لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة:
الصحفيون عيون الحقيقة وعنوانها
يهل علينا الثالث من ايار " اليوم العالمي لحرية الصحافة " الذي اقرته الأمم المتحدة عام 1993 كيوم للاحتفال بالمبادئ الاساسية لحرية الصحافة وتقييم واقع العمل الصحفي وحماية الصحفيين ووسائل الاعلام من التعدي على استقلاليتها وتكريم الصحفيين الذين دفعوا ثمناً في سبيل رفعة هذه المهنة العظيمة، مهنة البحث عن الحقيقة.
وخلافاً لاحتفالات الصحفيين في غالبية دول العالم، يحتفل الصحفيون الفلسطينيون بهذه المناسبة وفق معطيات بالغة الخطورة عنوانها الابرز خلال العام المنصرم كان ارتقاء ثلاثة شهداء واصابة عشرات الصحفيين والاعتداء بالضرب وقنابل الغاز السام والرصاص الحي والمطاطي، ناهيك عن استمرار وتصاعد الاعتقالات بحقهم وتجديد اوامر الاقامة الجبرية عليهم. ووفقاً لمعطيات مراكز الرصد والتوثيق فقد وصل عدد الاعتداءات على الصحفيين من قبل قوات الاحتلال الى 164 اعتداء خلال العام 2012 بزيادة بلغت 230% عن العام الذي سبق. فيما شهدت الاشهر الأولى من هذا العام تكثيفاً لهذه الاعتداءات والانتهاكات.
وفي سياق الواقع الفلسطيني، ورغم تراجع الانتهاكات الموثقة بحق الصحفيين من قبل السلطة واجهزتها الامنية وادواتها في الضفة والقطاع، الا ان هذه الانتهاكات تتواصل بوتيرة مرتفعة، وتتنوع اشكالها من الاعتداء بالضرب الى الاعتقالات والاستدعاءات والاستجواب بطريقة مذلة ومخالفة للقانون والاعراف الفلسطينية، فيما شكل القضاء الفلسطيني عوامل ضغط اضافية على عدد من الصحفيين نتيجة الاستناد الى قوانين عفا عليها الزمن ولم تعد تلائم واقع العمل الصحفي، اضافة الى مغالاة بعض القضاة في استخدام صلاحياتهم التقديرية وتغليبهم لنصوص القانون على روحيته.
وفي ظل هذه المعطيات فان الصحفيون الفلسطينيون يواصلون عملهم وعطائهم ملتصقين بقضايا شعبهم وملتزمين باصول العمل المهني الاحترافي، ساعين للبحث عن الحقائق التي تعري الاحتلال وجرائمه المرتكبة بحق شعبنا وارضنا، وساعين للكشف عن العوالق ورموز الفساد السياسي والاخلاقي والمالي التي تستنزف شعبنا ومقدراته وعوامل صموده.
لهذا كله فان الصحفيون يستحقون كل التقدير والثناء، وتقديم كل التسهيلات لعملهم، وبشكل اساسي فانهم يستحقون تغيير منظومة القوانين والاجراءات التي تعيق وتقيد عملهم، وايجاد بيئة قانونية وحاضنة مجتمعية تتناسب ومعطيات العمل الصحفي في واقعه الجديد.
ان التجمع اذ يتقدم بالتهنئة من الصحفيين الفلسطينيين، وكل الصحفيين حول العالم، فهم عيون الحقيقة وعنوانها، فانه يستذكر الشهداء منهم الذين قضوا في سبيل هذه المهنة، ويستذكر تضحيات مئات الجرحى وكل من اعتدي عليه منهم، ويستذكر الصحفيين الاسرى في سجون الاحتلال، والخاضعين لاوامر الاقامة الجبرية العسكرية.
كل التحية والتهاني للصحفيين في يومهم
المجد لشهداء الحركة الصحفية والحرية للاسرى منهم
2/5/2013