مواقف عظيمة من
رجال عظماء ؟؟؟
في عهد
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسلت القوات الإسلامية لتضرب طاغوت الروم الذي هدد دولة الإسلام و عندما وصلت القوات
الإسلامية و دارت المعارك أسر هرقل حاكم الروم
الصحابي الجليل" عبد الله بن حذافة "رضي الله عنه مع جماعة من أصحابه المسلمين و أراد أن يجبره على الكفر فأوقفه أمامه
في دار الملك ودار بين الطاغية حاكم الروم و
بين الصحابي عبد الله بن حذافة حوار.
فقال هرقل: يا
عبد الله
تتنصر و أعطيك نصف ملكي؟ فقال عبد الله بن حذافة رضي الله عنه : يا هرقل والله لو عرضت علي الدنيا كلها على أن أترك دين محمد ما تركته.
فقال
هرقل: يا عبد الله إن لم تتنصر فسوف
أعذبك العذاب الأليم.
فقال عبد الله بن حذافة: افعل ما تشاء فإنما تعذب بدناً فانياً وجسداً مولياً أما الروح فلا يملكها إلا لله.
فأمر هرقل أن يصلب على صليب و أن يضرب بالسهام في يديه و رجليه و في غير مقتل حتى يعذب العذاب الأليم و صلب و رمي بالسهام و كلما أصابه سهم قال : لا إله إلا الله.
قال هرقل: أنزلوه فانزلوه فغلي له ماء في قدر حتى كاد الإناء أن يحترق من شدة الغليان و قال له: يا عبد الله إما أن تنتصر و إما أن نلقي بك في هذا الماء و إذا بعبد الله بن حذافة يمشي إلى الماء الذي يغلي فلما اقترب منه بكت عيناه فقال له هرقل: أبكيت يا عبد الله؟ فقال له: والله ما بكيت خوفاً فأنا أعلم أني سائر إلى الله ولكن بكيت لأني لي نفساً واحدة و كنت أود أن يكون لي مئة نفس تعذب في سبيل الله.
فقال هرقل أرجعوه فأرجعوه فأحضر له امرأة غانية من نساء الروم و قال: أدخلوه معها في غرفة لتراوده عن نفسه و غلقت الأبواب و أخذت تغدو و ترجع أمامه و بعد ساعات مضت قال هرقل :أحضروها لأسمع منها ما حدث فلما حضرت أخبرته و قالت له: يا سيدي أنت لست أدري إلى من أرسلتني أأرسلتني إلى بشر أم حجر كلما خطوت أمامه ما سمعت منه إلا قول لا إله إلا الله.
فقال هرقل: أدخلوه في غرفة و
لا تحضروا له طعاماً إلا الخمر
و لحم
الخنزير فأحضروا له ذلك و أغلقوا عليه الباب و ليس معه طعام سواهما و ظل عبد الله بن حذافة ثلاثة أيام لا يأكل لحم الخنزير و لا يشرب خمراً
ثم دخلوا عليه فوجدوه يذكر الله و يصلي و
الخمرة كما هي و لحم الخنزير كما هو فقال له: يا عبد
الله ما
منعك من الشرب و الأكل و أنت مضطر لذلك و الجوع يعبث بأمعائك؟
فقال لهم : خفت أن يشمت أعداء الله في دين الله.
فلما يئس
منه هرقل قال له: يا عبد الله
قبل رأسي
و أطلق سراحك.
فقال له: بل تطلق سراح إخواني المسلمين فوافق
على ذلك.
فأطلق
هرقل سراحه و سراح إخوانه و بعد ذلك ذهبوا إلى المدينة المنورة التقوا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه و قصوا عليه ما جرى
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه و قال: حق على كل
مسلم أن يقبل رأسك يا عبد الله و أنا أبدأ بنفسي.
و
قام عمر
بن الخطاب رضي الله عنه و قبل رأس عبد الله بن حذافة رضي الله عنه إكراما لعزته و دينه.
خادم الإسلام
الفقير إلى الله عبد العزيز
عربي الأصل مصري الهوية ابن السويس