تقييم البحوث العلمية
بقلم : د. عبدالعال حسن مباشر (اهرام 30-8-2011)
اخذت
احدي المؤسسات العلمية التي تدعم البحث العلمي وتشجيع الباحثين, بمعايير تقييم
علمي, وقد سعدت كثيرا بإعلانها المنشور بالأهرام يوم 24 يونيو2011 عن تقديم
جوائز مالية عن أحسن الأبحاث المنشورة في عام2010 وجائزتين قيمتين للبحثين الأكثر مرجعيةmost cited ( أي الأكثر استشهادا
بها في بحوث تالية), وكذلك تقديم دعم مالي لطلاب للبحوث المتميزين مساهمة منها في
اشتراكهم في مؤتمرات علمية دولية. وقد ورد بالإعلان ذكر أسماء معايير علمية جديدة
بعض الشيء علي المجتمع العلمي في مصر لتقييم البحوث وهي:
اولا: معامل التأثير impact Factor للمجلة العلمية التي نشر فيها البحث
المقدم للجائزة, تحسب بمعادلة لا مجال لتفصيلها, وكلما زادت قيمة معامل التأثير
للمجلة ارتفعت قيمته وأهمية هذه المجلة والبحوث المنشورة فيها, وعلي سبيل المثال المجلتان
الأكثر شهرة في مجال العلم هما مجلة نيتشرNature
ومعامل تأثيرها نحو63, ومجلة سينسScience ومعامل
تأثيرها نحو36 والمعاملان يختلفان بالطبع من عام إلي آخر.
ثانيا: عدد مرات المرجعية للبحث( أو
عدد مرات الاستشهاد به) في بحوث تاليةCitations,
وكلما زادت قيمة هذا المعيار
ارتفعت قيمة البحث وأهميته.
ثالثا:
معامل هيرشH-Index نسبة إلي اسم العالم الذي اقترحه. وهو يقيس مدي انتاجية الباحث في مجال
تخصصه و تأثيرها علي هذا التخصص. وبهذه المعايير تتحول القيم للبحث إلي قيم رقمية.
فبدلا من القول ان هذا البحث ممتاز أو جيد أو ضعيف, يحسب عدد مرات مرجعيته معبرا
عن قيمته, وهذا ما ينطبق ايضا علي مستوي المجلة التي نشر بها البحث وعلي انتاجية
الباحث.
وقد
لقيت هذه المعايير اهتمام بالغا في باديء الأمر, ولكن سرعان ما وجه إليها الكثير
من النقد من جهات علمية عالمية لأسباب مختلفة منها.
1
ـ انها تعتمد علي حسابات يقوم بها
الكمبيوتر وهو آلة قد تخطئ وخصوصا في حالة الباحثين الذين تتشابه اسماؤهم, ومنها
أسماء شائعة مثل محمد وأحمد وعلي وغيرها, وقد سجلت بنفسي هذا الخطأ في حالة باحث
تقدم إلي احدي الجوائز.
2
ـ ان هناك عدة قواعد معلومات Data Bases تقوم بحساب قيم هذه المعايير مثل سكوبس, جوجل, ويب أوف سيانس,
ويب أوف نوليدج وغيرها, وكثيرا ما تقدم نتائج مختلفة لنفس المعيار الواحد.
3
ـ يؤخذ علي نظام عدد مرات المرجعيةCitations للبحث
ان بعضها يكون بالسالب, أي أن يستشهد به علي سبيل الطعن أو النقد في الهدف او
الطرائق المستخدمة في البحث وغيرها, ويحسبها الكمبيوتر بالموجب, كما يؤخذ أيضا علي
معيار عدد مرات المرجعية, ما يسمي بالمرجعية الذاتيةCitation self الذي يتضمن استشهاد الباحث نفسه أو تلاميذه ببحوث سابقة له وهذا يؤدي
إلي زيادة غير مستحقة في قيم هذا المعيار.
4ـ أن هناك تخصصات ذات طبيعة محلية أو
اقليمية مثل الجيولوجيا, وهو الأمر الذي لا يقلل من أهميتها العلمية, ولكن لا يشار
إليها غالبا في المجالات العالمية.
5
ـ ليس من الإنصاف ان يقارن معيار عدد
مرات المرجعية في بحوث تنتمي إلي مجالات علمية متباعدة. فكيف يمكن أن أقارن بين
بحوث في المناعة أو في البيوتكنولوجي أو الزراعة أو الفيزياء, أو الرياضيات أو
الكيمياء أو الهندسة, ولكل بحث هدفه وزمنه والجهد المبذول فيه, اعتمادا علي حسابات
رقمية تقوم بها آلة صماء تقوم بالتسجيل ودقة ولكن بلا وعي أو عقل, ولعلنا نتذكر في
هذا المقام الترجمات العربية الركيكة التي يقوم بها الكمبيوتر.
6ـ تنحاز هذه المعايير إلي اللغة
الانجليزية وتهمل البحوث التي تنشر بلغات أخري مثل الفرنسية أو الاسبانية أو
الصينية أو العربية التي قدلا تقل أهميتها عن تلك التي تنشر بالانجليزية.
والجدير
بالذكر في هذا الشأن أن تقارير العديد من الهيئات العلمية في أوروبا وأمريكا تنتقد
استخدام هذه المعايير فقط في التمييز بين البحوث أو الباحثين وتؤكد انه لا غني عن
أن يقيم محكمون متخصصون المستوي العلمي لكل بحث علي حدة و من هذه الهيئات النافذة:
1
ـ لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة
لمجلس العموم البريطاني عام.2008
2
ـ الاتحاد الأوروبي للمحرر
العلمي.2007
3
ـ المؤسسة الألمانية للعلوم.2010
4
ـ المؤسسة الوطنية للعلوم بأمريكا.
وفي
ضوء ما سبق فإنني اتقدم بالمقترحات التالية:
1
ـ أن يكون الاعلان عن الجوائز في
مجالات محددة تتابع من عام إلي آخر, كما هو الحال في جائزة الملك فيصل و جائزة
الكويت للتقدم العلمي وغيرها.
2
ـ ان تفحص البحوث المقدمة بواسطة
محكمين متخصصين ويقيم كل بحث بقيمة محددة تضاف إلي قيم المعايير العددية السابق
ذكرها. انتهى
تناول مقال الدكتور عبد
العال حسن مباشر المعايير المعمول بها عالميا لقياس نشاط العلماء والباحثين و
لخصها فى ثلاث معايير فقط. ثم تناول بالنقد هذه
المعايير فى 6 نقاط مهمه جدا, وان كنت اختلف معه فى بعضها, وتكرار وتسميه
الكمبيوتر بالاله الصماء، مع ان العالم كله اليوم لم يتحول الى قريه صغيره الا
بالاعتماد على علوم الحاسب الالى بمختلف الوانها و اطيافها. ثم زيل مقاله القيم
هذا بمقترحين اثنين, فى ضوء ما ورد فى مقاله, انصبا على طرق تقييم الجوائز وبالطبع
يقصد الداخل المصرى وتمنى ان تكون مثل جوائز الملك فيصل وجائزه الكويت للتقدم
العلمى.
اضيف الى ذلك ان كانت
اكاديميه البحث العلمى وهى مؤسسه قوميه طورت من نفسها ووضعت المعايير السابقه فى
منظومتها لتقييم المتقدمين لجوائزها, فهذا شيئا محمود نود منه ان يرفع وتيره روح
التنافس بين العلماء فى مصر ليؤدى فى النهايه الى الارتقاء بالبحوث وجعلها تقترب
من العالميه بأى شكل ومن ثم رفع حصه الدوله المصريه من Total Impact
factor, self or nonself citation, H-Index التراكمى بين دول العالم, و
هذا شيئا لا يرفضه احد.
لكن هناك هموم وطنيه اخرى
يتناولها علماء مصريين عديدين بأبحاثهم و قد سبقنا العالم اليها بعشرات السنين مثل
توطين تكنولوجيات التصنيع الزراعى- الصحى- الخدمى وغيرها, و يعتمد عليها المواطن
صباح مساء فى حياته اليوميه. ينتج عن تناول العلماء هذه المواضيع "
المكرره" نشاط علمى وبحثى يستحق النشر فى دوريات عالمية متواضعة فى المعايير
انفة الذكر. وفى ضوء هذا يخرج هؤلاء العلماء, وهم كثر، من حلبة المنافسة على جوائز
الدولة الوطنية لان ابحاثهم هذه لا تحقق المعدل المرتفع من المعايير السابقة. وكل
ذنبهم انهم اشتغلوا على موضوعات تهم الشأن الداخلى بشكل مباشر.
لذلك فاقتراح الدكتور عبد
العال مباشر الثانى وجيه جدا و يجب ان يضاف الى معايير جوائز الاكاديميه ويوضع فى
مكان متقدم بجوار المعايير العالميه سابقه الذكر. لان مصلحه ومكانة الدولة المصرية
ليست فقط فى صورتها الخارجيه وانما فى صورتها الداخلية القوية بمنتجاتها العلمية
التى تسد حاجة البلاد والعباد اليومية، وهذا النمو والرخاء والراحه لابد معكوس على
مرآه صفحتها الخارجية بلا شك وبهذا نكون نلنا الحسنين. وهذا لا يتأتى من فراغ وانما
يحتاج الى قيادات واعيه بهم الداخل بمهارة عين وبصيرة علم مع عدم التفريط فى
صورتنا الخارجية العالمية والتى لا محاله اتية.
*******************************************************************
Elrashdy M. Redwan (M.Sci., Ph.D.)
Professor
Antibody Laboratory, Protein Research Department,
Genetic Engineering and Biotechnology Research Institute GEBRI,
City for Scientific Research and Technology Applications,
New Borg EL Arab 21934,
Alexandria,
Egypt
Tel: +203 45 93 420, +20101571172, fax: +2034593423******************************************************************
Remember because violators of these rules might be suspended or removed from our list:
1 - Think carefully before sending a message, because thousands of people will get it.
2 - This is a scientific network; do not post anything political or religious through us.
3 - English is the official language of this network.
4 - Always write a subject line, and make it as specific as you can.
5 - Do not tag messages as "urgent" or assign them a due date.
6 - The source of your information must be cited, if possible.
7 - Email hoaxes and forwarded emails will not be accepted.
8 - Commercial advertising of any sort is strictly prohibited.
9 - Do not post any copyrighted or illegal material.
10 - Any email without a signature may be rejected.