الصوم في شهر رجب

0 views
Skip to first unread message

الإدارة العليا

unread,
Jul 21, 2009, 12:11:34 PM7/21/09
to مركز تحفيظ القرآن الكريم جامعة الامارات, alg...@hotmail.com
الصوم في شهر رجب
هل ورد فضل معين للصيام في شهر رجب ؟.


الحمد لله

أولاً :

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها : ( إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )
التوبة/36 , والأشهر الحرم هي : رجب , وذو العقدة , وذو الحجة ,
والمحرم .

وروى البخاري (4662) ومسلم (1679) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( السَّنَةُ
اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ
مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ,
وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) .

وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين :

1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .

2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .

ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر فقال : ( فَلا
تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36 , مع أن ارتكاب المعصية
محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها , إلا أنه في هذه الأشهر أشد
تحريماً .

قال السعدي رحمه الله (ص 373) :

" ( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) يحتمل أن الضمير يعود إلى
الاثني عشر شهرا , وأن اللّه تعالى بَيَّن أنه جعلها مقادير للعباد , وأن
تعمر بطاعته , ويشكر اللّه تعالى على مِنَّتِهِ بها , وتقييضها لمصالح
العباد , فلتحذروا من ظلم أنفسكم فيها .

ويحتمل أن الضمير يعود إلى الأربعة الحرم , وأن هذا نهي لهم عن الظلم
فيها خصوصاً ، مع النهي عن الظلم كل وقت , لزيادة تحريمها , وكون الظلم
فيها أشد منه في غيرها " انتهى .

ثانياً :

وأما صوم شهر رجب , فلم يثبت في فضل صومه على سبيل الخصوص أو صوم شيء منه
حديث صحيح .

فما يفعله بعض الناس من تخصيص بعض الأيام منه بالصيام معتقدين فضلها على
غيرها : لا أصل له في الشرع .

غير أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على استحباب الصيام في
الأشهر الحرم ( ورجب من الأشهر الحرم ) فقَالَ صلى الله عليه وسلم :
( صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ) رواه أبو داود (2428) وضعفه الألباني
في ضعيف أبي داود .

فهذا الحديث - إن صح - فإنه يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم ,
فمن صام في شهر رجب لهذا , وكان يصوم أيضاً غيره من الأشهر الحرم فلا
بأس , أما تخصيص رجب بالصيام فلا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (25/290) :

" وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا يعتمد أهل
العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها
من الموضوعات المكذوبات . . .

وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر
الحرم : وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم . فهذا في صوم الأربعة
جميعا لا من يخصص رجبا " انتهى باختصار .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى " انتهى
من "المنار المنيف" (ص96) .

وقال الحافظ ابن حجر في "تبيين العجب" (ص11) :

" لم يرد في فضل شهر رجب , ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين , ولا في
قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة " انتهى .

وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في "فقه السنة" (1/383) :

" وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور , إلا أنه من الأشهر
الحرم , ولم يرد في السنة الصحيحة أن للصيام فضيلة بخصوصه , وأن ما جاء
في ذلك مما لا ينتهض للاحتجاج به " انتهى .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن صيام يوم السابع والعشرين من رجب
وقيام ليلته .

فأجاب :

" صيام اليوم السابع العشرين من رجب وقيام ليلته وتخصيص ذلك بدعة , وكل
بدعة ضلالة " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/440) .

الإسلام سؤال وجواب

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages