Re: كتب تزيدك ثقافة

0 views
Skip to first unread message
Message has been deleted

Elliott Davis

unread,
Jul 11, 2024, 1:57:03 AM7/11/24
to monbaudonet

مثال: وجد حي نفسه في وسط تحوّل سكاني كبير. فالسكان الذين كانوا من العائلات القديمة بات 30 % منهم اليوم من أصول ريفية متنوعة و10% من العمال الوافدين من بلدان ولغات مختلفة. رابطة الحي التي كانت اعتادت أن تعمل في سياق ثقافة وعادات العائلات الأصلية صارت تواجه صعوبة في جعل السكان الجدد يشاركون. وضع مجلس الحي إعلانات في الصحيفة المحلية عن أنشطة الرابطة وعن مواعيد الاجتماعات/ وأرسلت نشرة بالبريد. إلا أن عضويتها لم تزدد ولم تتنوع.

كتب تزيدك ثقافة


تنزيل الملف https://ckonti.com/2yZLnX



من جهتهم نظر السكان الجدد إلى الرابطة على أن أفراد العائلات من القديمة هم الذين يديرونها وأنها تخدمهم هم فحسب. والرابطة لم تعلن إدراكها وجود السكان الجدد ولم ترحب بهم في أيٍّ من منشوراتها. وهي لم تبذل جهداً في الاتصال بقادة السكان الجدد أو دعوتهم إلى رابطة الحي. بل استمرت تعمل بالطريقة التي اعتادت العمل بها دائماً من دون إدراك أن القادمين الجدد لهم أشكالهم الخاصة من التنظيم الاجتماعي وطرقهم الخاصة في دعم أفرادهم. وكان على رابطة الحي لو أرادت للقادمين الجدد أن ينخرطوا أن تتعلم التنظيم الاجتماعي والقيادة في المجموعات الجديدة وطرقها في التواصل معهم بطريقة ملائمة ثقافياً.

تُعرّف الثقافة على أنها التقاليد والمعتقدات والعادات والفولكلوروالمؤسسات عند مجموعة من الناس. ويتشارك الثقافة أناس من نفس الإثنية أو اللغة أو الجنسية أو الدين. إنها نظام من القواعد التي تشكل أساس مَن نكون وهي التي تؤثر في كيفية التعبير عن أنفسنا كجزء من مجموعة وكأفراد.


جميعنا ينمو ويتطور في نوع ما من أنواع الثقافة. البيئة المحيطة هي التي تقرر ما نتعلم وكيف نتعلمه وقواعد عيشنا مع الآخرين. تنتقل هذه القواعد من جيل إلى أخر وكثيراً ما يجري تكييفها بحسب الزمان والمكان. ويستوعب الأطفال القواعد فيما هم ينمون سواء بالنقل الشفهي أو الاحتكاك بالتناضح (الأزموسية).

تمتلك النظمات "ثقافتها" المكونة من سياساتها وإجراءاتها وبرامجها وعملياتها. وهي تتضمن قيماً ومعتقدات وافتراضات وعادات معينة. وتكون ثقافة المنظمة بشكل واسع صدىً للثقافة الأساسية في كيفية تعاملها مع اتجاه الزمن وفهمه واستخدامه. ولكن ثقافة المنظمة قد لا تلائم بناء أهلية ثقافية وهنا تدخل عملية بناء المهارات. فالمنظمة المؤهّلة ثقافياً تجمع معاً المعرفة عن مجموعات مختلفة من الناس وتحوّلها إلى معايير وسياسات وممارسات والتي تجعل كل شيئ يعمل.

تحت إدارة مجلس محلي منتخب تمكنت المنظمة التي تدير "مبادرة شارع دادْلي" من أن تنجح في خلق مجتمع محلي جامع ودامج يروج للمساواة والعدالة الاجتماعية لجميع سكانه. (من أجل أفكار مفيدة سريعة عن بناء مجتمع محلي جامع انظروا الفصل 27 القسم 11 ).

وقع هذا في مدينة روكسبيري في ولاية ماساتسوشيتس بناءً على "مبادرة الرئيس عن العِرق 1999. لمعلومات عن المنظمة انظروا موقعها على

لا تشكل "الأهلية الثقافية" مصدر خطر لأنها تعترف بمَن هم الناس بهويتهم وتثبّت ذلك. فمن خلال التركيز على ثقافة المنظمة تزيل الأهلية الثقافية الحاجة إلى توجيه اللوم وافتراض الذنب. وبما أن اكتساب الأهلية الثقافية يركز على "كيف" يمكن جعل السياسات والممارسات تصطف وتنسجم مع الأهداف العامة فهذا يؤدي إلى انخراط كل شخص. هذا النموذج المقلوب يخفف عن الخارجيين (أو المجموعات المقصَاة) مسؤولية انجاز كل التكييف.

