قبل وقت طويل لم تكن عملية التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي أمرا متعارفا عليه ولم يكن مستخدمو الإنترنت على دراية بها أو بمدى تأثيرها على نجاح تسويق أي عمل. أما اليوم فلا غنى عنها في أي مجال سواء كانت شركة مبتدئة أو كبيرة محلية أو دولية ولا بد لها أن تستغل الانتشار الهائل الذي تحققه المنصات الأشهر في عالم شبكات التواصل فيسبوك وتويتر ولينكد إن وجوجل بلس والتي يبلغ مستخدموها المتفاعلون مئات الملايين.
فشبكات التواصل الاجتماعي منصات فعالة لتبادل الأحاديث والمشاركات وتقديم الخدمات وتلقيها.
وفيما يعد التواصل بين الأصدقاء والمعارف في أي مكان من العالم أبرز استخداماتها فهي أيضا منصة يستخدمها العملاء والمستثمرون والموظفون للتواصل فيما بينهم ما جعلها صناعة كبيرة و متنامية للتسويق في إطار عالم التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وكما أشارت %72 من استطلاعات الرأي فإن الشباب بين 25 و34 عاما يلجؤون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على توصيات عند شراء أي سلعة أو خدمة
فشبكات التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة لإستطلاع آراء الأصدقاء والمستخدمين المؤثرين من أصحاب الرأي المسموع عليها فإذا عثر أحد الأصدقاء الموثوقين عن إعجابه بمنتج أو خدمة ما فإن هذا يرفع احتمالات إعجابك بها أنت أيضا.
كما تسهم النقاشات التي تجري عبر فيسبوك أو تويتر أو إنستقرام أو سناب شات أو غيرها من وسائل التواصل قبل اتخاذ قرار شراء منتج أو خدمة ما في توجيه المستخدمين ودور المسوق هو التفاعل مع هذه النقاشات في وقت مبكر قبل إتمام عملية الشراء.
وفي استطلاعات رأي شركة Constant Contact توصلوا إلى أن 77% من الداعين لحدث معين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي للدعوة له ووجد %74 منهم أن قنوات الاتصال التي استخدموها كانت فعالة. خاصة عند اتباع التالي: مشاركة أفضل محتوى من موقع مقدم المنتج أو الخدمة والتأكد من صياغة قصة مقنعة.
ونقدم لك في صفحات هذا الكتاب المزيد من المعلومات بخصوص ترويض وحش شبكات التواصل لصالحنا واستخدامه في جلب المزيد من العملاء والأرباح.
يخاطب الكتاب شريحة عريضة من المستفيدين على رأسهم أصحاب المنتجات والمسوقون وصانعو المحتوى وواضعو استراتيجيات التسويق ومديرو المنتجات والمشاريع ومتخصصو وسائل التواصل الاجتماعي وغيرهم.
تتنامى قوة وسيطرة الشبكات الاجتماعية على حياتنا وكلما أدركت ذلك واستعددت له بالشكل الملائم استطعت البقاء صامدا في المنافسة وفتح أسواق جديدة واكتساب المزيد من العملاء. أهم شيء أن تكون صادقا فيما تقدم لعملائك ولا تجر وراء الطرق الرخيصة للتسويق أو تعتمد على الشركات التي تتبع طرقا ملتوية لجذب جمهور وهمي وغير متفاعل. وكما قلنا بين صفحات الكتاب يظل المحتوى هو الملك فالعب في هذه المنطقة وتخير محتوى مفيدا وجذابا وخاليا من الأخطاء وسوف تضمن استمرار التفاعل معك طول الوقت ورفع أسهم علامتك التجارية.
تتمثل القاعدة الرئيسة التي يبنى عليها هذا الكتاب بأكمله في تقديم تجربة علمية مباشرة في القيام بالبحث الأكاديمي من منظور نسوي وقد تضمن الكتاب ثلاثة أبواب وفي الأول منها عدد من المقاربات النسوية الأبستمولوجيا والنظرية من خلال مفهومات الوضعية النسوية وأبستمولوجيا الموقعية النسوية وما بعد الحداثة والبنيوية النسوية. أما الباب الثاني فتضمن مجموعة من القضايا المنهجية النسوية بالاعتماد على التجارب البحثية والممارسات الميدانية وتطبيقات مناهج البحث في العلوم الاجتماعية من منظور نسوي فيقدم لنا نماذج لممارسات البحث النسوي وتطبيقاتها في إجراء مشروعاتهن البحثية من البحث الاستطلاعي والإثنوغرافيا والمقابلات الشخصية المتعمقة والمجموعات النقاشية والتاريخ الشفاهي وحتى البحث القائم على مزج المناهج وتجميع أفكار البحث ووضعها قيد الممارسة.
بينما تضمن الباب الثالث نموذجًا متكاملًا لبحث نسوي بدءًا من مرحلة الإعداد ووضع خطة البحث وانتهاء بعملية كتابة البحث ونشره.
أي إنه جمع بين النظرية والممارسة أي التنظير على أساس التجارب البحثية المعيشة إضافة إلى دمج المنظور النسوي في أبحاث العلوم الاجتماعية بعيدًا من إطار تخصص بحثي بعينه باتجاه الدراسات البينية.
تحدد مفهوم البحث العلمي النسوي استنادًا إلى تصديه للبنى الفكرية والأيديولوجيات القائمة على اضطهاد النساء عمومًا من خلال توثيق تجارب النساء المضطهدات وخبراتهن اليومية وإلقاء الضوء على الأنماط التمييزية القائمة على الجنس أي إن الهدف من البحث النسوي تمكين النساء من أجل القيام بالتغيير الاجتماعي في المجتمع القائم على التمييز على أساس النوع.
والسؤال المطروح في هذا الفصل: هل للبحث النسوي منهجية علمية خاصة به أم إنه يعتمد على المنهجية العلمية المتعارف عليها في البحوث الاجتماعية الأكاديمية كافة.
يعد البحث النسوي بالنسبة إلى المؤلفتين في هذا الفصل مشروعًا بحثيًا علميًا شاملًا يتضمن خطوات البحث العلمي كافة بدءًا من صوغ المشكلة إلى كتابة النتائج استنادًا إلى الربط العلمي ما بين الجانب النظري والميداني ضمن السياق الاقتصادي الاجتماعي والسياسي للمجتمع المبحوث.
أما أصول البحث النسوي بالنسبة إلى المؤلفتين فتعود جذوره إلى سياق الموجة الثانية من الحركة النسوية وتحديدًا إلى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين من خلال الإضاءة على ثغرات البحوث الاجتماعية في ما يتعلق باستبعاد تجارب النساء من البحث الأكاديمي ما دفع بالباحثات النسويات إلى العمل لتلافي هذه الثغرات من خلال صوغ الآليات النظرية والمنهجية التقليدية وإيجاد نماذج بحثية جديدة.
وجهت النظرية النسوية تحديًا لما يطلق عليه الحياد القيمي في النظرية الاجتماعية الوضعية من خلال إلقاء الضوء على تجارب النساء أو ما أطلق عليه مصطلح النسويات الإمبيريقيات (الميدانيات) اللواتي أدرجن نشاط النساء اليومي المعيش وتجاربهن في المناهج البحثية التي ترفع من إمكان تحقيق نتائج أكثر موضوعية وقابلة للتعميم في الوقت نفسه.
بل ذهبن إلى أبعد من ذلك إلى رفض تنحية العاطفة والذاتية الإنسانية والتجارب المعيشة الفريدة بوصفها معوقات البحث العلمي -بحسب ما تدعي النظريات الوضعية- بل تبني هذه العناصر بهدف اكتساب رؤى جديدة أو اكتساب معرفة جديدة. وعلى سبيل المثال تعرضك للعنف أو التحرش الجنسي وغيره قد يكون وراء اختيار موضوع العنف أو التحرش الجنسي للبحث الأكاديمي أي للعاطفة والخبرة الذاتية دور في اختيار موضوع البحث الأكاديمي.
يجيب هذا الفصل عن السؤال الآتي: ما الذي يجعل البحث النسوي إمبيريقيًا وما الذي يجعل البحث الإمبيريقي بحثًا نسويًا.
يعد البحث إمبيريقيًّا إذا كان المصدر المعرفي الوحيد المتاح للباحثين هو ذلك القابل للتجربة والقياس بواسطة الحواس أي يتطلب من الباحث التنزه التام عن المواقف الشخصية والأيديولوجية والسياسية عند اختبار فرضيات البحث.
268f851078