مقال دكتور غسان مصطفى الشامي
ترامب زيلنسكي ..غزة وجبهات متعددة
قلم :د. غسان مصطفى الشامي
ghasa...@gmail.com
حاكم العالم الجديد الرئيس الأمريكي"دونلد ترامب" يبدو أنه حتى هذه اللحظات لم يتمرس على الحكم والرئاسة وإدارة الشعوب؛ ويبدو أنه لا يدرك أننا نعيش في عوالم جديدة متعددة الأقطاب والجبهات؛ وأن عالمنا اليوم الحديث المتطور يعش تقدما تكنولوجيا سريعا في كافة المجالات، والواحد منا أصبح لايستطع مواكبة الأحداث والتطورات العالمية على مدار الساعة بل قل الدقيقة والثانية؛ هذا الأحداث و المستجدات العالمية تحتاج إلى ساسة مهرة وصناع قرار من العيار الثقيل يدركون حجم التحديات والصعوبات التي تواجههم وهم على سدة الحكم والرئاسة بل ويدركون حجم المخاطر الجمة ومآلات الأمور والسياسات الخاطئة التي قد تجر الشعوب إلى الكوارث وتحدث الكثير من المشاكل جراء سياسات الحكم الخاطئ والحكم المزاجي حسب ما يرتأيه الرئيس والحاكم الجديد..هذا تشخيص بسيط لما يحدث حديثا في الولايات المتحدة الأمريكية مع قدوم الرئيس الجديد ترامب على سدة الحكم ، الذي لم يحقق الوعود التي قطعها على نفسه في حملته الإنتخابية - وأنه سيعزز دور أمريكا بالعالم وسيمني اقتصادها وسيغير صورة أمريكا الإجرامية الخرابية في العالم، وسيعمل على ازدهار دور الرجل الأمريكي الأبيض بالعالم ويجعل منه نموذج ( السلام والعمل والمثابرة) ، ولكن يبدو أن أعوام الرئيس "ترامب" الأربع وسنواته ستكون عجاف وظلامية على بلاد العم سام، وستنتج سياسات ترامب التعسفية المزيد من الدمار والخراب في أمريكا والدول التي تسير في فلكها..
- لقد شاهد العالم كله عبر الكاميرات والشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي ( وهذه سابقة في التاريخ) كيف تستقبل أمريكا ضيوفها من رؤوساء العالم وكيف ( تكرمهم) بل توبخهم وتنهرهم وتطردهم شرة طردة بل تتجمل عليهم بأنها تدفع لهذه الدول الكثير من الأموال والأسلحة وصواريخ التدمير ومعدات وأنظمة النووي والخراب الحديثة ..هذا ما يبدو واضحا للعالم وسياسة وملامح الحكم( الترامبي) الجديد للعالم، بل والخطوط العريضة للمرحلة الجديدة..
الرئيس الأمريكي ترامب يقول للعالم اليوم - وادعا لعصر الحقوق والحريات والسلام والديمقراطية والمبادئ السامية، ويشدد على أن سياسة العاصا والنار هي الخطوط العريضة لحكم العالم وإدارة الشعوب، ولن تقدم ( أمريكا) "خدمة " لأحد دون فروض الطاعة والولاء وتقبيل الأيدي للعم سام.. هذه السياسة تبدو واضحة وجلية عندما علت الأصوات وارتفعت أمام الصحفيين في المكتب البيضاوي الأمريكي وصرخ الرئيس ترامب ونائبه عاليا لتوبيخ الرئيس الأوكراني " فلاديمير زيلنسكي" الذي لم يرض على نفسه هذا الموقف الحرج أمام العالم وهو ( البطل الأوروبي في مواجهة روسيا وأطماعها في أوروبا) - لم يرض زيلنسكي على نفسه هذا الموقف الضعيف وصرخ في وجه الرئيس الأمريكي ونائبه رافضا الشروط والاملاءات الأمريكية عليه مقابل وقف الحرب مع روسيا، بل إن زيلنسكي يدرك أنه صوت القارة الأوروبية وأنه رضخ للاملاءات والمطالب الأمريكية سيفتح الامر شهية أمريكا على الاحتلال والاستيطان في القارة الأوروبية وسرقة ونهب ثرواتها وخيرتها من ذهب ومعادن ووقود وغاز وبترول..هذه المعادلة الخطيرة هي هدف مقابلة الرئيس زيلنكسي في البيت الأبيض وابتزازه بهذه الصورة العلنية الوقحة بل والمخالفة لكافة الأعراف والمراسيم والتقاليد الرسمية الدبلوماسية المتبعة بين دول العالم في استقبال الرؤساء والوفود الرسمية..