تثمين التنوع يعني أن نقبل ونحترم الفروق بين الثقافات وفي داخلها. كثيراً ما نفترض أن الثقافة المشتركة يتشاركها أعضاء مجموعة لغوية أو دينية أو عِرقية إلا أن هذا قد لا يكون صحيحاً. فالمجموعة قد تتشارك تجارب تاريخية وجغرافية في حين أن أفرادها قد يتشاركون المظهر الجسماني او اللغة أو المعتقدات الروحية فحسب. وقد تقودنا افتراضاتنا الثقافية إلى استنتاجات خاطئة. فإذ ينتقل الناس ويتجانسون مع ثقافات أخرى فهم يخلقون مشكالاً (كالايدوسْكوب) أو مشهداً متنوعاً ومتغيراً من الألوان يتألف من الثقافات الفرعية داخل المجموعات العرقية. بل إن المكانة الجندرية والمكانية والاجتماعية- الاقتصادية يمكنها أحياناً أن تكون أقوى من العوامل العرقية. على سبيل المثال يمكن أن يهاجر زوجان بلدٍ (أو من بيئة ريفية) ويعيشا في ضاحية من ضواحي المدن الغربية. فتكون النتيجة أن يتماهى أطفالهم مع ثقافة البلد الجديد الشعبية أكثر مما يتماهون مع ثقافة أبويهم الأصلية. إن فهم مثل هذه الأوضاع يمكن أن يقود إلى فهم أفضل لتعقيدات التنوع.

إن أهم ما يجب أن نعيه هو في العادة ما نعتبره من المسلّمات. مثلا يتفاوت البعد أو القرب الجسدي بين الأشخاص من ثقافة إلى أخرى. فحين تلجأ عاملة في إحدى المنظمات إلى لمس ذراع الشخص الذي تكلّمه بشكل روتيني فهذا قد يساء فهمه في بعض الثقافات الأخرى.

ويمكن تفادي مثل سوء التواصل هذا لو كانت المظمة تقوم بتقدير ثقافي ذاتي. فلكل منظمة ثقافتها. ويمكن للمسوح والاستبيانات والنقاشات أن تساعد الأعضاء على أن يعوا أكثر طريقة المنظمة في عمل الأمور وأن تساعد على التكيف والثقافات المختلفة. مثل هذا التقدير هو عملية متواصلة باتجاه اكتساب الأهلية الثقافية.

عوامل كثيرة يمكنها أن تؤثر على التفاعلات بين الثقافات. فالإنحياز المسبق الناتج عن خبرات ثقافية تاريخية يفسر بعض المواقف الراهنة. على سبيل المثال عانى الأميركيون من السكان الأصليين أو من أصول أفريقية تمييزاً ومعاملة ظالمة من قبل الثقافات المهيمنة. فالارتياب الناجم عن هذه الخبرات قد يجري تمريره إلى الجيل التالي من تلك الجماعات فيما يجري تجاهله داخل الثقافة المهيمنة. والجماعة المضطهَدة قد تشعر بالارتياب إزاء الثقافة المهيمنة في حين لا يعي ذلك أعضاء الثقافة المهيمنة أو انهم لا يفهمونه. وتحتاج المنظمات التي تنوي التفاعل مع ثقافات متنوعة إلى وعي مثل هذه الدينامية إذا ما أرادوا أن يكونوا فعالين.

ولنتذكر هنا أن المنظمات يمكن أن عابرة للأجيال. فالمجموعة التي عملت مع منظمة غير فعالة وغير مؤهلة ثقافياً قبل 15 عاماً قد لا تعرف أن تلك المنظمة تحمل الاسم ذاته إلا أنها باتت في "حياتها الثانية" اي أنها تتمتع بطاقم جديد ومجلس جديد ونهج جديد في العمل مع الناس والمجتمع المحلي. وهذا يعني أن على المنظمة بعض العمل الذي يجب أن تقوم به وأن عليها أن تعي هذه الدينامية من أجل أن تكون فعالة من جديد. أن تستبق التغيير هو دينامية أساسية في تطوير التآزر أوالتفاعل التكاملي. والتآزر هو أكثر من مجرد عمل فريقي. إنه السحر الذي يحدث عندما يشتغل الناس معا بحق وحين يفهم احدهم الآخر بعمق وفي اتفاق كلي على معتقداتهم وأهدافهم وذلك في ما يتعلق بعملهم في أقل تقدير. ولا يحدث التآزر إلا إذا ما عامل الناس أحدهم الآخر باحترام وإذا ما تواصلوا معاً تواصلاً فاعلا

03c5feb9e7
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages