و بالعودة الى موضوع التفاوض سواء كان مباشرا أو غير مباشر مع العدو الصهيوني فإن الشارع العربي يرفضه جملة و تفصيلا باعتبار أن التفاوض في المرحلة الحالية يعني القبول بالوجود الصهيوني على الأرض العربية التي وقع احتلالها بالقوة الغاشمة و طرد منها معظم سكانها الأصليين عرب فلسطين وحل محلهم أناس غرباء عنها وقع التغرير بهم وجمعهم من أنحاء العالم بشتى الطرق و تحت ستار أساطير دينية باطلة وأوهام من الماضي لا تستقيم مع الواقع وبناء عليه فلا يمكن القبول بهذا الاحتلال فكل الشعوب المستعمرة واجهت مستعمريها وطردتهم مهما كانت قوتهم كما فعل أبطال العراق أمام جبروت أمريكا حيث أذلوها و هزموا جيشها و أسقطوا اقتصادها و اعلامها وكما فعل أهلنا في غزة واليمن وجنوب لبنان في مقارعة العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي والى الان رغم عدم تكافئ القوى رغما عن الدعم الغربي غير المسبوق تسليحيا و إعلاميا وسياسياً ومع ذلك يواصل ابطال المقاومة العربية انهاك العدو وقضمه قطعة قطعة و تهشيم جيشه وبشكل يومي الى درجة ان العدو هو من يطلب التفاوض.
ونحن كأمة أرضها محتلة من حقنا مقاومة المستعمرين حتى طردهم نهائيا من أرضنا سواء كانت فلسطين أو غيرها الأجزاء المحتلة من سوريا أمريكيا وتركيا و أما الوضع الذي نقبل به التفاوض مع هذا العدو هو حالة واحدة ان قبلها العدو الصهيوني بالطرق السلمية وهي كيفية مغادرتهم لأرضنا وهذا لن يحدث منهم بشكل تلقائي لأنهم بكل بساطة محتلون ومجرمو حرب فالسبيل الوحيد لاخراجهم هو المقاومة المسلحة و المقاطعة الاقتصادية و الثقافية و الاعلامية و تفعيل المقاطعة و الحصار لهذا العدو وعدم توفير الأمن للمستوطنين و ازعاجهم بكل الطرق بما في ذلك عدم احترام كافة قوانين العدو وعدم الاعتراف بها انطلاقا من خرق قواعد المرور الى عدم الالتزام بقواعد البناء بحيث ان الحل الوحيد لانهاء الوجود الصهيوني يكمن في خيار المقاومة بكل أشكالها ومواصلة الاشتباك مع العدو الصهيوني بشكل دائم و عدم ترك الفرصة له ليلتقط أنفاسه و ذلك أن هدف الاحتلال هو توفير الأمن للمغرر بهم من الصهاينة من مختلف أنحاء العالم فاذا منعناه من تحقيق هذا الهدف فمعنى ذلك أن الهدف الاستراتيجي للعدو انهار وبات العدو كأنه أتى الآن للمنطقة والأرض تهتز من تحته فلا بد من تفعيل المقاومة و المواجهة اليومية بأدوات بسيطة ولسنا في حاجة الى جيوش جرارة تعادل قوة العدو من طائرات و دبابات وغيرها من الأسلحة المتطورة فيمكن مواجهته بأسلحة بسيطة كالتي تمتلكها المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية أو اليمنية بالرياض ونحارب العدو بحرب العصابات
كما يمكن أيضا استعمال وسائل أخرى تدخل في اطار التخريب لنظام الدولة الصهيونية القائمة في فلسطين بعدم احترام القوانين و العمل يوميا على خرق قوانين الدولة أو ما يسمى بالعصيان المدني ما أمكن ذلك و العمل على تخريب أعمدة الكهرباء و الهاتف وتدمير توصيلات المياه وأنابيب الصرف الصحي وبالتالي ازعاج الصهاينة وتحسيسهم بأنه لا أمان لهم و لا استقرار لهم على أرض فلسطين وافهامهم بطريقة أو بأخرى بأن اقامتهم في فلسطين مزعجة جدا و خطيرة وأن الأمن و الاستقرار بالنسبة اليهم عملة نادرة وأما بالنسبة للتفاوض معهم فلن يكون الا في المراحل الأخيرة للصراع وحول كيفية مغادرتهم لفلسطين وعودة اللاجئين الى أرض الوطن.الخ حتى يشعر الصهاينة ان مشروعهم الاستعماري فاشل وعليهم مغادرة فلسطين و الا قتلوا فيها أو عاشوا فيها منغصين دون استقرار و لا أمن.
ان الذين يفاوضون العدو الصهيوني أو يعترفون به ضمنا أو صراحة فهم واهمون وعلى خطأ كبير و لا يمكن أن نصف موقفهم بأكثر من ذلك لأنه لا يمكن أن نتصور عربيا يخون أمته و ينحاز عمالة للكيان الصهيوني الا اذا ثبت بأمر قاطع لا جدال فيه وكذلك جمعا لصفوف الأمة و توجيها لكل قوانا المادية و المعنوية نحو العدو الصهيوني ومن يقف الى جانبه من القوى العظمى في العالم ومن ذلك أن احتلال العراق في معظم أهدافه خدمة للمشروع الصهيوني بالمنطقة وكذلك حتى نضمن ألا نتبادل الاتهامات بالخيانة و القفز على الواقع …الخ.
ان اعتراف الأمم المتحدة و العديد من الدول بالكيان الصهيوني لا يمكن أن يضفي على وجوده الشرعية في احتلال فلسطين فان هذه الجهات الدولية لا تملك أرض فلسطين حتى توزع الاعتراف وفق أهوائها و انما فلسطين ملكية تعود للأمة العربية بأجيالها المتعاقبة فلنفرض جدلا أن كل الجيل الحالي خان قضيته و اعترف بالكيان الصهيوني فالأجيال القادمة شريك لنا في ملكية الأرض ومع التطور و التقدم العلمي و التقني الذي ستحصل عليه لن تقبل بذلك و ستنازل العدو الصهيوني و تقضي عليه و بناء عليه فمستقبل الصهاينة في كف عفريت و عليهم أن يغادروا طوعا و العودة الى أوطلانهم والا لن يحصل لهم الأمن و الاستقرار و لن يفرحوا كثيرا فالقادم أفظع لهم.