إن ما حدث معالرئيس الأوكراني زيلنسكي عبر وسائل الإعلام يقصده الرئيس الأمريكي ترامب بل وهي رسالة وجهها ترامب لكل زعماء ورؤساء العالم مفادها سأحكمكم( بالدم والنار إن لم تسمعوا كلامي) بل إن ما حدث في لقاء ترامب زيلنسكي اختراق كبير لكافة المراسيم والأعراف والتقاليد الدولية والاجتماعية وقل ما تشاء في اساءة إكرام الضيوف واستقبالهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن الأمريكان انفسهم يرفضون ما حدث في استقبال ضيف أمريكا زيلنسكي، بل ما حدث سيجر على أمريكا الكثير من المشاكل الدبلوماسية بل وأساء صورة أمريكا بالقارة الأوربية.
مما لاشك فيه أن حرب روسيا أوكرانيا ووقف هذه الحرب كما وعد (ترامب) مهمة لم تكن سهلة أمام الإدارة الأمريكية الجديدة بل ستبذل جهداً كبيراً وربما لن تنحج فيها بحسب الظروف والمعطيات الميدانية لكنها قد تؤثر على إدارة أمريكا للملفات والجهات الأخرى وأبرزها ملفات الشرق الأوسط الساخنة والجبهات المتعددة الأخرى وأبرزها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والقضية الفلسطينية ومستجداتها الميدانية ( على مدار الساعة ) خاصة الظروف الجديدة التي فرضتها حرب الإبادة الجماعية الأخيرة على قطاع غزة والفشل الإسرائيلي الذريع في هذه الحرب بل والمخسائر الأمريكية الكبيرة في هذه الحرب الإجرامية الفاشية، بل ويوجد تحديات ومخططات أخرى للرئيس ترامب تتمثل في مواصلة تنفيذ المخططات الامريكية السابقة للمنطقة العربية وعلى رأسها صفقة القرن ..
إلى الملتقى
مقال دكتورغسان الشاميسياسة تهجير المخيمات و الاستيطان تهدد الوجود الفلسطيني في الضفة المحتلة
قلم : د. غسان مصطفى الشاميghasa...@gmail.com
تواجه مخيمات الضفة الغربية المحتلة حملة اسرائيلة إجرامية ومسعورة وممنهجة منذ أكثر من عشرة شهور تستهدف مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس ومخيم الفارعة، وتركز بالأساس على تهجيير الفلسطينيين وتهديد وجودهم وقتلهم في أرضهم واقتلاعهم من جذورهم حيث تواصل ألة الحرب العسكرية الإسرائيلية سياسة القتل الجماعي بحق الفلسطينيين مع استمرار سياسات التدمير وتخريب البنية التحية من شوارع وطرقات المخيمات دون حسيب أو رقيب من أجل تفريغ هذه المخيمات قسرا وتوسيع عمليات الهدم فيها.إن الحملة العسكرية الإسرائيلية الوحشية المتواصلة التي تشهدها مخيمات الضفة تستهدف تحويل هذه المخيمات إخلاء هذه المخيمات وتفريغها من سكانها لتصبح مناطق خالية من البشر والإنسان الفلسطيني حيث أفرغت سلطات الاحتلال المخيمات من سكانها وتم تهجيير وتشريد أكثر من 50 ألف فلسطيني ما زالوا نازحين قسرا بعد أن كانت هذه المخيمات مفعمة بالحياة.وقد بدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مخيمات الضفة بدء من مخيم جنين منذ منتصف عام 2023م تزامنا من حرب الإبادة الجماعية في غزة - حيث توسعت لتشمل مخيمات أخرى في شمال الضفة، واستخدمت سلطات الاحتلال أكبر عدد من الآليات الثقيله و المعدات وذلك لتنفيذ عدد كبير من عمليات الهدم والتدمير والتجريف في أقل وقت ممكن لاستكمال أهداف هذه العملية الإسرائيلية الخطيرة التي تستهدف القضاء على الوجود الفلسطيني وانهائه في هذه المخيمات وانهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين المركزية والتي تعد عصب القضية الفلسطينية وأساسها.وقد أدت عمليات التدمير والتجريف المستمرة والمدمرة إلى جعل مخيمات شمال الضفة غير صالحة للسكن، بل و محاصرة السكان في نزوح قسري مستمر حتى العام الجاري 2025 فيما كان أكثر من 70% من عمليات التهجير والتدمير تتم بصورة مفاجئة ومباغتة دون حتى إبلاغ المؤسسات الدولية أو حتى سكان المخيمات أو حتى أي ما تسمى من أوامر المحاكم والقضاء في دولة الاحتلال الإسرائيلي بل إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصبحت تستخدم الطائرات الحربية والصواريخ والقنابل الجوية إضافة الى الجرافات المدرعة والاليات الثقلية على الأرض والتفجيرات المسيطر عليها والأسلحة المتطورة الحديثة حيث وقعت أكثر من 60 غارة جوية على الأقل منذ بداية عام 2025 الجاري، تستهدف تدمير وسحق الحياة والبشر في هذه المخيمات,حسب ما أعلنه وزير الحرب الاسرائيلي " كاتس" عن توسيع العملية العسكرية في مخيمات الضفة وأنها حسب " جزء من حرب عالمية ضد الإرهاب " قائلا : "لقد أصدرت تعليماتي للجيش بالاستعداد للبقاء لفترة أطول في المخيمات التي تم إخلاؤها خلال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة ونمو الإرهاب مرة أخرى، و أن 40 ألف فلسطيني نزحوا من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وأن هذه المخيمات أصبحت خالية من السكان، وتم تعليق أنشطة وكالة الغوث فيها" حسب تصريحات الوزير الإسرائيلي كاتس، حيث سيواصل الجيش الاسرائيلي ما اسماه عملية تطهير مخيمات اللاجئين وغيرها من بؤر الإرهاب من أجل تفكيك الكتائب والبنى التحتية الإرهابية التي تم بناؤها وتسليحها وتمويلها وتدريبها من قبل المحور الشر، في محاولة لإقامة جبهة إرهابية شرقية ضد المستوطنات في السامرة وخط التماس والمراكز السكانية الكبرى في إسرائيل..والكلام لوزير الحرب كاتس، كما وأصدرت القيادة السياسية في دولة الاحتلال تعليماتها لقوات الجيش الإسرائيلي بالبقاء في مخيمات اللاجئين ومواصلة العمل في المنطقة، وذلك بسبب مخاوف أمنية إسرائيلية من عودة الأسرى الفلسطينيين المحررين إلى النشاط العسكري في المخيمات، فيما تواصل سلطات الاحتلال مصادرة الكثير من المساحات الكبيرة من أراضي وقرى وبلدات الضفة الغربية، تم اقامتها خلال عام 2024 يبلغ عددها 60 بؤرة استيطانية جديدة، ويعتبر هذا العدد من البؤر الاستيطانية الأكبر في تاريخ الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية منذ احتلالها العام 1967م، حيث صرح الوزير الإسرائيلي سموتريتش وزير الأبارتهايد تصريحات إرهابية خطيرة قائلا " أصبح بوسع المستوطنين فعل كل ما يحلو لهم فعله في الضفة الغربية، ليس فقط بناء بؤر استيطانية وإنما أيضا إحراق أشجار ومزارع وبيوت وتسميم قطعان ماشية وسرقتها ومطاردة القرويين الفلسطينيين في أرزاقهم، ومحاولة تحويل حياتهم إلى جحيم."وحسب المعطيات الاسرائيلية فانه منذ العام 1997 حتى العام 2023 أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي 284 بؤرة استيطانية، وفي العام 2024 فقط أقامت 60 بؤر، حيث أن العديد من البؤر الاستيطانية الجديدة أقيمت على أراض زراعية ورعوية لفلسطينيين، بالسيطرة على أراضي الفلسطينيين بالقوة، واقتلاع أشجارهم، وإغلاق الطرق التي يستخدمونها، وإقامة الأسوار التي تمنع الوصول إلى حقولهم، حيث يواصل جيش الاحتلال حربه على مخيمات الضفة حيث تعمل 24 كتيبة من الجيش الإسرائيلي يوميا قتلا ودمارا وتخريبا في عدة قرى وأحياء ومخيمات الضفة المحتلة مع التركيز على مخيمي جنين ونور شمس وطولكرم بسبب توسع المقاومة في هذه المخيمات ومنعا لتحول المخيمات إلى نماذج عامة في الضفة الغربية المحتلة.إن سياسة التهجير القسري والاستيطان التي تستهدف مخيمات شمالي الضفة وتركز عليها بشكل كبير هي حرب إجرامية اسرائيلية من نوع آخر تستهدف بالأساس إنهاء الوجود الفلسطيني في هذه المخيمات وتقويض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وتستهدف تهديد وحدة وتواصل الأراضي الفلسطينية.إلى الملتقى