ان الذين كفروا من اهل الكتاب

0 views
Skip to first unread message

Traful Stakelbeck

unread,
Jul 1, 2024, 8:17:53 AM (19 hours ago) Jul 1
to obpiagreenwi

أخرج اليهود من بني النضير وأجلاهم إلى خيبر بعدما غدورا بعهودهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم , وظنوا أن حصونهم تمنعهم من جند الله واعتمدوا على الأسباب وكفروا بربها , حتى ظنوا أن حصونهم لن يقدر عليها أحد , ووقع الخوف في قلوب بعض المؤمنين من منعة تلك الحصون مع إيمانهم بان الله أكبر

في هذا المشهد المعقد أتى الله اليهود من حيث لم يحتسبوا و سلط الله عليهم عباده المؤمنين وسلط عليهم الرعب وسلط عليهم أنفسهم, فلما استحوذ عليهم الرعب انهزموا , فمن وثق بغير الله مخذول , وكانت نهاية المشهد أن صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن لهم ما حملت الإبل, فأخذوا هم بأيديهم يخربون بيوتهم ليحملوا ما استطاعوا على ظهور الإبل.وفي هذا عبرة وعظة ودرس بليغ لكل من عادى الله وغدر بالمسلمين واغتر بقوته وتوكل على غير مولاه.

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) [المجادلة]

افتتح تعالى هذه السورة بالإخبار أن جميع من في السماوات والأرض تسبح بحمد ربها وتنزهه عما لا يليق بجلاله وتعبده وتخضع لجلاله لأنه العزيز الذي قد قهر كل شيء فلا يمتنع عليه شيء ولا يستعصي عليه مستعصي الحكيم في خلقه وأمره فلا يخلق شيئا عبثا ولا يشرع ما لا مصلحة فيه ولا يفعل إلا ما هو مقتضى حكمته.

ومن ذلك نصر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم على الذين كفروا من أهل الكتاب من بني النضير حين غدروا برسوله فأخرجهم من ديارهم وأوطانهم التي ألفوها وأحبوها.

وكان إخراجهم منها أول حشر وجلاء كتبه الله عليهم على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فجلوا إلى خيبر ودلت الآية الكريمة أن لهم حشرا وجلاء غير هذا فقد وقع حين أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر ثم عمر رضي الله عنه أخرج بقيتهم منها.

وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فأعجبوا بها وغرتهم وحسبوا أنهم لا ينالون بها ولا يقدر عليها أحد وقدر الله تعالى وراء ذلك كله لا تغني عنه الحصون والقلاع ولا تجدي فيهم القوة والدفاع.

ولهذا قال: فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا أي: من الأمر والباب الذي لم يخطر ببالهم أن يؤتوا منه وهو أنه تعالى قذف فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ وهو الخوف الشديد الذي هو جند الله الأكبر الذي لا ينفع معه عدد ولا عدة ولا قوة ولا شدة فالأمر الذي يحتسبونه ويظنون أن الخلل يدخل عليهم منه إن دخل هو الحصون التي تحصنوا بها واطمأنت نفوسهم إليها ومن وثق بغير الله فهو مخذول ومن ركن إلى غير الله فهو عليه وبال فأتاهم أمر سماوي نزل على قلوبهم التي هي محل الثبات والصبر أو الخور والضعف فأزال الله قوتها وشدتها وأورثها ضعفا وخورا وجبنا لا حيلة لهم ولا منعة معه فصار ذلك عونا عليهم ولهذا قال: يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ وذلك أنهم صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن لهم ما حملت الإبل.

فنقضوا لذلك كثيرا من سقوفهم التي استحسنوها وسلطوا المؤمنين بسبب بغيهم على إخراب ديارهم وهدم حصونهم فهم الذين جنوا على أنفسهم وصاروا من أكبر عون عليها فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ أي: البصائر النافذة والعقول الكاملة فإن في هذا معتبرا يعرف به صنع الله تعالى في المعاندين للحق المتبعين لأهوائهم الذين لم تنفعهم عزتهم ولا منعتهم قوتهم ولا حصنتهم حصونهم حين جاءهم أمر الله ووصل إليهم النكال بذنوبهم والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فإن هذه الآية تدل على الأمر بالاعتبار وهو اعتبار النظير بنظيره وقياس الشيء على مثله والتفكر فيما تضمنته الأحكام من المعاني والحكم التي هي محل العقل والفكرة وبذلك يزداد العقل وتتنور البصيرة ويزداد الإيمان ويحصل الفهم الحقيقي ثم أخبر تعالى أن هؤلاء اليهود لم يصبهم جميع ما يستحقون من العقوبة وأن الله خفف عنهم.

تسمى سورة البينة أيضا سورة لم يكن وتعالج السورة القضايا الآتية: موقف أهل الكتاب من رسالة محمد ﷺ موضوع إخلاص العبادة لله تعالى ومصير السعداء والأشقياء في الآخرة وقد ابتدأت السورة بالحديث عن اليهود والنصارى وتكذيبهم لدعوة الرسول مع علمهم بصدق نبوته ثم تحدثت عن إخلاص العبادة لله الذي أمر به جميع الأديان وإفراده تعالى والتوجه له بكافة الأقوال والأفعال وأخيرا تحدثت عن مصير أهل الكتاب والمشركين وخلودهم في نار جهنم ومصير المؤمنين وخلودهم الأبدي في الجنة.

هذه السورة معدودة في المصحف وفي أكثر الروايات أنها مدنية وقد وردت بعض الروايات بمكيتها ومع رجحان مدنيتها من ناحية الرواية ومن ناحية أسلوب التعبير التقريري فإن كونها مكية لا يمكن استبعاده. وذكر الزكاة فيها وأهل الكتاب لايعتبر قرينة مانعة. فقد ورد ذكر أهل الكتاب في بعض السور المقطوع بمكيتها. وكان في مكة بعض أهل الكتاب الذين آمنوا. وبعضهم لم يؤمنوا. كما في نصارى نجران وفدوا على الرسول في مكة وآمنوا كما هو معروف. وورد ذكر الزكاة كذلك في سور مكية.

لم يكن الذين كفروا من: للبيان أهل الكتاب والمشركين: أي عبدة الأصنام عطف على أهل منفكين: خبر يكن أي زائلين عما هم عليه حتى تأتيهم: أي أتتهم البينة: أي الحجة الواضحة وهي محمد ﷺ رسول من الله: بدل من البينة وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتلو صحفا مطهرة: من الباطل فيها كتب: أحكام مكتوبة قيمة: مستقيمة أي يتلو مضمون ذلك وهو القرآن فمنهم من آمن به ومنهم من كفر وما تفرق الذين أوتوا الكتاب: في الإيمان به صلى الله عليه وسلم إلا من بعد ما جاءتهم البينة: أي هو ﷺ أو القرآن الجائي به معجزة له وقبل مجيئه ﷺ كانوا مجتمعين على الإيمان به إذا جاء فحسده من كفر به منهم وما أمروا: في كتابيهم التوراة والانجيل إلا ليعبدوا الله: أي أن يعبدوه فحذفت أن وزيدت اللام مخلصين له الدين: من الشرك حنفاء: مستقيمين على دين إبراهيم ودين محمد إذا جاء فكيف كفروا به ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين: الملة القيمة: المستقيمة إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها: حال مقدرة أي مقدرا خلودهم فيها من الله تعالى أولئك هم شر البرية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية: الخليقة جزاؤهم عند ربهم جنات عدن: إقامة تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم: بطاعته ورضوا عنه: بثوابه ذلك لمن خشي ربه: خاف عقابه فانتهى عن معصيته تعالى.[7]

59fb9ae87f
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages