه الشعور
بالاكتفاء، وبراحة الضمير
مما يجعله يظن بأنه غير مطالب بما هو أكثر أو أعمق أو أصعب
أو تشغله عن إصلاح نفسه والارتقاء بدينه وعلمه ووعيه !
وليس هذا تقليلاً من ثوابها الأخروي المذكور في آيات وأحاديث أكثر من أن
تحصى
لكن الاقتصار علها هو المذموم
ولا أظن الدكتور حفظه الله قد عنى ذلك
وإنما كان يرغّب بإحياء هذه الثقافة بين شبابنا.. فأغلبهم مع الأسف
بعيدون عنها
بكلمات أخرى: إحياء الاحساس بالواجبات الاجتماعية،
وبأهمية العمل للآخرين،
ولذة العمل الجماعي،
وإحياء مفهوم فرض الكفاية،
وإحياء الشعور بمسؤوليتنا جميعاً عن الأمة بشكلٍ عام
وتصحيح مفاهيم خاطئة عند الكثيرين تجعلهم يعتقدون أن خلاصهم الأخروي
مرهون بصلاحهم الفردي فحسب.
والنقطة الثانية التي أود طرحها هي أهمّية الربط بين العمل التطوعي
بتفاصيله الصغيرة، والأهداف الكبرى لكل منا،
وهذا ما سيجعله ذا جدوى فعلاً
وكمثال ـ فقط ـ أقول:
إن كفالة اليتيم لا تقتصر على تقديم الطعام واللباس،
إنها تتعدى ذلك إلى كفالته تربويأً وعلمياً ودينياً ونفسياً ،
أي تحويله إلى شخص آخر متحرر من كل المشاكل المادية والنفسية التي يمكن
أن تعيق تحوله إلى إنسان مفيد
وهكذا ترتبط هذه الكفالة بالأهداف الكبرى لمن يقوم بهذا العمل ، أعني
أهداف الإصلاح والتغيير ...
إصلاح وتغيير العقول والقلوب والعادات والمفاهيم..
انطلاقاً من قوله عزّ وجلّ ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم )
وقطرة فوق قطرة يتشكل نهر عظيم،
المهم أن تكون القطرات كلها متوجهة لغاية واحدة، وتتجمع وفق منهج واحد
بسم الله الرحمن الرحيم
أتفق معكم إذا لم يكن العمل الطوعي منظم قد يؤدي إلى ردة فعل عكسية تؤدي إلى القرف من العمل والهروب منه .
تصحيح للبند 10-13 التي أشارت إليهما أختنا الكريمة حنين القدس مشكورة
10-نحن من جنس ما نهجس به .
13-فهم الماضي شرط لفهم الحاضر.
أتكلم اليوم عن السنة رقم 13
ضعف الإنسان في قوته
إن الله سبحانه وتعالى زود الإنسان باستعدات كبيرة للإفادة من كل ما حوله فيما يخدم وجوده على هذه الأرض ,وإن ما نشاهده اليوم من الإنجازات تقنية مذهلة ومتتابعة قد زادت في سلطان الإنسان ,ووسعت مجاله الحيوي على نحو لم يكن يمكن تخيله في يوم من الأيام .وإلى جانب هذا هناك نور ساطع ومستمر يضيء (داخل الإنسان )ويعمل على توجيه حركته وضبطها كي تظل القوة التي بين يديه خاضعة لسلطة الأخلاق والمبادئ,لكن الذي ثبت عبر ما لا يحصى من الشواهد أن الإنسان يظل مرتبكاً في إدارة القوة التي يحصل عليها ,وهذا تعبير ملطّف حيث أن الحقيقة أن القوة إلى بذل الإنسان وقته وماله وجهده كي يحوزها ,كثيراً ما تفسده وتغريه بالعدوان والظلم والبغي والكبر وكسر القيم والمبادئ الأخلاقية السامية ,أي أن معظم الناس لم يستطيعوا تسجيل نجاحات تذكر في حماية أنفسهم من القوة التي يتمتعون بها ,وهذا شيء مؤسف للغاية ,إن القرآن الكريم تحدث عن هذه السنة بقوله( بالمعنى ):ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير .
من صور البغي والعدوان :
1-عدم الاعتراف بفضل الله على العبد ,مما لا يدعوه إلى التقصير في الشكر ,وهذا من تجاوز حدود العبودية .
2-التكبر على الناس والاستخفاف بهم .
3-رد الحق وعدم الإذعان له.
4-رفض النصح ولشعور بالكمال الذاتي .
5-أكل حقوق الناس ,أو المماطلة في أدائها .
6-العدوان على الآخرين بالضرب والأذى .
7-تجاوز الموظف للصلاحيات الممنوحة له ,أو استغلال الوظيفة
8-إدعاء المرء ما ليس على الصعيد المادي والأدبي والاجتماعي .
كيف نعالج هذا الطبع المتأصل :
1-ننمي الوازع الداخلي لدينا كي يردعنا عن البغي والطغيان .
2-ننظر إلى ما مكننا الله فيه على أنه ابتلاء لنا واختبار لما لدينا من قوة وتفوق ونفوذ في مرضاة الله
3-حواجز إسمنتية عالية وقوية من العدالة والقضاء والبغي وتطبيق النظام بفعالية بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
4-ردع الظلم وعدم التنازل عن الحقوق أبداً وفعل هذا الأمر على أنه فعل حسن وليس تحدي .....الخ
5تتطلب أن يشعر كل واحد منا أنه يتحمل جزءاً من مسؤولية سلامة المجتمع وصلاحه.
كلام رائع
لو أدرك واحد بالعشرة من أفراد أمتنا معنى هذا الكلام لكنا على ما أعتقد
بأحسن حال !!
لكن ثقافة( ليس لي دخل) سائدة مع الأسف
لا بل أكثر من هذا.. يتعجب البعض ويتساءل :
ما السبب في كل هذه المصائب؟
والجواب بالطبع: كل شيء ما عدانا !!!
هذا عدا عن البعض الآخر الذي لا يلاحظ أصلاً وجود المصائب !!
فهو قابع إما في صومعة دينية يصلح بها نفسه فقط وينشغل عن كل ما عدا ذلك
أو في صومعة دنيوية تلهيه بتفاصيلها الصغيرة عن مصائب الأمة فضلاً عن
دوره في إصلاحها
أرجو من البعض الآخر ـ القليل ـ أن يدرك دوره في إخراج هؤلاء من
صوامعهم !!
وإنقاذ مفهوم ( فرض الكفاية) من السجن الضيق الذي حصر فيه في كتب الفقه
المتأخرة
من دفن للميت، وصلاة الجنازة !!
إلى الآفاق الأصلية الحية لهذا الفرض
وهو سد كل ما تحتاجه الأمة في جميع المجالات
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها
هذا يعني طبعاً أنه جل وعلا يكلفها بـ ( وسعها)
فكل إنسان سيسأل عما كان قادراً على فعله .. ولم يفعله !!
قرأتُ مؤخرًا كتاب “هي هكذا .. كيف نفهم الأشياء من حولنا” للمفكر الإسلامي المبدع الدكتور عبد الكريم بكّار، الكتاب يبحث في ثلاثين سُنّة إلهية في الأنفس والمجتمعات، ويسلط الضوء عليها، ويبحث في كيفية الإستفادة منها، وكيف لنا ان نرتقي بفهمها وتسخيرها ..
أضاف لي الكتاب أبعادًا جديدة، وفهمًا أعمق للكثير من الأشياء من حولي، أنصحكم بإقتناء الكتاب، وقد قررت أن أتبعه بكتاب “خمسون شمعة لإضاءة دروبكم” ..
أود أن أشارككم بعض الأفكار التي استوقفتني على شكل حلقات متتابعة (ثلاث حلقات على أغلب تقدير إن شاء الله)
أشدد – مجددًا – على أهمية قراءة الكتاب أو حتى ملخصه هذا:
# الفكر عبارة عن مفاهيم ورؤى ومنهجيات يمتلكها ويبدعها المفكر، ويجعل منها وحدة متماسكة، وهو من خلال تلك الوحدة يرى العالم ويفسّر أحداثه، ويكشف التداعيات المنطقية للأشياء، كما أنه من خلالها يطرح الحلول، ويحكم على الطروحات المنافسة. والعمل الجوهري للمفكر هو صناعة المفاهيم؛ ولذا علينا ألا نستغرب إذا رأينا المفكر يجادل في مسائل سياسية واجتماعية واقتصادية وتاريخية وحضارية؛ لأن من طبيعة الفكر تمكين صاحبه من إعمال منهجيته في معظم – ان لم نقل كل – القضايا التي تطرح أمامه.
# إن المعروض من المال سيظل أقل من المطلوب، وهناك دراسات تدل على أنه كلما انخفض المستوى التعليمي لدى الشخص فإن إقباله على الإستهلاك يصبح أشد، وربما كان ذلك من باب التعويض عن الجدب الروحي والفكري الذي يعاني منه.
# الإنسان كائن مستهلك، لكن الذي لا يعرفه كثيرون هو أن الإنسان يستهلك إلى جانب الماديات: الأفكار والأساليب والنظم والأشكال والكلمات ..
كثيرٌ من الوعاظ والمتحدثين واهل الخير والغيرة يكررون على مسامع الناس عبارات عظيمة مثل (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به اولها) و (علينا أن نعود إلى الله) وعبارات كثيرة جدًا من هذا النوع، وهذا الكلام كله – بشكل عام – صحيح لكن الناس مرَّ عليهم قرون عديدة وهم يسمعون هذه العبارات وغيرها، ولم يشعروا أنها أفادتهم في التخلص من الإنحرافات والمشكلات التي عانوا منها طويلًا، ولهذا فإنهم لم يعودوا يعلقون عليها اي أمل، ولم تعد تثير حماستهم للعمل، وصاروا يتطلعون إلى الكيفية التي تتمكن بها قيم الإسلام، ونظمه من تحضير الامة والإرتقاءبها، أي إن تكرار تلك العبارات أوجد نوعًا من التشبع بها والذي يولّد العزوف عن التفاعل معها في نهاية المطاف.
علينا ان ننظر إلى الأفكار على أنها أشبه بدرجات السلم، فنحن نرتقي عليها، ونصعد نحو الأعلى، أي نستفيد منها، لكننا لا نحملها معًا إلى السطح، إننا نتركها في مكانها ونصبح أعلى منها، وهكذا ما هو سائد اليوم من أفكار … مهمته أن يدفعنا إلى الأمام، ولكنه وهو يدفعنا يستنفد طاقته الذاتية، وعلينا ان نبحث عن شيء جديد من كل ذلك حتى نحصل على إندفاعات وانطلاقات متجددة.
لذا فإن استهلاك الناس للأفكار يشكّل مأزقًا لكل أولئك الذين يبغون التأثير في غيرهم (مفكرين، دعاة، مثقفين…) إن عليهم أن يقدموا شيئًا يتجاوز خبرات الناس ومؤلفاتهم وهذا يتطلب منهم درجة عالية من الدأب على التعلم والبحث والإبداع.
# الإختيار ينطوي دائمًا على مخاطر الإنقسام: حيث إن ممارسة الإختيار والتماسك شيئًا من التضاد، وهذا ما يجعل الدعاة في الساحة الواحدة يظهرون بمظهر المنقسمين على أنفسهم بل بمظهر المتنافسين في بعض الأحيان. وهذا شيء لا مناص منه ولا يمكن الفكاك من كل تداعياته، وإنما يمكن تلطيف آثاره.
الحرية هي القدرة على الاختيار، ولا يمكن للاختيار أن يكون حقيقة واقعة إلا إذا كان هناك خيارات، وحين نربي أبناءنا على الحرية في التعبير واختيار ملابسهم وحوائجهم .. فإن الأسرة تبدو في عين المراقب وكأنها مفككة وغير مهذبة بالقدر الكافي، وهذا ليس بعيدًا عن الواقع في بعض الأحيان، حيث لا يعرف الأطفال الحدود الفاصلة بين حرية الذات واحترام الأبوين، والحدود الفاصلة بين ماهو من حقوقهم وما ليس منها.
وتظهر الأسرة التي يمارس الأبوان فيها تربية صارمة بمظهر لائق، وتبدو أشد تماسكًا وانسجامًا، وقل مثل هذا في الدول والمدارس والجماعات … وهذا شيء طبيعي حيث إن الحرية تتصل بالحداثة واللذة والتجريب والعشوائية، ام الاستبداد فإنه متصل بالانسجام والاتساق والتزام الحدود، لكن من الماحظ أن التماسك الموجود لدى الحكومات والأسر المستبدة هو تماسك ظاهري ومؤقت، ويشتمل على عوامل إنقسامه بشكل نهائي، وعلى العكس من هذا فإن الأطر التي تأخذ بالشورى فإنها تبدو متصدعة وهشة، ولكنها تخفي تحت ذلك التصدع وحدة عميقة وصلابة عظيمة، بسبب الحرية والكرامة التي يشهر بها الأفراد.
المقصد أنه لا يمكننا أن ننمي لدى الناس الشعور بالحرية والكرامة دون ان نواجه مخاطر الإنقسام السطحي أو العميق.
# لدى كل فرد منّا وازع داخلي، هذا الوازع يقوى ويرتقي وينمو كلما أصغينا إليه واستجبنا لمبادراته وتحذيراته، لأننا بذلك نفسح المجال له في حركتنا اليومية، وهو يتنفس من ذلك المجال وينتعش … إننا حين نهمش ضمائرنا ندفع بها في طريق الإضمحلال، وبذلك نخسرها ونخسر الفوائد الجمة التي تعود علينا من وراء وجودها، ولا سيما أننا نعيش في زمان تتراجع فيه الرقابة الاجتماعية، وتزيد فيه إمكانية الغش والاحتيال والخداع والانحراف.
# أناقة الروح ورفاهيتها تتمثل في تلك المشاعر النبيلة والدافئة التي تغمرنا حين نتجاوز في أعمالنا مرحلة الواجب إلى مرحلة التطوع والتنفل والتضحية والعطاء المجاني.
الجزء الثاني من تلخيص أخونا طريف وهو آخر جزء
هي هكذا .. كيف نفهم الأشياء من حولنا؟
يوليو 6, 2010 — tareef
عرضتُ في التدوينة الماضية لبعض السنن في فهم الأنفس والمجتمعات الواردة في كتاب الدكتور عبد الكريم بكّار هي هكذا، فالنكمل معًا:
#إن الله جعل في كل ظاهرة عناصر داخلية تشكّل ذاتيته، وتمنحه قوامه، وجعل بيئة خارجية تؤثّر سلبًا أو إيجابًا، وقد قضت حكمة الله أن يظل التأثير الأساسي للعناصر والعوامل الداخلية، وأن يظل تأثير العوامل الخارجية هامشيًا ومحدودًا ما لم يتمكن العامل الخارجي من تحويل نفسه إلى عامل داخلي، والله تعالى يقول في هذا الشأن {وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئًا} {أولمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم}.
وكفهم لهذه السنة : فإن ضعفنا هو السبب في التآمر علينا، وليس التآمر علينا هو السبب في انحطاطنا وتخلفنا. ولا شك بعد هذا أن الغرب يستثمر قوته لنكون أضعف. إن الأعداء يطرقون الأبواب لكنهم لا يدخلون إلا إذا فتحنا لهم.# فهم الماضي شرط لفهم الحاضر، وانطلاقًا من هذا فإن الأمم المتقدمة تهتم بتاريخ العلوم وتراجم الرجال العظام الذين كان لهم أثر بالغ في تطورها، أنا شخصيًا – يقول الدكتور – حين أقرأ في علم أعرف تاريخه على نحوٍ حسن أشعر وكأنني أتحرك في غرفة مضيئة على نحوٍ ممتاز، وحين لا يتوفر لي ذلك أشعر وكأنني أتحرك في غرفة مظلمة.
وهذا يتطلب منّا أن نجعل في بداية كل علمٍ نقرره في المدارس والجامعات مقدمة نشرح فيها تاريخ ذلك العلم والأطوار التي مرّ بها.# لكل مجال طبيعته الخاصة، ففي المجال الفكري – مثلًا – العمل الأساسي للمفكّر هو صناعة الأفكار وإنتاج المفاهيم الجديدة، فمن طبائع المجال الفكري:
1- كثيرًا ما يبدي المفكّر لمن يتابع طروحاته نوعًا من الوثوقية الزائدة، حيث إن من طبيعة العمل في إنتاج المفاهيم أن يمنح صاحبه شيئًا من الزهو والاعتداد بالنفس، وهذا يعني أن على المفكّر أن يتواضع ويتهم نفسه.2- يظهر المفكّر احيانًا وكأنه من مثيري الجدل والشغب الثقافي، وذلك لأن من طبيعة عمله القيام بإلقاء الحجارة في المياه الراكدة وحفز الناس على إعادة التفكير في مسائل يظنون أنهم قد فرغوا منها.3- ليس من المستغرب أن يعاني من يتحرك في المجال الفكري من شيء من الجفاف الروحي والجمود العاطفي في علاقته مع الله سبحانه وتعالى، وذلك لان المفكرين يحاولون أن يكونوا موضوعيين على قدر الإمكان، كما أنهم يمارسون التعليل والتحليل بكثرة، مما يجعل فهمهم للأشياء يبدو وكأنه مادي. وبعض المفكرين يتمادى في ربط الأسباب بالمسببات، فيغيب عن طرحه بعض المعاني الإسلامية مثل التوكل والتوفيق ومثل تأثير المعاصي في تدهور الأوضاع والمشروعات. ولذا فإن على المفكّر المسلم ان يعمّق المعاني الإيمانية في نفسه، وأن يعيد شحن طاقته الروحية باستمرار.# أنت لا تستطيع أن تجمع بين كل الخيارات، فمثلًا نحن لا نستطيع أن نهاجم الأعداء ونبرز مثالبهم وسلبياتهم، ونقوم بتشويه صورتهم أمام جماهيرنا، ثم نستفيد منهم، أو نفهمهم على حقيقتهم، لأننا نحاول الجمع بين خيارين لا يمكن الجمع بينهما. إننا حين نشوه سمعة العدو، وننظر إلى ذلك على أنه أداة لتعزيز ثقة جماهيرنا بأنفسها، فإننا نوجد حواجز نفسية تحول دون التفاعل مع فضائل العدو، ونلقي على الأعين غشاءً يحول دون رؤيتها، والخيار الصحيح هو أن نقف موقفًا عادلًا، نذكر ما لهم وما عليهم.
# المكان يصنع المشاعر، فنحن نُشكّل مساكننا، ثم تشكّلنا مساكننا، كما قال تشرشل.
وتدل الدراسات على أن الناس حين يكونون في مكان واسع وانيق ومنظم وهادئ يتبادلون بينهم مشاعر جميلة، مشاعر مشحونة بالغبطة والامتنان واللطف، فترى السلام الحار والعناق، وتسمع الكلام اللطيف المعبّر عن السرور والهناء، والعكس بالعكس.وحين يزدحم الناس في مكان، فإن إحتمال احتكاك أجسادهم ببعضها يصبح أكبر، وهذا يثير لديهم مشاعر الضيق، وأحيانًا التوجس والعدوانية، كما أن الزحام يجعل الناس يشمون بقوة روائج الأجساد المزدحمة وهذا كثيرًا ما يثير النفور وعدم الإرتياح.علينا أن لا نسرف في تكديس الأشياء في بيوتنا، لأنها حين تكثر توجد لها مجالًا حيويًا في عقولنا ونفوسنا، وتضغط بالتالي على أرواحنا، وسنكون من اهل الحكمة إذا عملنا بالمقولة التالية (استغناؤك عن الشيء، خير من استغنائك به).سوف أكتفي بهذا القدر من الإقتباس، أذكّر بأن هذه هي الطبعة الاولى من الكتاب، طبعة عام 2010، وهي صادرة عن داري : وحي القلم، والمعراج، والكتاب متوفر في المكتبات السورية.
وأما من داخل المملكة العربية السعودية فيطلب من مؤسسة الإسلام اليوم – الرياض.