أمورا قد لا يصدقها العقل الذي يعيش في لحظاته وأوهامه وحدها

9 views
Skip to first unread message

EMAD HANI

unread,
Jan 27, 2015, 8:17:03 AM1/27/15
to A Mosulcom A My Group
الحقائق التاريخية تثبت أمورا قد لا يصدقها العقل الذي يعيش في لحظاته وأوهامه وحدها، وقد قصّ علينا القرآن الكريم كيف يصل الحال بالبشر تحت الحكم المستبد، ولننظر مثلا إلى قصة فرعون:
1. البشر -تحت الاستبداد- يصلون إلى حالة من الذل والضعف والجبن حتى درجة أن يُؤخذ منهم أبناؤهم ليُذبَحوا ولا يُقاوِمون، بل وتكون غاية أمانيهم أن يكون المولود أنثى لئلا يذبح.
(يسومونكم سوء العذاب يُذَبِّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم)
2. البشر -تحت الاستبداد- يخافون من المصلحين ويقاومونهم
(فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم)
[ذرية من قومه: أي مجموعة من الشباب الصغار، فالكبار قد أقعدهم الخوف]
3. البشر -تحت الاستبداد- يقبلون بتكاليف الذل ولا يقبلون بتكاليف المقاوم، ويعلقون أزمتهم على المصلحين لا على المستبدين
(قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا)
4. البشر -تحت الاستبداد- لا تتغير مواقفهم مهما كانت الأدلة، والطائفة العسكرية لا تتغير مواقفهم إلا بالأمر العسكري وحده.
انظر إلى موقف سحرة فرعون، لقد آمنوا لأنهم يعلمون أن ما عند موسى ليس سحرا، لكن الناس الذين جمعهم فرعون وخدعهم إعلامه لم يؤمنوا، وقد كان جنود فرعون أسوأ حالا إذ أنهم لم يكتفوا فقط بعدم الإيمان بل هم الذين عذبوا السحرة حتى الموت.
هذا المعنى تلمحه في قول فرعون للسحرة (آمنتم له قبل أن آذن لكم).. لقد جرت طبيعة حكمه على أن قرارات الناس -بما فيها القرارات الداخلية- مرتبطة بإذن منه.
5. البشر الذين طحنهم الاستبداد لا يصدقون أنفسهم حين يزول المستبد ولو حاصرتهم المعجزات..
هؤلاء بنو إسرائيل لم يصدقوا أن ثمة إلها يمكن أن يعبدون دون أن ينظروه ويروه، فلما مروا على قوم يعبدون الأصنام (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) ولما غاب عنهم موسى (اتخذوا العجل) إلها، وفي النهاية قالوا صراحة (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة).
6. البشر الذين طحنهم الاستبداد غير مؤهلين لحمل الرسالة، لقد كان آخر قول لموسى -عليه السلام- (رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين)
وكانت العقوبة أن ينتهي هذا الجيل في التيه.
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages