✏من فرائد الفوائد ✏
الله يغار على قلب عبده أن يكون فيه موضع لغيره وقد سجل ابن القيم كلاما نفيسا نادرا فقال :
وهذا هو السر الذي لأجله _والله اعلم_ امر الخليل بذبح ولده ،
وفلذة كبده ، فإنه لما أعطيه ، تعلقت به شعبة من قلبه ، ومرتبة الخلة
لا تقبل الشراكة أو القسمة ، فغار الخليل على خليله أن يكون في قلبه
موضع لغيره ، فأمر بذبح الولد ليخرج المزاحم من قلبه ؛ فلما وطن
قلبه على ذلك حصل مقصود الأمر ، فلم يبق في ازهاق الولد مصلحة ،
فالذبح غير مقصود لذاته فعندها جاءت البشائر الربانية بالنداء :
ّ﴿ وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم ﴾
فسبحان من أحبك فابتلاك ، ليسمع شكواك ، وليصعد إليه بكاك ، وترتفع إليه نجواك