GetAttachment.jpg)
لا يعرف القمم إلا من صعد ، ولا يدرك أولو العزم إلا من صبر واجتهد ، ولا تعجز المعجزات عن الظهور في قطاع غزة الإباء ، كيف لا وأهله هم أهله الله وخاصته ، مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ، في الحديث الذي يرويه أنس رضي الله عنه قال : " إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته " .
قطاع غزة أو إن شئت فقل قطاع القرآن ، أخذ على عاتقه منذ عشرات السنين أن يكون قطاع أهل الله وخاصته ، من حفظة كتاب الله عز وجل ، وذلك من خلال مشاريع دار القرآن الكريم والسنة ، التي ما ادخرت جهدا في تحقيق هذا الهدف العظيم ، بإيجاد حافظ للقرآن في كل بيت فلسطيني .
وهذا الحلم بفضل الله بات يتحقق في قطاع غزة ، من خلال مخيمات تاج الوقار لتحفيظ القرآن الكريم في ستين يوما ، والتي انطلقت منذ أربعة أعوام ، وخرجت إلى الآن نحو 40 ألف حافظ للقرآن الكريم ، وبحسب ما يقول الدكتور النائب عبد الرحمن الجمل ، رئيس دار القرآن الكريم والسنة ، فإن هذه المشاريع متواصلة ولن تتوقف ، بل ستزداد من خلال فتح مزيد من حلقات منتدى الحفاظ لتثبيت القرآن لمن أتم حفظه ، ويضيف إلى أن الاهتمام بالقرآن أصبح مزاجا عند أهل غزة ، فالناس على دين وديدن ملوكهم ، وأنعم به من رئيس وزراء ونواب حفظة لكتاب الله .
وبعد انتهاء مخيمات تاج الوقار 2 لتحفيظ القرآن الكريم في 60 يوما ، كان لمراسل فلسطين الآن جولة مع ربان سفينة أهل الله وخاصته ، مع رئيس دار القرآن الكريم والسنة الدكتور النائب عبد الرحمن الجمل ، واليكم نص الحوار بالتفصيل :
بداية لو تحدثنا باختصار عن مخيمات تاج الوقار ، والأهداف المرجوة منها ؟
في البداية وبعد الصلاة والسلام على رسول الله ، بدأت فكرة مخيمات تاج الوقار منذ أربعة أعوام ماضية ، وهي فكرة ناضجة تم تجربتها في السنة الأول على 500 طالب وطالبة في كافة محافظات قطاع غزة ، وبالتحديد عام 2007 ، حيث نجحت هذه الفكرة وحفظ جميع المشاركون القرآن كاملا ، ثم توسع هذه الفكرة ليحفظ القرآن في العام الثاني 3 آلاف طالب وطالبة ، ولتتوسع أكثر في العام الثالث ليتم حفظه 10 آلاف حافظ وحافظة في كافة محافظات قطاع غزة ، وهي في هذا العام حصاد تجربة الأعوام الماضية بفضل الله عز وجل .
والهدف الحقيقي من وراء هذه المخيمات هو تنشئة جيل قرآني يحفظ كتاب الله عز وجل ، ويتربى على موائد القرآن الكريم ، ولتساهم دار القرآن الكريم والسنة في تنشئة المواطن الفلسطيني الصالح ، الذي سيكون على يديه تحرير البلاد والمقدسات بإذن الله ، كما أنها لإعادة الناس إلى مصدر عزتهم وكرامتهم وهو القرآن الكريم .
برأيك ما هي الأسباب الحقيقية وراء الإقبال الكبير على مخيمات تاج الوقار ؟
الشعب الفلسطيني شعب مسلم عظيم ، والقرآن الكريم هو دستور هذه الأمة ، فإقبال الناس على حفظ كتاب الله عز وجل بغية نيل الأجر والثواب المترتب على حفظه ، كما أن هذا الاهتمام الكبير لأن القادة والمسئولين في قطاع غزة يهتمون بالقرآن الكريم ، حيث أن دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية حافظ للقرآن الكريم ، ويؤم الناس في صلاة التراويح ، وحاصل على سند متصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بالإضافة إلى رواية الإمام شعبة عن عاصم ، كما أن النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور أحمد بحر وعدد ليس بالقليل من النواب وقادة حركة حماس هم حفظة للقرآن الكريم ، ويحملون السند المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأمر انعكس ايجابيا على الناس ، فأصبح الاهتمام بالقرآن مزاجا عند أهل غزة ، فالناس على دين ملوكهم .
إضافة إلى أن الحصار وشدة العيش التي يحياها سكان قطاع غزة ، زادهم قربة من الله سبحانه وتعالى ، وتجلت فيهم معاني التضحية والفداء ، فكما أنهم يفتخرون بشهدائهم ، كذا يفتخرون بحفظة القرآن منهم ، وحرص وتشجيع الأهالي لأبنائهم ومتابعتهم لهم ، جعل هذا المشروع عامرا ًبالخير والفلاح وجيل النصر القادم .
ما هي نتائج مخيم تاج الوقار 2 الذي تم اختتامه في هذه العطلة الصيفية ؟
في الحقيقة حظي مخيم تاج الوقار "2" في هذا العام على تميز كبير وملحوظ ، من ناحية عدد الملتحقين به ، والإقبال الكبير الذي تميز به منذ الإعلان عنه ، وحرصا منا على التركيز على قضية الكم وليس الكيف قسمنا المخيم إلى 3 مستويات ، وهي حفظ القرآن كاملا ، حفظ 20 جزء ، حفظ 10 أجزاء ، وبفضل الله وحده أتم حفظ القرآن كاملا في هذا المخيم نحو 24 ألف حافظ وحافظة في كافة محافظات قطاع غزة .
من أصغر وأكبر الطلاب والطالبات حفظا ؟
كما قلت فإن هذا المخيم تميز بالتميز ، حيث أن عدد كبار السن الذين فاقت أعمارهم عن الخمسين عاما وشاركوا في هذا المخيم ، تجاوزا الثلاثين حافظ وحافظة ، وعدد الذين تقل أعمارهم عن عشرة أعوام بلغوا 225 حافظ وحافظة ، وهذا بفضل الله أولا وأخيرا .
هل الأمور المادية تعيق عملكم ؟
الأمور المادية أحد العقبات الكبيرة التي تعترضنا في كل الأوقات ، وتقف حجرة عثرة أمام تنفيذ واستمرار مثل هذه المشروعات ، حيث أن إجمالي تكليف مخيمات تاج الوقار 2 بلغت ما يزيد عن 2 مليون دولار ، ونحن نعمل جاهدا على توفير الأموال التي تدعم مشاريع تحفيظ كتاب الله عز وجل .
ما مخطط دار القرآن الكريم خلال الأعوام القادمة بالنسبة لمثل هذه المشاريع ؟
نحن قطعنا على أنفسنا عهدا أن نجعل في كل بيت من بيوت فلسطين حافظا للقرآن الكريم ، ونسأل الله أن يعيننا على الاستمرار في مثل هذه المخيمات ، والاهتمام بتثبيت القرآن في صدور الذي أكرمهم الله بحفظه خلال الأعوام الماضية ، من خلال مشروع ديوان الحفاظ ، والله ولي التوفيق .
ما هي رسالتك إلى المحفظين والمحفظات الذي شاركوا في هذا المخيم ؟
هي رسالة شكر وتقدير على الجهد الكبير الذي بذلوه ، كما نحثهم على مواصلة هذه المسيرة القرآنية وهذا المشوار المستمر ، فهم من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية ، وهم يحفظون كتاب الله ، ونوصيهم أن يخلصوا في عملهم ، فهم على ثغر من ثغور الإسلام العظيم ، ولا بد لهم أن يؤدوه على أكمل وجه .
ما هي رسالتك الأخيرة في نهاية هذا الحوار ؟
أوصي أهل غزة بمزيد من الاهتمام بأبنائهم ، ومتابعتهم وحثهم على الالتحاق بهذه المخيمات ، ومن أكرمه الله بحفظه أن يلتحق بمنتدى الحفاظ ليثبته في قلبه وصدره ، وهي رسالة لأهل الخير والعطاء أن يتواصلوا ويساهموا معنا لإنجاح هذه المخيمات ولو بالشيء القليل ، وفي الختام جزا الله كل من ساهم وشارك في إنجاح هذه المخيمات ، وأعاننا على تنفيذ المزيد المزيد منها في الأعوام القادمة .
المصدر:
http://www.paltimes.net/arabic/interviews.php?interview_id=229
دار القرآن الكريم والسنة
http://www.daralquran.ps/
مخيم تاج الوقار