قميص "شاليط" بمقاس طارق الحميد
د. فايز أبو شمالة
لا أرد على مقال طارق الحميد المنشور في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان "خالد مشعل عميل صهيوني" لأن كتاب حركة حماس أحق مني بالرد عليه، ولكنني سأفند المضمون، وما جاء في مطلع المقال من مغالطات، تحتقر كل فلسطيني، وتنخر كالإيدز عظام شعب لما يزل يقدم الشهداء والأسرى والجرحى، لقد قال طارق الحميد بالحرف الواحد: أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة في مستهل 2009، كانت هناك انتقادات لحركة حماس، على رعونتها بتعريض غزة للدمار والخراب فقط لخدمة أهداف إيران، وحزب الله.
أشرح لنا ذلك يا طارق، اشرح لنا نحن المقيمين في قطاع غزة! كيف عرضت حماس غزة للدمار والخراب مطلع 2009، ونحن شهود على الطيران الإسرائيلي الذي يقصف غزة، ونحن نرى قذائف المدفعية والصورايخ تتساقط على السكان كالمطر؟ فكيف تتهم المقاوم الفلسطيني الذي رفض أن يرفع الراية البيضاء، وتبرئ المعتدي الإسرائيلي؟ أم أن حقدك على المقاومة ـ أي مقاومة للصهاينة ـ أعمت عيونك، وأغلقت عقل قائمة أصدقائك من الكتاب المسبحين بحمد إسرائيل قوية في المنطقة العربية، والذين يحرضون ليل نهار على محاربة المقاومة، وكأن المقاومة تغتصب القدس، وكأن المقاومة تهود المسجد الأقصى!
إن هجومك المتواصل على المقاومة الفلسطينية ليذكرني بالدموع التي تفجرت من عينيك حزناً حين سال الفرح الفلسطيني على خد أمهات الأسرى المحررين، وزوجاتهم وبناتهم، عشية تنفيذ صفقة وفاء الأحرار، فقلت قبل عام بحسرة الخاسر: إن ثمن "شاليط" لمن يكن 477 أسيراً فلسطينياً، بل كان ضحايا حرب غزة، الذين فاق عددهم 1300 قتيل، وعليه فإن الصفقة حقيقية هي "شاليط" الإسرائيلي مقابل 2400 فلسطيني، بين أحياء وأموات، فأي خزي هذا؟"
لو توقف العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية لاستحينا، وصدقنا كلامك السابق يا طارق، وكلام تلاميذك الكتاب الفلسطينيين الذين أعجبهم كلامك، ولكن سقوط مئات الشهداء والجرحى والأسرى على مدار عام من تحرر الأسير الإسرائيلي "شاليط" لتؤكد أن الصهاينة ومناصريهم لا يحتاجون إلى دليل كي يواصلوا عدوانهم وإجرامهم ضد الفلسطينيين.
وتردد يا طارق أنت وصحبك، وتقول: إن حماس ترفض إطلاق سراح "شاليط" خشية أن يتعرض قيادتها للقتل، فاتخذت من أسر "شاليط" ذريعة لحماية قادتها؟
لقد تحرر شاليط بعد أن دفع الصهاينة الثمن المناسب، وقد ظل قادة المقاومة في الميدان، ولم تتعرض لحياتهم إسرائيل، وهي قادرة على تصفية العشرات منهم بضربة واحدة، ولكنها تعمل ألف حساب لردة فعل الرجال الذي عاهدوا الله على مواصلة المقاومة.
فما أبعدك عن الواقع يا طارق، وما أقربك من منطق إسرائيل حين قلت عشية تحرير الأسرى: خالد مشعل يجلس مسترخياً، وهو يشاهد عملية تبادل الأسرى، وكأنه يشاهد مباراة كرة قدم، دون اكتراث لكل من قتلوا بحرب غزة، ومن شوهوا، ومن فقدوا مدخراتهم، بسبب حرب لا مصلحة للفلسطينيين فيها".
فأين هي مصلحة الفلسطينيين؟ هل مصلحة الفلسطينيين في تعريض مؤخراتهم، وهم يجلسون على طاولة المفاوضات!؟ أم مصلحتهم في التخلي عن أرضهم، ومدنهم التي اغتصبها اليهود؟ سأذكرك بشيء واحد قد نسيه كل أصدقائك من أصحاب الأقلام المسنونة ضد المقاومة الفلسطينية، وأقول لكم: إن فلسطين ملك للعرب الفلسطينيين وحدهم، وكل عربي أو فلسطيني يعترف بجزء من أرض فلسطين لإسرائيل هو ليس عربياً، وخارج عن الدين الإسلامي!.
حين رأيت "شاليط" يلبس قميصاً صنع في غزة، ويغادر مكان أسره، تمنيت أن يكون لك قميصا كقميصه يخرجك من أفكارك المعادية للمقاومة، لتعاود الدوران وفق ناموس الكون الذي يؤكد: أن لقاء العدو المغتصب للأرض الفلسطينية لا يتم |لا في ساحات الوغى.
بحفاوةٍ تستقبلك فلسطين يا أمير
د. فايز أبو شمالة
أنت جدير بالحفاوة يا أمير قطر، لأنك الأول الذي تطأ قدماه أرض غزة، وقد بات معروفاً أن من يزور غزة يا أمير، فكأنه قد زار فلسطين كلها، لأن غزة عنوان الصمود الفلسطيني في وجه دولة الصهاينة، ولأن غزة لما تزل تقاوم، ولا فلسطين على وجه الأرض إلا مع الصمود والمقاومة.
وأنت جدير بالحفاوة يا أمير قطر، لأنك لم تسمع للأصوات التي سعت لتلويث منافع الزيارة، وإفراغها من دلالاتها السياسية، فأن كنت الأول الذي قال: لا لحصار غزة، فأنت الأول الذي يقول بالممارسة الفعلية: لا لكل من ادعى أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لأن الشرعية على أرض فلسطين لا يرثها إلا عباد الله المقاومين، وما عدا ذلك فهو تمثيل لا يعترف فيه غالبية الشعب المقاوم العنيد، إنه تمثيل عفت عليه الأحداث الجسام التي عصفت بالمنطقة، والتي ما زال يدافع عنها اليهودي "يغال بالمور" الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي تمنى أن يقوم أمير قطر بتشجيع الأطراف الفلسطينية التي لا تدعو إلى العنف، وأن يقوم بزيارة السلطة الفلسطينية التي لم يزرها من قبل.
وتبقى جديراً بالحفاوة يا أمير قطر، لأن زيارتك لسكان غزة المحاصرين فيها البشارة التي تحدث عنها رئيس الوزراء إسماعيل هنية، وانشغل فيها سكان قطاع غزة طول الأيام الماضية، فزيارة أمير قطر لا تقف عند حدود افتتاح المشاريع التي ستمولها دولة قطر، وإنما زيارة أمير قطر تمثل دعوة جريئة ومفتوحة لكل زعماء العالم بالشروع في زيارة غزة المحررة، لأن زيارة أمير قطر تحمل دلالة تجديد الثقة العربية بسلامة خط المقاومة، والاعتراف العلني بفشل خط المفاوضات، والزيارة تحمل دلالة كسر الحصار، وهذا معناه عودة سكان قطاع غزة إلى حضن الأمة العربية، بحيث بخرجون من معبر رفح الحدودي ويدخلون إلى قطاع غزة بلا مشاكل، وحيث تدخل البضائع ومواد البناء وكل ما يحتاجه سكان قطاع غزة من ضروريات الحياة عبر معبر رفح الحدودي، ليصير تصدير المنتجات الزراعية والصناعية من قطاع غزة إلى الدول العربية من خلال هذه البوابة الحيوية.
إننا نرجو أمير قطر أن يفتح أبواب دولته لمنتجات قطاع غزة الزراعية، وإن هذا الرجاء قد استوطن عقول ونفوس معظم سكان قطاع غزة، وهو لا يقل أهمية عن الدعم المالي المباشر الذي يقدمه أمير قطر للسكان وللأرض الفلسطينية، على أمل أن يكون ذلك خطوة أولى على طريق الانفتاح الاقتصادي والحياتي بين سكان قطاع غزة وبين الشعوب العربية والإسلامية.
هزات ارتدادية لزيارة أمير قطر
د. فايز أبو شمالة
غضبوا على أمير قطر، وثاروا، وانفعلوا، وانفجروا، وقالوا بحق الأمير ما لا يقال، ولكنهم نسوا أن أمير قطر هو نفسه الذي زار ياسر عرفات سنة 1999، وقطر هي نفسها التي وصفوها في ذلك الوقت بأنها تمثل قمة العمل الوطني والقومي العربي، فما الذي تغيير في قطر؟ وكيف يصير الجميل قبيحاً بين عشية وضحاها.
أمير قطر الذي تضامن من الثائر ياسر عرفات قبل أن يحاصره الإسرائيليون، هو نفسه أمير قطر الذي يزور قطاع غزة المحاصر، ألم تلاحظوا أن أمير قطر يحمل رسالة تقول: نحن مع المقاومة، ومع كل طرف فلسطيني يتحدى الإرادة الإسرائيلية، ولا يفرط بالثوابت.
لقد تجاوز بعض المسئولين في غضبهم على أمير قطر كل الحدود، وهاجموه لأنه يزور غزة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي مثل الضفة الغربية، ونسوا أنهم صفقوا لمفتي مصر الذي زار القدس الواقعة للاحتلال الإسرائيلي!
أما بعض الفقهاء التنظيميين فقد طالب أمير قطر أن يستأذن محمود عباس، وأن يأتي البيوت من أبوابها، فإذا كان محمود عباس هو باب البيت لقطاع غزة، فلماذا منع بالقوة خروج أي مظاهرة فلسطينية في مدن الضفة الغربية للإعلان عن تضامنهم مع سكانها أثناء العدوان الصهيوني سنة 2009؟ وإذا كان عباس هو صاحب الولاية على قطاع غزة، فلماذا غضب على مصر لموافقتها على إقامة منطقة تجارية حرة مع غزة؟ ولماذا هدد إيران بعدم المشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز إذا شارك فيه رئيس الوزراء إسماعيل هنية؟
يتواصل الهجوم على أمير قطر من كافة فصائل منظمة التحرير، حتى أن بعض الوزراء السابقبين في حكومة سلام فياض ادعي أن الزيارة التي تهدف إلى تعمير غزة ظاهرياً، هل الوصفة الذكية لتدمير القضية. وكأن تواصل المفاوضات العبثية مع إسرائيل لمدة عشرين سنة، والذي أسهم في تعمير عشرات المستوطنات لم يدمر القضية؟
لقد وصل الصلف بالبعض ليقول: الآن يجري تأسيس حلف جديد في المنطقة يتألف من الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا وجماعة "الإخوان المسلمين" ودول عربية أخرى! وطالما كانت أمريكيا حليفة إسرائيل، فمن العار التحالف مع قطر لأن فيها قاعدة أمريكية!
إذا صح ما تقولون، فأي جريمة تلك التي يمارسها الفلسطينيون الذين يتحالفون مع إسرائيل مباشرة، وينسقون مع المخابرات الإسرائيلية مباشرة، ويحجون إلى مؤتمر هرتسليا الصهيوني كل عام، ويبكون على ضحايا الكارثة من اليهود؟
أيها الغاضبون على أمير قطر، ألم تنتبهوا لردات الفعل العالمية على الزيارة، حيث لم يشاركم غضبكم على زيارة أمير قطر إلا الاحتلال الإسرائيلي؛ لقد غضب قادته، وقالوا: كان الأجدر بأمير قطر أن يشجع محمود عباس، وان يزوره في رام الله، وقالوا: نخشى أن يتحول المال القطري إلى تعزيزات عسكرية للمنظمات الفلسطينية التي ما انفكت تطلق قذائفها على التجمعات الصهيونية الغاصبة لفلسطين، وقالوا: سنهاجم غزة التي يتشكل في داخلها مقومات صمود، ونواة قوة عسكرية تهدد مصير دولة الصهاينة. فهل أنتم خائفون على إسرائيل؟
بين محمودٍ ومحمودٍ محمودُ درويش
د. فايز أبو شمالة
في فلسطين ألاف الأشخاص الذين يحملون اسم "محمود" ولكن الأبرز محمود عباس ومحمود الزهار ومحمود العالول والشاعر محمود درويش.
وقبل التطرق للاسم محمود، واختلاف دلالته من شخص لآخر، لا بد من الإشارة إلى أن الحب يكبر بمقدار التضحية، وأن الحب يموت إذ خضع للمقاييس المادية، هذه البديهية تؤكد أن الأم التي أعطت عمرها لأطفالها، ورعتهم صبياناً، وحمتهم شباباً، تحبهم إلى حد الغيرة عليهم من النساء الأخريات، ويعرف الجميع أن للحب سطوة، وأن للحبيب بريقاً، وأن العقل ينساق برضا خلف نبض الروح، ويذوب في هوى المحبوب، وكلما طال زمن الحب كلما تعمق في الوجدان، وكلما كان الفداء للمحبوب عظيماً كلما غلا بالقيمة الروحية والمادية.
بمقاييس التضحية يمكننا التفريق بين حبيب أعطى فتاته، وكان وفياً لها، وبين شخص يدعي الحب للتغطية على مطامعه في اعتلاء ظهر اللحظة، ليقطف من فتاته مفاتنها، وهنا يجب التفريق بين فتاة ضحت بالأشياء كلها من أجل حبيبيها، وفتاة تقيس العلاقة مع الآخر وفق حسابات مادية، متناسية أن الحب أرقى شعور إنساني يجمع بين قلبين.
لقد انتبهت لمعاني التضحية وأنا أقرا مقالاً منشوراً على موقع المستقبل العربي للكاتب شاكر الجوهري، حين أشار الرجل إلى تضحية محمود الزهار باثنين من أبنائه، وأشار إلى إصابة زوجته، وإلى استهدافه شخصياً، وانعكاس كل ذلك على انتماء الرجل. لقد انتبهت إلى هذا المنطق الذي يعزز الولاء لفلسطين، ويؤكد أن الوطن الذي شرب دماء أحد أبناء عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العلول قد صار أغلى بمقدار الدم الذي انسكب من فؤاد ولده، بينما الوطن قد صار أرخص عند محمود عباس بمقدار المنافع التي انصبت في جيب ولده.
إن كل فلسطيني ضحي بولده هو محمود العالول، وكل فلسطيني اكتوى بنار اليهود هو محمود الزهار ، ويحمل في داخله حقداً على دولة الصهاينة لا يحمله محمود عباس، وسيخجل من ضحى بدم عزيزة من نفسه لو وضع يده في يد القاتل الإسرائيلي، بينما محمود عباس لا يرى غضاضة في أن يعانق الإسرائيليين، ويستقبلهم، ويمزح معهم، ويعدهم بالأمن والأمان.
وحتى لا يقال أنني تحيزت في مقالي لصالح محمود العالول ومحمود الزهار ضد محمود عباس، سأشير هنا إلى الشاعر الكبير محمود درويش الذي انحاز من قبلي إلى جانب محمود الزهار، ووقف ضد محمود عباس، حين قال شعراً:
خذوا أرض أمي بالسيف، لكنني لن أوقع باسمي على بيع شبرٍ من الشوك حول حقول الذرة.
ولم يوقع محمود درويش باسمه على بيع شبر من فلسطين، ولن يوقع محمود الزهار باسمه، ولن يوقع محمود العالول باسمه، بينما وقع محمود عباس باسمه الشخصي، وباسم منظمة التحرير الفلسطينية على بيع ما مقداره 78% من أرض فلسطين، حين اعترف بدولة اسمها "إسرائيل" وحين اعترف بحق اليهود التاريخي والديني بهذه الدولة!
الإعصار الأمريكي يسحق فلسطين
د. فايز أبو شمالة
لا يتمنى العرب الفلسطينيون إلا السلامة لكل شعوب الأرض، بمن فيهم الشعب الأمريكي، الذي تعرضت سواحله الشرقية للدمار جراء إعصار سدني، لأن منظر الخراب النسبي الذي خلفه الإعصار على سواحل أمريكا يبعث من الذاكرة منظر الخراب الكلي الذي لحق بالمدن والقرى الفلسطينية جراء الإعصار الصهيوني سنة 1948، وإذا كان إعصار سدني الذي يضرب سواحل أمريكا قد انجلى عن صبح غير بهيج للأمريكيين، فإن إعصار الصهيونية المدعومة من أمريكا لما يزل يضرب أرض فلسطين منذ زمنٍ، ولم ينجل بعد.
لا يملك الفلسطينيون إلا التعاطف مع الإنسان الأمريكي في هذه المحنة، ولاسيما أن الفلسطينيين قد عاشوا مرارة المحن؛ فالموت الذي حل بسواحل أمريكا بسبب زيارة الإعصار لهم، لا يختلف عن الموت الذي يسكن في فلسطين بسبب الحصار، وإذا كان الإعصار سدني قد أزهق عشرات الأرواح البريئة في عدة ساعات، قبل أن ينكسر، فإن الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين قد أزهق عشرات آلاف الأرواح البريئة، ولما يزل في عنفوان القتل والتخريب.
كان مشهد اللاجئين الأمريكيين الذين طردهم إعصار سدني من بيوتهم لبعض الوقت، كان من أكثر المشاهد التي هزت وجدان الفلسطينيين، وذلك لأن الإعصار الصهيوني المدعوم من أمريكا قد شرّد مئات ألاف الفلسطينيين من بيوتهم، بعد أن اغتصب مدنهم وقراهم سنة 1948، لقد انتهى إعصار سدني، وتنفست السواحل الأمريكية الصعداء، بينما الإعصار الصهيونية على أشده فوق أرض فلسطين.
يتألم الفلسطينيون لانقطاع الكهرباء عن ثمانية ملايين أمريكي لعدة أيام، فلا يحب الفلسطينيون أن يروا شعباً على وجه الأرض يعيش بلا كهرباء، ولاسيما أنهم احترقوا من الحياة بلا كهرباء، وغرقوا في الدمع من الحياة بلا ماء يصلح للشرب، واقتلعتهم غربة الحياة بلا أرض يقيمون عليها وطنهم، بعد أن صار اليهودي يحدد نسبة الهواء الداخلة إلى رئة الفلسطيني !.
لقد انزعج العرب الفلسطينيون حين رأوا الخوف من المجهول يطل من عيون الأمريكيين، ولاسيما أن الخوف الذي استجلبه الصهاينة للمنطقة يطل على الشعوب العربية من نوافذ الليل، وهو يقصف الفلسطينيين بالموت، ويتركهم يرتجفون رعباً من الدعم الأمريكي؛ الذي أسهم في تشريدهم من بيوتهم، وشارك في ذبح أطفالهم، إنه الدعم الأمريكي الذي يدوس تحت أقدامه أزهار الحب والحنان، ويفجر بقذائفه الحديثة السلام وحدائق الأمان.
ما أهون إعصار سدني الذي ضرب السواحل الأمريكي قياساً بإعصار اليهود الذي يضرب العقول الأمريكية، ويسلبهم إرادتهم، ويتركهم عبيداً مسخرين للأهداف الصهيونية!
إننا نشفق على الأمريكيين من كل الأعاصير، ونتمنى لهم السلامة من الإعصار الصهيوني، لنشاركهم احتفالاتهم القومية بالحرية من الاحتلال اليهودي.
وعد عباس ووعد بلفور في نوفمبر
د. فايز أبو شمالة
قررت أن أنأى بنفسي عن انتقاد مواقف محمود عباس السياسية، وطالما كان الوطن للجميع، فمن الممكن أن تكون السياسة فن القفز على حبال المتغيرات، ولكن حين شاهدت محمود عباس مباشرة على القناة الثانية الإسرائيلية في الثاني من نوفمبر، اشتعلت النيران في دمي، ولاسيما أن وعد عباس قد جاءت في الذكري الخامسة والتسعين لوعد بلفور المشئوم.
لقد ظل شعبنا يتذكر هذا اليوم بالمظاهرات والهتاف ضد المجرم بلفور، حتى جاءت السلطة الفلسطينية، وألغت الذاكرة الفلسطينية، وشطبت الذكرى، وبدل أن يتوجه عباس إلى الشعب الفلسطيني بكلمة يؤكد فيها على الثوابت الوطنية، استعاض عن ذلك بكلمة إلى اليهود، سعى من خلالها إلى اقناعهم بأنه لا يضمر لهم شراً، وأنه لا يحقد عليهم، وأنه لن يسمح لفلسطيني بأن يمس أمن اليهود بسوء، وأنه صادق في تخليه عن الوطن فلسطين، وقال حرفياً: لقد زرت صفد مرة من قبل، ومن حقي أن أزور صفد لا أن أعيش فيها،
وأضاف: فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذا هو الوضع الآن وإلى الأبد، هذه هي فلسطين في نظري، إنني لاجئ لكنني أعيش في رام الله، وأعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين، وما عدا ذلك من الأرض فهي ملك لليهود.
فهل يوافق رجال فتح على ذلك؟ وماذا تبقى لكم من حق العودة؟ ماذا تبقى لنا من حقوق في فلسطين التي صارت إسرائيل؟ وهل تخلى الشعب الفلسطيني عن مدينة صفد ويافا وحيفا وعكا وعسقلان واسدود واللد والرملة إلى الأبد؟ هل يوافق اللاجئون الفلسطينيون في الشتات على هذا الموقف السياسي الذي قضى على الحلم بالعودة إلى فلسطين؟ وهل سيتخلى أصحاب القرى الفلسطينية التي دمرها اليهود عن تاريخهم وتراثهم ودينهم؟،هل سيوافق أهل قرية حمامة وبيت دراس والجورة والسوافير وعبدس وبشيت وقطرة وزرنوقا وبربرة؟ هل ستوافقون على كلام عباس الجدي والصريح في التخلي النهائي عن فلسطين؟ وماذا ستقولون للشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير فلسطين؟ ومن منكم سيعتذر للأسرى الذين أمضوا عشرات السنين من حياتهم في السجون؟ ومن منكم سيعتذر للجرحى؟ ومن سيعترف أمام العالم العربي بأننا نحن الفلسطينيين كذابون، لقد كذبنا حين قلنا: فلسطين لنا، ولقد كذبنا حين هتفنا: بالروح والدم نفديك يا فلسطين. ولقد كذبنا على أنفسنا حين سكتنا على عباس الذي يقول: إن الضفة الغربية وغزة فقط هي فلسطين، ولن اسمح بانتفاضة ثالثة ما دمت حياً، ولن اسمح بالعودة للإرهاب! فيا أبناء حركة فتح: هل أنتم إرهابيون؟ ويا شعب فلسطين، هل كانت التضحيات العربية والفلسطينية السابقة؛ هل كانت عملاً إرهابياً ضد اليهود المساكين العائدين إلى وطنهم؟!.
أزعم أن وعد عباس لليهود؛ بأن لا حق له في العودة إلى مدينة "صفد" المغتصبة، أزعم أن هذا الوعد أكثر خطورة على الأمة العربية والإسلامية من وعد بلفور لليهود.
خارطة حزبية ملبدة في إسرائيل
د. فايز أبو شمالة
ستظل الخارطة الحزبية في إسرائيل ملبدة بالغيوم، وسيظل جميع المراقبين يجهلون التشكيل النهائي للأحزاب التي ستخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بعد شهرين تقريباً، وسينتظر الجميع، ولن تنجلي الخارطة الحزبية إلا بعد انجلاء الانتخابات الأمريكية، وظهور نتائجها على الملأ، لتبدأ بعد ذلك الساحة الإسرائيلية في ترتيب أحزابها وشخصياتها بما يتوافق وشخصية سيد البيت الأبيض !.
إن المراقب للتشكيلات الحزبية التي تتفاعل تحت السطح في إسرائيل، والتي تستعد للظهور العلني بعد عدة أيام، لا يجد حالياً جواباً شافياً على كثير من الأسئلة، ومنها:
هل سيعود "أولمرت" إلى الحلبة السياسية، ويترأس تحالفاً سياسياً قوياً قادراً على اختطاف القيادة من نتانياهو؟ هل سينشق "موشي كحلون" من حزب الليكود، ليشكل ضربة موجعة للحزب الذي صار اسمه الليكود بيتنا" بعد تحالفه مع حزب إسرائيل بيتنا؟ هل سيلتقي "موشي كحلون" مع "تسفي لفني"، وكلاهما تعود أصوله إلى حزب الليكود، ليشكلا معاً حزباً جديداً قادراً على التأثير في الخارطة السياسية الإسرائيلية القادمة؟ هل سيتم تشكيل تآلف حزبي بين زعيمة حزب كاديما السابقة "تسفي لفني"، وبين زعيمة حزب العمل الحالية "شيلي يحيموفتش"، لتضاف لاحقاً إلى تحالفهن زعيمة حزب ميرتس "زهافا قالئون؟ وهل سينظم "مائير لبيد" لهذا التحالف؟ أم هل سيحافظ حزب الليكود بيتنا على وحدته، ويعمل على استرضاء "موشي كحلون"؟ أم هل سيقرر "يهود أولمرت" اعتزال العمل السياسي نهائياً، وعدم المنافسة في الانتخابات 2013؟
ستنجلي الحقيقة الحزبية في إسرائيل في نهاية الأسبوع الراهن، أي بعد يومين من ظهور نتائج الانتخابات الأميركية، ففي حالة فوز المرشح الديمقراطي "أوباما" فمن المتوقع أن ينشق "موشي كحلون" عن حزب الليكود بيتنا، الذي ستنهار اسهمه وفق التوقعات، ليحصل على 30 مقعداً فقط بدلاً من 43 مقعداً، وستقبل "تسفي لفني" أن تكون الشخصية الثانية أو الثالثة في تكتل حزبي جديد قادر على إسقاط نتانياهو"، وسيحرض بعض اليهود العجوز "شمعون بيرس" ليقود تحالفاً حزبياً يهدف إلى إسقاط "نتانياهو"، إذا توانى "إيهود أولمرت" ولم ينجح في التحالف مع "مائير ليبد"، والهدف من ذلك هو الحيلولة دون بقاء "نتانياهو" رئيساً للوزراء، وخشية انعكاس التناقض القائم بينه وبين الرئيس الأمريكي "أوباما" على مصالح إسرائيل العليا، وستحرص إسرائيل على أن تقدم نفسها عدوة التطرف، وسيدة الاعتدال، والحريصة على السلام، وستبدي استعدادها غير المشروط للتفاوض مع الفلسطينيين. التفاوض فقط دون الوصول إلى نتائج.
أما في حالة فوز المرشح الجمهوري"مت رومني" فإن شيئاً ذو شأن لن يتغير في الخريطة الحزبية الإسرائيلية، لأن مكانة "نتانياهو" الحزبية ستتعزز، وسيتم انتخابه رئيساً لوزراء إسرائيل القادم بلا منازع، وسيعمل مع ليبرمان على تحقيق أحلام اليهود بعيدة المدى، وسيقول للفلسطينيين بصوت قوي: لا حقوق سياسية لكم فوق هذا التراب اليهودي.
فماذا أعدت القيادة الفلسطينية للمرحلة القادمة ؟ !.
رُدَّ لي أطفالي يا محمود عباس
د. فايز أبو شمالة
قد يستغرب بعض العرب احتقار الفلسطينيين لسياسية محمود عباس، وكأن لا حدث على وجه الأرض يشد الفلسطينيين بعيداً عن سياسية عباس! وقد يحسب البعض أن في الأمر سراً، وأن شيئاً مادياً أو معنوياً وراء غضب شعبنا المكثف على سياسة الرجل.
نعم، وأؤكد أن الذي بين شعبنا وبين منهاج محمود عباس السياسي لا يسمح بالمهادنة إطلاقاً، ولا يأذن بالصمت، لأن آثار الجريمة البشعة التي يسعى أن يخفيها عباس لما تزل تثقب الصدر، وتنخر العظم، وتجرح الروح الفلسطينية، وللتأكيد سأذكر ستة نماذج:
1ـ قبل خمسة وعشرين عاماً تعلق ابن مدينة القدس الشاب محمود الصفدي بفتاته عطاف، لقد أحبها، وخطبها، واستعد كلاهما للزواج، ولكن الإسرائيليين اختطفوه في ليلة الزفاف، وترك لعطاف الصبر، لقد انتظرت عطاف عشر سنوات، قبل أن تفقد الأمل، وتتزوج من رجل غيره، وتترك قلبها معلقاً على حائط في السجن. فهل ذقت مرارة السجن يا محمود عباس؟
2ـ قبل أكثر من ثلاثين عاماً ترك ابن مدينة بيت لحم الدكتور عمر الحروب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ترك خطيبته التي كانت تعمل مدرسة، بعد أن سجنه الإسرائيليون لمدة اثني عشر عاماً، ولكن قبل خروجه من السجن بفترة قصيرة، صارت خطيبته سجينة، وصدر بحقها حكم المؤبد؟ فأين محمود عباس من هذا الحب الذي جف على أسلاك السجن؟!
3ـ قبل ثلاثين عاماً، واعد كريم يونس حبيبته بالزواج، وخرج في عملية فدائية لتحرير فلسطين، فهو يحمل الهوية الإسرائيلية، ويقيم في مدينة "عارة"، لم يكن يحلم كريم يونس بدولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية، وإنما عمل فدائياً من أجل تحرير كل فلسطين، فأين محمود عباس من كريم يونس الذي يفتش في طيات قلبه عن حبيبته التي دخل أحفادها المدارس، بينما كريم يونس لما يزل سجيناً حتى يومنا هذا.
4ـ قبل عشرة أعوام، التحقت ابنه "جنين" قاهرة السعدي بزوجها المحكوم مؤبد، وتركت خمسة من أبنائها بلا أب وبلا أم، لقد تحسرت على فراق أبنائها، واحترق قلبها شوقا، حتى أكرمها الله بالحرية على يد رجال المقاومة في صفقة وفاء الأحرار، فهل تعرف عليها أبناؤها بعد الغياب؟ هل شمت رائحة الشوق في أنفاسهم؟ هل تحسست أجسادهم الطرية؟ هل قالت لهم: أين محمود عباس من مأساة الأمهات والآباء القابعين خلف الأسوار على أمل تحرير فلسطين؟
5ـ منذ سبعة وعشرين عاماً تركت أنا أطفالي الخمسة مع أمهم في مدينة خان يونس، وجاءني الطفل السادس وأنا في السجن، خرجت بعد عشر سنوات تقريباً، ولكنني ما زلت أفتش عن أطفالي الستة حتى يومنا هذا! أين أطفالي يا محمود عباس؟ لقد سألت عنهم الأماكن، فلم أجد إلا شباباً وصبايا، ينتسبون لي بالاسم، بينما لم ينقطع حبل التواصل الوجداني بينك وبين أبنائك وأحفادك، يا أيها القائد، الذي لو مسه الضر من الإسرائيليين لما فاوضهم عشرين عاماً.
6ـ قبل خمسة وعشرين عاماً، التقيت مع الشيخ المقعد أحمد ياسين في سجن الرملة، قال لي الشهيد: إن اليهود تعمدوا تعذيب ابنه أمام عينيه، كي يعذبوه هو بشكل غير مباشر!.
من المؤكد أن لا علاقة مباشرة بين محمود عباس وبين المآسي التي ألحقها الإسرائيليون بالشعب الفلسطيني، وتشهد على ذلك قبلات محمود عباس الحارة على خد "أهود أولمرت" عشية حربه على غزة، وتشهد على ذلك أصابع محمود عباس اللدنة، التي تخلت عن الأسرى، وهي توقع على اتفاقية أوسلو 1993، ويشهد على ذلك لسان محمود عباس الذي وعد اليهود بأن يبطش بكل من يفكر بمقاومتهم، ووعده لليهود بأن لا يعود فلسطينياً إلى أرضه.
قصة وفاء التونسية مع أبي جهاد
د. فايز أبو شمالة
وفاء التونسية تصر على الوفاء لفلسطين، لأن فلسطين ليست شأناً داخلياً تخص هذا الشخص أو ذاك المسئول الفلسطيني، فلسطين قضية أمة، أطلق الإسرائيليون النار على رأس أحد قادتها الأبطال فوق تراب تونس سنة 1988.
لقد تقدمت حركة وفاء التونسية بدعوى قضائية أمام المحكمة التونسية ضد إسرائيل بتهمة اغتيال القيادي الفلسطيني "أبي جهاد" في تونس، وتجيء الدعوة القضائية بعد أن كشفت صحيفة "ييعوت أحرنوت" عن قاتل القائد أبي جهاد، وهو قائد الوحدة الإرهابية، ويدعى "ناحوم ليفي" الذي قتل في حادث طرق سنة 2000.
فإذا كان المنطق يقول: إن حركة وفاء التونسية ما كانت لتجرؤ على رفع قضية ضد القاتل الإسرائيلي لولا الربيع العربي، وثورة الشعب التونسي، فإن الواقع يقول: إن دولة الصهاينة ما كانت لتجرؤ على استباحة أرض تونس، واختراق حرمتها، والقتل بدم بارد فوق ترابها، لولا وجود ثلة القادة العرب الذين استأجرتهم المخابرات الإسرائيلية، ووضعتهم في أعلى مراكز القيادة والمسئولية على أرض تونس، وعلى غيرها من أراضي العرب والمسلمين.
وإذا كان الوفاء لروح الشهيد أبي جهاد من شيم الكرام التونسيين، الذين تحركوا بعد أربع وعشرين سنة، بعد أن تحرروا، وطالبوا الصهاينة بدم الشهيد، فإن الواجب يملي على القيادة الفلسطينية بأن تتحرك وفاء لروح القائد الفلسطيني؛ الذي تحمل مسئولية العمل المسلح ضد الغاصبين، والواجب يملي على قادة حركة فتح بالذات، بأن يثوروا غضباً على قاتل قائدهم أبي جهاد، وقد بات معلوماً بالاسم والكنية، ولاسيما بعد أن نشرت تفاصيل العلمية الإرهابية صحيفة "صندي تايمز" اللندنية، التي أشارت إلى أن الذي أطلق الرصاصة الأخيرة على "أبي جهاد" للتأكد من مقتله هو "موشي يعلون" وزير الشئون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية الحالية.
على القيادة الفلسطينية أن تثبت بأنها تنتمي إلى جيل الربيع العربي، وليس امتداداً للأنظمة العربية الساقطة، وتكون وفية لقائدها أبي جهاد بذات القدر الذي هي عليه حركة وفاء التونسية، وتشرع في زعزعة الهدوء الذي تتفاخر فيه الحكومة الإسرائيلية، والتي يشغل قاتل أبي جهاد نائب رئيس وزرائها، وعلى القيادة الفلسطينية أن تتحلى ببعض الروح القتالية التي تمتع فيها أبي جهاد، وتوقف التنسيق الأمني لمدة شهر واحد، غضباً على تفاخر الصهاينة بتصفية قائدهم، وكي يثبتوا للمستوطنين الصهاينة أن ما تقدمه السلطة من خدمات أمنية لهم، قد عجزت عن تحقيقه كل عملياتهم الإرهابية في الداخل والخارج.
وعلى القيادة الفلسطينية أن تحترم شلال الدم الذي نزف من سيرة أبي جهاد، وأن تسحب اعترافها بدولة الصهاينة، وهو أضعف رد على التبجح الإسرائيلي بتصفية القائد.
الزميلات والزملاء المحترمين / المحترمات
تحية طيبة
مرفق دعوة موجهة من قبل الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
يشرفنا حضوركم ومشاركتكم.
خالص الاحترام والتقدير
مجيد صوالحة
مدير العلاقات العامة والإعلام
059922232
أوباما ونهاية نتانياهو وبداية عباس
د. فايز أبو شمالة
بعد فوز الرئيس الأمريكي أوباما فترة رئاسية ثانية، صارت أيام "بنيامين نتانياهو" في رئاسة الوزراء الإسرائيلية معدودة، إذ لم يبق للانتخابات البرلمانية إلا ثلاثة أشهر، وبعدها سيرحل، ولكن "نتانياهو" الذي أدرك نهايته، وهو في قمة مجده، يدرك أنه يعيش أهم ثلاثة أشهر في تاريخه السياسية، إنها الأشهر التي سيثبت فيها لأقطاب حلفه اليميني بأنه كان أميناً لمبادئه الحزبية، لذا سيستغل توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، ليصدر تعليماته ببناء ألاف الوحدات الاستيطانية، ولمزيد من تهويد القدس العلني، ولمزيد من الإرهاب المنظم ضد العرب.
بعد فوز "أوباما"، سيسعى الإسرائيليون إلى تشكيل تآلف حزبي قادر على هزيمة "نتانياهو" وسيسعى الحلف الجديد إلى مد يد السلام والوئام إلى الجيران الفلسطينيين، وستعيش المنطقة أربع سنوات ما الازدهار التفاوضي، بعد أن يعقد الرئيس الأمريكي المنتخب مؤتمراً دولياً من أجل السلام على غرار مؤتمر "أنابولس"، تدعى له روسيا والرباعية والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وسيوصي المؤتمر باستئناف المفاوضات الهادفة إلى إقامة دولة فلسطينية، وسيعقد أول اجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، وستعقبها الاجتماعات الثانية بين المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيصير إلى استئناف المفاوضات العلنية، وستعمد القيادة الإسرائيلية الجديدة إلى تجميد الهجوم الاستيطاني المحموم الذي استوفى أغراضه من نهاية أيام حكومة "نتانياهو"، وستتواصل اللقاءات والاجتماعات الفلسطينية الإسرائيلية لمدة أربع سنوات متواصلة.
بعد فوز أوباما، أمام الفلسطينيين فرصة العيش الآمن في ظل أربع سنوات من المفاوضات المتواصلة، أربع سنوات من اللقاءات والاحتفالات بلا نتائج، وبعد أربع سنوات من الابتسام أمام وسائل الإعلام، سيضطر الفلسطينيون لانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية لسنة 2016، على أمل استكمال المفاوضات في عهد الرئيس الأمريكي القادم.
بعد فوز أوباما، من حق محمود عباس أن يبتسم بملء شدقيه، فلا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا عباس، ولا شخصية فلسطينية تحظى بقبول القيادة الأمريكية الحالية، والقيادة الإسرائيلية القادمة أكثر من شخصية محمود عباس، الرجل الذي اجتاز فترة حكم "نتانياهو ليبرمان" بسلام، وضمن لنفسه فترة رئاسية ممتدة، وممتلئة بالمفاوضات المتواصلة بلا أمل في الوصول إلى نهاية.
لا تستقبلوا "دينس روس"
د. فايز أبو شمالة
لا تستقبلوا "دينس روس" الذي سيزور المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين في الأسبوع القادم، على رأس وفد من كبار باحثي معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لا تستقبلوا "دينس روس" فهو يعمل كبير المستشارين في معهد واشنطن المقرب من حكومة "نتانياهو"، لا تستقبلوا الرجل، واحترموا إرادة الشعب الفلسطيني لمرة واحدة، لأن ما يطرحه "دينس روس" من أفكار تشكل إهانة لكل الفلسطينيين، فهو يستغل مسماه السابق "مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، ليقوم بمحاولة استباق أي تغيير قد يطرأ على السياسة الأمريكية في المرحلة القادمة، إنه يزور المنطقة وفي يده خطة تشتمل على 14 نقطة، سبع نقاط يتوجب أن ينفذها الإسرائيليون، وسبعة أخرى يتوجب أن ينفذها الفلسطينيون!
فتعالوا ندقق فيما سباعيات "دينس روس" التي تخدم الإسرائيليين.
1ـ يطالب بتعويض المستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات العشوائية، والمستعدين لإخلاء بيوتهم في الضفة الغربية والعودة إلى داخل إسرائيل. 2ــ وبناء مساكن لهم. وفي مقابل ذلك، يطلب "دينس روس" من الفلسطينيين العمل على بناء مخيمات اللاجئين وإنقاذ الفلسطينيين الذي يقيمون فيها من الأوضاع البائسة التي يعيشونها !.
3ـ يطاب الإسرائيليين بالبناء والتوسع في المستوطنات الشرعية والتي هي جزء من إسرائيل، وفي مقابل ذلك يطلب من الفلسطينيين وضع إسرائيل على الخارطة؛ الفلسطينيون لديهم الكثير من الخرائط التي تبين المستوطنات الإسرائيلية ولا تظهر إسرائيل !.
4ـ يطالب الإسرائيليين بالعمل على دعم الاقتصاد الفلسطيني الذين هم في أشد الحاجة له، والسماح لهم بفضاء اقتصادي متنامي، وفي مقابل ذلك يطالب الفلسطينيين بالاستمرار في بناء مؤسسات الدولة لإثبات أهليتهم للحصول عليها !.
5ـ يطالب الإسرائيليين بتخفيف القيود على الفلسطينيين في منطقة (ج)، وإعطاء الفلسطينيين سلطات أمنية في المنطقة (ب) وفي المقابل يطلب الفلسطينيين وقف التحريض ضد إسرائيل.
6ـ يطالب إسرائيل بعدم التوغل في المنطقة (أ) التي تقع تحت سيطرة السلطة الكاملة تحت أي ظرف وبدلاً من ذلك التوصل إلى برتوكولات تنسيق أمني مع الفلسطينيين للتعامل مع أي ظرف أمني". وفي مقابل التسهيلات الاقتصادية يطالب الفلسطينيين بإتاحة المجال لرؤية الإسرائيليين على أنهم بشر، والبدء بالتبادل في إرسال الشبيبة لإسرائيل، ابتداءً من الصف الثالث أو الرابع".
لقد استخف "دينس روس" بالفلسطينيين إلى أبعد مدى حين قال: على الرئيس أوباما أن يوجه رسالة إلى إسرائيل مفادها أن "الوضع الراهن صعب الاستدامة" وانه يتوجب اتخاذ خطوات لتدارك احتمال انهيار السلطة الفلسطينية.
إن انهيار السلطة الذي يخاف منه "دينس روس" لا يمثل الطموح السياسي للشعب الفلسطيني، لذلك فإن أبسط مقومات احترام النفس تفرض على السلطة الفلسطينية أن تقول: لا لزيارة "دينس روس"، ولن نستقبل في مكاتبنا من يحتقر الفلسطينيين إلى هذا الحد المهين، ولتكن رسالة واضحة لكل زائر دولي يستخف بحقوق الشعب الفلسطيني، ويحتقر تطلعات السياسية.
أحرار في تونس أسرى في بغداد
د. فايز أبو شمالة
اختتم مؤتمر نصرة الأسرى الفلسطينيين أعماله في العاصمة التونسية، دون يهتم الأسرى الفلسطينيون كثيراً بأسماء من تغييب، فتكفي رعاية الرئيس التونسي منصف المرزوقي، ويكفي حضور شخصية معروفة بوفائها للقدس مثل شخصية الشيخ رائد صلاح، والأستاذ فراس عمري، والإعلامي المصري حمدي قنديل، والدكتور رامي عبده، ووزير شئون الأسرى الدكتور عطا الله أبو السبح، ويكفي حضور عدد من الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، ومنهم الأسير المقدسي فؤاد الرازم، وماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني في بريطانيا، ورئيس الدائرة السياسية في المنظمة فاروق القدومي، والنائب مصطفى البرغوثي، وغيرهم.
اختتم مؤتمر نصرة الأسرى الفلسطينيين أعماله دون أن يلتفت أحد إلى المؤسسات والجمعيات والمنظمات التي غابت، وضيعت على نفسها فرصة كتابة التقارير عن نشاطها للجهات الممولة، واهتم الأسرى ومن خلفهم كل فئات الشعب الفلسطيني بالجهات المشاركة في المؤتمر، إذ يكفي أن يضم المؤتمر ممثلين عن فلسطيني الشتات، وفلسطيني الأرض المغتصبة سنة 48، وفلسطيني الأرض المحتلة احتلال سنة 67، وما يعنيه ذلك من وحدة الحال الفلسطينية، ويكفي الإشارة إلى تونس الربيع العربي، ونقاء سيرتها، وهي تشرف على رعاية المؤتمر، وما سيصل إليه من نتائج، وما سيخرج من توصيات.
وظل السؤال الحائر: لماذا تغييب ممثلو السلطة الفلسطينية عن المشاركة في هذا المؤتمر؟ وهل تغيبوا لعدم توجيه دعوة للسلطة كما قال السيد عيسى قراقع؟ أم هل تغيب ممثلو السلطة لانحيازهم إلى حلف بغداد، كما جاء على لسان سفير السلطة الفلسطينية في تونس، الذي اندهش لعقد مؤتمر للأسرى في تونس قبل شهر واحد فقط من استضافة العراق لمؤتمر دولي للأسرى تحت إشراف الجامعة العربية؟
نحن مع السلطة الفلسطينية في مقاطعتها لمؤتمر الأسرى لو كانت الأسباب ترجع إلى قصور الحكومة التونسية في تبليغ الدعوة لقيادة السلطة، ولكن شعبنا الفلسطينية وأسراه سيحقدون على قيادة السلطة؛ لو كانت مقاطعة مؤتمر تونس لحرية الأسرى تجيء على حساب مؤتمر بغداد لتفريغ قضية الأسرى الفلسطينيين من جوهرها الإنساني، ومضامينها النضالية، التي من أجلها تم اعتقال آلاف الفلسطينيين، وزجهم في السجون الإسرائيلية؟
لقد شاركت شخصياً في مؤتمر الأسرى الذي انعقد في الجزائر ديسمبر 2010، وتلمست حجم التأييد والنصرة العربية للأسرى الفلسطينيين بشكل عام، وللقضية الفلسطينية بشكل خاص، وقد التقيت في الجزائر مع الشيخ حارث الضاري، الذي مثل المقاومة العراقية، وشهد حضوره على وجود أسرى عراقيين قاوموا الاحتلال الأمريكي، وقد انتقلت ملكيتهم من السجان الأمريكي المباشر إلى ذراعه الأمني الذي تمثله حكومة رياض المالكي في العراق، فكيف ستشارك السلطة الفلسطينية في مؤتمر لنصرة الأسرى الفلسطينيين في بلد يهتك عرض الأسرى الفلسطينيين وإخوانهم العراقيين، ويغتصب أمهات المقاومين للاحتلال، وينشر عرض العربيات الحرائر.
إن أي فلسطيني سيشارك في مؤتمر بغداد لذبح قضية الأسرى لهو أسير مصالحه، وإذا كان في التجارة غسيل أموال، فإن في مؤتمرات الأسرى غسيل أفكار، وتبييض مواقف، وتنظيف سياسي للبعض من أوساخ التعامل المباشر مع الغاصب الصهيوني والمحتل الأمريكي!
إننا نناشد الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بالتدخل شخصياً لدى أمين عام جامعة الدول العربية، والحيلولة دون مشاركة شرفاء مصر، وأوفياء الأمة العربية والإسلامية في مؤتمر بغداد لذبح الكرامة العربية، وإهانة الأسرى الفلسطينيين.
"تسفي لفني" تمارس الجنس بالعربي
د. فايز أبو شمالة
ليس جديداً أن يوظف اليهود نساءهم للتكسب السياسي، والفوز بالنصر على أعدائهم، ويكفي الإشارة التاريخية إلى عيد المساخر، الذي يحتفل فيه اليهود سنوياً، حين تحايلت اليهودية "إستر"، بمساعدة عمها "مردخاي"، وأوقعت في حبائلها بالملك الفارسي "كورش"، وسلبت قلبه قبل ألفين وخمسمائة سنة، ولما صار كالخاتم في أصبعها، حرضته على وزيره "هامان"، الذي كان يعادي اليهود، ولقد تمت تصفية الوزير "هامان" بصورة تأديبية، عقاباً له على محاربة اليهود، ورسالة تحذير يهودية بنفس المصير المؤلم لكل من يعاديهم.
كان الجنس سلاح "استر" المشهر في تلك المعركة التاريخية، التي انتصر فيها اليهود على عدوهم "هامان"، وما زال توظيف "استر" للجنس مجال تفاخر اليهود، وتتدرب عليه الصبايا اليهوديات كجزء من العقيدة، وجميعهن على استعداد للتضحية بالجسد في سبيل إسرائيل.
لما سبق، فإن الحاخام اليهودي "أراي شفات" الذي حلل للفتيات اليهوديات ممارسة الجنس مقابل منفعة دولة إسرائيل، لم يأت بجديد، فقد أفتى بما ممارسة اليهود الأوائل، بينما الحاخام اليهودي الإيراني "ما شاء الله جلستاني" أخفى من العلم اليهودي الكثير، حين اعتبر تضحية "تسفي لفني" بجسدها زنا، بل واعتبرها خارجة عن دين اليهود.
إن ممارسة اليهوديات للجنس لمنفعة الدولة لم يقف عن حدود إسقاط الغرباء في مفاتن جسد النابض بالشهوة، بل تعدى ذلك إلى اليهود أنفسهم، وقد تفاخرت بنات إسرائيل بأنهن قدمن المتعة لقادة إسرائيل العسكريين، وكانت الفتيات اليهوديات يتفاخرن علانية فيما بينهن بممارسة الجنس مع وزير الحرب السابق، وبطل حروب إسرائيل "موشي ديان"!
ليس جديداً اعتراف "تسفي لفني" بأنها مارست الجنس مع قادة عرب وفلسطينيين، فقد سبقتها في ذلك "جولدا مائير" التي اعترفت بممارسة الجنس مع ملوك ورؤساء عرب، سهلوا لجيلها إقامة الدولة اليهودية سنة 1948، وأسهموا فيما بعد في تخريب بيت الفلسطينيين.
"تسفي لفني" تعترف بأنها مارست الجنس مع القادة العرب والفلسطينيين على مضض، وبلا شهوة الحب، وهي بذلك تقدم نفسها ضحية، وأنها بطلة، أعطت دولة إسرائيل كل شيء، والهدف من ذلك هو كسب تعاطف اليهود، ولاسيما أنها تفكر في ترشيح نفسها للانتخابات القادمة، وإذا كان جسد "غولدا مائير" قد أوصلها إلى رئاسة الوزراء، فما المانع أن يكون جسد "تسفي لفني" الذي نزف عليه بعض القادة العرب عرقهم، طريقها للفوز.
ليطمئن القادة الفلسطينيين التاريخيين الذين وردت أسماءهم في فضائح "تسفي لفني"، اطمئنوا، لا تحزنوا، ولا تخافوا، فأنتم أبطال فلسطين، ويكفيكم فخراً أنكم رددتم على اعتداءات اليهود العسكرية، بالطعن تحت الحزام، ويكفيكم مجداً أنكم أخذتم النساء اليهوديات أخذ فحلٍ مقتدرٍ، فإذا نجح اليهود في السيطرة على الأرض الفلسطينية، فأنتم يا قيادتانا قد نجحتم في السيطرة على نسائهم في الفراش، وهذه فحولة ليس بعدها بطولة!.
خابت حسابات القيادة الإسرائيلية
د. فايز أبو شمالة
حدد وزير الحرب الصهيوني أربعة أهداف للعمل الإرهابي الصهيوني ضد قطاع غزة، أربعة أهداف عجزت القيادة الصهيونية عن تحقيقها في أسوأ الظروف التي مرت فيها القضية الفلسطينية، في ذلك الوقت الذي كانت فيه المقاومة الفلسطينية إرهاباً من وجهة نظر الرئيس المصري المخلوع، فكيف يتسنى للغاصب تحقيقها والمقاومة الفلسطينية في قمة نشاطها، وبعد أن صارت قضية فلسطين تخص الأمة العربية والإسلامية؟
أما الهدف الأول الذي أعلن عنه وزير الحرب الصهيوني هو: تحقيق الردع الاسرائيلي! وهذا ما لم يتحقق للجيش الغازي سنة 2008، حين أعلنت وزيرة الخارجية الصهيونية الحرب على غزة من القاهرة.
أما الهدف الثاني الذي حدده وزير الحرب هو المساس بالصواريخ التي تمتلكها حماس والمقاومة، لذلك لجأ رئيس الوزراء إلى الكذب، وأعلن في أول بيان له عن إصابة المواقع الاستراتيجية لصواريخ المقاومة، وعن تحقيق العملية الإرهابية لأهدافها !.
أما الهدف الثالث الذي أعلن عنه وزير الحرب فقد تمثل في ايقاع الالم بالمقاومة، وهنا أقول إن العدو قد نجح نسبياً في إيقاع الألم بالمقاومين حزناً وغضباً على ارتقاء قائدهم أحمد الجعبري إلى الأعالي، ولكنه لم يمس إرادة المقاومة لدى الرجال الذين نذروا أنفسهم للشهادة.
وكان الهدف الرابع الذي يحلم في تحقيقه وزير الحرب الصهيوني: خفض مستوى تعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية للصواريخ، وهنا أزعم أن مدى صواريخ المقاومة الفلسطينية قد تجاوز المدى المألوف لدى الإسرائيليين.
ما يمكن ملاحظته أن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها وزير الحرب الصهيوني تخلو من عنجهية الماضي، واستبداد القوة المتغطرس الذي ميز قادة الكيان، فلم يرد ضمن الأهداف أي حديث عن اقتلاع المقاومة من جذورها، وتصفية المقاومين، واحتلال قطاع غزة، لقد تواضع وزير الحرب واكتفي بهدف إيقاع الألم بالمقاومة، ولم يقل وزير الحرب: سأمنع تساقط الصواريخ على المغتصبات الصهيونية، واكتفى بخفض مستوى تعرض الجبهة الداخلية للصواريخ، ولا حديث عن تهديم البيت الفلسطيني على رأس حركة حماس، وإنهاء حكمها كما كانت أهداف العدوان على غزة سنة 2008،
وللتغطية على الفشل يلجأ وزير الحرب الصهيوني إلى الكذب، ويعلن أن المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة تتمتع بالأمن الذي لم تحلم فيه منذ عشر سنوات، لقد سخر الإسرائيليون أنفسهم من كلام وزير حربهم، الذي يتحدث عن الأمن في منطقة يتوقف فيها التعليم نهائياً، وتغلق المدارس أبوابها، وقد صدرت التعليمات للسكان بألا يبتعدوا عن الملاجئ أكثر من خمسة عشر ثانية! فعن أي أمن للغاصبين يتحدث وزير الحرب الصهيوني؟
الساعات القادمة والأيام القادمة تحمل للعدو الإسرائيلي رعباً لم يشهده من قبل.
لغزة أمٌ مصريةٌ وأبٌ عربي
د. فايز أبو شمالة
مصر ليست جارة لقطاع غزة، تذرف الدمع لما يصيب سكانه من إرهاب صهيوني، وتقدم لهم المساعدات الإنسانية، مصر هي الأم الحنون لكل الفلسطينيين، وهي سيف العرب المسلول من غمده، وإذا كانت المقاومة قد صمدت في الحرب معتمدة على نفسها عندما كان يطبق على أنفاس مصر المخلوع حسني مبارك، فإن المقاومة الفلسطينية اليوم هي أكثر ثقة بالنفس، وهي تدرك أن لها أمٌ مصرية، ستمد لها ثديها الطافح بحليب الكرامة، ولن تتركها تجوع للسلاح، ولن تتركها تقتصد في رش الرصاص، مصر خزان الرجال والشرف الذي يأبى أن يدفن رأسه في الرمال، حتى لا يرى دم غزة النازف، ودموعها الشامخة بالمجد.
مصر العربية التي تحركت، وسحبت سفيرها من دولة الغاصبين، سجلت موقفاً أولياً تزينه الكرامة العربية، ولكن ما يطلبه الأبناء من أمهم أكثر من الصراخ على الذئب، وأكثر من رجمه بكلمات الغضب، ما يطلبه الفلسطينيون من مصر قطع كل العلاقات مع العدو الإسرائيلي، وتمزيق اتفاقية كامب ديفيد التي أهانت العرب، وداست على أنف الأمة بحذاء التوسل والاستخذاء، ما يطلبه الأبناء الفلسطينيون من أمهم مصر هو تحديد العدو من الصديق، فلا يمكن أن يكون الغاصب الصهيوني طرفاً آخر، ولا يمكن أن يكون الغاصب جاراً لمصر، العصابات الصهيونية هي عدو مصر الأول قبل أن تكون مغتصبة لأرض فلسطين، إسرائيل هو عدو العرب جميعهم، وعدوة المسلمين.
الفلسطينيون يطلبون من أمتهم العربية الناهضة تمزيق مبادرة السلام العربية، لأن تلك المبادرة الخانعة قد تم إعدادها في زمن الرؤساء الساقطين المخلوعين، بينما الزمن الراهن، زمن انتصار المقاومة، زمن الثورات العربية الذي يفرض إرادة الشعوب، ويطالب بتمزيق مبادرة السلام الذي أشرف عليها مبارك والقذافي وزين العابدين وعلى عبد الله صالح وأمثالهم من الحكام العرب الذين باعوا الأوطان لعدوهم الإسرائيلي بثمن بخس.
وإذا كان الفلسطينيون قد رحبوا بخطوات مصر الجريئة، وينتظرون من أمتهم العربية المزيد والمزيد من الدعم والإسناد المادي والمعنوي، فإن الفلسطينيين في كل مكان يقبلون يد محمود عباس، ويترجونه بأن يسمح لشعبنا بالخروج للشوارع في مظاهرات غضب ضد العدو الإسرائيلي، ويتوسلون إلى الله بأن لا يبطش محمود عباس بالفلسطينيين الراغبين بالخروج إلى شوارع رام الله، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي المجرم.
صواريخنا العبثية تدك تل أبيب!
د. فايز أبو شمالة
قطعت الإذاعة العبرية "ريشت بيت" برامجها في السابعة إلا عشر دقائق مساء الخميس، لتعلن بالعبرية عن "تسيبع أدوم" في مدينة تل أبيب، أي صفارات إنذار في تل أبيب!
نفس الرسالة التحذيرية بثت من خلال القناة الثانية الإسرائيلية، بل وطالبت الإسرائيليين بالانتباه، وأخذ الإنذار محمل الجد، والنزول من الطوابق العليا، والاحتماء في الملاجئ!.
فماذا حدث بعد خمس دقائق؟
جاء متحدث باسم الدفاع المدني الإسرائيلي، وقال بالحرف الواحد: إن "السنزورة" في إسرائيل (ومعناها الرقابة العسكرية) قد سمحت له بأن يعلن عن سقوط قذيفتين على مدينة تل أبيب، وعلى الإسرائيليين اتباع التعليمات الأمنية في هذا الشأن!
لا جديد حتى الان في الخبر سوى الإعلان الرسمي عن سقوط قذيفتين على مدينة تل أبيب، ولكن الغريب حدث في تمام السابعة مساء، حين أعلنت القناة الثانية ذاتها بلسان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، عن عدم سقوط أي صاروخ على الأرض في تل أبيب، ويدعو الإسرائيليين إلى عدم الفزع، والاطمئنان لقدرة الجيش على العمل في غزة، ويحذر من الاستماع إلى الإشاعات المغرضة، والاستماع إلى التعليمات الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية.
ولكن الأغرب في الإعلام الإسرائيلي جاء في تمام السابعة وعشرة دقائق، حين عاود الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ليتحدث عن سقوط صاروخين على منطقة "غوش دان" المنطقة التي تضم داخلها مدينة تل أبيب، واعترف الناطق العسكري بأن 2 مليون إسرائيلي يعيشون في المنطقة تنتظرهم ليلة غير هادئة، وراح المتحدث يناشد الإسرائيليين بالحذر، وأن يكونوا على مقربة من الملاجئ، وأن يفتحوا النوافذ، وأن ينزلوا من الطوابق العلوية، وأن يحتموا بالغرف الداخلية من الشقق، وعلى سائقي السيارات التوقف، والاحتماء مجرد الاستماع لصفارة الإنذار.
وسط هذا الإرباك الصهيوني في كيفية الإعلان عن قصف مدينة تل أبيب، وبين الكذب والتكذيب، وبين الرعب الذي لف الإسرائيليين ومحاولة الطمأنة من المسئولين، تذكرت أحاديث محمود عباس الكثيرة عن صواريخ المقاومة العبثية، وقلت بلسان كل فلسطيني وعربي: إذا كان هذا فعل صواريخنا العبثية التي سخر منها محمود عباس، فكيف لو كانت صواريخنا جدية لم يحاربها محمود عباس، ولم يحاصر منتجيها، ولم يسجن المقاومين؟
كيف سيكون حال الإسرائيليين لو وقف محمود عباس موقف المحايد من المقاومة، ولم يذبح المقاومين في الضفة الغربية؟ وأين كانت ستصل هذه الصواريخ المرعبة الرائعة؟ !.
> --
> -
> ================================================
>
> منتصرون بإذن الله
> ----------------------
>
> لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google مجموعة "فلسطين - عام
> التحرير".
> لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
> pales...@googlegroups.com
> لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
> palestine1+...@googlegroups.com
> لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
> http://groups.google.com/group/palestine1?hl=ar
>
> -
>
> إعلانك يعتبر دعمنا ماليا ومعنويا لنا
> على هذا الرابط
> https://sites.google.com/site/palestine1palestine
> ضع رابطا لموقعك هنا, لمدة سنة كاملة, بمائة دولار.
> المدير
> palest...@gmail.com
>
> ---------------------------------------------
>
> ارتباط دعائي
>
> https://sites.google.com/site/noticeadvert
>
الرجاء التعميم
سمة بدن - يا غزة لا تهتزي
إســرائيل تسبق طاقم سمة بدن في "سمة البدن" وتجتاح غزة، وانتقاد ساخر ولاذع لتخاذل الدول العربية ودول أخرى
Watch and find out what really is going on in Gaza
مرفق الرابط
http://www.ehna.tv/Video/23-1295
Content Alarz
Alarz Productions
Address : Almutran 5'ST, Nazareth 16000
Tel/fax: +97246553304
E-mail: con...@alarz.tv ,Web: www.alarz.tv
From: ardknaan...@googlegroups.com [mailto:ardknaan...@googlegroups.com] On Behalf Of ?. ???? ??? ?????
Sent: Friday, November 16, 2012 1:14 PM
To: 'د. فايز أبو شمالة'; alewa...@groups.live.com; chaoui...@gmail.com
Cc: abu-ma...@googlegroups.com; pales...@googlegroups.com; 'فايز ابوشمالة كاتب'; shaffa...@metransparent.nfrance.com; in...@alwaie.com; ala...@alarab.net; has...@arabs48.com; hassa...@gmail.com; arabtim...@yahoo.com; in...@arabs48.com; in...@elshaab.org; irif...@gmail.com; worldcou...@yahoo.com; szan...@gmail.com; stu...@bokra.net; soumi...@hotmail.com; sof...@gmail.com; sina...@live.com; 'Salah H'; pres...@hotmail.com; palesti...@googlegroups.com; 'مجموعات فلسطين'; omf...@gmail.com; now...@hotmail.com; ne...@pal4news.com; nasr...@hotmail.com; napeel...@gmail.com; man...@manarfm.com; mak...@hotmail.fr; mahmod...@gmail.com; libya....@gmail.com; kolon...@yahoo.es; jopa...@yahoo.com; in...@watnnews.net; in...@pal4news.com; in...@jo-now.com; in...@barqnews.com; in...@balagh.com; in...@asharqalarabi.org.uk; in...@arabnyheter.se; info.al...@gmail.com; hedayah...@hotmail.com; hala_a...@hotmail.fr; grou...@googlegroups.com; gal3...@yahoo.com; faruq...@gmail.com; ekhb...@ekhbaryat.net; edit...@alanba.com.kw; edi...@watan.com; 'شباب مصر عبد الهادي'; edi...@middle-east-online.com; 'الركن الاخضر / موقع'; edi...@bokra.net; edi...@almitro.com; edi...@alewaa-int.com; edi...@alarab.co.uk; diwan...@gmail.com; deyara...@deyaralnagab.com; bo...@bokra.net; bargho...@hotmail.com; at.a...@yahoo.com; assal...@yahoo.com; arf...@gmail.com; ardknaan...@googlegroups.com; arabren...@yahoo.com; arab...@gmx.com; arabib...@gmail.com; arabiana...@gmail.com; ara...@googlegroups.com; 'تلفزيون anb'; 'شبكة امين للمقالات'; amer...@alewaa-int.com; alzayt...@gmail.com; 'alwasat... جميل حامد today'; alquds-l...@googlegroups.com; alqud...@googlegroups.com; alqud...@hotmail.com; alq...@alquds.co.uk; almi...@gmail.com; almesr...@gmail.com; 'سمير عبيد'; alga...@googlegroups.com; alfikr...@googlegroups.com; 'المقاومة العراقية'; alara...@alarabnews.com; al-...@laposte.net; al3awd...@hotmail.com; ad...@sudanmotion.com; ad...@libyaalmostakbal.net; ad...@felixnews.com; 'صحيفة الحدث'; 48
@googlegroups.com; fofozozo+...@googlegroups.com; pa...@panet.co.il; ad...@radiobethlehem2000.net; bakria...@cox.net; shba...@yahoo.com; ari...@live.fr; edi...@sawtordon.com; w...@dogruhaberarapca.com; edi...@shasha.ps; honaga...@hotmail.com; zajel...@gmail.com; l.sha...@gmail.com; lu...@shathaia.com; art...@youm7.com
Subject: {ارض كنعان} صواريخنا العبثية تدك تل أبيب
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google مجموعة "شبكة ارض
كنعان للصحافة والاعلام".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
ardknaan...@googlegroups.com
لزيارة موقع وكالة ارض كنعان الاخبارية الرابط http://knspal.net/ar/
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/ardknaanardknaan?hl=ar?hl=ar
مـلاحـظـات هـامـة
*الرسائل المطروحة لا تعبر عن رأي المجموعة بل تعبر عن رأي صاحبها.
*الـرد عـلـى الـمـشـاركـة تــصـل لـبـريـد الـمـرسـل ولـيـس للـمـجـمـوعـة.
الـمـشـاركـات الـتـي يـتـم حــذفــهــمــا مـن الـقـروب:-
1) الـمـشـاركـات الـتـي تـحـمـل عـلامـة FW أوRE
2) الـمـشـاركـات الـتـي لـيـس لـهـا عـنـوان.
3) الـمـشـاركـات الـمـكـررة.
4) الـمـشـاركـات الـتـي تـتـعـرض للاديان او المذاهب.
5) الـمـشـاركـات الـجـنـسـيـه.
إنتبهوا ..؟؟ مسرحية ( ألإخوان ) يا فلسطينيين ..،، يا عرب ..!!
أحمد دغلس
ما يجري الآن في غزة ولليوم الثالث على التوالي لا يتطابق والمألوف الذي تعودنا عليه طوال عشرات السنين الماضية بالكر والفر مع إسرائيل ، إذ ان إسرائيل ومجتمعها لا يتحمل ساعة من المزيد في اي عنف او حرب يؤثر على امن مجتمعه والأمثلة كثيرة .
الحرب الدائرة او بالأحرى ما يجري بين حماس وإسرائيل يجب التوقف بشأنه وبمسيرة فصوله التي لم يسبق لحالها اي حال قبل ، قبلت به المؤسسة السياسية ناهيك عن المؤسسة العسكرية ومجتمعها ألإسرائيلي الموعود بالأمن المطلق ... إذ اننا الان في اليوم الثالث لهذه الحرب ..؟؟ الغريبة العجيبة التي تدق نيرانها قدس المقدس ( تل ابيب ) لأول مرة في التاريخ الفلسطيني وحتى العربي دون العراقي ، تثير التساؤل المثير والغير قابل للفهم لصبر ( ايوب ) الإسرائيلي المشهد الجديد الذي نعيشه الآن الذي قطعا ( ليس ) خوفا او عدم قدرة على الكيل بأكثر من صاع ضد حماس لكون القوة والمقدرة والتسليح وجميع الموازين يملكه ( ايوب ) إسرائيل .
إن ما يجري الآن ليس إلا إنقلابا نشهد فصوله وإن كانت ( دموية ) في غزة ...إذ ان الحلف المقدس الذي بدى ظاهرا بين جماعة الإخوان المسلمين وامريكا والوسيط قطر بدت ملامحه تتوضح في اكثر من مكان في الشرق ألأوسط والذي لا بد له من معالجة الفيروس الفلسطيني بدواء الكي الحمساوي اي ( بالنصر ) بضرب تل ابيب وكما اعلن الان بضرب الكنيست الإسرائيلي بشرط الإبتعاد الى ما هو اقرب اليهم (مفاعل ) ديمونا النووي .
ملاحظين ان سلطات الإخوان المسلمين التي كانت ( تُعيب ) ما يفعله الغير تعمل الآن وفق اجندة اكثر عيبا تجاه إسرائيل ... من رسائل الود الى زيارة رئيس وزرائها قنديل اليوم الى غزة التي كانت بمثابة التطمين لا غير في مسيرة المسرحية التي سدل الستار عنها امير قطر حمد آل ثاني ،التي تتناسل وزايارة قنديل ووزير خارجية تونس الإخونجي لغزة التي تحترق بطلعات الطائرات الإسرائيلية .. ؟؟ دون اي خوف وكأنهم بالأسد معتصمين!! ليتبادر الينا السؤال ما سبب التركيز ولعشرات المرات على المنطق النائية وما هدف التكرير .. للطيران الإسرائيلي ؟؟
نظرة ومقارنة بوجوه قادة حماس وقادة مصر الزائرة لغزة لا ( تشير ) الى ما اشارت اليه الوجوه فيما قبل ايام معارك الرصاص المصبوب ... وقتها إختبأ هنية وكل جوقة حماس في المستشفيات النسائية وفي الأنفاق اما اليوم فإننا نرى التباشير والطمانينة على وجوههم ( قطعا ) ليس تباشير تحرير فلسطين ودخول يافا وتل ابيب والقدس بعد ان يتشعبطوا وادي اللطرون قدوما من غزة ، كما اننا لم نتعود على مثل خطاب الخرطوم الأخير إنه خطاب مطمئن لا خطاب ( حرب ) كما عودنا عليه خالد مشعل ثم اننا يجب علينا ان لا ننسى شهيد المسرحية القائد الجعبري في غزة ... لأي جهة كان منتظما ( اهي ) قدر ..!! ام هي عملية بيروتية ( فردان ) أخرى كما كانت ضد ابو يوسف النجار ، كمال عدوان ... ورفاقه آلأخرين ..؟؟
إننا لا نستطيع إلا ان نقف مطولا امام هذا السيل الجديد ألإخونجي ألأمريكي ، الذي يتدفق بالتوازي مع هذه المسرحية الدموية التي سنرى فصولها القادمة كما نطالع بشائرها في التدمير المنهجي للمؤسسة العربية والفلسطينية التي ربما تعطي بعض الشيء بخلاف مانراه الذي يٌنذر بالكارثة عمودها السماوي ( هدنة ) طويلة الأمد مع تشكيل امارة غزة وضم ما تبقى من بشر الى الأردن مع التوطين والقضاء على حق العودة والدولة الفلسطينية المستقلة هذه هي ما سيتوصل اليه الإخوان وأمريكا وإسرائيل .. لنشهد الأيام والشهور القادمة بعد فوز حماس بالميدالية الوهمية بالنصر المنقوص الذي اوهم به سابقوهم عندما تنازلوا عن ما كان لهم .
أحمد دغلس
--
كل غزة صارت حماس، فانتصري
د. فايز أبو شمالة
لأول مرة ـ في تاريخ غزة الحديث ـ يلتف كل الناس حول حماس، حتى أن المعارضة الفلسطينية الشريفة التي اختلفت من قبل مع حركة حماس، قد صارت اليوم حماس، فمن لم يكن حماس بالانتماء قد صار حماس بالولاء، ومن لم يكن حماس بطريقة التفكير والعمل والتدبير، صار اليوم حماس بالسجود لله شكراً لما حققته المقاومة من مفاجأة أذهلت الصديق، وأربكت العدو، حتى أن المتفحص في سلوك الناس في قطاع غزة، والمراقب لتصرفاتهم وردات فعلهم يلاحظ علامات الرضا والارتياح التي ارتسمت على الوجوه، ويسمع على طول الطريق آيات التكبير والشكر، وقد انتقل الشموخ والحماس من رجال حماس إلى كل الناس، ومن المؤكد أنني استثني هنا ما نسبته 5% من الحاقدين الخائبين المشككين اليائسين البائسين الميئوس من انتمائهم للواقع ولأحاسيس الناس في فلسطين.
يتناقل سكان قطاع غزة أخبار المقاومة بفخر، وبمقدار ما تشتعل حرب الصواريخ تنشغل الهواتف بالاتصال، وتبادل الأمل من خلال تحديد مواقع القصف الفلسطيني للمواقع الصهيونية، والعكس، ولا يقف أمر تبادل المعلومات الجديدة على جيل الشباب الذي انغمس في الحماس، بل صار كبار السن من أبناء جيلي، وذو التجارب المريرة في القهر من جيش العدو الذي كان لا يهزم، لقد صار هؤلاء بين مُصدّقٍ وفرحٍ لوصول الصواريخ الفلسطينية إلى تل أبيب والقدس، ومستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية، وبين مستغربٍ من هذه القدرة الفلسطينية، وهو يتساءل: متى؟ ومن أين لحماس هذه القوة؟ وكيف تسنى لرجال المقاومة تحقيق كل ذلك؟
إن الاجماع الفلسطيني الذي يتحقق على الأرض، وإن هذا الالتفاف المكثف حول المقاومة المسلحة ليفرض على القيادة الفلسطينية في قطاع غزة بألا تفسد فرح الناس، وألا تكسر الأمل لديهم بتغيير قواعد التعامل الميداني مع العدو، وألا توافق المقاومة على التهدئة مع العدو دون تحقيق ما تتطلع إليه الجماهير، وأولها: فك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بالكامل، وفتح المعابر، مع السماح بدخول وخروج البضائع من وإلى قطاع غزة بلا قيود.
ثانياً: أن تكون التهدئة الفلسطينية مقابل التهدئة الصهيونية، دون الالتزام بأي شروط لهذه التهدئة، فأي تهدئة طويلة الأمد ومشروطة، هي قيد في معصم المقاومة، ونحن أصحاب حق في فلسطين، وقضيتنا السياسية لا تقتصر على تحسين شروط الحياة الإنسانية في قطاع غزة.
ثالثاً: أن تكون التهدئة ملزمة العدو الصهيوني، الذي أجاز لنفسه حرية تصفية أي مواطن فلسطيني لمجرد إشباع الرغبة لديه في القتل.
رابعاً: التأكيد على حق المقاومة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية الثابتة، مع اشتراط عدم تعرض العدو لحركة الناس على الشريط الحدودي مع العدو الصهيوني.
خامساً: لتكن التهدئة فترة استراحة للمقاومين، وفترة إعداد وتطوير لقدراتهم القتالية والتدرب استعداداً لجولة مواجهة قادمة.
قد يقول البعض: هذه شروط المنتصرين، والعدو الإسرائيلي لا يعترف بعجزه في تدمير كل من يتحرك على أرض غزة، وهذا كلام صحيح من الناحية النظرية، ولكن صواريخ المقاومة التي استطاعت أن تشوش الحياة في تل أبيب، وأن تجعل شوارعها خاوية لفترة من الزمن، هذه المقاومة قادرة على فرض شروطها، ولاسيما أن الحقائق الجديدة التي فرضها الربيع العربي، والتي تعزز المقاومة الفلسطينية، لتؤكد أن يد العدو الصهيوني ما عادت مطلقة، ليمارس لذة القتل دون ردة فعل عربية، قد تقلب موازين الوجود الصهيوني من أساسه رأساً على عقب.
مئة رجل هزوا عرش إسرائيل!
د. فايز أبو شمالة
مئة رجل هزوا عرش إسرائيل، مئة رجل فلسطيني يفرضون الرعب على ملايين اليهود، إنهم يتحركون بخفة ورشاقة داخل قطاع غزة، لا تشعر بهم، ولا تعرفهم، ولا تنته لغايتهم، مئة رجل فقط، يصوّبون فوهات قذائفهم إلى جهات معلومة لهم سلفاً، يطلقون باسم الله على تجمعات اليهود، وينسلون من المكان كنسمة صيف، تمسح الوجع عن جبين الأمة.
مئة رجل عربي هم الذين يقاتلون إسرائيل حتى اليوم الخامس للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، مئة رجل ينثرون الرعب في شوارع تل أبيب، وفي ريشون ليتسيون، وبير توفيا، مئة رجل فلسطيني في المعركة مع العدو الغاصب، أما باقي سكان قطاع غزة فهم عناصر إسناد، وتمويه، وتغطية، يستمدون الدعم والتأييد من ملايين العرب والمسلمين الذين آمنوا بأن الله أكبر من إسرائيل وأمريكا، وباتوا يفتخرون بأنفسهم، ويستردون شخصيتهم التي غيبتها الأعداد المجهولة من الجيوش العربية، التي أشرفت على تسليحها وتدريبها المخابرات الأمريكية.
مئة رجل يا غزة، مئة رجل حتى هذه اللحظة هم الذين يقاتلون إسرائيل، ويتصدون لعدوانها، ويوقعون فيها الإصابات بقذائفهم، أما باقي رجال المقاومة الفلسطينية في غزة فإنهم ينتظرون، إنهم يقبضون على متفجراتهم بتحفزٍ، تخبئهم الأرض في حضنها، يحمحمون للطراد كالخيل، ولكنهم ينتظرون، ويتربصون تقدم الآليات الصهيونية، وتلك اللحظة الفارقة، حين تصير الدبابة الصهيونية في متناول أيديهم، أو حين يلامس بطن الدبابة اليهودية حرارة عبواتهم الناسفة؛ التي أعدوها مسبقاً، وأبدعوا في إخفائها، وتفننوا في التمويه على شدة بطشها.
مئة رجل استشهادي هزوا عرش الصهاينة الأمني، هذا ما توصلت إليه بعد أن راقبت شوارع غزة، وبعد أن تجولت في المنطقة الممتدة من خان يونس حتى مدينة رفح جنوباً، ومن خان يونس حتى مدينة غزة شمالاً، لقد دققت في الأماكن، وتفرست في الوجوه، فلا مظاهر عسكرية، ولا معدات على الطرق، ولا مواقع، ولا مقاومين، حتى أنك لا تبصر في كل أنحاء قطاع غزة بندقية واحدة، أو مسدساً على خاصرة مقاوم، ولا تتوقف أمام أي حاجز عسكري، بل أنك لا تبصر ما يشير إلى وجود استعدادات للمعركة، أو تحضيرات للمواجهة العسكرية مع أكبر وأقوى جيش عرفه الشرق الأوسط !.
كل شيء على حاله فوق السطح، ولا يعلم ما تخفيه الأرض من إسرار إلا الله سبحانه وتعالي، وبعض قادة المقاومة؛ الذين يعدون المفاجآت المرعبة للجيش الصهيوني الذي أرعب الشرق على مدى ستين عاماً من انتصاراته الوهمية الزائفة.
From: د. فايز أبو شمالة [mailto:fa...@palnet.com]
Sent: Tuesday, November 20, 2012 4:48 AM
To: 'د. فايز أبو شمالة
'; 'alewa...@groups.live.com'; chaoui...@gmail.com
Cc: 'abu-ma...@googlegroups.com'; 'pales...@googlegroups.com'; 'فايز ابوشمالة كاتب'; 'shaffa...@metransparent.nfrance.com'; 'in...@alwaie.com'; 'ala...@alarab.net'; 'has...@arabs48.com'; 'hassa...@gmail.com'; 'arabtim...@yahoo.com'; 'in...@arabs48.com'; 'in...@elshaab.org'; 'irif...@gmail.com'; 'worldcou...@yahoo.com'; 'szan...@gmail.com'; 'stu...@bokra.net'; 'soumi...@hotmail.com'; 'sof...@gmail.com'; 'sina...@live.com'; 'Salah H'; 'pres...@hotmail.com'; 'palesti...@googlegroups.com'; 'مجموعات فلسطين'; 'omf...@gmail.com'; 'now...@hotmail.com'; 'ne...@pal4news.com'; 'nasr...@hotmail.com'; 'napeel...@gmail.com'; 'man...@manarfm.com'; 'mak...@hotmail.fr'; 'mahmod...@gmail.com'; 'libya....@gmail.com'; 'kolon...@yahoo.es'; 'jopa...@yahoo.com'; 'in...@watnnews.net'; 'in...@pal4news.com'; 'in...@jo-now.com'; 'in...@barqnews.com'; 'in...@balagh.com'; 'in...@asharqalarabi.org.uk'; 'in...@arabnyheter.se'; 'info.al...@gmail.com'; 'hedayah...@hotmail.com'; 'hala_a...@hotmail.fr'; 'grou...@googlegroups.com'; 'gal3...@yahoo.com'; 'faruq...@gmail.com'; 'ekhb...@ekhbaryat.net'; 'edit...@alanba.com.kw'; 'edi...@watan.com'; 'شباب مصر عبد الهادي'; 'edi...@middle-east-online.com'; 'الركن الاخضر / موقع'; 'edi...@bokra.net'; 'edi...@almitro.com'; 'edi...@alewaa-int.com'; 'edi...@alarab.co.uk'; 'diwan...@gmail.com'; 'deyara...@deyaralnagab.com'; 'bo...@bokra.net'; 'bargho...@hotmail.com'; 'at.a...@yahoo.com'; 'assal...@yahoo.com'; 'arf...@gmail.com'; 'ardknaan...@googlegroups.com'; 'arabren...@yahoo.com'; 'arab...@gmx.com'; 'arabib...@gmail.com'; 'arabiana...@gmail.com'; 'ara...@googlegroups.com'; 'تلفزيون anb'; 'شبكة امين للمقالات'; 'amer...@alewaa-int.com'; 'alzayt...@gmail.com'; 'alwasat... جميل حامد today'; 'alquds-l...@googlegroups.com'; 'alqud...@googlegroups.com'; 'alqud...@hotmail.com'; 'alq...@alquds.co.uk'; 'almi...@gmail.com'; 'almesr...@gmail.com'; 'سمير عبيد'; 'alga...@googlegroups.com'; 'alfikr...@googlegroups.com'; 'المقاومة العراقية'; 'alara...@alarabnews.com'; 'al-...@laposte.net'; 'al3awd...@hotmail.com'; 'ad...@sudanmotion.com'; 'ad...@libyaalmostakbal.net'; 'ad...@felixnews.com'; 'صحيفة الحدث'; '48@googlegroups.com'; 'fofozozo+...@googlegroups.com'; 'pa...@panet.co.il'; 'ad...@radiobethlehem2000.net'; 'bakria...@cox.net'; 'shba...@yahoo.com'; 'ari...@live.fr'; 'edi...@sawtordon.com'; 'w...@dogruhaberarapca.com'; 'edi...@shasha.ps'; 'honaga...@hotmail.com'; 'zajel...@gmail.com'; 'l.sha...@gmail.com'; 'lu...@shathaia.com'; 'art...@youm7.com'
Subject: لماذا تغلقون مدارس قطاع غزة؟
لماذا تغلقون مدارس قطاع غزة؟
د. فايز أبو شمالة
لماذا تفرضون منع التجول على قرابة مليون طالب في قطاع غزة؟ لماذا تربكون الحياة في قطاع غزة، وتشوشون على حركة الشارع الذي يموت دون طلاب المدارس؟ لماذا تسهلون على الغاصب الصهيوني مهتمة في الاستفراد بمطلقي الصواريخ؟
اتركوا الحياة في شوارع غزة تأخذ مجراها الطبيعي، اتركوا الطلاب يشوشون على العدو خططه العسكرية، فحربنا مفتوحة الزمن، وقد تاهت إسرائيل في فضاء غزة، وراحت تعبر عن عجز طائراتها الحربية المتطورة في تحقيق أهدافها من خلال:
أولاً: تركيز الطيران الحربي الإسرائيلي على قصف الأهداف المدنية، وقصف الناس الامنين في بيوتهم بشكل انتقامي، وقصف المنازل التي تم قصفها أكثر من مرة، بهدف تسجيل طلعات حربية، وتسجيل أهداف تم ضربها بالكذب.
ثانياً: من خلال التهديد المتواصل بدخول غزة، وبدء الحرب البرية، وهذا بحد ذاته اعتراف صهيوني صريح بأن حرب الطائرات قد فشلت، وصارت الغلبة في الجو لصواريخ المقاومة التي نجحت في منع التجول على ملايين اليهود.
دعوا الحياة تمشي على فطرتها في قطاع غزة، وأعلنوا فوراً عن بدء الدراسة، ولا تستمعوا للراجفين، فقد تعودنا على الحياة في غياهب السجون، وتعودنا على التعليم في المدارس تحت القصف الإسرائيلي في حرب الفرقان، وتعودنا على الحياة حين كان الموت يسكن الشوارع، وتحركنا تحت القصف اليومي لبيوتنا طوال سنوات الانتفاضة.
اتركوا الطلاب في مدارس غزة يسمعون صوت القصف الإسرائيلي، وهم على مقاعد الدرس، فلا فرق بين القذيفة الصهيونية التي تسقط على بيوت المواطنين أو تنفجر في ساحة المدرسة، اتركوا طلاب غزة يتناقشون، ويتحاورون عن أسباب العدوان، ويحضرون أنفسهم للمعركة القادمة، فهذه المعركة ليست أم المعارك مع العصابات الصهيونية، هذه معركة ستتوقف غداً أو بعد غدٍ، فاتركوا الجيل القادم يرتب مستقبله، وينتزع أرض أجداده التي عجز أبناء جيلي عن تحريرها، وتأكدوا أن عدوكم الصهيوني لن يقصف مدرسة، وعدوكم الصهيوني لن يتورط في مجزرة جديدة، وسيهرب من تذكير العالم بجرائمه ضد الإنسانية، وستكون مهمة طائراته أصعب بكثير حين تمتلئ الشوارع بالطلاب الغادين والعائدين من مدارسهم.
لقد سمح عدونا الصهيوني للتعليم في مدارسه التي تبعد مسافة 40 كيلو متر عن حدود قطاع غزة، فاقهروه، وأعلنوا عن استئناف الدراسة تحت قصف الطائرات؟
أنا أطالب بعودة الطلاب إلى المدارس فوراً، بصفتي أب لأربعة أطفال في المدارس الابتدائية، ولا أرى أي مانع من ذهابهم فجراً إلى المدارس، كي يدوسوا على الأمن الإسرائيلي الذي بات ممسحة شوارع غزة، ونحن ننشد مع شاعرنا محمود درويش:
ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
ونرقص بين شهيدين
نرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلا.
From: د. فايز أبو شمالة [mailto:fa...@palnet.com]
Sent: Tuesday, November 20, 2012 4:48 AM
To: 'د. فايز أبو شمالة'; 'alewa...@groups.live.com'; chaoui...@gmail.com
Cc: 'abu-ma...@googlegroups.com'; 'pales...@googlegroups.com'; 'فايز ابوشمالة كاتب'; 'shaffa...@metransparent.nfrance.com'; 'in...@alwaie.com'; 'ala...@alarab.net'; 'has...@arabs48.com'; 'hassa...@gmail.com'; 'arabtim...@yahoo.com'; 'in...@arabs48.com'; 'in...@elshaab.org'; 'irif...@gmail.com'; 'worldcou...@yahoo.com'; 'szan...@gmail.com'; 'stu...@bokra.net'; 'soumi...@hotmail.com'; 'sof...@gmail.com'; 'sina...@live.com'; 'Salah H'; 'pres...@hotmail.com'; 'palesti...@googlegroups.com'; 'مجموعات فلسطين'; 'omf...@gmail.com'; 'now...@hotmail.com'; 'ne...@pal4news.com'; 'nasr...@hotmail.com'; 'napeel...@gmail.com'; 'man...@manarfm.com'; 'mak...@hotmail.fr'; 'mahmod...@gmail.com'; 'libya....@gmail.com'; 'kolon...@yahoo.es'; 'jopa...@yahoo.com'; 'in...@watnnews.net'; 'in...@pal4news.com'; 'in...@jo-now.com'; 'in...@barqnews.com'; 'in...@balagh.com'; 'in...@asharqalarabi.org.uk'; 'in...@arabnyheter.se'; 'info.al...@gmail.com'; 'hedayah...@hotmail.com'; 'hala_a...@hotmail.fr'; 'grou...@googlegroups.com'; 'gal3...@yahoo.com'; 'faruq...@gmail.com'; 'ekhb...@ekhbaryat.net'; 'edit...@alanba.com.kw'; 'edi...@watan.com'; 'شباب مصر عبد الهادي'; 'edi...@middle-east-online.com'; 'الركن الاخضر / موقع'; 'edi...@bokra.net'; 'edi...@almitro.com'; 'edi...@alewaa-int.com'; 'edi...@alarab.co.uk'; 'diwan...@gmail.com'; 'deyara...@deyaralnagab.com'; 'bo...@bokra.net'; 'bargho...@hotmail.com'; 'at.a...@yahoo.com'; 'assal...@yahoo.com'; 'arf...@gmail.com'; 'ardknaan...@googlegroups.com'; 'arabren...@yahoo.com'; 'arab...@gmx.com'; 'arabib...@gmail.com'; 'arabiana...@gmail.com'; 'ara...@googlegroups.com'; 'تلفزيون anb'; 'شبكة امين للمقالات'; 'amer...@alewaa-int.com'; 'alzayt...@gmail.com'; 'alwasat... جميل حامد today'; 'alquds-l...@googlegroups.com'; 'alqud...@googlegroups.com'; 'alqud...@hotmail.com'; 'alq...@alquds.co.uk'; 'almi...@gmail.com'; 'almesr...@gmail.com'; 'سمير عبيد'; 'alga...@googlegroups.com'; 'alfikr...@googlegroups.com'; 'المقاومة العراقية'; 'alara...@alarabnews.com'; 'al-...@laposte.net'; 'al3awd...@hotmail.com'; 'ad...@sudanmotion.com'; 'ad...@libyaalmostakbal.net'; 'ad...@felixnews.com'; 'صحيفة الحدث'; '48
@googlegroups.com'; 'fofozozo+...@googlegroups.com'; 'pa...@panet.co.il'; 'ad...@radiobethlehem2000.net'; 'bakria...@cox.net'; 'shba...@yahoo.com'; 'ari...@live.fr'; 'edi...@sawtordon.com'; 'w...@dogruhaberarapca.com'; 'edi...@shasha.ps'; 'honaga...@hotmail.com'; 'zajel...@gmail.com'; 'l.sha...@gmail.com'; 'lu...@shathaia.com'; 'art...@youm7.com'
Subject: لماذا تغلقون مدارس قطاع غزة؟
يقولون في إسرائيل: نتانياهو أرنب
د. فايز أبو شمالة
في غضون ثلاث ساعات، علق أكثر من ألف يهودي على خبر نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الساعة التاسعة صباح الثلاثاء، يقول الخبر: يبدو أن عملية حجارة السجيل "عامود السحاب" على وشك النهاية، لقد صرح بذلك مصدر سياسي كبير في إسرائيل، وقال: لقد تقرر في جلسة الوزراء التسعة أن إسرائيل ستختار التهدئة بقوة، والهدف هو الوصول إلى وقف إطلاق النار، وعدم الاستمرار بالعملية العسكرية" .
سأترجم للقارئ تعليقات اليهود التي حظيت بالإعجاب الشديد من القراء:
1ـ "نتانياهو" أنت جبان سافل، إن من ينتخب "نتانياهو" سيحكم على نفسه وعلى الدولة بالهلاك.
2ـ إنه الخجل، ببساطة، إن وقف إطلاق النار خجل، وسيرتد علينا بعد فترة.
3ـ نتانياهو، أنت أرنب، اذهب إلى جحرك وكل الجزر.
4ـ لا لا لا لا، إنهم الجبناء التسعة وليس الوزراء التسعة.
5ـ عدم القدرة على اتخاذ القرار هو وسام العار لأداء هذه الحكومة.
6ـ على ما يبدو، ووفق الواقع، سنظل أناس درجة ثانية، ودولة درجة ثانية
7ـ في الانتخابات القادمة سأختار اليمين المتطرف، أفضل من الندم الحالي.
8ـ اخجل من هذه القيادة، إنها لا تظهر إلا الضعف.
9ـ اخطأتم في العدد، هؤلاء ليسوا وزراء تسعة، إنهم صفر.
10ـ بإمكان حركة حماس أن تستعد أفضل للمعركة القادمة.
11ـ أحزاب اليسار أشجع من أحزاب اليمين، إنها تعرف متى تحارب، ومتى تسالم.
12ـ يا جبناء، حكومة حقيرة، اتركوا الجيش ينتصر.
13ـ تأكد لي أن نتانياهو سيخسر لانتخابات القادمة.
14ـ لقد تأكد لي أن الجيش الإسرائيلي لم يستعد للقتال، وغير قادر على النصر في المعركة.
15ـ لقد جمعت ملابسي في حقيبة، سأرحل عن هذه البلاد إلى الأبد.
16ـ لقد فشلنا، وانهزمنا، لقد انتصرت حماس
17ـ إن وقف إطلاق النار هزيمة أخرى لإسرائيل. الهزيمة هي الكلمة المناسبة لهذه الحالة.
18ـ ببساطة، أنتم مجتمع أصفار، من حق حماس أن تضحك.
19ـ لا للتهدئة، لا لوقف إطلاق النار، إنا من جنوب البلاد، إن صوتي سيكون لليمين المتطرف.
20ـ لقد أضحكتني، طالما أنت من الجنوب، فلن تقدر على الخروج من الملجأ لتنتخب !.
سأضيف تعليقاً من عندي على تعليقات اليهود يقول: مازال جمهور اليهود الغاصب يتوهم أن جيشهم لا يقهر، وأنهم شعب الله المختار؛ الذي لا يمكن أن يهزم! ولكن القيادة العسكرية لهذا التجمع العنصري تعرف الحقائق على الأرض بدقة، وتعرف أن لا طاقة لها بالمقاومة، وأن لكل بداية نهاية، وكما طمست دولة الصهاينة بريق الشرق، فإنها ستذوي تحت سمع وبصر الغرب.
From: د. فايز أبو شمالة [mailto:fa...@palnet.com]
Sent: Tuesday, November 20, 2012 4:09 PM
To: 'د. فايز أبو شمالة'; 'alewa...@groups.live.com'; chaoui...@gmail.com
Cc: 'abu-ma...@googlegroups.com'; 'pales...@googlegroups.com'; 'فايز ابوشمالة كاتب'; 'shaffa...@metransparent.nfrance.com'; 'in...@alwaie.com'; 'ala...@alarab.net'; 'has...@arabs48.com'; 'hassa...@gmail.com'; 'arabtim...@yahoo.com'; 'in...@arabs48.com'; 'in...@elshaab.org'; 'irif...@gmail.com'; 'worldcou...@yahoo.com'; 'szan...@gmail.com'; 'stu...@bokra.net'; 'soumi...@hotmail.com'; 'sof...@gmail.com'; 'sina...@live.com'; 'Salah H'; 'pres...@hotmail.com'; 'palesti...@googlegroups.com'; 'مجموعات فلسطين'; 'omf...@gmail.com'; 'now...@hotmail.com'; 'ne...@pal4news.com'; 'nasr...@hotmail.com'; 'napeel...@gmail.com'; 'man...@manarfm.com'; 'mak...@hotmail.fr'; 'mahmod...@gmail.com'; 'libya....@gmail.com'; 'kolon...@yahoo.es'; 'jopa...@yahoo.com'; 'in...@watnnews.net'; 'in...@pal4news.com'; 'in...@jo-now.com'; 'in...@barqnews.com'; 'in...@balagh.com'; 'in...@asharqalarabi.org.uk'; 'in...@arabnyheter.se'; 'info.al...@gmail.com'; 'hedayah...@hotmail.com'; 'hala_a...@hotmail.fr'; 'grou...@googlegroups.com'; 'gal3...@yahoo.com'; 'faruq...@gmail.com'; 'ekhb...@ekhbaryat.net'; 'edit...@alanba.com.kw'; 'edi...@watan.com'; 'شباب مصر عبد الهادي'; 'edi...@middle-east-online.com'; 'الركن الاخضر / موقع'; 'edi...@bokra.net'; 'edi...@almitro.com'; 'edi...@alewaa-int.com'; 'edi...@alarab.co.uk'; 'diwan...@gmail.com'; 'deyara...@deyaralnagab.com'; 'bo...@bokra.net'; 'bargho...@hotmail.com'; 'at.a...@yahoo.com'; 'assal...@yahoo.com'; 'arf...@gmail.com'; 'ardknaan...@googlegroups.com'; 'arabren...@yahoo.com'; 'arab...@gmx.com'; 'arabib...@gmail.com'; 'arabiana...@gmail.com'; 'ara...@googlegroups.com'; 'تلفزيون anb'; 'شبكة امين للمقالات'; 'amer...@alewaa-int.com'; 'alzayt...@gmail.com'; 'alwasat... جميل حامد today'; 'alquds-l...@googlegroups.com'; 'alqud...@googlegroups.com'; 'alqud...@hotmail.com'; 'alq...@alquds.co.uk'; 'almi...@gmail.com'; 'almesr...@gmail.com'; 'سمير عبيد'; 'alga...@googlegroups.com'; 'alfikr...@googlegroups.com'; 'المقاومة العراقية'; 'alara...@alarabnews.com'; 'al-...@laposte.net'; 'al3awd...@hotmail.com'; 'ad...@sudanmotion.com'; 'ad...@libyaalmostakbal.net'; 'ad...@felixnews.com'; 'صحيفة الحدث'; '48
@googlegroups.com'; 'fofozozo+...@googlegroups.com'; 'pa...@panet.co.il'; 'ad...@radiobethlehem2000.net'; 'bakria...@cox.net'; 'shba...@yahoo.com'; 'ari...@live.fr'; 'edi...@sawtordon.com'; 'w...@dogruhaberarapca.com'; 'edi...@shasha.ps'; 'honaga...@hotmail.com'; 'zajel...@gmail.com'; 'l.sha...@gmail.com'; 'lu...@shathaia.com'; 'art...@youm7.com'
Subject: يقولون في إسرائيل: نتانياهو أرنب
"الضفة الغربية" أهم صواريخ المقاومة
د. فايز أبو شمالة
على أهمية صواريخ المقاومة التي زلزلت أركان الكيان الصهيوني، وهزت وجدان الأمة العربية والإسلامية، على أهمية تلك الصورايخ التي فاجأت العدو الغاصب، وفجرت غروره قبل أن تتفجر وسط تجمعاته السكانية، على أهمية تلك الصواريخ الإبداعية إلا أنها لا تساوي شيئاً بالقياس إلى صاروخ النخوة الوطنية الذي تفجر في مدن الضفة الغربية، وانطلق مظاهرات جماهيرية تشاغل الغاصب الصهيوني في الميادين والساحات وعلى الطرقات.
إن تفجر الانتفاضة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية لهو أهم الصواريخ الذي فجرتها المقاومة الفلسطينية، إنها الصاروخ المعبأ بالحقد على الإسرائيليين، والذي بدأ شظاياه تغلق طريق المستوطنين، وراحت حجارته ترشق وجه المنسقين.
إن شرط تواصل الانتفاضة في الضفة الغربية، وانتقالها من مرحلة ردة الفعل التضامنية إلى مرحلة المقاومة الجدية، هو استمرار إطلاق الصورايخ، تلك الصورايخ التي تعمق الإحساس الوطني بوحدة المصير بين الضفة الغربية وغزة، وهذا أروع إنجاز تحققه المقاومة حتى الان، وهذا يشجع على الإيقاع بجيش العدو في مصيدة الحرب البرية على قطاع غزة، تلك الحرب التي تحتاجها فلسطين كلها، تلك الحرب البرية التي ستوجع غزة بلا شك، ولكنها ستلهب جيش العدو بالنار، وستشعل الغضب العربي في المنطقة برمتها، وسترتقي بالضفة الغربية من حالة الجمود واليأس من المفاوضين إلى حالة الحراك النشط ضد الغاصبين.
على قيادة حركة حماس ألا تلهث على التهدئة، فنحن قادرون على الصبر والاحتمال أكثر مما يظنون، وإذا طالب الإسرائيليون بالتهدئة، وازدادت الضغوط من أجل ذلك، فلتكن تهدئة فلسطينية مقابل تهدئة صهيونية فقط، دون أي التزام فلسطيني بمنع صواريخ المقاومة في المستقبل القريب، فنحن أصحاب أعدل قضية سياسية، ومصلحة شعبنا لا تقف عن حدود قطاع غزة، وسلامة الحياة داخل جدرانه المحاصرة، سلامة قضيتنا الفلسطينية في تواصل المقاومة حتى انهيار دولة الكيان الصهيوني، وهروب آخر غازٍ عن تراب فلسطين.
لقد سقط صاروخ حركة حماس الذي أطلق من غزة على مدينة القدس المغتصبة على مسافة 200 متر من إحدى القرى العربية في الضفة الغربية، هذا ما ذكره مراسل صحيفة يديعوت أحرنوت، الذي سأل أحد العرب الفلسطينيين عن رأيه بهذا الصاروخ الذي هز جدران المنازل في قريتهم، فأجابه الفلسطيني: إن حركة حماس تعمل ما يجب أن تعمله، فعندما تقتل الطائرات الإسرائيلية الأطفال في غزة، نحن مستعدون لتحمل الضرر، ولن نغضب على حركة حماس التي أوصلت صواريخ المقاومة إلى هذا المكان، حتى ولو أصاب قريتنا، نحن نتمنى أن يستمر إطلاق صواريخ المقاومة، لأنها تدافع عن كل الفلسطينيين.
أما في غزة، فبعد أن مسحت الطائرات الإسرائيلية منزل المقاوم رافع سلامة عن وجه الأرض، اهتز البيت بأمي العجوز، فرفعت يديها إلى السماء وقالت: الله يكسر اليهود، والله لو كنت قادرة لخرجت بنفسي لحربهم، الله يكسر اليهود، ويجعلني أشوف فيهم يوم،.الله ينصرك يا حماس، اللهم انصر المقاومة، واهدم بيت اليهود.
ما ألذ طعم الانتصار!
د. فايز أبو شمالة
تذوقت كل أنواع الفرح؛ لقد تذوقت فرح الفوز، وفرح الحصول على وظيفة، وفرح الزواج، وتذوقت فرح الربح، وفرح الصحة، وفرح التحرر من الأسر، وفرح الحج إلى بيت الله، ولكنني لم أذق في حياتي ألذ من طعم الانتصار، الانتصار على العدو الإسرائيلي الذي تعود أن ينتصر علينا، لنمضغ مرارة الهزيمة بصمت، وتعود أن يسحق كرامتنا، لننكس الرأس بإذلال، وتعود أن يغتصب أرضنا، لنكتفي بما ترك لنا من شوك، وتعود أن يزج بنا في السجون، لننتظر أن يمنحنا الرحمة، وتعود أن يبطش بنا، لننتظر منه فرصة عمل، وتعود أن يحاصرنا، لنرجوه أن يفتح لنا المعابر، وتعود أن يطلق علينا النار، لنشكره حين يعالجنا في مستشفياته.
إنه النصر السياسي والعسكري الأول الذي نحققه على عدونا الصهيوني، إنها المرة الأولى التي نملي فيها إرادتنا، ونخرج من المعركة رافعي الرأس، ثابتي المواقف، إنها المرة الأولى التي ينهزم فيها عدونا الصهيوني علانية، وبحضور الشهود، إنها المرة الأولى التي تصير فيها أرض فلسطين إلينا أقرب، ويصير الوجود الصهيوني على أرضنا المغتصبة أبعد.
تستحق شوارع غزة ما فاض عليها من فرح، وتستحق البيوت الصامدة أن تتزين بالنصر، وتستحق أشجار غزة وطرقاتها وبحرها ونجومها، يستحقون الفرح، ويستحق كل ذي قلب نابض بالوطنية في فلسطين أن يبتسم لهزيمة العدو الصهيوني، وأن يقبل أقدام المقاومين الذين رفعوا كرامتنا العربية عالية، وأقعدوا أمتنا الإسلامية مقعد صدق واحترام بين الأمم.
لقد انهزم تجمع الصهاينة بجلاء، انهزمت الدولة التي ادعت أنها انتصرت على سبع جيوش عربية سنة 1948، وسخرت من الجيوش العربية سنة 1967، وتحايلت على هزيمة 73، وحولتها إلى نصر سياسي، لقد انهزم الصهاينة الذين أخرجوا الثورة الفلسطينية من الأراضي اللبنانية سنة 1982، ليبعثروا المناضلين في دول الشتات، لقد انهزم الجيش الإسرائيلي الذي ذبح غزة سنة 2008، ومزق لحمها كي ترفع الراية البيضاء سنة 2009، ولكنها صمدت، واحتملت، واحتسبت، واستعدت، حتى جاء الوعد، فانهزمت إسرائيل دون أن تتجرأ على الاقتراب من بوابات غزة سنة 2012، لقد انتصرت غزة، وهي توجه للعدو الصهيوني الضربة تلو الضربة، وترد الوجع على عدوها بمقدار ما توجعت منه أو أقل قليلا!.
لقد انتهت مرحلة الصمود الفلسطيني في وجه الغزاة سنة 2009، ولقد انتهت مرحلة الرد على العدوان بمثله سنة 2012، لتبدأ مع الجولة القادمة من المواجهة مرحلة استرداد الأرض العربية المغتصبة، ستبدأ مرحلة نغزوهم ولا يغزوننا، فأعدوا لها يا رجال.
أسلحة لم تشارك في حرب غزة
د. فايز أبو شمالة
انتبه الجميع إلى الأسلحة المتطورة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الإسرائيليين، ولم ينتبه أحدٌ إلى الأسلحة التي لم تستخدمها المقاومة بعد، تلك الأسلحة التي ظلت طي الكتمان، وسراً مجهولاً، وهي تنتظر الجولة القادمة من الحرب التي لن تنتهي، طالما تواجد صهيوني واحد يغتصب أرض فلسطين.
من تلك الأسلحة التي لم تستخدمها المقاومة، وظلت حبيسة المخابئ:
1ـ السلاح المضاد للدروع، وهذا السلاح الذي أثبت جدارته قبل الحرب على غزة بأيام، حين نجح المقاومون في تفجير دبابة صهيونية على مسافة ألاف الأمتار، هذا سلاح تمتلك منه المقاومة الفلسطينية ألاف القطع القادرة على مواجهة الدروع الإسرائيلية، وأزعم أن المخابرات الإسرائيلية تعرف بوجود هذا السلاح، ولكنها تجهل أنواعه، وأعداده، وأماكن انتشاره، ومدى فعاليته، وأزعم أن هذا السلاح قد أرعب الجيش الصهيوني قبل استخدامه، وحال دون نشوب الحرب البرية على قطاع غزة.
2ـ سلاح الأنفاق، وهذا السلاح الخطير الذي تعرف عنه المخابرات الإسرائيلية، ولكنها تجهل تفاصيله، فهي لا تعرف من أي نقطة ستنشق أرض فلسطين، ليخرج منها رجال أشداء؛ يقصمون ظهر الجيش المتجه إلى أرض غزة، سلاح الأنفاق هذا سيمكن المقاومين الفلسطينيين من الوصول إلى مسافات بعيدة داخل الأراضي المغتصبة سنة 1948، وسيمكنهم من شن عمليات عسكرية داخل العمق الإسرائيلي، ويقطع خطوط الإمداد عن الجيش الصهيوني، وسيعطي هذا السلاح للمقاومين فرصة الكر والفر دون انكشاف أمرهم، وسيمكن المقاومة من تحرير مساحات شاسعة من الأراضي المغتصبة، إنه السلاح لم يدخل المعركة بعد.
3ـ سلاح العبوات الناسفة شديدة الانفجار، والتي تفنن المقاومون في إخفائها تحت الأرض، وفي أماكن لا تخطر في بال الجنود الإسرائيليون، وبأشكال إبداعية تتجاوز المألوف في التفكير، فقد استوعب رجال المقاومة درس الحرب التي جرت على غزة قبل أربع سنوات، وأعدوا عبواتهم لسحق آليات العدو، ولكن هذا السلاح ظل على حاله، ولم يستخدم بعد.
4ـ سلاح الغواصين، وهم أولئك الرجال الذين تدربوا على فن العوم، وتعودوا على الغوص تحت الماء لمسافات بعيدة، هؤلاء الذين تم تدريبهم، وتسليحهم بمعدات بحرية حديثة، وكان بمقدورهم أن يدمروا الكثير من قطع البحرية المعادية في حال احتدام القتال، واقتراب سفن العدو من شواطئ قطاع غزة، هذا السلاح ما زال لغزاً، ولم يشارك في المعركة بعد.
5ـ ولكن السلاح الأهم من كل ما سبق، كان سلاح الإنسان الفلسطيني الجديد، فقد أعدت المقاومة الفلسطينية رجالاً لا يعرفون الخوف، ولا يهابون الردى، رجال اسقطوا من قاموسهم لفظة الهزيمة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكظموا غيظهم، وكتموا سرهم، واستعدوا لملاقاة عدوهم، وكل منهم يعرف مهمته، وكل منهم يعرف اللحظة التي سينقض فيها على الهدف الذي تدرب على تفجيره، هؤلاء ظلوا بعيداً عن أرض المعركة، في انتظار الجولة القادمة.
لقد نجا الجيش الإسرائيلي من هزيمة محققة، وفاز بالتهدئة، وهذا ما دفع رئيس الأركان ليقول: كان قرار وقف الحرب على غزة أكبر نصر يحققه الجيش الإسرائيلي !.
عرس فلسطيني بلا عروسة
د. فايز أبو شمالة
هاص الجمع واحتفل، ورقص القوم في شوارع خان يونس وغزة ورام الله، وهتفوا للنصر الفلسطيني الكبير، وتعالت صيحات النصر، وزعقت أبواق السيارات بعد منتصف الليل مرحبة بقرار الأمم المتحدة، حتى أنني ظننت من فرط المفاجأة أن اليهود قد فروا هاربين، وأن الليلة سيتم زفاف أرض فلسطين إلى الشعب الفلسطيني محررة بلا غاصبين!
عرس في فلسطين بلا عروسة، عرس كبير أرادت من خلاله القيادة الفلسطينية في رام الله أن ترد على النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني في ميدان القتال، عرس فلسطيني قال فيه المفاوضون للمقاومين: ونحن لا نقل عنكم كفاءة، فإن كنتم قد فاجأتم العدو بإعدادكم الرائع للمقارعة والنزال، وانتصرتم، فإننا نفاجئه بإعدادنا السلمي للمواجهة في الأمم المتحدة، وقد انتصرنا، ولا تنظيم أفضل من تنظيم، جميعنا في ميدانه ينتصر.
هيصة كبيرة ذكرتني بسجن نفحة الصحراوي في 15/11/1988، حين فرحت مع الفرحين، بعد أن اختلط مذاق النعناع برائحة الياسمين، حين وقفت شخصياً في باحة سجن نفحة الصحراوي، وعزفت على الناي، وكان جميع السجناء يرقصون ابتهاجاً بإعلان الاستقلال، في ذلك اليوم صارت فلسطين دولة مستقلة، واعترف العالم بذلك الاستقلال، وصار الشعب الفلسطيني يحتفل كل عام بعيد الاستقلال.
ما أريد أن أسأله للساسة الفلسطينيين: هل ستعودون إلى المفاوضات مع إسرائيل التي ازعجتها دولة فلسطينية بصفة مراقب، لتطلبون منها دولة على الحقيقة؟ وهل ستقبلون الوساطة الأمريكية للحصول على دولة، وهي التي حرضت العالم ضد دولة فلسطينية بصفة مراقب؟
وإذا كان الشعب الفلسطيني يحتفل كل عام بذكري الاستقلال، فهل معنى ذلك أننا سنحتفل في نوفمبر من كل عام بذكري الاستقلال وذكري الإعلان عن قيام دولة بصفة مراقب.
وإذا كان الاعتراف بفلسطين دولة بصفة مراقب قد تم في نفس اليوم الذي صدر فيه قرار التقسيم سنة 1947، فهل معنى ذلك أن قرار دولة بصفة مراقب قد جب ما قبله من قرارات؛ مثل قرار التقسيم، وقرار عودة اللاجئين؟
وإذا كان الإعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة سنة 1988، قد ظل حبراً على ورق، ولم يتحقق شيء من الاستقلال على الأرض، بل ازداد الاستيطان توسعاً وتمدداً، فهل قبول فلسطين دولة بصفة مراقب يعني مزيد من الزمن الضائع، ومزيد من التوسع الاستيطاني، ليقابله المزيد من الفرح والرقص الفلسطيني؟
أزعم أن الذي يجرى على أرض فلسطين في هذه الأيام هو عرس، هو عرس بلا عروسه، لأن العروسة تنام مرغمة أو طائعة في مخدع الإسرائيليين، ويداعب العريس اليهودي وجنتيها تحت سمع وبصر القيادة الفلسطينية، التي تطالب العريس بأن يكون رقيقاً وحنوناً معها، بعد أن اكتفت القيادة باستراق النظر من خلف الأبواب، فهي لا ترغب بالمواجهة، والقيادة تعترف بأنها لا تقوى على المنازلة في ساحات الوغى، ورضيت القيادة من فلسطين بعذري الهوى.
في أعرافنا الفلسطينية، وفي شرعنا، لا يمكن أن تزف العروسة إلى رجلين في ليلة واحدة، الذي يفوز بالعروسة هو الأقوى، وهو الذي يدفع مهر عروسته بالدم، وهو الأكثر قبولاً وجمالاً وعلماً وقوة وإرادة، وعلى الاخر الضعيف أن ينهزم بهدوء، وأن يراجع حساباته، وأن ينافس عدوه بالإعداد الجيد للمعركة وليس بالتهريج المتقن.
حدثني الأستاذ فريح أبو مدين، وزير العدل السابق، وقال: إن رجال القانون في الضفة الغربية يختصرون كل ما جري في الأمم المتحدة بجملة واحدة، تقول: إن عباس قد سعى للحصول على رخصة قيادة سيارة، ونسي أن السيارة في حوزة إسرائيل !.
رام الله تحتفل بميلاد الدولة الفلسطينية
احتفالات وفرحة تعم الشارع الفلسطيني في رام الله عقب التصويت على عضوية فلسطين كدولة مراقبة في هيئة الامم المتحدة.
Content Alarz
Alarz Productions
Address : Almutran 5'ST, Nazareth 16000
Tel/fax: +97246553304
E-mail: con...@alarz.tv ,Web: www.alarz.tv
From: ardknaan...@googlegroups.com [mailto:ardknaan...@googlegroups.com] On Behalf Of ?. ???? ??? ?????
Sent: Saturday, December 01, 2012 5:17 PM
To: 'د. فايز أبو شمالة'; alewa...@groups.live.com; chaoui...@gmail.com
Cc: abu-ma...@googlegroups.com; pales...@googlegroups.com; 'فايز ابوشمالة كاتب'; shaffa...@metransparent.nfrance.com; in...@alwaie.com; ala...@alarab.net; has...@arabs48.com; hassa...@gmail.com; arabtim...@yahoo.com; in...@arabs48.com; in...@elshaab.org; irif...@gmail.com; worldcou...@yahoo.com; szan...@gmail.com; stu...@bokra.net; soumi...@hotmail.com; sof...@gmail.com; sina...@live.com; 'Salah H'; pres...@hotmail.com; palesti...@googlegroups.com; 'مجموعات فلسطين'; omf...@gmail.com; now...@hotmail.com; ne...@pal4news.com; nasr...@hotmail.com; napeel...@gmail.com; man...@manarfm.com; mak...@hotmail.fr; mahmod...@gmail.com; libya....@gmail.com; kolon...@yahoo.es; jopa...@yahoo.com; in...@watnnews.net; in...@pal4news.com; in...@jo-now.com; in...@barqnews.com; in...@balagh.com; in...@asharqalarabi.org.uk; in...@arabnyheter.se; info.al...@gmail.com; hedayah...@hotmail.com; hala_a...@hotmail.fr; grou...@googlegroups.com; gal3...@yahoo.com; faruq...@gmail.com; ekhb...@ekhbaryat.net; edit...@alanba.com.kw; edi...@watan.com; 'شباب مصر عبد الهادي'; edi...@middle-east-online.com; 'الركن الاخضر / موقع'; edi...@bokra.net; edi...@almitro.com; edi...@alewaa-int.com; edi...@alarab.co.uk; diwan...@gmail.com; deyara...@deyaralnagab.com; bo...@bokra.net; bargho...@hotmail.com; at.a...@yahoo.com; assal...@yahoo.com; arf...@gmail.com; ardknaan...@googlegroups.com; arabren...@yahoo.com; arab...@gmx.com; arabib...@gmail.com; arabiana...@gmail.com; ara...@googlegroups.com; 'تلفزيون anb'; 'شبكة امين للمقالات'; amer...@alewaa-int.com; alzayt...@gmail.com; 'alwasat... جميل حامد today'; alquds-l...@googlegroups.com; alqud...@googlegroups.com; alqud...@hotmail.com; alq...@alquds.co.uk; almi...@gmail.com; almesr...@gmail.com; 'سمير عبيد'; alga...@googlegroups.com; alfikr...@googlegroups.com; 'المقاومة العراقية'; alara...@alarabnews.com; al-...@laposte.net; al3awd...@hotmail.com; ad...@sudanmotion.com; ad...@libyaalmostakbal.net; ad...@felixnews.com; 'صحيفة الحدث'; 48
@googlegroups.com; fofozozo+...@googlegroups.com; pa...@panet.co.il; ad...@radiobethlehem2000.net; bakria...@cox.net; shba...@yahoo.com; ari...@live.fr; edi...@sawtordon.com; w...@dogruhaberarapca.com; edi...@shasha.ps; honaga...@hotmail.com; zajel...@gmail.com; l.sha...@gmail.com; lu...@shathaia.com; art...@youm7.com
Subject: {ارض كنعان} عرس فلسطيني بلا عروسة
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google مجموعة "شبكة ارض
كنعان للصحافة والاعلام".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
ardknaan...@googlegroups.com
لزيارة موقع وكالة ارض كنعان الاخبارية الرابط http://knspal.net/ar/
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
لنا دولة ولهم الأرض
د. فايز أبو شمالة
فرح القادة الفلسطينيون بحصولهم على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة، فرحوا، فالجائع يرى فتّة العدس خروفاً مشوياً، فرح الفلسطينيون، واعتبروا قرار الأمم المتحدة نصراً لا يضاهيه نصر المقاومة في قطاع غزة، بل حرص البعض على استقبال رئيس السلطة في رام الله استقبال الابطال، وصفقوا له بحرارة الظمآن، واعتبروه فاتحاً، لا يقل شأناً عن صلاح الدين، فرح السياسيون الفلسطينيون لقرار الأمم المتحدة؛ لأنهم لم يتذوقوا طوال حياتهم طعم النصر، فجاء قرار الأمم المتحدة منسجماً مع مشوارهم السياسي الممتد على مسافة خمسين عاماً.
وحين قف محمود عباس خطيباً في رام الله، قال: أصبح عندي الآن دولة!
إنها جملة شعرية تذكرنا بالمطربة اللبنانية فيروز، حين غنت من كلمات الشاعر السوري نزار قباني قصيدة: أصبح عندي الآن بنقدية! إلى فلسطين خذوني معكم، يا أيها الثوار. وكان الشاعر نزار قباني قد فرح فرحاً عظيماً لانطلاق الثورة الفلسطينية.
فأين ذهبت البندقية؟ وهل جرى الاستعاضة عنها بالدولة الورقية؟
لا شك أن الفلسطينيين بحاجة إلى دولة، مثلهم مثل كل شعوب الأرض، ولكن الفلسطينيين بحاجة إلى وطنهم أكثر من حاجتهم إلى هذه الدولة!.
لقد ربح الفلسطينيون دولة بصفة مراقب، ولكن الإسرائيليين ربحوا مزيداً من الأرض، وتوسعوا في الاغتصاب، وتبروا في الاستيطان ما علوا تتبيراً.
لقد ربح الفلسطينيون دولة على الورق، ولكن الإسرائيليين ربحوا أرضاً على الحقيقة، حين أعلن "نتانياهو" عن بناء 3000 وحدة سكنية يهودية جديدة في القدس، ومن خلال دفع خطط بناء في المنطقة "E1" التي تفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
لقد ربح الفلسطينيون دولة، ولكن "نتانياهو" الذي يقبض على الأرض اشترط تحققها باعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل!
فهل سيذهب السيد عباس إلى المفاوضات، ليحقق هذه الدولة من خلال التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، أم سيذهب إلى المقاومة، ليحقق هذه الدولة رغم أنف الإسرائيليين؟
لقد سبقني بالرأي الشاعر عبد الرحيم محمود؟ حين قال قبل عشرات السنين:
قل: لا، واتبعها الفعال ولا تخف وانظر هنالك كيف تحنى الهام
واغصب حقوقك قط لا تستجدها إن الأولي سلبوا الحقوق لئام
هذي طريقك للحيــــــاة فلا تحد قد سارها من قبلك القسام
فهل سيسير عباس على درب القسام، وينهي أسباب الانقسام؟ أم هل سيواصل عباس درب التسوية، ويغرق الفلسطينيين في مستنقع الأوهام؟
سننتظر قادم الأيام!
أمريكا عدو العرب اللدود
د. فايز أبو شمالة
هل يتشكك عربي في عداء أمريكا له، وفي احتقارها لشأنه الشخصي، ولنشأته الأخلاقية؟ هل يجهل عربي حجم البذاءة الأمريكية التي تصبها على رأسه؟ ألا يشعر العربي بالاستخفاف الأمريكي بمستقبله؟ ألا يحس بوجع الأنياب الأمريكية في لحم أبنائه؟
سأضرب لكم مثلاً بالقضية الفلسطينية التي تعتبرها الشعوب العربية محور وجدانها، ومركز تفكيرها السياسي، ولاحظوا أن أمريكا العملاقة، وأقوى قوة على وجه الأرض، توظف قدراتها الإلكترونية في مواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتنصب القبة الحديدية للدفاع عن اليهودي المدجج بالسلاح الأمريكي الفتاك، وحين تنهزم القوة الصهيونية الغاشمة، يرسل الرئيس الأمريكي وزير خارجيته للتوسط في وقف إطلاق النار !.
ثم لاحظوا أن أمريكا العملاقة التي دمرت بصورايخها عراق العرب، واعتدت على لبنان، ودمرت بلا رحمة أفغانستان، وتضرب صواريخها بلاد باكستان، وتقصف طائراتها أرض اليمن، وتهدد بسلاحها الوحشي بلاد إيران، أمريكا هذه لا تقوى على صفع يهودي واحد يغتصب أرض فلسطين، وهي أصغر من أن تقنع "نتانياهو" بوقف مؤقت للاستيطان؟
أي أمريكا هذه التي تحمي الطغيان، وتطالب الطرفين بضبط النفس حين يعلن "نتانياهو" عن بناء 3000 وحدة سكنية فوق أرض القدس؟ أي أمريكا هذه التي تحتقر العرب في الأمم المتحدة، وتستخدم حق النقض ضد قرار إدانة الاستيطان؟ أي أمريكا هذه التي تحرض في الأمم المتحدة ضد قيام دولة فلسطينية لها صفة مراقب؟ وهل ما زال هنالك عربي يصدق أن أمريكا التي هددت باستخدام حق النقض ضد الإعلان عن قيام دولة فلسطينية في أروقة الأمم المتحدة، هل ستؤيد أمريكا هذه قيام دولة فلسطينية مستقلة عن طريق المفاوضات؟
أمريكا التي ترعى الديمقراطية، وتدعي احترامها لحرية الشعوب في تقرير مصيرها، لا تعترف بحق الشعوب العربية في الحياة السياسية الكريمة، أمريكا تعترض علانية على تطبيق الديمقراطية في بلاد العرب، وتبدي قلقها من لجوء الرئيس محمد مرسي للشعب المصري، ليستفتيه على الدستور، فأمريكا ما زالت تفرض نفسها وصياً على العقل العربي، ولا ترى في العربي إنساناً جديراً بالعيش حراً فوق أرضه، ولا تأذن للعربي أن يمارس حقه في اختيار قيادته بنزاهة، وأن يرسم معالم مستقبله بحرية.
أمريكا عدو العرب اللدود، ولا جلال لقدر تلك البلاد التي نكست رأسها لقادة اليهود، وارتضت لنفسها أن تصير بأمرهم مستوطنات حقد وكراهية، وهم يسومونها ذل القيود.
قوموا لنرقصَ معاً
د. فايز أبو شمالة
ما أجمل الرقص! حين تقفز من الفرح، وتأتي بحركات لا إرادية، حين تشبك يدك بيد أقرب الناس إليك، وتكرران معاً الحركة ذاتها، وتتمايلان كأغصان الشجر، دون انتباه إلى الخطأ والصواب في الحركات، فكل من حولك يرقص، ويصرخ، وينادي، ويصفق، ويقفز، ويغني، ويتماوج الجمع مثل سعف نخيل تحركه الريح، فما أجمل الرقص معاً !.
رقصنا معاً في سجن نفحة الصحراوي سنة 1988، حين أعلنت القيادة الفلسطينية عن استقلال فلسطين، لقد التئم جمع السجناء وقت الخروج إلى باحة السجن في حلقة دبكة شعبية، وصرنا نرقص بشكل عفوي، وحين استنفرت إدارة السجن، وتقدمت بالعصي والمعدات لقمع حالة الرقص الفلسطينية، تصدى لهم السجين حرب الغصين والسجين ياسر الأغا، وقالا بالعبرية لمدير السجن الغاضب: شالوم، شالوم، نرقص للسلام، إنه الإعلان عن استقلال دولة فلسطين، ألم تسمعوا الأخبار؟ فلا تنزعجوا، لقد صار بيننا وبينكم سلام، من الآن لكم دولتكم ولنا دولتنا، لقد صرنا مستقلين عنكم، لقد اعترفنا بكم، وبما كسبتم، فاعترفوا بنا، وبما تبقى لنا.
ضحك مدير السجن، وقال بالعبرية الفصحى: حتى الآن، أنتم سجناء، ولم تصدر أي تعليمات جديدة بشأنكم، حافظوا على الهدوء.
لم يتأثر السجناء بكلام مدير السجن اليهودي، كانوا واثقين أن التعليمات ستصدر لهذا الغبي، وأنهم سيصبحون أسرى حرب، لقد كان السجناء واثقين أن قيادتنا السياسية لا تنطق عن الهوى، إنها القيادة التاريخية، فطالما أعلنت الاستقلال فمعنى ذلك أن الاستقلال في متناول اليد، وقد صار حقيقة، إنها قيادة حكيمة سليمة قوية متينة، قيادة لا تحلم إلا بالإنسان الفلسطيني المتماسك، ولا تقبل إلا بالأرض الفلسطينية المحررة من الاغتصاب.
ومنذ ذلك التاريخ وقيادتنا السياسية ترقص على طاولة المفاوضات، وتعلق أغصان الزيتون على طرق المستوطنين، وعلى فوه الدبابات، بينما ظل أعداؤنا اليهود يضغطون على الزناد، ويتوسعون في بناء المستوطنات، منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم ونحن نهتف للقيادة ذاتها، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم اسقط أعداؤنا أكثر من قيادة، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا وقيادتنا السياسية تلوح برايات النصر، ليهز شعبنا الفلسطيني الخصر، ويهز الكتف بحنيّة، وقد زينته الرتب العسكرية، بينما يستعد أعداؤنا لبناء هيكلهم، وتوسيع نفوذهم داخل الحرم القدسي.
بعد خمسة عشر عاماً من الرقص بمناسبة إعلان الاستقلال، سنبدأ الرقص من جديد بمناسبة الإعلان عن دولة بصفة مراقب، سنرقص معاً، وننسى في الزحمة أن بعض السجناء الذين رقصوا في سجن نفحة سنة 1988، مازالوا في السجن حتى يومنا هذا!
لا أعرف إن كان السجناء يرقصون الآن أم يبكون حال فلسطين، ولكنني أعرف أن القيادة السياسية ما زالت ترقص، ونسيت في زحمة انتصاراتها الكثيرة أولئك السجناء، نسيتهم خلف الأسوار، لكي يقف القائد في احتفالات النصر، ويقول: التحية لأسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية، فنحن لم ننساكم، ومنذ اليوم سنسعى إلى تطبيق بنود اتفاقية جنيف الرابعة عليكم يا أسرانا، سنجبر إسرائيل على التعامل معكم كأسرى حرب، فاطمئنوا، قوموا لنرقص معاً.
صاروخ بدرساوي!
د. فايز أبو شمالة
ما أنظم مهرجان حماس! ما أصدق المقاومة! ما أفصح قادة حماس! ما أروع الشعب الذي احتضن المقاومة، ضحى، واحتسب، واليوم يتذوق حلاوة الانتصار! ما أطيب ريح التحدي والثقة التي فاحت من كلمات كتائب القسام!
من شدة تأثري بالحدث المزهر كرامة على أرض الكتيبة في قطاع غزة، لا أستطيع الكتابة، ولا أمتلك البلاغة للتعبير، فأي كلمات ترتقي إلى مستوى الفعل؟ وأي حديث يوازي الشهادة والتضحيات؟ لذلك سأكتب عن صورايخ المقاومة التي صنعت هذه اللحظات التاريخية، وأسست لما بعدها.
لقد أصغيت إلى الإذاعة العبرية كثيراً، وأنا أتابع وقائع الحرب على غزة، وأشهد أنني طربت حين سمعت سفارات الإنذار تحذر من تساقط صورايخ المقاومة على التجمعات الصهيونية، وطربت أكثر حين تساقطت صواريخ المقاومة بكثافة على تجمع صهيوني اسمه "بير توفيا"، إن تكثيف الصواريخ بشكل يومي إلى "بير توفيا" هو دليل على أن صواريخنا ليست عبثية، وإنما لها عقل عربي يفكر، ويحدد الهدف المقصود بدقة!
فلماذا جرى استهداف منطقة "بير توفيا" بالصواريخ أكثر من غيرها؟
لأن سكان "بير توفيا" هم صهاينة اغتصبوا أرض قرية "بيت دراس" الفلسطينية، ولوثوا هواءها البريء، وما زال هؤلاء الصهاينة يأكلون قمح قرية بيت دراس، ويجرشون عدسها، وما زالوا يسكنون جغرافية القرية، بعد أن طردوا سكانها بالقوة سنة 1948.
ولكن لماذا لم تقصف المقاومة تجمع "بير توفيا" الذي يقوم على أرض بيت دراس بالصاروخ m75، الذي ينسب إلى الشهيد إبراهيم المقادمة، ابن قرية بيت دراس؟
لأن الصهاينة قد تجاوزوا قرار التقسيم، وأقاموا كيانهم بالقوة على معظم أرض فلسطين، لذلك فقد رفض صاروخ m75، أن يتقيد بقرارات الأمم المتحدة، وأصر أن يتخطى أرض قرية بيت دراس، وحدود قرار التقسيم، وأصر على أن يكون نداً للصهاينة بالقوة، فهو أول انتاج صناعي في قطاع غزة، وهو أول الغيث الذي يتحدى الحصار، وهو أول القذائف التي تخترق الجدار، وهو إرادة الشعب التي لا تعترف بدولة الغاصبين تحت أي قرار.
لقد سمعت عن الصاروخ m75 من الإذاعة العبرية، حين قالوا: إنه صاروخ عنيد، له رأس متفجر يزن 75 كيلو جرام، وإنه صاروخ قوي شديد، صاروخ جامح لا يمكن السيطرة عليه، ولا يمكن شراؤه بمال، صاروخ يرفض أن يصافح الغاصبين، وهو أطول الصورايخ الفلسطينية قامة، إنه صاروخ بدرساوي تجاوز القبة الحديدية، وتجاوز عشرات المدن والقرى الصهيونية، وأصر على ضرب تجمع الغاصبين في"غوش عتصيون" بالقرب من القدس.
الصاروخ البدرساوي هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكان يتصدر منصة الاحتفال بالنصر وانطلاقة حركة حماس.
سحقاً لمبادرة السلام العربية!
د. فايز أبو شمالة
الناس تبكي على الأحياء حين يموتون، وتُفجع لفراقهم حين يدفنون، ولكن أن يُفجع السيد محمود عباس على مبادرة السلام العربية التي ماتت منذ زمن بعيد، ويرفض إزاحة جثتها عن طاولة الاجتماعات العربية، فهذا أمر جديد! ولاسيما أن وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم قد طالب بسحب المبادرة، وقال: إن مبادرة السلام العربية لن تبقى مطروحة إلى الأبد، إننا لا نسعى إلى السلام بأي ثمن، والسلام بالنسبة لنا لا يعني الاستسلام".
فلماذا لم يلتقط محمود عباس هذه اللحظة التاريخية، وهو الذي يشكو للعرب التعنت الإسرائيلي، والاستيطان في منطقة E1، ويعترف أمامهم بورطته حين يقول: صحيحٌ إننا قد حصلنا على دولة، لكن على الارض هناك انهيار للسلطة، اذ لسنا قادرين على دفع الرواتب.
قادم الأيام سيكشف لنا السر في إصرار عباس على بقاء مبادرة السلام العربية، وسبب دفاعه عنها، وهو يقول: ثلاثة خيارات بديلة عن مبادرة السلام العربية، الخيار الأول هو الحرب، فهل أنتم جاهزون للحرب؟ أنا لست جاهزاً للحرب !. ويضيف عباس: أما الخيار الثاني فهو مواصلة عملية السلام التي نسير عليها، وبقاء مبادرة السلام العربية يخدمنا. أما الخيار الثالث فيتمثل في نشوء حالة لا حرب ولا سلام، وهذا أسوأ من خيار السلام.
فإن كان السيد عباس مقتنعاً بوجود عميلة سلام ! فأين هي؟ وأين ثمارها؟ وكيف تقترح في الدوحة بعد عشرين عاماً من المفاوضات، وضع الية لمدة ستة اشهر، تقول بالانسحاب من الاراضي المحتلة، وبإطلاق سراح الاسرى، ووقف الاستيطان ؟.
ألا يعني هذا الاقتراح استمرار حالة لا حرب ولا سلام من قبل السلطة الفلسطينية، مع استمرار الحرب من قبل إسرائيل برفضها وقف الاستيطان، ورفضها إطلاق سراح الأسرى، ورفضها الانسحاب، وبل رفضها الاعتراف بوجود شريك للإسرائيلي في عملية السلام ؟ ! .
قد يبرر بعض الفلسطينيون رفض السيد عباس للمقاومة المسلحة ضد الإسرائيليين، ويقول: إن منطلق الرفض قائم على عدم تكافؤ القوى، وربما لقناعة الرجل بالسلام، وعدم قدرته على رؤية الدم يسيل على أرض فلسطين، ولكن ما السر الذي يجعل السيد عباس يرفض فكرة الضغط الناعم الرقيق على الإسرائيليين من خلال سحب مبادرة السلام العربية؟ّ!
لماذا يرفض عباس المنطق السياسي الذي طرحه وزير خارجية قطر، والذي يردده البشر جميعهم، والذي يقول: بعد هذه السنوات العشر لا بد من الوقوف وقفة موضوعية لإعادة تقييم عملية السلام؛ بما فيها المبادرة العربية، وأن ندرس بعمق المتغيرات المتلاحقة في المنطقة وفي العالم، وأن نحدد بدقة خطانا، وخارطة طريقنا للمرحلة القادمة ؟.
بعد هذا الموقف الرسمي الفلسطيني الرافض لإعادة تقييم عملية السلام، بما فيها المبادرة العربية، هل يحق لأي فلسطيني أن يتهم العرب بالقصور في حق القضية الفلسطينية؟
فعندما قال عباس: إنه غير جاهز للحرب، وافق معه العرب، وعندما قال: إنه يرفض سحب مبادرة السلام العربية، وافق معه العرب، وعندما قال: نريد منكم شبكة الأمان المالي لدعم السلطة الفلسطينية، وافق معه العرب، وقرروا توفير المال، وقد كفاهم عباس شر القتال !.
المصريون يسحقون "عاموس يادلين"
د. فايز أبو شمالة
الذي يجري على أرض مصر في هذه الأيام مؤامرة على الشرعية، والتفاف على الديمقراطية، مؤامرة أبدعتها عقول الإسرائيليين، فهم أكثر المتضررين من نهوض مصر، وهم أصحاب المصلحة في بقائها مقيدة الخطى، وللتأكيد على صحة إدعائي هذا، سأرجع مع القارئ إلى حديث "عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بتاريخ 30 أكتوبر 2010، أثناء تسليمه مهام منصبه لخلفه "أفيف كوخفي"، لقد تفاخر "عاموس يادلين" بإنجازات جهاز الاستخبارات الإسرائيلية في بلاد العرب بشكل عام، ولما وصل إلى مصر قال: أما في مصر، الملعب الأكبر لنشاط الاستخبارات الإسرائيلية، فإن العمل تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، فلقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة التفسخ داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر.
هذا الاعتراف الصهيوني بالمسئولية عن اختراق الوضع الأمني والعسكري والاقتصادي لمصر لا يأتي من باب التفاخر فقط، وإنما جاء من باب طمأنة اليهود الخائفين، وللتأكيد بأن جهاز الاستخبارات لا يكتفي بالتجسس، بل نجح في تأسيس بنية إعلامية وثقافية وأمنية تأتمر بأمره، وجاهزين للتخريب متى طلب منهم العمل، ولكن الأسوأ من كل ما سبق هو نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في تربية بعض النخب السياسية العربية التي تنتظر الأمر للبدء بالتخريب، وأزعم أن هذا ما دفع "عاموس يادلين" للقول: سيعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر.
لقد جاء اعتراف المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، مؤكداً لما ذهبت إليه، فقد قال: إنه تلقى مكالمات دولية من عدة دول عربية وأوروبية ـ لم يسمها ـ تحثه على مواصلة إضراب القضاة، والثبات على موقفهم، وعدم الإشراف على الاستفتاء.
إن اعتراف المستشار أحمد الزند لا يتعارض مع حديث المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، حين كشف عن رصد لقاءات بين اطراف دولية وإقليمية مع شخصيات في مصر لإعاقة وصول الاسلاميين أو أي قوى ثورية للسلطة في مصر، ولكن في حالة فشل هذه الخطة، فإن البديل هو ارباك الدولة في ظل حكم الإسلاميين.
لا شك أن التحريض على الدستور إرباك لمصر، وأن حشد البسطاء في الميادين العامة إرباك لاقتصاد مصر، وإن تهرب البعض من مواجهة الحقيقة في صناديق الاقتراع إرباك لثقة مصر بنفسها، ولكن من عاش في مصر واختلط بالمصريين يثق بعظمة الشعب المصري، ويثق بقدرته على قطع الطريق على كل المتآمرين، وقدرته على سحق مخطط "عاموس يادلين".
From: د. فايز أبو شمالة
[mailto:fa...@palnet.com]
Sent: Wednesday, December 12, 2012 5:58 PM
To: '
د. فايز أبو شمالة'; 'alewa...@groups.live.com'; chaoui...@gmail.com
Cc: 'abu-ma...@googlegroups.com'; 'pales...@googlegroups.com'; 'فايز ابوشمالة كاتب'; 'shaffa...@metransparent.nfrance.com'; 'in...@alwaie.com'; 'ala...@alarab.net'; 'has...@arabs48.com'; 'hassa...@gmail.com'; 'arabtim...@yahoo.com'; 'in...@arabs48.com'; 'in...@elshaab.org'; 'irif...@gmail.com'; 'worldcou...@yahoo.com'; 'szan...@gmail.com'; 'stu...@bokra.net'; 'soumi...@hotmail.com'; 'sof...@gmail.com'; 'sina...@live.com'; 'Salah H'; 'pres...@hotmail.com'; 'palesti...@googlegroups.com'; 'مجموعات فلسطين'; 'omf...@gmail.com'; 'now...@hotmail.com'; 'ne...@pal4news.com'; 'nasr...@hotmail.com'; 'napeel...@gmail.com'; 'man...@manarfm.com'; 'mak...@hotmail.fr'; 'mahmod...@gmail.com'; 'libya....@gmail.com'; 'kolon...@yahoo.es'; 'jopa...@yahoo.com'; 'in...@watnnews.net'; 'in...@pal4news.com'; 'in...@jo-now.com'; 'in...@barqnews.com'; 'in...@balagh.com'; 'in...@asharqalarabi.org.uk'; 'in...@arabnyheter.se'; 'info.al...@gmail.com'; 'hedayah...@hotmail.com'; 'hala_a...@hotmail.fr'; 'grou...@googlegroups.com'; 'gal3...@yahoo.com'; 'faruq...@gmail.com'; 'ekhb...@ekhbaryat.net'; 'edit...@alanba.com.kw'; 'edi...@watan.com'; 'شباب مصر عبد الهادي'; 'edi...@middle-east-online.com'; 'الركن الاخضر / موقع'; 'edi...@bokra.net'; 'edi...@almitro.com'; 'edi...@alewaa-int.com'; 'edi...@alarab.co.uk'; 'diwan...@gmail.com'; 'deyara...@deyaralnagab.com'; 'bo...@bokra.net'; 'bargho...@hotmail.com'; 'at.a...@yahoo.com'; 'assal...@yahoo.com'; 'arf...@gmail.com'; 'ardknaan...@googlegroups.com'; 'arabren...@yahoo.com'; 'arab...@gmx.com'; 'arabib...@gmail.com'; 'arabiana...@gmail.com'; 'ara...@googlegroups.com'; 'تلفزيون anb'; 'شبكة امين للمقالات'; 'amer...@alewaa-int.com'; 'alzayt...@gmail.com'; 'alwasat... جميل حامد today'; 'alquds-l...@googlegroups.com'; 'alqud...@googlegroups.com'; 'alqud...@hotmail.com'; 'alq...@alquds.co.uk'; 'almi...@gmail.com'; 'almesr...@gmail.com'; 'سمير عبيد'; 'alga...@googlegroups.com'; 'alfikr...@googlegroups.com'; 'المقاومة العراقية'; 'alara...@alarabnews.com'; 'al-...@laposte.net'; 'al3awd...@hotmail.com'; 'ad...@sudanmotion.com'; 'ad...@libyaalmostakbal.net'; 'ad...@felixnews.com'; 'صحيفة الحدث'; '48@googlegroups.com'; 'fofozozo+...@googlegroups.com'; 'pa...@panet.co.il'; 'ad...@radiobethlehem2000.net'; 'bakria...@cox.net'; 'shba...@yahoo.com'; 'ari...@live.fr'; 'edi...@sawtordon.com'; 'w...@dogruhaberarapca.com'; 'edi...@shasha.ps'; 'honaga...@hotmail.com'; 'zajel...@gmail.com'; 'l.sha...@gmail.com'; 'lu...@shathaia.com'; 'art...@youm7.com'
Subject: المصريون يسحقون عاموس يادلين
شارون يعود للغيبوبة بعد أن أفاق
د. فايز أبو شمالة
أفاق شارون من الجلطة الدماغية لمدة دقائق، وتعرف على صور أفراد عائلته، فابتسم الجميع، وفرح الأطباء لنجاحهم، فسألهم شارون عن مصير غزة، فقالوا له برفق: أنها لم تنهزم، وقد عجز الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر عن سحق المقاومة في حربين فاشلتين. فسكت شارون، وعاد للغيبوبة ثانية.
لماذا يتوجب علينا حب اليهود؟
د. فايز أبو شمالة
سكان الكرة الأرضية لا يكرهون اليهود بسبب الجمود الحاصل في العملية السلمية مع الفلسطينيين، ولم تتزايد كراهية اليهود في العالم بسبب الحرب الأخيرة على غزة، هذا ما أكده وزير الإعلام الإسرائيلي في تقريره المقدم لجلسة الحكومة الإسرائيلية قبل يومين، والذي أكد أن سنة 2012 شهدت كراهية متزايدة لليهود على مستوى العالم، وشهدت اعتداءات عنيفة على أماكن يهودية لها علاقة بالكارثة، وعلى مدارس لليهود، وعلى ممتلكات معروفة لليهود، في روسيا وفنزويلا وبلجيكا والنمسا والمجر وهولندا، وفي دول أخرى كثيرة جرى تدنيس الكنس اليهودية، وفي ألمانيا يجرى تدنيس المقابر اليهودية مرة أسبوعياً على الأقل، وفي شرق أوروبا تصاعدت عمليات العنف من المجموعات اليمينية ضد اليهود، وفي تشيكوسلوفاكيا، يتزود النازيون الجدد بالسلاح، وفي بولندا يتواجد مجموعات يمينية تكره اليهود، وبدأت تشكل ميلشيات مسلحة، وفي هنغاريا لا يكتفي القادة اليمينيون بالحديث عن الكراهية لليهود ودولة إسرائيل، بل صار كلامهم يترجم إلى أفعال عنف ضد اليهود. وفي أوكرانيا، تزايدت قوة الأحزاب اليمينية التي تعلن عداءها لليهود بجلاء، بل صار الحديث عن النفوذ اليهودي وسيطرتهم على حياة الناس جزءاً من الحملة الانتخابية الداخلية للأحزاب.
ويشير التقرير المقدم لمجلس الوزراء إلى تزايد العداء لليهود في كل من أمريكا وكندا وأستراليا، وتشيلي وفنزويلا وإيطاليا وأسبانيا، بالإضافة إلى الدول العربية والإسلامية.
الوزير الإسرائيلي الذي يؤكد أن كراهية اليهود في العالم لا ترجع لأسباب سياسية تخص القضية الفلسطينية، لا يقدم تفسيراً للأسباب التي جعلت كراهية اليهود جزءاً من الحملة الانتخابية لكثير من شعوب العالم، واكتفى بلوم جميع بني البشر على تطرفهم ضد اليهود.
كان يجب على الحكومة الإسرائيلية الراهنة أن تناقش أسباب إصدار ملك بريطانيا إدوارد الأول مرسوماً ملكياً في عام 1290، يقضي بطرد اليهود من الأراضي البريطانية إلى فرنسا، ولماذا أصدر ملك فرنسا "فيليب له بل" مرسوماً سنة 1306، يقضي بطرد اليهود من البلاد الفرنسية، فهربوا إلى بولندا؟ وبعد عشرات السنين، عندما انتشر الموت الأسود في بولندا، تم طرد اليهود إلى أسبانيا، ومنها إلى الدولة العثمانية، ومنها تسللوا إلى شرق أوروبا، ليعاودوا انتاج أنفسهم، فكرهتهم أوروبا، وطردهم هتلر، فألقوا بوحلهم في طرقات فلسطين.
فلماذا يكره بنو البشر اليهود الذين لم يغتصبوا أرضاً غير الأرض العربية؟ ولماذا يحقد سكان الأرض على اليهود الذين لم يطردوا إلا العرب من بيوتهم، ولم يدّعوا بحقهم بدولة إلا على الأرض العربية؟ لماذا يحق لكل شعوب الأرض أن تكره اليهود، بينما يحذر على العربي الفلسطيني الذي اغتصب اليهود أرضه أن يكرههم؟
لماذا يطالبنا هذا اليهودي الغاصب لأرضنا أن نعترف فيه، وأنا نحبه، وأن نلغي من ذاكرتنا ممارساته الإرهابية ضد شعبنا؟ لماذا لا يقبل منا أن نطلق عليه لفظة: عدو، لذلك نسميه طوعاً وترققاً: طرفاً آخر، وبعضنا يبالغ في الخضوع، فيطلق على عدونا لفظة: الجار؟
لماذا تتشكل في أوروبا مجموعات مسلحة، وميلشيات تكره اليهود، بينما يحذر على الفلسطيني أن يرفع حجراً ضد مستوطن؟ لماذا يقطع راتب كل من يقذف الصهاينة بكلام جارح؟ ولماذا يسجن كل فلسطيني يفكر في المقاومة المسلحة ضد الصهاينة الغاصبين؟ لماذا؟
ما حاجتنا للأجهزة الأمنية؟
د. فايز أبو شمالة
قانون الميزانية العامة للعام 2013، أعطى لبند رواتب الموظفين، ولرجال الشرطة والأجهزة الأمنية ما نسبته 54%، ولا بأس في ذلك، ولكن القانون أعطى 26% من الميزانية للإنفاق على الأغراض الأمنية، قانون الميزانية يعطي ألف مليون دولار من أموال الشعب الفلسطيني الجائع لتسليح الشرطة، وصيانة مقراتها، والحراسات، وما إلى ذلك !.
فما حاجة الفلسطينيين إلى هذه الأجهزة أمنية؟ أليست الحدود الخارجية لكل فلسطين تقع تحت سلطة الصهاينة؟ أليس جهاز المخابرات الإسرائيلي من يقوم باعتقال الفلسطينيين من داخل المدن الفلسطينية، والتحقيق معهم، وتوجيه التهم إليهم، وتصفيتهم إن رغب في ذلك؟ فما حاجة الفلسطينيين إلى أجهزة أمنية، تتفرج حيناً، أو تشارك أحياناً ؟.
لمن يعاند الحقائق أقول: إن كل الأرض الفلسطينية تقع تحت الاحتلال الصهيوني المباشر أكثر من العراق وأقسى من أفغانستان، ولا تصدقوا أكذوبة وجود سلطة فلسطينية في الضفة الغربية، لأن أي سلطة لا تمتلك السيادة الكاملة على الأرض، ولا يحق لها السيطرة على المعابر، ولا نفوذ لها على ما في باطن الأرض، ولا حق لها في رؤية ما يحلق في السماء، كل سلطة لا تمتلك لمواطنيها ضراً ولا نفعاً ليست سلطة، وإنما مجموعة من البشر مكلفة بعمل ما، لفترة زمنية معلومة، ولأهداف لا يعلمها إلا المحتلين.
ولتعزيز فكرتي التي يدركها كل الفلسطينيين بلا استثناء أقول: هل منعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية مستوطن من اغتصاب أرض أو اقتلاع شجرة؟ هل منعت الأجهزة الأمنية على اختلاف أسمائها جهاز المخابرات الإسرائيلية من اعتقال فلسطيني؟ هل صدت الأجهزة الأمنية الجيش الإسرائيلي، ومنعته من تنفيذ مهماته العدوانية داخل المدن؟ فلماذا نحتاج لهذه الأجهزة الأمنية التي تخدم الصهاينة، وتحفظ لهم الأمن على الطرقات الالتفافية، وتقيم الحواجز لمنع المتظاهرين الفلسطينيين من الوصول إلى نقاط الاحتكاك مع الصهاينة؟ ما حاجتنا إلى هذه الأجهزة التي وافق على وجودها الصهاينة، ويوافق على تسليحها جهاز المخابرات الإسرائيلية؟ ولماذا يضحي الفلسطينيون بنسبة 26% من ميزانيتهم على الأجهزة الأمنية؟ لماذا لا تقدم إسرائيل ألف مليون دولا ر أمريكي من ميزانيتها لأجهزة الأمن الفلسطينية؟
سأسأل أي فلسطيني يخالفني الرأي السؤال التالي: أيهما أجدى بالنسبة لك؛ الأجهزة الأمنية أم الخدمات الصحية التي حصلت على 10% فقط من الميزانية؟ وأيهما أكثر نفعاً لأسرتك سلاح ألأجهزة الأمنية أم أجهزة الرنين والأشعة فوق المغناطيسية؟ أيهما أحق بالمال مقرات الأمن أم المستشفيات؟ ولماذا تصير ميزانية الأجهزة الأمنية 26% بينما لا تتعدي ميزانية التعليم 16%، وهل يحتاج أبناء الشعب الفلسطيني السجون والمقرات الأمنية أكثر من حاجتهم إلى المدارس؟
خذوا بعين الاعتبار أن هذه الميزانية لا تتضمن رواتب العالمين، لأن رواتب موظفي الحكومة ورواتب العاملين في الأجهزة الأمنية والشرطة قد بلغت 58% من مجمل الميزانية.
--حلوا السلطة تتحلوا من الديون
د. فايز أبو شمالة
إذا كان الخديوي إسماعيل قد جر على مصر الاحتلال الأجنبي بعد إغراقها في الديون، فماذا سيجر سلام فياض ومحمود عباس على الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال مباشرة، بعد أن أغرقوا الشعب بمبلغ 4 مليار دولار من الديون؟
وإذا كان الخديوي إسماعيل قد أغرق أرض مصر ونيلها وقناتها وشعبها بالديون، وكان واثقاً أنه يعتمد على موارد مصر، وقدرتها الانتاجية في سد الديون، فعلى ماذا يعتمد فياض وعباس، حين أغرقوا الشعب الفلسطيني بالديوان، وهما يعرفان أن لا أرض ولا مياه ولا سماء ولا موارد طبيعية لدى الفلسطينيين تمكنهم من سد الديون ؟.
قد يستخف البعض بمبلغ 4 مليارات دولار ديون السلطة الفلسطينية، ولكن قد يطير عقل أي فلسطيني لو عرف أن الفوائد السنوية التي تجبيها البنوك على قرض عباس فياض تبلغ 200 مليون دولار سنوياً، أي ما يعادل رواتب شهرين للموظفين تقريباً.
4 مليار دولار من الديون تؤكد أن الذي أصر على تعطيل عمل المجلس التشريعي لم يكن غبياً، وأن الذي حرص على عدم وجود رقابة على عمل الحكومة كان يدرك النتائج، ويمكننا الآن أن نفهم أسباب رفض البعض للمصالحة، وإنهاء الانقسام الذي كان سينهي الكذب والزيف والديون والتفريط وبيع الوطن بالقطعة كي نؤمن الرواتب والنثريات.
ولو أجرينا حسبة بسيطة على عدد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة البالغ عددهم أربعة مليون نسمة، فمعنى ذلك أن كل فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة مدان للبنوك المحلية والدولية بمبلغ ألف دولار، وهذا يعني أنني شخصياً وأولادي وبناتي مدان للبنوك المحلية بمبلغ عشرين ألف دولار تقريباً، وعليه يتوجب على كل رب أسرة فلسطينية أن يحسب حجم الديون التي أوقعها عليه عباس فياض، ولنفكر جميعاً بشكل علني في كيفية مقاضاة الرجلين، ومحاسبتهما على كيفية إنفاق هذه الأموال، إذ يكفي أن يعرف الفلسطيني أن ميزانية مكتب محمود عباس السنوية تبلغ 263 مليون شاقل، أي ما يعادل مليون شاقل لكل يوم عمل.
قد يقول البعض: إن عباس بريء، والقرض المالي إحدى جرائم فياض، وصنيعة يديه، ولهذه الأسباب يطالب المجلس الثوري بضرورة التخلص منه.
قد يكون بعض هذا الكلام صحيحاً، ولكن الأصح منه ما ردده عباس دائماً: بأن الحكومة حكومته، وأنه المسئول عن سياستها، وأنه يعلم بكل صغيرة وكبيرة مارسها سلام فياض، وهو المسئول بشكل مباشر عن كل خطيئة.
على الشعب الفلسطيني أن يحل السلطة كي تحلل من الديون، إذ لا مخرج للفلسطينيين من أزمتهم الاقتصادية، ومن التردي السياسي، ومن التفتت الوجداني، ومن ورطتهم التنظيمية، ومن الانتصار الصهيوني المفرط الذي تحقق بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو، لا حل إلا بحل السلطة، وتهديم أركانها التي قوضت أركان المقاومة، ومزقت النسيج الوطني الفلسطيني.
تضامنوا مع فخر الامة الاسير سامر العيساوي
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "شبكة ارض كنعان للصحافة والاعلام" من مجموعات Google.
للنشر في هذه المجموعة، أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى ardknaan...@googlegroups.com
انتقل إلى هذه المجموعة على http://groups.google.com/group/ardknaanardknaan?hl=ar.
غزة بلا غاز للطهي
د. فايز أبو شمالة
رغم الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة فإن معظم الأشياء الضرورية متوفرة، وذلك بفضل الأنفاق مع مصر العربية، وبفضل التسهيلات الضريبية التي تقدما الحكومة الفلسطينية، والتي شجعت على التنافس لما يخدم الناس، فكانت النتيجة تدني أسعار الحاجيات في قطاع غزة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، وبشكل لا يمكن مقارنته مع أسعار الحاجيات لدى إخواننا في الضفة الغربية، رغم وحدة الحال الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.
ورغم الارتياح العام السائد في قطاع غزة، إلا أن ما يزعج الناس كثيراً هذه الأيام هو النقص الحاد في غاز الطهي، نقص الغاز الذي عجز التجار حتى هذه اللحظة في توفيره عن طريق الأنفاق من مصر العربية، وهذا ما أجبر الناس للاصطفاف على محطات الغاز، والتزاحم، حتى صارت له سوق سوداء، وهذا جزء من الحصار الإسرائيلي المتعمد، ففي الوقت الذي يحتاج فيه قطاع غزة إلى 350 طن من غاز الطهي اليومي، فإن الصهاينة لا يأذنون إلا بدخول كمية محدودة تصل من 140ـ 160 طن يومياً.
في ظل أزمة الغاز الخانقة حرصت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة على تخفيض سعر اسطوانة الغاز للمستهلك إلى 61 شاقل بدلاً من 65 شاقل.
فأين هو الغاز الذي جرى تخفيض سعره؟ هكذا يتساءل أصحاب محطات الغاز، ولماذا يجري تخفيض سعر اسطوانة الغاز في هذه الأيام التي ينقطع فيها الغاز، ولا يوجد لدينا ما نبيعه؟ أما كان يجدر أن تتريث الحكومة، وتناقش معنا تخفيض السعر، ولاسيما أننا ندفع الضريبة، ونتحمل نسبة العجز في كمية الغاز الواصلة، ونتحمل أجرة النقل، والذهاب إلى المعبر والعودة بلا غاز أكثر من مرة، ونتحمل ما ينجم عن ذلك من تعطيل للعمل، وأجرة عمال، ونتحمل تكاليف أجرة المكان الذي نخزن فيه الغاز، رغم عدم وجود الغاز.
يضيف أصحاب محطات الغاز: إن سعر تكلفة اسطوانة الغاز في المحطات تصل إلى 56 شاقل، ونحن نبيعها اليوم للموزع بسعر 57 شاقل، بحيث يبيعها الموزع للمواطن بسعر 61 شاقل، إن هذا المبلغ لا يوفر لنا هامش ربح، ولا يغطي التكاليف أحياناً، إننا مع الحكومة في التسهيل على المواطنين، ونحن على استعداد لتخفيض سعر الاسطوانة إلى 63 شاقل، والاكتفاء بهامش ربح يقل 2 شاقل في الاسطوانة عن السعر الموحد مع الضفة الغربية، وننتظر من الحكومة أن تتفهم طبيعة عمل أصحاب محطات الوقود مثلما تقدر حال المواطن، لأن استمرار هذا الحال قد يجبرنا على التوقف عن العمل، لتكتمل حلقة انعدام غاز الطهي في قطاع غزة.
أصحاب محطات الغاز في قطاع غزة ينتظرون لقاء يجمعهم مع نائب رئيس الوزراء المهندس زياد الظاظا، ليشرحوا حالتهم، وهم على استعداد للتفاهم مع الحكومة على خدمة الوطن.
إسرائيل متجبرة، فلماذا تحقن السجناء؟
د. فايز أبو شمالة
أتشكك في تقرير صحيفة برافدا الروسية؛ الذي يتهم إسرائيل بحقن الأسرى الفلسطينيين بمادة تؤدي إلى إصابتهم بسرطان البروستاتا، وأمراض الكبد بعد خروجهم من السجن، ويتشكك معي كل من شاركني تجربة التنقل بين السجون، وأقام في مستشفى سجن الرملة لفترة طويلة، لذلك أشهد أنني لم أر طبيباً يهودياً يقوم بحقن أي سجين بالقوة، وأشهد أن الأطباء في مستشفى السجن لا يقدمون للأسرى علاجاً ضاراً إلا في حالتين؛
الحالة لأولى: أن يخطئ الطبيب تشخيص المرض، وهذه حالة إنسانية عامة.
والحالة الثانية وهي الأهم: تلكؤ إدارة السجن في علاج المرضى، ونقلهم إلى المستشفى؟ وهذا ما يمكن وصفه بالإهمال الطبي، وما ينجم عنه من تردي للحالة الصحية للسجين.
إن ما يؤكد على التشكك في تقرير صحيفة برافدا هم الأسرى الفلسطينيون أنفسهم الذين خرجوا من السجون الإسرائيلية بكامل لياقتهم الوطنية، ومارسوا المقاومة بلا تردد، ويكفي الإشارة هنا إلى الأسير المحرر الشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وجهاد العمارين، وجمال أبو سمهدانة، ومن قبلهم الدكتور فتحي الشقاقي، والدكتور إبراهيم المقادمة، والمنهدس إسماعيل أبو شنب، ورائد نزال، ومحمد كشكو، ومحمد الشيخ خليل، وغيرهم الكثير من الأسرى المحررين الذين أمضوا عشرات السنين في السجون الصهيونية.
وقد أقدم الصهاينة على تدمير برج سكني على رأس سكانه في مدينة غزة، وأوقعوا عشرات القتلى والجرحى أثناء اغتيال الأسير المحرر صلاح شحادة، وكان حرياً بالصهاينة حقن الرجل بمواد سامة قبل تحرره من الأسر.
إن انعدام الموضوعية في اتهام الأطباء اليهود بحقن الأسرى بمواد سامة يعود بالضرر على القضية الفلسطينية في نقطتين:
الأولى: إن مثل هذا التقرير المثير للشك يطعن في مصداقية كثير من التقارير التي تفضح الممارسات الصهيونية الأكثر إيلاماً بحق الأسرى؛ مثل التعذيب الوحشي في غرق التحقيق، ومثل العزل الانفرادي لفترات طويلة، ومن ثم صدور الأحكام القاسية، وسوء المعيشة في الزنازين، وسوء التغذية، وانعدام التهوية، والاغتراب عن الدنيا، والتعذيب النفسي على مدار الساعة.
والثانية: أن الهدف من مثل هذا هكذا تقارير هو إثارة حالة من الخوف والفزع في نفوس الشباب الفلسطيني الذي يتحفز للمرحلة المقبلة من مواجهات عنيفة مع الصهاينة، وسبق أن روج الصهاينة قبل سنوات خبراً في السجون يقول: أي سجين يعتدي على سجان، سيتم شل جسده عن الحركة، وانتشرت الدعاية بين السجناء كالنار في الهشيم، إلى أن تجرأ أحد السجناء في سجن عسقلان قبل ثلاثين عاماً، ومزق وجه السجان بموس الحلاقة، ولم يتجرأ الصهاينة على شل جسد السجين، الذي عوقب شهرين في الزنازين فقط، مع زيادة في الحكم الجائر.
لقد أثبت الأسير الفلسطيني خلف الأسوار قدرته الخارقة على التماسك في وجه جلاديه،، لذلك خرج الأسرى الفلسطينيون بعد ثلاثين عاماً من السجون الإسرائيلية أكثر صلابة وقوة وتصميماً على النصر، وإليكم شاهداً حياً الأسير المحرر يحيى السنوار وروحي مشتهى من غزة، وسمير القنطار من لبنان، وسعيد العتبة من الضفة الغربية، وغيرهم سفيان أبو زايدة، وقدورة فارس، وآلاف الأسرى المحررين الذين ما زالوا بكامل قدراتهم العقلية والجسدية.
على العرب الفلسطينيين أن يذكروا عدوهم بما فيه، ودون مبالغة تسهم في التهرب من المسئولية، فعدوكم لا يخاف من ردة فعلكم حين يقصفكم، ويغتصب ارضكم، ويحاصركم، ويقطع عليكم الطرق، ولا يخشاكم حين يدمر منشآتكم، ويطاردكم في أقاصي الأرض، وينسفكم علانية في السودان والعراق واليمن وتونس ومصر والأردن ولبنان وسوريا.
وما زال عدوكم الصهيوني يمارس جرائمه علانية، وأزعم أن جريمة اغتصاب فلسطين بحد ذاتها، وتشريد ملايين اللاجئين في أصقاع الأرض منذ سنة 1948 وحتى يومنا هذا، إنها جريمة حرب لا تعادلها أبشع جرائم القتل المتعمد.
حرب إسرائيلية أمريكية ضد المسلمين
د. فايز أبو شمالة
في إسرائيل يؤكد لواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية اأن نظام الأسد تجاوز الخط الأحمر، واستخدم السلاح الكيماوي ضد المعارضة، إنهم يستعجلون التدخل الأمريكي في الحرب الدائرة على الأرض السورية، بينما في أمريكا غاضبون من ذلك، وينفون استخدام الأسد للسلاح الكيماوي، ويحسبون خطواتهم بدقة أكثر، إنهم يفضلون أن تتآكل سوريا من الداخل أكثر، وأن تضعف أكثر قبل أن تمتد اليد الأمريكية والإسرائيلية لقطف الثمرة.
وفي إسرائيل، ووفق تقديرات الحكومة الإسرائيلية يقول "تساحي هنجبي" المقرب من نتانياهو: إن إيران قد تجاوزت الخط الأحمر فيما يتعلق بالسلاح النووي، ليعزز ما قاله عاموس يادلين: إن إيران قد تجاوزت الخط الأحمر الجديد الذي رسمته لها إسرائيل، إنهم بذلك يستعجلون التدخل الأمريكي ضد إيران، ويستحثونها على ذلك، بينما في أمريكا يؤكدون: إن النووي الإيراني ما زال قيد المعالجة الدبلوماسية، ولا حاجة للسرعة.
وفي إسرائيل، أثناء استقبال وزير الدفاع الأميركي هيجل، حذر نتانياهو من شيئين: أولاً: قيام إيران بتسليح منظمات المقاومة بأسلحة متطورة.
ثانياً: محاولة إيران التسلح بأسلحة نووية.
وفي أمريكا التي تختلف مع إسرائيل حول زمن التدخل ضد سوريا وإيران، في أمريكا يوافقون بلسان وزير الدفاع الأمريكي هيجل على ما قاله نتانياهو، بل يضيف هيجل: إنني أؤمن أننا معا من خلال عمل مشترك تقوم فيه حليفتان وصديقتان، نستطيع أن نعمل بما يخدم دولتك ودولتي ويحوّل المنطقة إلى منطقة أكثر أمانا، ويجعل إسرائيل أكثر أمانا
ضمن هذا التنسيق الأمريكي الإسرائيلي القائم على جعل المنطقة أكثر أمناً حفاظاً على أمن إسرائيل، يعتبر فتح الأجواء الأردنية للطيران الإسرائيلي فيما لو تحقق، يعتبر تجاوزاً للعقيدة الإسلامية التي لا تجيز نصرة اليهودي على المسلم؛ مهما كان انتماؤه وولاؤه.
وضمن هذا السياق، فإن الإشراف الأمريكي على تدريب وحدات أردنية للتدخل السريع في سوريا، يعتبر تلوثياً لروح الأمة العربية التي لا تجيز مناصرة أعدائها.
وضمن هذا السلوك، فإن تزويد أمريكا للترسانة العسكرية الإسرائيلية بأسلحة متطورة لا تتواجد إلا في يد الجيش الأمريكي، يعتبر مؤشراً على بدء الاستعدادات الجدية للقوات الأمريكية الإسرائيلية لحرب قذرة؛ تختلط فيها أوراق العداوة والصداقة، حرب لا هدف لها إلا تدمير طاقة الأمة الإسلامية، مع تفجير فتنة طائفية تمتد لسنوات، ترتج معها الرؤية السياسية، وتغيير فيها التحالفات القائمة، ولاسيما أن تدمير محور الشر هو عنوان هذه الحرب الخائنة كما قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين.
إن حرباً تؤسس للأمن الإسرائيلي هي حرب معادية للمسلمين جميعاً على اختلاف طوائفهم، وهي حرب معادية للعرب جميعهم على اختلاف مذاهبهم، وهي حرب معادة للفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم الجغرافية والحزبية والسياسية.
الدجاجة من البيضة حتى الصوص
د. فايز أبو شمالة
لا دجاج في قطاع غزة للذبح، فقد بلغ سعر الكيلو جرام للمستهلك 14 شاقل تقريباً، لذلك سمحت وزارة الزراعة الفلسطينية للتجار بجلب الدجاج عبر الأنفاق من مصر العروبة والإسلام، ووصل الدجاج المصري إلى أسواق غزة بالفعل، ولكن السعر لما يزل على حاله، علماً بأن التاجر المستورد قد اشتراه من المزارع في مصر بسعر 7،5 شاقل فقط للكيلو جرام، ولكن سعر كيلو جرام الدجاج ارتفع بعد عبور النفق، ليصل إلى الموزع في قطاع غزة بسعر 11 شاقل، ليرتفع السعر ثانية بين الموزع ومحلات ذبح الدجاج ليصل إلى 14شاقل، أو يزيد.
حتى الآن لم تحقق وزارة الزراعة الهدف الذي توخته، ولم تنجح سياسة الوزارة في فرض تسعيره موحدة للدجاج ـ كما ظن البض ـ ولن تنجح، لأن سعر السلعة في كل الدنيا يحدده قانون العرض والطلب، لذلك يتوجب على وزارة الزراعة أن تترك السوق يوازن نفسه بنفسه، وأن تعالج الأسباب التي أدت إلى نقص الدجاج، كما يقول العارفون بالأمر.
ويقولون: طالما سمحت الحكومة بدخول الدجاج عبر الأنفاق، فمن باب أولى أن تسمح بدخول الصوص، لأن أصل مشكلة نقص الدجاج في قطاع غزة تتمثل في نقص البيض المطلوبة للفقس بسبب الحصار، ونقص البيض تسبب في نقص الصوص المطلوب، حيث وصل السعر الرسمي للصوص الخارج لتوه من البيضة 4 شواقل، ولكن نقص الكمية المطلوبة جعل الصوص يوزع على التجار بالحصة، وهنا خضع سعر الصوص لقانون العرض والطلب، فصار له سعر تجاري أعلى بكثير من السعر الذي فرضته الحكومة.
فإذا أضفنا إلى ما سبق انقطاع الغاز اللازم لتربية الدواجن، واعتذار الهيئة العامة للبترول والغاز عن تدخلها في مساعدة مربي الدواجن، وأحالتها الأمر برمته إلى وزارة الزراعة، بينما وزارة الزراعة تؤكد أنها وزعت كمية الغاز المحدودة التي حصلت عليها لهذا الشأن، وهي كمية لا تكفي، لذلك اضطر كثير من مربي الدواجن لشراء اسطوانة الغاز بسعر يفوق عدة مرات تسعيرة الحكومة الرسمية، فإذا أضفنا لما سبق ارتفاع سعر العلف العالمي، وتأثير اختلاف الطقس على انتشار الأمراض المعروفة وغير المعرفة في الدواجن، وما ينجم عن ذلك من استخدام مفرط للأدوية، أو هلاك عام لمزارع الدجاج، فإننا نستنتج أن ارتفاع سعر كيلو الدجاج كان نتيجة لجملة من الأسباب الموضوعية التي لا تخفى عن عين الوزارة.
معالجة أسباب العجز في كمية الدجاج المطلوبة للمواطنين في قطاع غزة من مهمات وزارة الزراعة، وهي المسئولة في نفس الوقت عن عدم إلحاق الضرر بمتطلبات آلاف الأسر المرتبطة معيشياً مع هذا الحقل الاقتصادي المهم؛ الذي افتخر فيه نائب رئيس الوزراء.
العاملون في هذا المجال يطالبون وزارة الزراعة بأن تسمح بإدخال الصوص من مصر العربية، ولاسيما أن قيمة الصوص الواصل من مصر قد لا تصل إلى نصف قيمته في غزة، ويناشدون وزارة الزراعة بأن تساعدهم في التحرر من الحاضنة الإسرائيلية، وتمكنهم من كسر قشرة البيض التي يتستر فيها التاجر المحتكر، الذي يرفع سعر الصوص، ليرتفع سعر الدجاج.
ما ذنب أمير قطر؟
د. فايز أبو شمالة
لن أدافع عن أمير قطر، فهو جزء من منظومة جامعة الدول العربية التي أعطت ما لا تملك من أرض فلسطين، لمن لا يستحق من اليهود، وإنما سأعترض على توجيه السهام الاتهام إلى شخص أمير قطر، وتحميله وحيداً مسئولية قرار تعديل مبادرة السلام العربية، والتنازل عن الأرض المحتلة، والتفريط بالثوابت الفلسطينية.
إن الحقيقة أوضح من تصريح أمير قطر في واشنطن، وأسطع من تأييد الوفد الوزاري العربي لما جاء على لسان رئيس وفدهم أمير قطر، الحقيقة هي أن السيد محمود عباس قد اتفق مع أهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل سنة 2008 على تبادل الأراضي، وأعلن ذلك صراحة وعلانية، بل إن السيد عباس طالب نتانياهو بان يلتزم بما تم الاتفاق عليه مع خلفه أهود أولمرت، فهل يوجد فلسطيني واحد ينكر ذلك ؟.
إذن، لماذا تلومون أمير قطر الذي يلتزم حرفياً بما تطلبون منه؟ هل رفعتم البنادق وأنزلها من أيديكم؟ أم أن الرجل قد أمسك بالمغرفة، ووضعها في القدر العربي، وأخرج من داخلها الوديعة التي خبئها محمود عباس، وقدمها للوفد الوزاري العربي ؟.
وكيف تثورون على نسبة 2% تقريباً من أراضي الضفة الغربية؛ سيتم تبادلها مع المغتصبين الصهاينة، وأنتم قد وافقتم على التنازل عن 78% من أراض فلسطين حين اعترفتم بدولة إسرائيل، هل نسبة 2% من أراضي الضفة الغربية أغلى لديكم من 78% من أراضي يافا وعكا وحيفا وبيت دراس وحمامة واسدود والجورة، أم أن القديم عليه رديم، وحسبتم أن اليهود سيكتفون منكم بما اغتصبوا، وسيتركون لكم الضفة الغربية وغزة؟
مسلسل التنازل لن يتوقف عند حدود دولة إسرائيل، والتنازلات أكبر من طاقة قطر وأمير قطر، وإذا كانت مبادرة السلام العربية لم تف حاجة الأمن الإسرائيلي، فإن الواجب العربي يقضي تعديل المبادرة، كسراً للشر، وحباً للسلام، فجاء التنازل عن بنسبة 2% من أراضي الضفة الغربية تمهيداً للعودة إلى طاولة المفاوضات، فقد سقط شرط وقف الاستيطان، ولم يعد استئناف الاستيطان معيقاً لاستئناف المفاوضات.
أما الغريب في أمر التنازل العربي الجديد أنه جاء في زمن الثورات العربية، وفي الوقت الذي يشغل فيه منصب أمين عام جامعة الدول العربية السيد نبيل العربي، وهو سياسي مصري وطني، وفي الوقت الذي يشغل فيه منصب وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو، فأين الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي من هذا التزلف الرخيص لليهود؟ أين مصر الثورة من نتانياهو الذي استخف بالتنازل العربي، فقال بصلف وغرور: إن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ليس على الأراضي، بل على وجود دولة إسرائيل نفسها، إن أصل النزاع هو عدم اعتراف الفلسطينيين بأن إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي.
على السلطة الفلسطينية أن تبلغ لسانها، لأنها الجهة الرئيسية التي سبقت الجميع، ووافقت على تبادل الأراضي، وعلى السلطة الفلسطينية أن تطلق لسانها قبل الجميع، وأن تعترف صراحة بيهودية الدولة، طالما اختارت المفاوضات طريقاً، وما عدا ذلك، ليس أمام السلطة الفلسطينية إلا أن توقف التنسيق الأمني فوراً، وأن تطلق يد المقاومة.
فهل تقدر السلطة الفلسطينية على ذلك؟